بسم الله الرحمن الرحيم
اللقاء الخياني بوزير خارجية يهود
تضافرت الأخبار بحصول لقاء استمر قرابة الساعتين بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش ووزير خارجية كيان يهود في روما، وعندما افتضح الأمر أصدر رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة أمراً بإيقاف نجلاء المنقوش عن ممارسة مهامها في وزارة الخارجية، وعلى إثر انتشار الخبر نزل الناس إلى ساحات الاعتصام احتجاجاً على هذا اللقاء الخياني بالعدو اليهودي، مندِّدين بهذا اللقاء الذي أخذ شكل التطبيع مع الكيان الغاصب لفلسطين، وعملاً خيانياً لتسليم فلسطين، بالتنازل العلني عنها ليهود، وقد كان التنازل عنها جارياً سراً منذ عقود، ولا ننسى رحلة الحج من سنة 1993 إلى القدس التي تمت في زمن حكم القذافي من القرن الماضي، والتي كانت أول عمل يقوم به النظام من أجل تحطيم الحاجز النفسي عند الأمة تجاه العدو الغاصب لفلسطين.
ومن المعلوم أن دول الكفر، بزعامة أمريكا ومعها بريطانيا، هذه الدول المستحوذة على السلطة بأدواتها المحلية الموالية لهم في شرق البلاد وغربها، هي من يدفع هذه الأدوات المتصارعة نحو التقارب مع كيان يهود المغتصب لفلسطين، فالكفر ملة واحدة، وموالاتهم ذل في الدنيا وهوان، وكفى بها جريمة كبرى يبوء صاحبها بالصغار في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.. يقول القوي العزيز: ﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾.
وإننا في حزب التحرير في ليبيا، مع استنكارنا البالغ لهذا الفعل التطبيعي وهذا السلوك الـمُحَرَّم شرعاً والذي يعتبر من كبائر الإثم قبوله والرضا به، فإننا نعدُّ كل ذلك بالغ الخطورة في التنازل الصريح عن البلاد المقدسة للعدو الغاصب يهود، ومحاولة تغييب للحكم الشرعي الذي يعلمه كل مسلم، وهو أن فلسطين بلد إسلامي مقدس مبارك بنصوص الوحي الذي نزل من فوق سبع سماوات؛ حيث قال سبحانه: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾، وتحريرها من العدو الغاصب فرض على جميع المسلمين، وخصوصاً من يملكون القوة في بلاد المسلمين، فالوجوب في حقهم آكَد.
أيها المسلمون في ليبيا وفي غيرها، إن ما تشهده بلادنا يحتم ضرورة الإسراع في القيام بهذا الفرض الشرعي؛ استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في بلاد المسلمين، حتى تقوم بتحرير البلاد والعباد من هيمنة الكفار في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين، فليس لكم خيار أيها المسلمون إلَّا الالتحاق بصفوف العاملين من حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة القريبة بمشيئة المولى تعالى؛ للخلاص من هؤلاء الرويبضات الممسكين بخناق الأمة بدعم من الغرب.
قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
التاريخ الهجري :15 من صـفر الخير 1445هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 31 آب/أغسطس 2023م
حزب التحرير
ليبيا