بسم الله الرحمن الرحيم
وضعٌ إقليمي، ترسيم الحدود البرية!
مَهَّدَ الأرضية في مخيم عين الحلوة لمعارك وأعمال أمنية!
وصل ماجد فرج رئيس المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية يوم 2023/7/24 والتقى قيادات أمنية على مستوى عالٍ في لبنان! وقيل إنه طلب لقاء زياد نخالة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الذي رفض اللقاء واكتفى بحديث هاتفي! غادر بعدها فرج إلى تركيا في 2023/7/25، ليلتقي هناك محمود عباس، الذي بدوره التقى إسماعيل هنية مساء 2023/7/25، ليطير بعدها فرج إلى مصر للمشاركة في لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة في 2023/7/30!
فما هذه الحركة الأمنية الغريبة من نوعها والمريبة؟! لا سيما أنّ هذه الجولة لرئيس المخابرات * ما كادت تنتهي * حتى تفجر الوضع في مخيم عين الحلوة يوم 2023/7/29 بلا سابق إشكال! إلا أن عنصراً من عناصر حركة فتح قام بإطلاق النار في كمين بحجة الثأر، فقتل شاباً وجرح آخرين، منهم طفلتان، ليكون هذا فتيل إشعال حدث أمني لا يُعرف فيه من الطرف الثاني! وما هي إلا ساعاتٌ قليلةٌ، وبشكل غريب، وبكمين محكم يوم 2023/7/30 تتم تصفية قائد الأمن الوطني أبو أشرف العرموشي مع أربعة من مرافقيه في منطقة سيطرتهم!
إنّ ما يمكن قوله الآن إنّ الأمر كالتالي:
- هناك مستجدٌ مهمٌ في لبنان ألا وهو موضوع ترسيم الحدود البرية، الذي يجد رعايةً أمريكيةً، وقبولاً من السلطة اللبنانية، وقبولاً من الأطراف اللبنانية لا سيما حزب إيران في لبنان، وبالتالي لا بد من ضبط الأطراف والأوضاع على الأرض أمريكياً.
- جاء القرار بترتيب أوراق حركة فتح المبعثرة داخل المخيمات وإعادة سيطرة سلطة دايتون صاحبة التنسيق الأمني "المقدس"، على المخيمات، بشخصيات تدين بالولاء الكامل لهذه السلطة التي تسير بشكل واضح مع أمريكا.
- ظهر في البداية أن المعركة هي من طرف واحد، وهو من أشعل فتيلها، لكن لإيجاد ذريعة حتى يصل الحدث لمبتغاه السياسي والأمني، تم دفع ما يُسمى الشباب المسلم للدخول في المعركة، رغم أنهم لم يكونوا طرفاً أو بادئاً في الحدث الأخير أو قبله.
- القوى الأخرى الفلسطينية صارت تعمل ضمن أجندات إقليمية، هذه الأجندات إما تابعة لأمريكا مثل النظام السوري، أو دائرةٌ في فلك أمريكا مثل إيران.
- القوى الأمنية اللبنانية التي عُرفت بتدخلها لإيقاف المعارك خلال ساعات، تراها تاركةً الأمر يأخذ أقصى مداه! مع محاولات سياسية لا ترقى لمستوى الحدث! ما يلقي بدوائر الشك حول طبيعة زيارة ماجد فرج ولقاءاته وماذا عرض فيها!
وهنا نحذر:
- إنّ محصلة هذا العمل الآثم - قتل الناس وإرعابهم وتخريب ممتلكاتهم - هو سيطرة الفصائل التابعة لأمريكا على المخيمات، إن كان بشكل مباشر عبر سلطة دايتون، أو بشكل غير مباشر عن طريق النظام السوري وإيران.
- إنّ السير في المخططات بهذا الشكل الدموي التخريبي يجب أن تسارع السلطة اللبنانية لإيقافه، وعدم تأخيره بذريعة أنها مخططات خارجية... فهذا واجبها في الرعاية بوصفها دولة وسلطة.
- نوجه نصيحتنا لأبناء المخيم ممن يحملون السلاح بعدم الانجرار في المخطط، إذ لا يستبعد تأمين دعم لحركة فتح من جهات حركية وحزبية ترى بسط سيطرة حركة فتح على المخيمات، بدل ما يزعمونه من بسط سيطرة "المتشددين"، غير الواقعي.
- ونقول لأبناء حركة فتح: على من تطلقون النار؟ لا سيما أنكم تستخدمون الرمايات الثقيلة مثل الهاون وغيره، هل هذه لقتل الأفراد، أم للتخريب الممنهج وهدم الأحياء للسير بالمخطط؟ احذروا ممن يجركم وراءه ضد أهلكم وبيوتكم وفي مخطط أسياده!
﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
التاريخ الهجري :13 من محرم 1445هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 31 تموز/يوليو 2023م
حزب التحرير
ولاية لبنان