بسم الله الرحمن الرحيم
أنهوا هيمنةَ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية وبريطانيا والهند على بنغلادش
انفضّوا عن الأحزابِ السياسيةِ الحاكمة من عمل الكافر المستعمر والعلمانيين
انضموا إلى الكفاحِ السياسي تحت قيادة حزب التحرير لإقامة دولة العز والظفار؛
الخلافة الراشدة على منهاج النبوة
مع اقترابِ موعدِ الانتخاباتِ العامة المقبلة، فإنَّ المهتمين من الذين يتفهمون وجهات النظر في البلاد، والذين يتابعونَ الأخبارَ والأحداث، يمكنهم أن يلاحظوا أنَّ النخبة الحاكمة مشغولة في عرضِ أنفسهم لإرضاءِ أسيادها العلمانيين ونيل وُدّهم. في حين ينشغل النَّاس في كفاحٍ مستمرٍ للتخلصِ من طغيانِ الشيخة حسينة وفسادها وقمعها، فإنَّ جرأتها ما زالت مستمرة لأنَّ أسيادها الكافرين العلمانيين يدعمونها علانية، ويقدمون لها الجوائز، الواحدة تلوَ الأخرى. في الوقت نفسه، تواصل حسينة مسعاها الخيانيّ من أجلِ إرضاءِ أسيادها الاستعماريين، من الولاياتِ المتحدةِ وبريطانيا والهند، وذلك لإنقاذ نفسها من السقوط. كما اتبعت النخب الحاكمة في الحزب القومي البنغالي خطأ حسينة بإرسال مندوبيها إلى دلهي، وعقد سلسلةٍ من الاجتماعات مع الصليبيينَ العلمانيين في نيويورك ولندن، محاولين الحصول على دعمهم. وقد تعهد الحزب بالمحافظة على المعاهدات الخفية التي التزمت بها حسينة معهم، بما في ذلك خدمة مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا والهند. لا تجد من بين هؤلاء جميعا، من هذه الطغمة الحاكمة المخادعة والخائنة من يعطي أية قيمةٍ لمصلحة الإسلام والمسلمين، لأنَّهم فقدوا جميعاً الثقة والدعم من الناس، كما فقدوا القيم الأخلاقية والقدرة العقلية لقيادة الناس، لذلك تجدهم ذاهبين إلى أساتذتهم الأجانب للحفاظِ على السلطة أو الحصول عليها، وفي الوقت نفسه يستغل العلمانيون هذه الفرصة الذهبيةَ لتعزيز موطئ قدمهم في بنغلادش.
تدّعي الشيخة حسينة، عميلة بريطانيا، أنها لم تستطع الوصول إلى السلطة في عام 2001 لأنها رفضت إعطاء النفط والغاز لأمريكا، بينما الحقيقة هي أنها فشلت وقتها في منافسة عميلة الولايات المتحدة (خالدة ضياء)، ولكنها حصلت على السلطة في عام 2009 بعدَ تعهدها بخدمة مصالح الولايات المتحدةِ وبريطانيا والهند. في شباط/فبراير 2009، ومن خلالِ التعاون في قتلِ ضبَّاط الجيش المخلصين في بيلخانا، أزالت حسينة العقبة الرئيسية للشراكة الاستراتيجية بين الولاياتِ المتحدة والهند، وبعد ذلك بدأت الخطة الشريرة لسيطرة الهند على جيشنا، مع العلم أن أمريكا تعملُ على تقويةِ الهند في هذه المنطقة كشرطيٍ يعمل لصالحها، ولاحتواءِ الصين فيما يعرف (باستراتيجية المحور الآسيوي) وتأخير بزوغِ فجر الخلافة فيما يعرف (باستراتيجية الحرب على الإرهاب)، وهذه هي الأهداف الرئيسية للشراكة الاستراتيجية بينَ الولايات المتحدة والهند. ولتحقيق هذه الأهداف، نظمت حسينة العديد من التدريبات العسكرية مع الجيشِ الأمريكيِّ والهنديّ، وسلمت حقول النفط والغاز في خليج البنغال إلى الشركات الأمريكية، وسمحت للهند باستخدام موانئ (مونجلاوت شيتاجونج)، وأبرمت الصفقة العسكرية مع الهند لشراء المعداتِ العسكريةِ منها، كجزء من إطار الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والهند. إلى جانب ذلك، تتصرف الطاغية حسينة كجندي عنيد يقاتل في سبيل الحرب الأيديولوجية ضد الإسلام بجانب الصليبيين، التي أطلقوا عليها اسم "الحرب على الإرهاب"، أي الحرب على الإسلام، وأثبتت نفسها أمام أسيادها الغربيين كشريك مخلص في هذه الحرب.
ولإرضاء سيدتها الهند، تجاهلت حسينة أمن بنغلادش عند منح الهند ميزة العبور إلى (كالكوتا-إيشواردي-أكراهورا- تريبورا، كلكتا-جيسور-سيلهيت-آسام، كلكتا-شيتاغونغ-تشاندبور-آسام، كالكوتا-باريزال-أسام / تريبورا). وبينما تهمل البنية التحتية في البلاد، بحجة التنمية، فإنها تقوم في الواقع ببناء البنية التحتية للمصالح الاقتصادية الهندية والأهداف الاستراتيجية للرأسماليين، وهي تفتخر بهذه "المشاريع الضخمة". فقد حصلت الهند على الأراضي في بنغلادش لبناء منطقة اقتصادية خاصة فيها وسمحت لها ببناء مطار داخل أراضي بنغلادش، وبفضل ذلك أصبحت بنغلادش المصدر الرابع للتحويلات الأجنبية للهند، كما لو أن دينها بالامتنان للهند لن يتم سداده أبداً!
إن تحالف حزب الشعب البنغالي - وهو عميل آخر للكافر المستعمر - كان يخدم المصالح الأمريكية والبريطانية والهندية في السابق، ولم يحتجوا في العقد الأخير على أنشطة حسينة الخيانية بحق البلاد، ولم يتظاهروا حتى بالاحتجاج! ومن خلال استغلال الغضب العام وانعدام الثقة بحسينة، دخلوا في تحالف جديدة مع الدكتور كمال حسين في جاتيا أوكيافرونت للوصول إلى السلطة، وإيجاد أمل جديد بين الناس لمنع سقوط الحكم القمعي للديمقراطية. إن الدكتور كمال حسين، موظف الأمم المتحدة، وهو أداة تابعة للكافر المستعمر، يقود حزب جاتيا أوكيافراونت وهو ليس إلا خدعة أخرى من أمريكا لخداع الناس، فها هم يطالبون علناً بدعم الرأسماليين أنفسهم، الذين منحوا حسينة وقتا طويلا لخدمة مصالحهم، ولا يوجد اهتمام بمصالح الناس العامة في أجندتهم، بل هناك إصرار على خدمة المصالح الاستعمارية والتعاون معهم في حربهم على الإسلام. هكذا فإنه عندما يكون الناس في هذا البلد يتوقون إلى التخلص من الطاغية حسينة ومن هذا النظام الحاكم الفاسد، ويطالبون بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، يظهر علينا تحالف حزب الشعب البنغالي المعارض مع الدكتور كمال، لا لشيء إلا لإنقاذ ما يسمى بالديمقراطية، وما هم إلا جزء من خدعة إمبريالية لخداع الناس.
أيها المسلمون!
ما الذي يسعى إليه العلمانيون وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والهند في بنغلادش؟ إنهم يريدون استخدام الموقع الجغرافي السياسي لبنغلادش من أجل بسط هيمنتهم العالمية والإقليمية، ويريدون السيطرة على الموارد الاستراتيجية مثل النفط والغاز في خليج البنغال، وضمان وجودهم العسكري في هذه المنطقة، والسيطرة على جيش بنغلادش واستخدام قوته العسكرية كوقود لهيمنتهم العالمية والإقليمية، ويريدون السيطرة التامة على صناعاتنا، أي الاقتصاد، والأهم من ذلك كله أنهم يريدون عرقلة عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة الوشيكة، ويريدون السيطرة على الأمة الإسلامية من خلال الحفاظ على النظام الحاكم المتعفن بالديمقراطية. قال الله تعالى: ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾.
إن هذه الأحزاب السياسية تتواطأ مع الكافر المستعمر لتمرير حيلة السيطرة على بنغلادش. وتتمثل الأهداف الرئيسية التي تعمل لها الطبقة الحاكمة في السياسة في: خدمة مصالح العلمانيين الكافرين، ومساعدة النخب الرأسمالية القليلة في جني الثروة الضخمة خدمة لأنفسهم وأتباعهم، من خلال استغلال أهل البلاد بشكل عام، وهذا هو السبب في أنهم فشلوا في توفير الحاجات الأساسية للناس، ناهيك عن الكماليات.
أيها الناس!
إن الأهداف الرئيسية للسياسة الشرعية في الإسلام هي: رعاية شئون الناس في ظل الخلافة، وحماية الأمة الإسلامية من هيمنة الكفار العلمانيين، ونشر العدل بالإسلام في جميع أنحاء العالم. وفيما يتعلق بالسياسة الشرعية وعظمة الإسلام والمسلمين يقول الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾. لذلك ستضمن الخلافة، القائمة قريبا بإذن الله توفير المسكن والملبس والمأكل والتعليم للجميع، وبالتالي توفير حياة مزدهرة لجميع الرعايا بغض النظر عن دينهم أو عرقهم، يقول رسول الله r : «الْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» رواه البخاري ومسلم. وستقوم الخلافة بإنشاء صناعة ثقيلة تعتمد على الصناعة الحربية وبناء جيش قوي، وهو شرط مسبق ضروري لقيام دولة قوية وذات سيادة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾. وسوف تلغي الخلافة جميع المعاهدات مع المستعمرين التي تم الالتزام فيها لضمان هيمنتهم على مواردنا العسكرية والاقتصادية والاستراتيجية، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾. وقبل كل شيء، سوف توحّد الخلافة البلاد الإسلامية في دولة قوية، قال رسول الله r : «زَوَى لِي الْأَرْضَ أَوْ قَالَ إِنَّ رَبِّي زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَض» سنن أبي داود.
حزب التحرير هو القيادة السياسية الصادقة، وعنده مشروع نهضة هذه الأمة، وهو يقوم بالصراع الفكري والكفاح السياسي من أجل إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، دولة العز والظفار. لقد قام حزب التحرير بكشف مؤامرات الإمبريالية من الذين يتآمرون على بنغلادش، ويقوم الحزب بالكفاح السياسي لإحباط الخطط الشريرة التي تحوكها الولايات المتحدة وبريطانيا والهند من أجل السيطرة على جيشنا بمساعدة الخائنة حسينة، ويقف ضد الاستبداد من حكم الأحزاب المتنافسة (حزب عوامي وحزب الشعب البنغالي)، وهو يعمل جاهدا في النضال السياسي من أجل تحقيق حقوق العباد، وقبل كل شيء درء الحرب على الإسلام التي هي حرب الكفار العلمانيين ومن يواليهم من الأحزاب السياسية الحاكمة، وهو يغذ السير من أجل إقامة الخلافة هدفه المنشود.
أيها المسلمون! إن هذا النظام الديمقراطي المزعوم يتناقض بشكل كلي مع عقيدتنا الإسلامية، وهذا النظام الحاكم هو الأداة الرئيسية لهيمنة الغرب علينا، لذلك يجب العمل الفوري على الإطاحة بهذا النظام وإعادة الخلافة على منهاج النبوة، هو واجب علينا جميعا، قال رسول الله r : «مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً» صحيح مسلم. ونحن في حزب التحرير ندعوكم، لتنفضّوا عن حزب عوامي وحزب الشعب البنغالي ومن يتحالفون معهم، من عملاء الكافر المستعمر، وتنضموا تحت قيادة حزب التحرير للمطالبة بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وتنخرطوا في الكفاح السياسي لإعادة الخلافة، وطالبوا ضباط الجيش المخلصين بإزالة الطاغية حسينة وتسليم السلطة لحزب التحرير لإعادة الخلافة الراشدة. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
التاريخ الهجري :12 من صـفر الخير 1440هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 21 تشرين الأول/أكتوبر 2018م
حزب التحرير
ولاية بنغلادش