الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

أيها العلماء المحترمون!

قفوا بصلابة إلى جانب شباب حزب التحرير في النضال لإحياء الإسلام بوصفه منهج حياة

 

(مترجم)

 

 

 

أيها العلماء المحترمون، لقد رفع الله ﷻ مكانتكم بسبب علمكم بالدين، كما ورد في القرآن الكريم ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [سورة المجادلة: 11]. ونحن نخاطبكم بناءً على هذه المكانة الرفيعة، حيث إن الرتبة العالية تفرض مسؤوليات أكبر. نوجه إليكم هذه الكلمات على أمل ودعاء أن نقف جميعاً بين أولئك الذين يرفعون راية الحق، ولا نخشى إلا الله ﷻ.

 

بعد هدم الخلافة، والأحداث المتعاقبة التي شهدها القرن الهجري الماضي، أصبحت الصحوة الناتجة في الأمة، المنبثقة من العقيدة الإسلامية، أصبحت واضحة للجميع. فمن وسائل التواصل الإلكتروني إلى التجمعات اليومية، أصبح موضوع عودة الحكم بالإسلام محل نقاش. وبسبب لامبالاة وخيانة حكام المسلمين، فإن المجازر المستمرة في فلسطين على يد كيان يهود قد دفعت كل مسلم جاد إلى التفكير في تحرير الأرض المباركة، وسبل حمايتها من اعتداءات الدول الغربية.

 

في هذا الوضع، وبصفتكم ورثة الأنبياء عليهم السلام، فإن من واجبكم الثقيل أن ترفعوا أصواتكم من المساجد بشأن القضية المصيرية التي تواجهها الأمة الإسلامية اليوم. وهذه القضية هي إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تضمن وحدة الأمة الإسلامية، وتقديم الدعم العسكري للمسلمين المظلومين، وإقامة النظام العالمي الإسلامي.

 

وإننا نرجو منكم إزاء هذا الأمر أن تتعاونوا معنا في دعوة المسلمين في باكستان إلى الأمور التالية، دون خوف من لومة لائم إذا نطقتم بالحق، فقد قال النبي ﷺ: «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ» (الطبراني في المعجم الأوسط).

 

1. الحكم وفقاً لأوامر الله فرض:

 

لقد أوجب الله ﷻ على المسلمين أن يكون حكمهم مستنداً بشكل كامل إلى أوامر الإسلام ونواهيه. يجب أن يؤخذ دستور الدولة وقوانينها من الشريعة التي أنزلها الله سبحانه على محمد ﷺ. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال إقامة دولة إسلامية، وهي الخلافة. والحاكم، الذي يُعين من خلال بيعة شرعية، يُلزِم الناس بتطبيق الإسلام، ويطبق أوامر الله في جميع شؤون الحياة، ويوحد موارد المسلمين، ويضع سياسة خارجية قائمة على الدعوة والجهاد. قال الله ﷻ: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ﴾ [المائدة: 47]. وقد أنزل الله ﷻ ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [المائدة: 48].

 

وبصفتكم ورثة الأنبياء، فإنه من الواجب عليكم أن تتعاونوا مع شباب حزب التحرير لتبيان الحاجة إلى استبدال نظام الله ﷻ بالنظام الديمقراطي العلماني الحالي، للناس في باكستان. ويجب أن يتم ذلك بطريقة تجعلهم يدركون أن الأمر مصيري يتعلق بالحياة والموت، وأن يوطنوا أنفسهم لكفاح مستمر في هذا الطريق.

2. رفض النظام العالمي المعاصر، الذي هو في الواقع طاغوت، واجب:

 

لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نرفض كل أشكال الطاغوت. يقول الله ﷻ: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ﴾ [النساء: 60].

 

إن أي شخص أو مؤسسة تشرع بما يتعارض مع أوامر الله تعتبر طاغوتاً. وإن اتخاذ حكام باكستان قرارات تخص المسلمين بناءً على مؤسسات مثل الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومجموعة العمل المالي، هو طاعة للطاغوت. بينما يقول الله ﷻ: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36].

