المكتب الإعــلامي
أستراليا
التاريخ الهجري | 19 من ذي القعدة 1445هـ | رقم الإصدار: 1445 / 05 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 27 أيار/مايو 2024 م |
بيان صحفي
الاحتلال الهمجي يتجاهل استنكارات النظام الدولي الجوفاء بمزيد من المجازر في رفح
يواصل كيان يهود المحتل القيام بمزيد من المجازر فاقت سابقاتها، ويرتكب هذه المجازر في الفئات الأكثر ضعفاً، وهذه المرة، ألقوا الصواريخ الموجهة على النساء والأطفال النازحين في مخيمات رفح، وفي مشاهد مروعة، تمت رؤية جثث الأطفال المقطعة وغيرهم من الضحايا الأبرياء وهم من المدنيين النازحين، حيث لم يجدوا مكاناً يؤويهم، ولا تزال المستشفيات وجميع البنى التحتية الأخرى تتعرض للقصف والتدمير. كما يتم استخدام الحرمان من الماء والغذاء والدواء والكهرباء لإشباع غرور وحقد الصهاينة وسفك مزيد من دماء أهل غزة وتحقيق أكبر قدر من المعاناة لهم، ويتم إلقاء أسلحة الدمار الشامل على النساء والأطفال العزل الذين طُلب منهم الانتقال، ليتم استهدافهم في المنطقة التي حددها كيان يهود ومن يدعمهم من القوى الاستعمارية الدولية آمنة. وكل هذه الجرائم تحصل في ظل استنكارات وقرارات فارغة من قبل ما يسمى بـ"المجتمع الدولي"، الذي لا يعدو كونه رشاً للملح على الجرح يهدف إلى حفظ ماء الوجه من إحراج طفلهم المختل الذي يرتكب همجيته التي لم يسبقه إليها أحد، والذي لا يستطيع القائمون على رعايته سوى الشجب والاستنكار الاجوف.
فهل ما زال هناك مسلم يعلّق الآمال على هذه المؤسسات التي صنعت الأزمات التي تعصف بأرضنا، وأبرزها، إن لم تكن الوحيدة، في فلسطين؟ فهل يتوقع أي مسلم أي حل من المستعمرين الذين غزوا بلادنا ورسموا بيننا حدودا زائفة، وصمموا لنا أعلاما ملونة وهويات غريبة لإبقائنا ضعفاء ومنشغلين بالنعرات، ثم سلطوا علينا حكاما مستبدين موالين لدولهم، للحفاظ على سيطرتهم العسكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية المهيمنة على الأمة؟! يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾.
يعمل المستعمرون على إلهاء الأمة بوعود كاذبة، أبرزها "حل الدولتين"، وفي محاولتهم تقديم أنفسهم كصانعي سلام، يقدّم الغرب المستعمر، الذي تعد أستراليا جزءاً منه، حلاً يتماشى مع أهدافه الإمبريالية بعد أن خلق المشكلة، وسيكون أعظم انتصار له هو جعل الأمة تقبل بوجود كيان يهود، ومن خلال القيام بذلك، فإننا نتخلى عن حكم شرعي مهم من خلال تسليم الأراضي الإسلامية إلى الغزاة بشكل دائم، ويعد جعل الأمة تقبّل الأنظمة التي وضعها الإنسان لتكون لها السلطة على الأرض بدلا من دين الله سبحانه وتعالى نجاحا عظيما، وكذلك الانقسام داخل الأمة على شكل دول قومية مثيرة للشفقة، ووضع أنفسهم أوصياء على العالم على الرغم من فسادهم الواضح، ومكافأة المحتل المجرم بـ"دولة" على أرض للمسلمين، والحفاظ على "قاعدتهم المتقدمة" وموقعهم الغربي في قلب بلاد المسلمين. يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ وقال أيضا: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾.
إن جميع اللفتات الخجولة الأخرى التي تم تقديمها من أمثال المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، والأمم المتحدة، تسير على المنوال نفسه: إبراز المجرم الحقيقي الذي يكتفي بالاستنكار اللفظي على أنه صانع سلام بعد تمكينه كيان يهود من القيام بجريمة الإبادة الجماعية.
يجب على المسلمين أن يبحثوا عن الحلول في أمتهم، مهما كانت المهمة التي تنتظرهم صعبة، وبالتوكل على الله سبحانه وتعالى، فإننا يجب أن نلتزم بما يرضي الله سبحانه وتعالى فقط. إن احتلال الأرض المباركة فلسطين قضية إسلامية تحتاج إلى حل إسلامي، وبقاء احتلالها منكر عظيم يجب على الأمة أن تسعى إلى تغييره عملا بالحديث المشهور «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» صحيح مسلم، ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، ولذلك يجب أن يكون التغيير قادماً من الأمة نفسها، مسترشدة بالنصوص الشرعية.
عن النبي ﷺ قال: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» رواه البخاري، وفي هذا الحديث، يربط النبي ﷺ دفاعنا عن أنفسنا بإقامة الخلافة. ولكن الحكام الخونة الحاليين الذين فُرضوا علينا ليسوا سوى ظل للمستعمرين، وقد ثبت ولاؤهم للكافر المستعمر مرارا وتكرارا، وقد غصبوا سلطان الأمة من خلال وضع عناصر الأمة القوية تحت قيادتهم، وخاصة الجيوش المحترفة بكل عدتها وعتادها، وهم يتحملون كامل المسؤولية لوقف المذبحة والاحتلال. ومع ذلك، تقع على عاتق الجيوش مسؤولية أكبر في الرد على العدوان العسكري بالدفاع العسكري عن العزل من الأبرياء. فإذا لم يتحركوا، فإن على الأمة أن تذكّر أبناءها في الجيوش بمسؤوليتهم هذه. ويجب أن تكون هذه دعوة مشتركة في كل مكان، وعلى كل مائدة عشاء، وفي كل مقال يتحدث عن الحلول، وفي كل مسجد، وفي كل دائرة، وفي كل دعاء.
يجب أن تكون دعوة الأمة إلى قواتها العسكرية هي خلع عروش الحكام وتنصيب الخليفة الراشد، الذي يحكم بما أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله ﷺ وما يشفي صدور أمة محمد ﷺ، أي يجب أن يكون هناك إمام تقاتل الأمة من ورائه وتحمي نفسها.
لقد حان الوقت لأن يكون هذا النداء نداء الساعة في وقت مفصلي من وجود الأمة. فالدعوة تحتاج إلى حملها وتعزيزها من الجميع، فهي ليست دعوة خاصة بفرد أو جماعة معينة، بل هي فريضة أجمع عليها جميع العلماء المتقدمين، إنها دعوة لا تحتاج إليها الأمة بشدة فحسب، بل تحتاج إليها البشرية أيضاً. إن الحضارة الإسلامية ستعيد الرشد إلى عالم أصيب بالجنون في ظل الرأسمالية الليبرالية العلمانية، لقد مهد أهل غزة الطريق لذلك، وعلى الأمة أن توجّه دعوتها إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في أستراليا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أستراليا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة 29 Haldon St, Lakemba 2195 NSW AUSTRALIA *** PO Box 384 Punchbowl 2196 NSW AUSTRALIA تلفون: +61 438 000 465 |
E-Mail: media@hizb-australia.org |