بسم الله الرحمن الرحيم
أوراق التوت تتساقط عن حقيقة العلاقة مع كيان يهود
وزير خارجية لبنان لا مشكلة أيديولوجية مع "إسرائيل"!!!
في لقاء مع وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل عبر قناة الميادين برنامج "حوار الساعة" والمنشور في 2017/12/26، والذي وصفت فيه مقدمة البرنامج جبران باسيل "بمهندس السياسة الخارجية اللبنانية" وحين سألته المذيعة قائلة: (أتمنى ألا أحصل على جواب دبلوماسي ربما معلومات لو أمكن، هل ترى أن التطبيع أصبح واقعاً، تطبيع بعض الدول العربية مع "إسرائيل"؟) وكان جواب جبران باسيل بلغة مختلطة بالعامية دون أي تردد: (بدي أقلك شغلة، نحن بالنسبة لنا ليست قضية أيديولوجية، نحنا مش رافضين تكون "إسرائيل" موجودة، بحقها أن يكون عندها أمان، مش رافضين، نحن نقول إننا نريد أن تعيش كل الشعوب بأمان، ومعترفة ببعضها بعض، ومعترفة بالآخر، فالقضية ليست قضية عمياء، ونحن نريد الآخر وعلى اختلافنا معه...).
يصرح وزير الخارجية اللبنانية بهذه التصاريح الخالية من أي حياء أو تردد، وعلى قناةٍ وخلفيةٍ سياسية تزعم المقاومة والممانعة، والثلوج البيضاء هي المشهد الدرامي في خلفية التصوير!!! لقد ذاب ثلج مقاومتكم وبان مرج كذبكم في قضية فلسطين، وبات مؤكداً أن لبنان "بمهندس خارجيته" ومن معه من حكومة وحلف سائرون في النهج العربي المتمثل بسقوط ورقة التوت عن التطبيع مع كيان يهود الغاصب لأرض فلسطين، بل ويكشف هذا عن أن مسارعة لبنان بالتصريح أنه على استعداد لافتتاح سفارة له في القدس بعدما أعلن ترامب إعلانه الأحمق باعتبار القدس عاصمة لما يسمى "إسرائيل"، يكشف أن هذا ضمن سلسلة التطبيع الممنهج، والبدء في ملف إنهاء القضيتين العالقتين في ملف "السلام" مع يهود وهما القدس وقضية اللاجئين، حيث جاء حينها في بيان للحكومة تلاه وزير الإعلام ملحم رياشي في مؤتمر صحفي بقصر الرئاسة شرق بيروت، عقب انتهاء اجتماع للحكومة: (إن الحكومة قررت تشكيل لجنة برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، لدراسة طرح وزير الخارجية جبران باسيل، إنشاء سفارة للبنان في القدس لتكريسها عاصمة لفلسطين... الجزيرة 2017/12/14)، ولعله يكشف كذلك أن لبنان بحكومته ومهندس خارجيته ضالعون فيما بات يعرف بصفقة القرن التي تقودها أمريكا في محاولة لتصفية البقية الباقية من أهل فلسطين وقضيتهم، والتي تشمل المفاوضات النهائية فيها محادثات سلام إقليمية بين "إسرائيل" والأقطار العربية بقيادة السعودية!!! فهل هذه مؤشرات سير لبنان في هذه الصفقة الأمريكية الصناعة والإخراج؟
يا وزير خارجية لبنان، ويا كل الحكومة اللبنانية،
إنكم لا تمثلون بهذا الكلام وهذه الطروحات إلا أنفسكم، فالصراع مع كيان يهود الغاصب لفلسطين هو صراع أيديولوجي عقدي بكل المقاييس، وهو ليس صراع الكيان اللبناني الهزيل بهزالتكم مع كيان يهود، بل هو صراع الأمة - ومنهم أهل لبنان - مع كل مغتصب لأرض من أراضيها ولو كان شبراً واحداً... وليست تصريحات مهندس خارجيتكم هي التي تقرر سير الأمة في هذا الطريق ولا طبيعة الصراع، فكل شريفٍ فيها وفي لبنان يرفض وجود هذه الغدة السرطانية المسماة "إسرائيل"... وستتحطم بإذن الله أوهام أمريكا بصفقة قرنٍ على جدار الأمة الإسلامية وأبنائها في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وبلاد الشام، وأهل لبنان - ولستم منهم - هم جزء من هذه الأمة، قال رسول الله ﷺ فيما رواه أحمد عن أبي أمامة: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: «بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ».
التاريخ الهجري :10 من ربيع الثاني 1439هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 28 كانون الأول/ديسمبر 2017م
حزب التحرير
ولاية لبنان