بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرى فتح القسطنطينية
تبشر بإقامة الخلافة وتحرير الأقصى وفتح روما
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،
أيها المسلمون: قال رسول الله e: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ»، في العشرين من جمادى الأولى عام 857هـ كان الفتح العظيم فتحققت بشرى رسول الله e، ونال الأمير محمد بن مراد الثاني شرف فتحها وثناء رسول الله عليه وعلى جيشه، وبهذا الفتح المبارك حمل لقب محمد الفاتح... وبهذا الفتح أطاح بمعقل عظيم من معاقل الكفر والضلال، وغير اسمها إلى "إسلام بول" أي "مدينة الإسلام"، وتوجه إلى كنيسة "آيا صوفيا" فمنح الأمان للشعب البيزنطي ورهبانه، وأمر بتحويل رمز الشرك الأكبر ذلك إلى مسجد يُذكر فيه اسم الله وتُقام فيه شعائر الإسلام، وأقام فيها صلاة الجمعة، وبقيت مسجداً يُعظم فيه ذكر الله إلى أن هُدمت الخلافة وقام المجرم مصطفى كمال بمنع الصلاة فيها وحولها إلى متحف.
أيها المسلمون: إن ذكرى فتح القسطنطينية تبشر بما بعدها، تبشر بفتح روما قريباً إن شاء الله، عن عَبْد اللَّهِ بن عمرو بن العاص قال: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ e نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ e أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً، يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ».
نعم، لقد صَدَقَنا الله ورسوله، وليُتمنَّ الله ما وعدنا به في الدنيا والآخرة... فنحن على موعد مع بشارات ثلاث نسأل الله تعالى أن ينجزها على أيدينا؛
البشارة الأولى إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والثانية تحرير المسجد الأقصى واتخاذ بيت المقدس عاصمة لدولة الخلافة، وثالثها أن يُلقي الإسلام بجرانه في الأرض فيبلغ مشارقها ومغاربها... هذا وعد الله ولن يخلف الله وعده، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ وقال رسول الله e : «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزّاً يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلّاً يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ». رواه أحمد وإسناده صحيح على شرط مسلم.
في ذكرى فتح القسطنطينية نستنهض همم شباب المسلمين لينهضوا لإقامة دين الله في الأرض وتحقيق ما بشرنا الله به ورسولُه... فهذا محمد الفاتح فتح الله على يديه هذا الفتح العظيم وهو في الحادية والعشرين من عمره، فيا شباب الإسلام نناديكم من المسجد الأقصى أن لبوا نداء الله... يا شباب المسلمين اتقوا الله في أنفسكم واعتصموا بحبل الله المتين وقوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، انهضوا بما أوجبه الله عليكم من حمل دعوته والعمل لإقامة دينه... يا شباب المسلمين اقتدوا بالصحابة الكرام والقادة العظام فالخير فيكم عظيم عظيم.
يا علماء الأمة: من المسجد الأقصى نخاطبكم لتقوموا بما أوجبه الله عليكم من حمل دعوته والصدع بالحق والوقوف في وجه الظالمين، لتصنعوا شباب الأمة على عين بصيرة كما صنع الشيخ أحمد الكوراني والشيخ آق شمس الدين محمداً الفاتح إذ غرسا فيه حب الإسلام وجعلا فتح القسطنطينية يملك عليه عقله وقلبه.
هذا ما أوجبه الله عليكم ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾ وقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ فخاطبوا شباب المسلمين بما يغرس فيهم حب الله وحب رسوله والعمل لإقامة الخلافة على منهاج النبوة لتحرير بيت المقدس وحمل الإسلام لفتح روما والأرض كلها.
يا جيوش المسلمين: في ذكرى فتح القسطنطينية نستنصركم من المسجد الأقصى، لإقامة الخلافة وتحرير بيت المقدس وفتح روما فهل أنتم مجيبون؟؟؟ فهل أنتم ملبون؟؟؟
يا خير أجناد الأرض: أنتم جنود الإسلام وأمة الإسلام، عملكم الأصيل هو الجهاد في سبيل الله لجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، وغايتكم يجب أن تكون الشهادة في سبيل الله مقبلين غير مدبرين... فاجعلوا هذا الخير نصب أعينكم ولا تطيعوا أولياء الشيطان وعملاء أمريكا وروسيا والغرب... ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾
يا أيها المسلمون: من المسجد الأقصى نقول لكم: ثقوا بوعد الله ونصره ولا تقنطوا من رحمة الله ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ وثقوا بأمتكم أمة محمد e، فهذه الأمة الطيبة الكريمة قد اجتباها الله لدينه وأوجب عليها الشهادة على الناس، فالأمة الإسلامية اليوم رغم ما أصابها فإنها بإذن الله قادرة على تحقيق بشرى رسول الله e بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة... وقادرة بإذن الله تعالى على تحقيق بشرى رسول الله e بتطهير الأرض المباركة من رجس يهود ليكون بيت المقدس عقر دار الخلافة... وقادرة بإذن الله على تحقيق بشرى رسول الله e بفتح روما ونشر الإسلام حتى يبلغ مشارق الأرض ومغاربها.
اللهم بلغ هذا الخير لأمة محمد واشرح صدور المسلمين به واجعل أفئدتهم تهوي إلى الحق.
اللهم ألف بين قلوب المسلمين وأصلح ذات بينهم وارزقهم من التقوى ما تبلغهم به نصرك ورضوانك.
اللهم فرجك ونصرك الذي وعدت خلافة راشدة على منهاج النبوة تقيم بها الدين وتنشره رسالة خير في العالمين.
وصل اللهم وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...
والحمد لله رب العالمين.
التاريخ الهجري :22 من جمادى الأولى 1441هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 17 كانون الثاني/يناير 2020م
حزب التحرير
الأرض المباركة فلسطين