الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المبعوث الأممي الأول خيَّرنا بين القبول

بالحوثي أو الحرب فَبِمَ يخيُّرنا الثاني؟!

 

 

وصل المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ يوم 2015/05/07م إلى الرياض، وذلك في أول زيارة له منذ تعيينه في 2015/04/25م مبعوثاً جديداً بدلاً من المبعوث السابق جمال بن عمر الذي استقال من منصبه بعد يومين من صدور قرار مجلس الأمن 2216 بشأن اليمن تحت البند السابع في 2015/04/14م. وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فإن إسماعيل ولد شيخ أحمد "سينطلق من الإنجازات التي حققها سلفه جمال بن عمر تكريساً للجهود الإقليمية والدولية التي تبذلها الأمم المتحدة..."، وتحذير ريموندا مورموكايتي مندوبة لتوانيا لدى الأمم المتحدة رئيسة مجلس الأمن ورئيسة لجنة العقوبات على اليمن بمجلس الأمن للمبعوث إسماعيل ولد الشيخ من عدم "بدء مهمته من الصفر".


إسماعيل ولد الشيخ في أول عمل له بعد تعيينه مبعوثاً جديداً إلى اليمن التقى ليزا موناكو مستشارة أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب في 2015/05/01م، التي أشارت إلى "حاجة اليمن إلى عملية انتقالية سياسية شاملة تضمن مشاركة جميع الأطراف المعنية في المستقبل"، كما جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة "تعتقد اعتقاداً قوياً أن كل الأطراف في اليمن لديها أدوار مهمة في الحكم السلمي في البلاد.."، وكان من المتوقع وصول إسماعيل ولد الشيخ صنعاء يوم 2015/04/28م لولا قصف طائرات التحالف مدرج مطار صنعاء.


إن هذا يعكس مدى توجه أمريكا في التخطيط لإدارة شؤون اليمن، فمهمة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن تتلخص في تثبيت كرسي الحكم للحوثيين بمنحهم الشرعية بعد تعثرهم في الحصول عليها منذ دخولهم صنعاء في 2014/09/21م، ومن ثم التمهيد للانتقال إلى الحوار مع بقية الفرقاء السياسيين بناء على بنود المبادرة الخليجية ونتائج مؤتمر الحوار، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة لإسكاتهم، وإقناع سلمان بن عبد العزيز بإيقاف الحرب التي تشنها طائرات تحالف عاصفة الحزم على الحوثيين وصالح في اليمن، وفك الحصار الجوي والبحري الذي تفرضه على أجواء اليمن وموانئها البحرية. ولإرغام أهل اليمن على القبول بما يأتي به ولد الشيخ فإن أمريكا تهددنا بإدخال الحرب إلى المدن التي لم تدخلها إلى الآن. وها هي الأمم المتحدة تدعو في 2015/05/07م الذين يقومون بسفك الدماء في تعز وعدن وغيرها من المدن للمفاوضات في جنيف، وهكذا يخيِّرنا المبعوث الأممي الثاني بين الموافقة على مشاريع أمريكا ومن ثم الاكتفاء بما سال من دمائنا، وبين سفك المزيد منها! وهي أي الأمم المتحدة تدعو هؤلاء وأولئك، المتقاتلين والسياسيين إلى عقد المفاوضات في جنيف بين الأطراف السياسية في اليمن يوم 2015/05/13م أي قبل الموعد الذي حددته الرياض لانطلاق المفاوضات بين الأطراف السياسية في اليمن يوم 2015/05/17م.


كعادة مبعوثي الأمم المتحدة لم يكونوا ليأتوا إلى مناطق النزاعات سوى لتحقيق مصالح طرف معين كأمريكا التي أرسلت مبعوثين إلى اليمن، وكانت قد جعلت مهمة المبعوث الأول جمال بن عمر جعلت مهمته إيصال الحوثيين إلى صنعاء بمنع الجيش من قتالهم، وإشراكهم في الحكم من خلال اتفاق السلم والشراكة، وكل ذلك بترحيب من سفيرها لدى اليمن ماثيو تولر الذي فرض قبول الحوثيين على الأطراف السياسية المناوئة لهم من رجال الإنجليز بتهديدهم بإدخال اليمن في حرب إن هم رفضوا...!


لقد تعامل المبعوث جمال بن عمر بتعاطف مع الحوثيين وبتعالٍ وصلف مع بقية سياسيي اليمن في المفاوضات وحدد مسار العملية السياسية التي قادها في اليمن بين أمرين: المفاوضات للوصول إلى ما تريده أمريكا أو الحرب... وسكتت أمريكا عن أعمال الحوثيين العسكرية التي قاموا بها في صنعاء وغير صنعاء، هذا في عهد جمال بن عمر... والأمر كذلك لن يختلف في عهد المبعوث الجديد من حيث التعامل مع الحوثيين وسياسيي اليمن. وهكذا يبقى اليمن مرهوناً للكافر المستعمر يوجه ويدير كل الأطراف في بلادنا لما يخدم مصالحه.


إننا في حزب التحرير ندعو السياسيين من أهل اليمن، من جميع الأطراف، إلى عدم الترحيب بالمبعوث الأممي، فإن دماء الناس تروح وتجيء مع هؤلاء المبعوثين ويزداد القتل والاقتتال حيث حلوا إلى أن تتحقق مصالحهم... إن الواجب على المسلمين أن لا يركنوا إلى الأمم المتحدة ومبعوثيها، فهم يحققون مصالح الدول الكبرى وبخاصة أمريكا ولا تزن دماء المسلمين في ميزانهم أي شيء. إن الواجب على المسلمين أن يحملوا أفكار الإسلام وأحكامه ويتحاكموا إلى هذه الأحكام النقية الصافية التي أنزلها الله رب العالمين لا أن ينقادوا إلى حكم الطاغوت وقد نهوا عنه، قال تعالى: ﴿‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾، وأن يكون عملنا لإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة للحكم بالإسلام ونبذ ما سواه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «...ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت».

التاريخ الهجري :25 من رجب 1436هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 14 أيار/مايو 2015م

حزب التحرير
ولاية اليمن

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع