الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حذارِ من محاولات تشريع العنصرية الطائفية في لبنان!

 

 

هربوا من الموت والخوف والجوع والبرد والظلم، الذي يمارسه النظام السوري وحلفاؤه ضد المسلمين والمسلمات في الشام، فإذا هم يجدون أنفسهم قد وقعوا في ظلمٍ أشدَّ وأقسى، ظلم الذل والخذلان من بلدٍ كانوا يصفونه - بالأمس القريب - بالشقيق! فإذا هو يشقُّ عليهم ما لا يشُقه عدو!! حرقٌ للمخيمات، واعتقالاتٌ للخائفين، وتجويعٌ للأطفال، وإذلالٌ للشيوخ والنساء!! فهل هكذا يُكرم الضيف؟! وهل هكذا يُغاث الملهوف؟!

 

وبين الفينةِ والأخرى يخرج علينا رأسٌ من رؤوس الفتنة في لبنان، بخطابه البرتقالي الطائفي المذهبي، ليصب كلَّ حقده على أهلنا وإخواننا من أهل سوريا، بل على أهل فلسطين الموجودين في لبنان قبل ولادة هذا العنصري وأشباهه وتياره!

 

وكأنه لا يكفي أهل سوريا، ومن قبلهم أهل فلسطين، ما أصابهم ويصيبهم من حقد الأنظمة وحلفائها على المسلمين، ولا سيما نظام الحقد الأسدي!! الذي مارس حقده ليس فقط على أهل سوريا، بل على أهل فلسطين ولبنان، وما مخيم تل الزعتر، ثم نهر البارد، ثم اليرموك، والدور الذي مارسته المؤسسة الأمنية الأسدية في لبنان بخافٍ على أحد!! ثم يكون العجب العجاب أن هؤلاء الحاقدين المذهبيين الطائفيين حلفاء مقربون من هذا النظام المجرم!!!

 

لقد كنا نظن للوهلة الأولى، أن هذا الخطاب الحاقد موجهٌ لأهلنا من سوريا وفلسطين، بذرائع اقتصاديةٍ واهيةٍ - يعلم الجميع تهافتها وكذبها وتضليلها، ويعلم الجميع، وبالأرقام، التأثير الإيجابي لأهل سوريا وفلسطين على الاقتصاد في لبنان - فإذا نحن نرى أن الأمر يفوق ذلك، خطابٌ ممنهجٌ ضد فئة من المسلمين خصوصاً، في ظل هذه السلطة وهذا العهد "القوي"! وما أحداث بلدية الحدث ببعيدةٍ، منعٌ للمسلمين، نعم المسلمين تحديداً، ودونما حياءٍ أو ترددٍ، وبدعمٍ من السلطة وأجهزتها، منعٌ لهم من التملك والاستئجار، وحتى فتح محلٍّ للعمل!! ويستخدم الطائفيون المذهبيون لتحقيق هذا مؤسسات الدولة، من البلديات وشرطتها ومفارزها، تنفيذاً لهذه الأجندة الحاقدة، ويخرج رئيس البلدية متشدقاً بلا ترددٍ على إحدى الإذاعات، ونشر ذلك موقع وتلفزيون النشرة في 21/6/2019 بقوله: "نحن فخورون بالقرار الذي أخذناه حول عدم بيع أو تأجير المسلمين ونحن من أخذناه منذ 10 سنوات وسنمشي فيه" ثم يزيد - بكل صلافةٍ - قائلاً: "أنا مغطًّى من قبل الجميع وأولهم رئيس الجمهورية ميشال عون منذ وقت طويل، والشيعة ليسوا فقط راضين عن القرار بل يدعمونني، فالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بناءً على طلب الرئيس عون رد إلينا تلة الوروار، ورئيس مجلس النواب نبيه بري يشد على يدنا"!!! ثم تُعلق يافطات باسم حزب الكتائب في الأشرفية تقطر سمّاً وحقداً (جاء المغول والعثمانيون والسوريون وغيرهم... ورحلوا وبقي لبنان)، ولم يذكر هؤلاء الإنجليز والفرنسيين ويهود!!

 

فهكذا هو الأمر إذن، حلف ما يسمى "المقاومة والممانعة"، بكل ألوانه، ومعهم كل حاقدٍ، ومن خلفهم ومعهم نظام الحقد الأسدي، يمارسون الطائفية المذهبية، ضدَّ فئةٍ معينةٍ من المسلمين من أهل سوريا وفلسطين ولبنان، في بلدٍ يُفترض أنه تجاوز محنة الحرب الأهلية، التي بنيت على مثل هذه الخطابات، وعلى أمثال هؤلاء الساسة!!...

 

فإلى متى يستمر مثل هذا الفلتان العنصري الطائفي المذهبي؟! ومن المسؤول عن لجم هذه الخطابات التحريضية؟!

 

إننا هنا نذكركم يوم عشتم في كنف الإسلام والمسلمين، حيث كان الساحل الشامي بجباله وسهوله جزءاً من دار الإسلام مئات السنين، رعت خلالها الدولة الإسلامية جميع الذين عاشوا في كنفها، مسلمين وغير مسلمين، رعايةً كاملةً، فشهد لعدالة حكم المسلمين، المنصفون من الأعداء أنفسهم؛ وقد شهد التاريخ أن النصارى من أهل البلاد قاتلوا إلى جانب المسلمين في مواجهة الغزاة الذين أفسدوا على الناس حياتهم وأمنهم... وما فسد كل هذا التاريخ المشرق إلا بتدخل بعض الدول الأوروبية حينها، لهدم كيان دولة الخلافة، وإحياء العصبيات والنعرات القبلية والقومية والطائفية، ليشكَّل الكيان اللبناني بهذا الشكل المقيت، الذي ولد خطاباتٍ أدت إلى الحرب الأهلية، وها نحن اليوم نعود لسماع النغمة النشاز نفسها!!!

 

إننا في حزب التحرير/ ولاية لبنان، نحذر ونرفع الصوت عالياً، فلقد بلغ السيل الزبى، وجاوز الحزام الطّبيين، ويكاد الصبر ينفد، من مثل هذه الخطابات، وهذه التصرفات، وهذا الحقد الأعمى، فلا تظنوا أن المسلمين في لبنان لقمةٌ سائغةٌ، حتى ولو كان من يدعون ويزعمون أبوتهم، ضعفاء خانعين تابعين مُضيعين، فإننا من أمةٍ، تلد القادة، لا ترضى الذل والهوان، تصمت، لكن إلى حين، وخذوا عبرةً من البلاد حولكم عن قوة المسلمين الجارفة، واعلموا أن المسلمين تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، وأهل بلاد الشام هم أهلنا، دمهم دمنا، وهدمهم هدمنا، ونصرهم نصرنا...

 

وكما كان لنا معهم تاريخٌ واحدٌ، سيكون لنا معهم مستقبلٌ واحدٌ مشرقٌ بإذن الله، لا نرى فيه الوجوه الكالحة الطائفية المذهبية، ولا نسمع فيه العنصرية البغيضة والجاهلية المقيتة... في ظل خلافةٍ راشدةٍ على منهاج النبوة، ترعى الناس - مسلمين وغير مسلمين - بالقِسط ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.

 

لذا، ندعو السلطة اللبنانية للتنبه والحذر، لِوأد العنصرية الطائفية المذهبية، المشعلة للفرقة والنزاع والحروب.

 

﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون

 

 

التاريخ الهجري :21 من شوال 1440هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 24 حزيران/يونيو 2019م

حزب التحرير
ولاية لبنان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع