ألقى شباب حزب التحرير اليوم بعد صلاة الجمعة خطباً عامة في مختلف المساجد في دكا وتشيتاجونج وسيلهيت، حيث أكدوا فيها على أنّ نظام الحكم الحالي والقائمين عليه فشلوا في تحرير الشعب، ودعا الخطباء المسلمين إلى العمل لإقامة دولة الخلافة التي ستحرر الأمة، وقال المتحدثون بأنّ هذا العام هو العام الأربعون على تأسيس بنغلاديش، ولكن البلاد لا تزال فقيرة، حيث لا يزال 40٪ من الشعب يعيشون تحت خط الفقر، وتعود ملكية أكثر من 90٪ من ثروة البلاد إلى أقل من 10٪ من السكان، وهناك مئات الآلاف من المتعلمين العاطلين عن العمل في البلاد، والملايين من النساء المرغمات على العمل في مصانع الملابس التي لا يمكن وصفها إلا بأنها معسكرات للاعتقال لإعالة أسرهن، وما زال الاقتصاد يتراجع ويخلو من أية قاعدة صناعية قوية، لدرجة أنّ العاصمة دكا ينقطع فيها التيار الكهربائي بشكل مستمر! وما هذه إلا صورة مصغرة للدولة القائمة في البلاد.

كما حث المتحدثون الشعب على قلع نظام الحكم الحالي وحكام حزب عوامي، الذين حكموا البلاد على مدى السنوات الـ 40 الماضية، فهذا النظام العلماني الكافر هو من وضع البشر وهو السبب الحقيقي للشقاء والمعاناة التي يعيش فيها الشعب، وتحت ذريعة حماية هذا النظام نهب حزب عوامي ثروة البلاد وجعل الحياة باهظة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنهم يبيعون ثروات ومصالح البلاد لأسيادهم الأجانب، وتركوا الناس يعانون في الفقر. فلا يقارن هؤلاء الحكام إلا مع أمثالهم من الحكام الفاسدين من مثل بن علي ومبارك والقذافي وباقي الطغاة الذين قمعوا المسلمين في الدول العربية على مدار 40-50 عاما، وحكام حزب رابطة عوامي مثلهم في بنغلادش، حيث اضطهدوا المسلمين هنا على مدى السنوات الـ 40 الماضية، وعلى المسلمين الانتفاض ضد حكام حزب رابطة عوامي وضد النظام المطبق.

إنّ السبيل الوحيد للتحرر هو بإقامة حكم القرآن والسنة وتوحيد الأمة الإسلامية والقضاء على الحدود المصطنعة بين المسلمين، وهذا لن يحدث إلا إذا أعدنا إقامة دولة الخلافة، فمن خلال تطبيق القرآن والسنة تتحقق الخيرية لهذه الأمة في الدنيا وفي الآخرة، وتوحيد الأمة في دولة واحدة، أي الخلافة، سيجمع القوى العاملة والموارد وجيوش الأمة على صعيد واحد ما يتيح لها استعادة مكانتها كدولة عظمى أولى في العالم.

وقد تلا الخطباء بعض آيات من القرآن الكريم التي توضح بأنّ أهل هذه البلاد سوف يظلون في الشقاء طالما لزموا الصمت حيال نظام الحكم الحالي والحكام الفاسدين العملاء كقوله تعالى: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)) طه 124