السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
أستراليا

التاريخ الهجري    22 من شـعبان 1445هـ رقم الإصدار: 1445 / 04
التاريخ الميلادي     الأحد, 03 آذار/مارس 2024 م

 

بيان صحفي

 

100 عام بدون الخلافة

 

يصادف اليوم، الثالث من آذار/مارس 2024م، مرور مائة عام على هدم الخلافة رسمياً عام 1924م؛ مائة عام وديننا الحنيف المُنزل لتعيش بعدله الأمة لا يُطبّق في مختلف جوانب حياتنا، رغم قول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ﴾، وقوله عز وجل: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾.

 

مائة عام مرّت والأمة فاقدة لدرعها الذي وصفه نبينا الحبيب ﷺ بقوله: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» (صحيح مسلم).

 

مائة عام والأمة ممزقة، رغم تأكيد النبي ﷺ على وحدة المسلمين عند إقامة دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة، في ميثاق المدينة «إنّهُمْ أُمّةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ دُونِ النّاسِ... وَإِنّ سِلْمَ الْمُؤْمِنِينَ وَاحِدَةٌ، لَا يُسَالَمُ مُؤْمِنٌ دُونَ مُؤْمِنٍ فِي قِتَالٍ فِي سَبِيلِ اللهِ إلّا عَلَى سَوَاءٍ وَعَدْلٍ بَيْنَهُمْ»، ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾.

 

مائة عام مرت منذ أن كان للأمة راعٍ يرعى شؤونها بهدي الإسلام، امتثالاً لقول النبي ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...» (البخاري ومسلم).

 

بغياب دولة الإسلام توالت على المسلمين المصائب؛ فتم غزو أراضيهم، وقتل أحبابهم، وتشريدهم من بيوتهم، واضطهاد علمائهم الأتقياء المدافعين عن الحق، وتم نهب ثرواتهم وتدنيس مقدساتهم... والقائمة في ذلك تطول، من مآسي مسلمي الأويغور على يد الصين في تركستان الشرقية، أو مسلمي الروهينجا في بورما، وغزو العراق وأفغانستان وتدميرهما، إلى مآسي الهند وكشمير، واليوم نشهد بأم أعيننا أثر غياب جُنة المسلمين؛ غزة وفلسطين، حيث أطلق الغرب المستعمر وربيبته دولة يهود العنان للإجرام والوحشية، الذي ما كان من الممكن تخيله لولا أنه قد حدث بالفعل، فقتلوا النساء والأطفال الأبرياء والصحفيين عمداً، وقصفوا المستشفيات، ودمروا المساجد، وإن لم يكن ذلك وحشياً بما فيه الكفاية، فهم قد قطعوا المساعدات الإنسانية لتجويع الناس ببطء حتى الموت، وإجبارهم على الخضوع لهيمنة الغرب المستعمر وحلفائه... في حين يعلن حكام المسلمين دون استثناء، بكل وقاحة اصطفافهم مع الغرب ويهود، من خلال قمعهم لأي شكل من أشكال الدعم لفلسطين، وتحصين الحدود، وتقديم المساعدات لكيان يهود، والموافقة على حل الدولتين الذي يعني قبول وجود الاحتلال فتعجز الكلمات عن وصف هذا الوضع المرير والبشع الذي تعيشه الأمة اليوم.

 

لم تقتصر المأساة على المسلمين فحسب، حيث إن المبدأين الشيوعي والرأسمالي اللذين سادا بعد غياب الإسلام، قد عاثا في الأرض فساداً، بسبب فساد الحكم البشري، ويمكن ملاحظته في البؤس الذي حلّ بالغالبية العظمى من سكان العالم، نتيجة الحروب المدمرة والطغيان، والفساد الاقتصادي الكبير، والاستهتار بالبيئة، وتقطع الروابط الأسرية، والخروج عن الفطرة الإنسانية السوية، فصدق الله سبحانه وتعالى حين قال: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾.

 

ألم يحن الوقت لكي تضاعف الأمة الكريمة جهودها لإعادة الخلافة الراشدة التي بشرنا بها النبي ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ... ثُمَّ سَكَتَ»، الخلافة التي تحقق الأمن والأمان للمؤمنين تحت قيادة الذين آمنوا وعملوا الصالحات، يقول الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾، ويقول الرسول ﷺ: «وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ».

 

إن واجب إقامة الخلافة ثابت عند جميع العلماء قديماً؛ قال الإمام النووي رحمه الله: "وأجمعوا - أي العلماء - على أنه يجب نصب خليفة، وعلى أن وجوبه بالشرع لا بالعقل"، وقال الإمام الغزالي رحمه الله: "وجوب نصب الإمام من ضروريات الشرع التي لا يمكن تركها، فاعلم أن الإمامة إذا بطلت بطلت الوكالة".. فيعزل القضاة وينضمون إلى صفوف الناس. ويمنع التصرف الشرعي في الحقوق في النفس والدماء والأعراض والأموال، وينتهي تطبيق الشريعة في كل هذه الأمور المهمة.

 

إن حزب التحرير يدعوكم أيها المسلمون الكرام إلى هذا العمل العظيم، وإننا ندعوكم لمعرفة المزيد عن هذا الواجب العظيم، كما ندعوكم إلى اغتنام الفرصة للقيام بمهمة لم تجب على هذه الأمة منذ عهد النبي ﷺ وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم، وهي واجب إقامة دين الله سبحانه وتعالى في الأرض!

 

﴿فَانَقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في أستراليا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أستراليا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
29 Haldon St, Lakemba 2195 NSW AUSTRALIA *** PO Box 384 Punchbowl 2196 NSW AUSTRALIA
تلفون: +61 438 000 465
E-Mail: media@hizb-australia.org

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع