بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾
رجب شهر أسلم فيه أهل اليمن وفيه هدمت الخلافة
تحل على الأمة الإسلامية 28 رجب من كل عام بالذكرى الأليمة لهدم دولة الخلافة في 1342هـ - 3 آذار/مارس 1924م. وفي هذا العام 1440هـ نقترب من انقضاء قرن بأكمله في ظل غياب دولة الخلافة، (وليس ثلاثة أيام بلياليها) مهلة نصب خليفة نبايعه على الحكم بكتاب الله وسنة نبيه محمد e، كما انشغل الصحابة رضي الله عنهم فيها بنصب أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين بعد موته e. لكن الخلافة هُدمت بأيدي الكفار المستعمرين وعملائهم وحلَّتْ مكانها أنظمة الحكم الوطنية القائمة اليوم في بلاد المسلمين للحكم بغير الإسلام، بدلا من تطبيق أحكام الشرع، بعدها تفرق المسلمون شذر مذر دويلات هزيلة عليلة لا تقوى على الوقوف أمام أضعف أعدائهم وأكثرهم ذلا. إن أحوالنا خلال القرن المنصرم لا تسر، منظر مؤلم ومحزن تأباه النفوس في ظل حدود سايكس - بيكو، والحدود الجديدة المزمع إقامتها على وقع الحروب والتنازع، لإلهاء صحوة الأمة الإسلامية بالقتال فيما بينها بعد ذل العيش بعيدا عن تطبيق الإسلام عليها وضنكها بدونه ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 124]، لأن الأمة باتت تتجه نحو حصنها الحصين الذي منحها إياه الله القوي العزيز الحكيم المتين، كيف لا وقد عاش المسلمون في ظلها حياة قوة ومنعة، جابوا الشرق والغرب بخيلهم يحملون إليهم الإسلام، أما اليوم في ظل هؤلاء الحكام يُقتل المسلمون بأيدي أبنائهم وينامون جوعى والخيرات تُنهب من تحت أقدامهم!
يحتفل أهل الإيمان والحكمة في اليمن في أول جمعة من رجب، بدخولهم في الإسلام واعتناقهم له وقدوم الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه إليهم في 9هـ ليعلمهم الإسلام كيف يعيشونه وليحكمهم بالإسلام. فلا معنى للعقيدة من دون أحكام شرعية تنظم شؤون الحياة، وهم لا يذكرون مأساة هدم الخلافة في 28م الشهر ذاته، فعليهم أن يربطوا بين اعتناقهم للإسلام في رجب، والذي نظم جميع شؤون حياتهم، وبين ذكرى هدم الخلافة ومأساة سقوطها فيه والتي فقدوا بغيابها تطبيق الإسلام عليهم، فهما حدثان لا ينفصلان.
يجب أن يعي المسلمون بأن النفع لهم بهذه الذكرى لا يكون إلا بتغيير زاوية النظر إلى العالم والأحداث والأعمال السياسية من زاوية الوطنية والخروج من عباءتها التي سجننا فيها الغرب المستعمر، إلى زاوية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وسعة الإسلام بإقامة الخلافة التي بشرنا بها محمد e «...ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ».
فالخلافة هي دولة المسلمين جميعا من دون الناس للحكم بالإسلام وتوحيد بلاد المسلمين في ظلها، وليست دولة جماعة أو حزب في ظل الوطنية والتي كوت الناس بنارها وجعلت مقياس التعيينات هو الانتماء للحزب الحاكم.
في ظل غياب الخلافة، حامي حمى المسلمين، اشتد الصراع على اليمن بين طرفي الصراع الدولي بريطانيا وبين أمريكا التي تريد استيفاء سيطرتها على ما بقي من شواطئ البحر الأحمر الخارج عن سيطرتها لتحيطه إحاطة السوار بالمعصم.
يا أهلنا في اليمن! لا تجعلوا من أبنائكم وقوداً للصراع بين دول الكفر الطامعة في خيرات هذا البلد فهذا هو الضلال الكبير، بل ادفعوا أبناءكم إلى موطن يحبه الله ورسوله وهو العمل الجاد المجد لإقامة دولة الخلافة والتي كان أجدادكم في ظلها قادة فاتحين، اجعلوا أحكام الإسلام هي مركز تنبهكم ولا تجعلوا المال هو البوصلة التي تُحرِّككم.
إن الخلافة هي الحل الجذري والوحيد لحل جميع مشاكل وأزمات ليس المسلمين فقط، بل العالم أجمع، نقول هذا ونحن موقنون به، فهو ليس أوهاماً أو خيالاً لأن كتاب ربنا ينطق بهذا وسنة رسولنا فصَّلته ودولة الخلافة خلال 13 قرناً أكَّدته.
فيكفي أهلَ الإيمان لمحو ذكرى هدم الخلافة الأليمة وإيقاف أولئك الطامعين في بلدهم، العملُ مع حزب التحرير وإعطاؤه النصرة لإقامة خلافة على منهاج النبوة ليلحقوا بأسلافهم الذين نصروا الإسلام بإقامة دولته في المدينة المنورة. ليكونوا مستجيبين لنداء ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
التاريخ الهجري :24 من رجب 1440هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 31 آذار/مارس 2019م
حزب التحرير
ولاية اليمن