بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الناس! أين الضباط الذين يمنعون عنكم ضرب الرصاص؟ فقد استخدمت الطاغية حسينة الحديد والنار لإجباركم على طاعتها، والطريق الوحيد لتحرير أنفسكم منها هو الطلب من الضباط المخلصين الإطاحة بها وتسليم السلطة لحزب التحرير من أجل إقامة دولة الخلافة الراشدة الثاني
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «... وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ» صحيح مسلم. أفليست الطاغية حسينة من شرار الحكام أيها الناس؟ نحن نشعر بما في قلوبكم، وهو كرهكم وبغضكم لحكمها، ونسمع ما تقولون بأفواهكم، ولعنكم لحكمها، ودعوتكم الله سبحانه وتعالى عليها، وطلبكم منه رب العالمين أن يخلّصكم من طغيانها، فقد طغت في البلاد وأكثرت فيها الفساد، واضطهدت الناس، وكمّمت أفواه كل من يحاول فضحها، أو التحدث عن المفسدين في حكومتها، وهم من ﴿الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ﴾.
لقد استهلّت حسينة فترة حكمها بأبشع جريمة، حيث قامت بذبح ضباط الجيش في مذبحة حرس الحدود، بطلب من أسيادها الاستعماريين. ثم دأبت على ارتكاب أعمال الغدر والخيانة ضد مصالح البلاد والعباد لتحقيق مصالح أسيادها، ولا تزال على الطريق نفسه لغاية يومنا هذا. فلم تكن حكومتها تختلف عن حكومة خالدة ضياء من حيث نهب ثروة الناس وعدم رعاية شئونهم. وعلاوة على ذلك، فقد ناصب نظامها الملحد العداء لله ورسوله والمؤمنين، حتى أصبح عداؤها للأمة هو عقيدتها السياسية التي يتبناها نظامُها...
وعندما تسبب أذى حكومة حسينة بإنكار الناس عليها، لجأت إلى قمعهم بالحديد والنار؛ لإجبارهم على الخضوع لها، فاختطفت واعتقلت كل من يعبر عن سخطه، بل وأطلقت النار على تجمعات الناس، سواء أكانت للمطالبة أم للاحتجاج على تجاوزات الحكومة. حتى أصبح شعار الحكومة "لا مطالب، ولا احتجاجات"! إنّ حسينة تدرك تماما أن حكمها لا يحظى بأي تأييد بين الناس، لذلك أصبحت تتعامل مع الناس بوحشية، وهانت دماؤهم عليها، وكل ذلك في محاولة منها لترويض الناس وإذلالهم، حتى يخرّوا لها طائعين.
أيها المسلمون!
هذا الحال لا شك يمكن تغييره، ووجود حاكم مثل حسينة أو نظيرتها خالدة ضياء ليس قضاءً محتوما، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خير الحكام: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ...» صحيح مسلم. وهذا النص لا يقتصر على الخلفاء الراشدين، من مثل أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما)، فالحكام الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم ليسوا من زمن الصحابة فقط، والحديث لم يخصص زماناً ولا مكانا. وعلاوة على ذلك، فإن هناك أحاديث أخرى تؤكد أن الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ستقوم قريبا بإذن الله، وسترعى شئون المسلمين بوصفها ولي أمرهم لا عدوا لهم مثل طغاة اليوم. وسوف تنشر العدالة في الأرض وبين رعاياها، مسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وستعيد مجد الأمة وعزتها.
هكذا سيكون حالكم أيها المسلمون، إن قمتم بما يتوجب عليكم القيام به:
أولا: رفض نظام حكم الكفر كله، وكرهه ولعنه ككرهكم حسينة ولعنكم إياها. ويجب عليكم تجنب كل دعوة ذات صلة بالديمقراطية، والحركات الديمقراطية، وكل من يرشح نفسه كقوة بديلة ضمن هذه الديمقراطية، فهذه الديمقراطية الفاسدة هي التي أوجدت بيئة خصبة للفاسدين أمثال الشيخة حسينة، وأوصلتها إلى السلطة. لذلك فإنه حتى لو أُجريت انتخابات جديدة، وكانت كما يقولون "حرة، ونزيهة"، فإن الذي سيستلم السلطة من خلالها لن يكون أفضل حالا من حسينة، بل وستعود حسينة إلى السلطة من خلال انتخابات أخرى! فأوقفوا هذه المسرحية الهزلية أيها الناس، وامنعوا وصول المعتدين الفاسدين إلى السلطة!
ثانيا: ارفضوا جميع أشكال التدخل الأجنبي في الشئون الخاصة بكم، وامنعوا الذين يدعون إلى تطبيق الضغوط الخارجية والمشاركة في ضمان إجراء انتخابات جديدة. فتدخل القوى الأجنبية وإشراك الولايات المتحدة وبريطانيا والهند في شئوننا من أسوأ ما قد يكون، فهي سبب تردي حالنا إلى ما هو عليه اليوم، أليست هذه القوى أنصار حسينة وخالدة؟ ومن أسوأ من عملاء الإمبريالية سوى مفكّريها وسياسييها؟
ثالثا: شاركوا حزب التحرير في كفاحه السياسي ضد حسينة ونظامها الكافر، ولا تظلوا صامتين على الطغيان، فسكونكم وصمتكم يزيد وحشيتها ويطيل عمرها، وعلاوة على ذلك، فإن محاسبتكم ووقوفكم في وجه الحاكم الطاغي واجب عليكم، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «... كَلَّا وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيْ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًاْ» أبو داود والترمذي.
وأخيراً والأهم من ذلك، طالبوا آباءكم أيها الإخوة وأبناءكم وأصدقاءكم ومن تعرفون من الضباط بأداء واجبهم بإزالة حسينة والنظام الحاكم. وادعوا الضباط المخلصين في الجيش لأداء واجبهم تجاه الإسلام والمسلمين بالإطاحة بالشيخة حسينة، وادعوهم ليصطفوا إلى جانبكم وأن يتخلوا عن حماية النظام، فهذه هي الطريقة المضمونة لتغيير النظام. وليس بتوليهم هم للسلطة، بل بتسليم السلطة للسياسيين المخلصين الذين عندهم البديل الحضاري القائم على أساس الإسلام، ويريدون لبنغلادش أن تكون نقطة ارتكاز للخلافة. فهؤلاء السياسيون المخلصون هم على بيّنة من كيفية حل مشاكل الناس بالقرآن والسنة، وبناء الدولة صناعيا، ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية. إنهم شباب حزب التحرير لا أحد سواهم، فالجمع بين الإخلاص والوعي العميق ليس عند غيرهم، وأعضاء الحزب سياسيون، وأميرهم العالم الجليل الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة رجل دولة، وهم يهتمون بشئونكم وممن يحبونكم ويدعون الله سبحانه وتعالى لكم بكل خير في الدنيا والآخرة.
لذلك اطلبوا من الضباط المخلصين، من الذين تعرفونهم وتقابلونهم، الإطاحةَ بالشيخة حسينة ونقل السلطة إلى حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، عسى أن يرضى الله سبحانه وتعالى عنكم ويكرمكم في الدنيا والآخرة، وتنالوا أجر الأنصار رضي الله عنهم، الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقام حكم الإسلام في المدينة المنورة.
أيها الضباط المخلصون، يا أهل القوة والمنعة!
إن عودة الخلافة أمر محتوم، فهي مشيئة الله سبحانه وتعالى، وسيكون ذلك قريبا بإذنه سبحانه، ولكنها لن تنزل من السماء. لذا فإن السؤال هو ليس عن إمكانية عودة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، بل السؤال هو على يد من ستعود ويكرمه الله بها. فمن منكم يسعى لهذا الشرف؟ ومن منكم يريد أن يكون سبيل عودة الإسلام إلى الحكم وتحرير الناس من هذا الطغيان؟ ومن منكم لديه الشجاعة ليكون من أنصار الإسلام والمسلمين؟ فنحن ندرك أن النظام يأسركم تحت شعار "حماية الدستور"، وغيره من مثل هذا الهراء، الذي لا يعني إلا الموالاة لحسينة ونظامها. ولكن ماذا عن ولائكم لله سبحانه وتعالى ورسوله والمؤمنين؟ ماذا عن دماء الناس؟ ألا يوجد ضابط من بينكم يمنع بقوة توجيه الرصاص إلى صدور الناس من قبل الطاغية حسينة وأتباعها؟ أيها الرجال! اسمعوا وأطيعوا واستجيبوا لأمر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولنداء الناس لكم، حتى يتحقق وعد الله على أيديكم. فأطيحوا بالشيخة حسينة، وأعطوا السلطة إلى حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، حتى يكرمكم الله وأهليكم في الدنيا والآخرة، كما أكرم الله سبحانه وتعالى الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم.
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
www.ht-bangladesh.info
www.facebook.com/PeoplesDemandBD2
التاريخ الهجري :13 من صـفر الخير 1436هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 05 كانون الأول/ديسمبر 2014م
حزب التحرير
ولاية بنغلادش