 

وبصفتكم ورثة الأنبياء، يجب عليكم أن تتعاونوا مع شباب حزب التحرير في إيصال هذه الدعوة إلى مسلمي باكستان: إن الإيمان بالله، خالق الكون، يستلزم رفض سيادة كل أشكال الطاغوت الداخلية والخارجية. وبدلاً من ذلك، يجب إقامة سيادة شرع الله من خلال نظام الخلافة.

 

3. تحطيم أصنام القومية والوطنية واجب:

 

تمت زراعة مفاهيم القومية والوطنية بين المسلمين لتفتيت وحدة الأمة وقطع صلة الأخوة الجذرية في العقيدة الإسلامية. هذه الأفكار تباعد بين المسلمين الذين يعيشون في منطقة وبين إخوانهم في أجزاء أخرى من العالم، حتى في الوقت الذي يقوم فيه الكفار بقتل الأطفال والنساء والشيوخ المسلمين بلا رحمة في تلك المناطق. لكن الإسلام يعتبر أن المجازر التي تحدث في فلسطين ليست هي مجرد قضية تخص أهل فلسطين، وأن الظلم في كشمير ليس هو فقط قضية أهل كشمير، وأن الحرب الأهلية المستمرة في السودان ليست هي مجرد مشكلة تخص أهل السودان... بل إن هذه القضايا جميعها تخص الأمة الإسلامية، وحلها واجب على جميع المسلمين. يقول الله ﷻ: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72].

 

إن القومية والوطنية هي أشكال من العصبية. وفيما يتعلق بالعصبية، قال نبينا ﷺ: «مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَدْعُو إِلى عَصَبِيَّةً أَوْ يَنْصُرُ عَصَبِيَّةً فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ» (رواه مسلم). إن القومية والوطنية هي أفكار خطيرة، والتمسك بها يؤدي إلى التخلي عن واجب الجهاد لنشر الإسلام للبشرية.

 

أيها العلماء المحترمون! يجب عليكم أن تتعاونوا مع شباب حزب التحرير لتبليغ أمر الله إلى مسلمي باكستان، حتى يتراجعوا عن كل دعوة للعصبية. ويجب أن يدركوا أن لا مسلم يتفوق أو يقلل من شأنه بناءً على جنسيته، سواء أكان في أفغانستان أو باكستان أو فلسطين... ويجب أن يفهموا أيضاً أن محاولات تقسيمهم هي جزء من أجندة استعمارية، وأن فصل بلوشستان عن بقية المسلمين لن يؤدي إلا إلى إضعاف الأمة. إن أفكار التفوق العرقي أو الإثني تُفرّق الأمة، ما يعزز سيطرة الكفار على المسلمين.

 

إنه من واجبكم تسليط الضوء على الطابع العالمي للعقيدة الإسلامية بين مسلمي باكستان، حتى تتوحد قلوبهم بغض النظر عن العرق أو اللون أو اللغة أو المنطقة. ويجب تحفيزهم لمحو الحدود القومية الاصطناعية المرسومة بين بلاد المسلمين.

 

4. تحرك الجيوش لتحرير الأراضي المحتلة ونصرة المسلمين المظلومين واجب:

 

لا يحق لأحد أن يتخلى عن أي جزء من الأرض الإسلامية أو أن يقبل بسيطرة الكافرين على أراضي المسلمين، لأن الله حرم ذلك، حيث قال ﷻ: ﴿وَلَنْ يَّجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِـرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ [النساء: 141]. والإسلام يأمر بإنهاء احتلال الكافرين بالقوة العسكرية، وطردهم من الأراضي الإسلامية. يقول ﷻ: ﴿وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾ [البقرة: 191].

 

من الواجب على القوات المسلحة الباكستانية القادرة والشجاعة أن تُرسَل لمساعدة المسلمين المظلومين في غزة. يقول الله ﷻ: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَّنَا مِنْ لَّدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَّنَا مِنْ لَّدُنْكَ نَصِيراً﴾ [النساء: 75]. كما أنه من الواجب إزالة أي عائق يعيق تنفيذ هذا الواجب، بحسب القاعدة الشرعية (مَا لَا يَتِمُ الْوَاجِبُ إِلَّا بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ).

 

أيها العلماء الأجلاء! أنتم تعلمون أن أكبر عائق يمنع الجيوش من القيام بهذا الواجب هم الحكام في بلاد المسلمين، بما في ذلك باكستان، الذين خانوا الله ورسوله ﷺ والأمة فيما يتعلق بقضية فلسطين.

 

أيها العلماء! أنتم خَلَف علماء عظام مثل ابن تيمية، وعز الدين بن عبد السلام، والقاضي محيي الدين بن الزنكي، الذين ذكّروا الأمة، خلال غزوات التتار والصليبيين، بواجب الجهاد وحاسبوا الحكام لكي يتم تحريك جيوش المسلمين لمحاربة العدو. لقد استمروا في حث الجيوش والأمة على الجهاد حتى تم تطهير أراضي المسلمين من دنس الكافرين. فمن منكم سينهض ليكون تابعاً جديراً بأسلافكم النبلاء، حتى تتذكركم الأجيال القادمة بالاحترام نفسه الذي تذكرون به من سبقوكم؟

 

5. وجوب إظهار الإسلام على سائر الأديان

 

لم ينزل الإسلام ليُساوم على الأديان الأخرى أو ليُبقي على أنظمة الكفر، بل أُنزل ليُهيمن على سائر الأديان والشرائع وأنظمة الحياة، وليقضي على الباطل. يقول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهَ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [سورة التوبة: 33].

 

إن الإسلام اليوم لن يظهر على الأنظمة الأخرى إلا عندما يحل نظام الإسلام محل النظام الرأسمالي الحالي، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إقامة الخلافة على منهاج النبوة. هذه الخلافة لا تقوم على نموذج الدول القومية، وسياستها الخارجية متجذرة في الدعوة والجهاد. وإن باكستان، لأسباب عدة، مناسبة تماماً لتكون نقطة الارتكاز لإقامة الدولة الإسلامية.

 

يجب أن يتم تذكير شباب المسلمين اليوم بالمهمة التي أوكلها إليهم خاتم النبيين وسيد المرسلين ﷺ، ويجب أن يأتي هذا التذكير من المساجد. أيها العلماء، من غيركم قادر على الوفاء بهذه المهمة الحيوية؟ أيها العلماء المحترمون، قبل مائة عام، دمر الكفار الإنجليز، من خلال مصطفى كمال، خلافة المسلمين. ولكن عجلة الزمن عادت إلى النقطة نفسها، وبإذن الله فإن هذا القرن هو بكل وضوح قرن نهضة الأمة وقيام الإسلام من جديد بوصفه منهج حياة. لقد حان الوقت لنوفر لأمتنا درعاً يحميها من الأفكار والأنظمة الظالمة التي فرضها الكفار. لقد حان الوقت لنحرر الأمة الإسلامية، بما في ذلك مسلمي باكستان، من الذل والعار الذي فرضه نظام الغرب العالمي، من خلال إقامة الخلافة على منهاج النبوة. هذا هو الوقت المناسب للعمل مع أبناء الأمة المخلصين والصالحين، لتطبيق شرع الله المبارك من خلال إقامة الخلافة، وتوحيد قوات المسلمين ضد أعدائهم الكفار، واستعادة كرامة الأمة وعظمتها. لقد حان الوقت للإسلام أن يقود العالم ويخلص البشرية جمعاء من جرائم وظلم النظام الرأسمالي.

 

 

التاريخ الهجري :8 من ربيع الثاني 1446هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 11 تشرين الأول/أكتوبر 2024م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع