بسم الله الرحمن الرحيم
حوار المستقبل – (حزب الله) "طبخة بحص"
طالعتنا الصحف صباح يوم الخميس 25 كانون الأول 2014 بانطلاق ما سُمي (حوار المستقبل - حزب الله) يوم الأربعاء 24 كانون الأول 2014، هذا الحوار الذي روج له الإعلام لعدة أيام وكأنه الذي سيخرج "الزير من البير"! ليفاجئ الناس بأن دخول حزب إيران في القتل المستعر في سوريا أو خروجه منه ليس محل بحث وحوار، وأن ما يُعرف بسلاح "المقاومة" ليس هو محل بحث وحوار أيضا، وكذا استحقاق رئاسة الجمهورية ليس محل بحث وحوار، فهذا شأنه عند حليف حزب إيران العماد ميشال عون... بل وجعل البحث الطارئ والأهم هو موضوع ما يسمى بسرايا المقاومة وحلها!... وأن هذا الاجتماع من شأنه تخفيف الاحتقان السني - الشيعي.
وهنا نقول: إذا كانت كل تلك القضايا ليست محل بحث ولا حتى بحث طارئ، فعلى أي حوار يتحدثون؟! وطالما لم تكن هذه القضايا في وارد النقاش عند من سبَّبها، فلماذا اللقاء والحوار إذاً؟! ثم ألم تكن هذه القضايا كما أوهم تيار المستقبل محازبيه قضايا مبدئية؟! فأين ذهبت هذه المبدئية؟! أم باتت قيادات هذا التيار مستخفة بجمهورها منذ قبلت بتشكيل الحكومة مع حزب إيران على الرغم من التحفظات المزعومة منذ زمن بعيد؟!
إن الجواب على هذه التساؤلات بات واضحاً لكل ذي بصر وبصيرة، فقرار المواجهة، أو قرار تشكيل حكومة، أو قرار الجلوس إلى طاولة الحوار... كل هذه القرارات لم تكن يوماً - ولن تكون - بيد المتحاورين من تيار المستقبل أو حزب إيران، ولا ممّن رعوا الحوار ظاهرياً. فقرار من هذا النوع كان - وما زال - رهناً لدول إقليمية، هي صاحبة المال السياسي الذي يغذي المتحاورين، بل رهناً لدول كبرى كانت وما زالت هي التي ترسم لهذه الدول الإقليمية حركاتها وسكناتها، وفق مصالح هذه الدول الكبرى التي لا ترقب في لبنان وأهله ولا في بلاد العالم الإسلامي إلّاً ولا ذمة، بل تقدم حساباتها وخططها وإستراتيجياتها على أي شيء آخر، ولو كان دماء أهل لبنان وسوريا وسائر المنطقة...
أما مسألة حل (سرايا المقاومة)، فهل يحتاج هذا إلى لقاء وحوار؟! لا بل نصف لقاء أو نصف حوار؟! ألا يرى مَن شكَّلها أنها باتت لا تعدو كونها تجمعات حُمِّلت سلاحاً، ووجدت دعماً وغطاءً، حتى مُنعت المؤسسات الأمنية من إحضار أحدهم إلا بوابل من الرصاص وسفك دماء المارة هنا وهناك... فهل تتطلب أكثر من حل فوري ولحظي ممن يزعمون الرغبة في وقف الاحتقان وتوحيد الصف؟!
أما تخفيف الاحتقان السني - الشيعي الذي جعله المتحاورون عنواناً مبهرجاً لهذا اللقاء، فيا ليته كان كذلك... ألم يكن هذا ممكناً منذ سنين؟ أم لم تكن التوجيهات الخارجية قد وصلت بعد؟! وهل أوجد هذا الاحتقان إلا مَن سفك الدماء الحرام من أبنائه وأبناء لبنان وأبناء سوريا خدمة للأجندات الخارجية؟ وهل رسّخه إلا مَن قَبِل بمجالسته بالأمس واليوم، لا لشيء إلا إذعانا لأوامر أسياده وأجنداتهم؟!
إن صاحب المصلحة في هذا الاحتقان هم أسيادهم الدوليون الذين أمروا الجميع بالجلوس إلى طاولة الحوار مع معرفته بأنها لا تعدو كونها "طبخة بحص" لا تغني ولا تسمن من جوع سوى استمرار التسويف والمماطلة بسبب تخبط وارتباك أسيادهم في حل القضايا الساخنة في المنطقة.
لقد فاجأت ثورة الشام اللاعبين الإقليميين والدوليين وأتباعهم بسبب رفعها شعارات الإسلام عموماً، والخلافة على منهاج النبوة خصوصاً، ما دفع هذه الدول مضطرة إلى إثارة هذا الاحتقان في محاولة منها لإحباط صحوة الأمة، وإلى تسليط الأضواء على "خلافة" مزعومة أعلنها تنظيم الدولة لوأد المشروع الحقيقي المنقذ للأمة الخلافة على منهاج النبوة التي يعمل لها المخلصون من أبنائها، ثم محاولة إسكات كل صاحب كلمة حق بذرائع "الإرهاب" و"التكفير" و"الدعشنة"!...
وها هو نائب الأمين العام نعيم قاسم في تصريح نشرته جريدة الحياة في عددها الصادر يوم الاثنين 2014/12/29 يبشركم بالنتيجة بعد أيام من اللقاء الحواري الأول قائلا: "إن المنطقة اليوم في حالة مراوحة فلا حلول ولا غلبة ولا إنجازات، وبمعنى آخر لا حل قريبا في سورية ولا في مواجهة داعش ولا في العلاقات السعودية الإيرانية ولا في مجموعة من المشاكل الموجودة في منطقتنا، ومن ضمنها لا حل قريبا في لبنان لكثير من القضايا العالقة لارتباطه بالمشروع الموجود في المنطقة".
أيها السنة والشيعة في لبنان! بل أيها المسلمون كما سماكم الله من قبل:
إننا في حزب التحرير / ولاية لبنان ندعوكم إلى عدم التعلق بآمال كاذبة! وأوهام يروجها المتحاورون وأسيادهم تضليلاً وخداعا! كما ندعوكم إلى نصرة العاملين، بل والعمل معهم لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة التي يأمن فيها كل من يعيش في كنفها مسلماً وغير مسلم، والتي يعمل لها حزب التحرير واصلاً ليله بنهاره في سبيل نهضة الأمة ومنها لبنان وأهله.
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾
التاريخ الهجري :10 من ربيع الاول 1436هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 01 كانون الثاني/يناير 2015م
حزب التحرير
ولاية لبنان