بسم الله الرحمن الرحيم
حملة إعلامية لإذلال المسلمين في دينهم
مرة أخرى يتعرض المسلمون إلى حملة إعلامية تهدف إلى النيل من دينهم وإذلالهم من جهة، ولإفساد علاقتهم مع الناس الذين يعيشون معهم في المجتمع من غير المسلمين من جهة أخرى.
لقد أثار الإعلام قضية مشاركة المسلمين للنصارى في الاحتفال بأعيادهم. وقبل تبيان الحكم الشرعي في هذه المسألة، وردّاً على تلك الحملة الإعلامية، نقول وبوضوح:
أولاً: إنه في الوقت الذي يدعو فيه الإسلام إلى القسط والبر في التعامل مع عامة الناس والالتزام بأخلاق الإسلام وقيمه وفي كل الأحوال، إلا أنه ولا شك يحظر على المسلمين الاحتفال بأعياد لها علاقة بعقائد وأديان الكفار، ولا تناقض بين الأمرين.
ثانياً: إن الأحكام الشرعية لا تخضع لأهواء الكفار ولا لضغوط إعلامهم ولا لأهواء القائمين على الجمعيات أو مصالحهم أو ارتباطاتهم، فحرامُ محمّد صلى الله عليه وسلم حرامٌ إلى يوم الدين، وحلالُ محمد صلى الله عليه وسلم حلالٌ إلى يوم الدين، ولا يجوز لكائن من كان أن يعبث بالأحكام الشرعية، أو يلوي أعناق النصوص، إرضاءً لأي مخلوق في هذه الدنيا أو خوفاً منه.
أيها المسلمون:
يحتفل غير المسلمين من النصارى هذه الأيام بما يعتقدون أنه مولد عيسى بن مريم عليهما السلام، ومع أن عامة المسلمين يعلمون حرمة الاحتفال بأعياد الكفار، وينأون بأنفسهم عنها، لكنه وممّا يُحزن قلب المسلم أن يرى بعض أبناء المسلمين يشاركون في تلك الاحتفالات، إمّا تشبّهاً بهم واستحساناً لتقاليدهم، أو لأنهم غير مدركين لارتباط هذه الأعياد والتقاليد بعقائد النصارى الضالة المحرفة.
والشرع قد حدد للمسلمين أيام عيدهم الخاصة بهم وهي يوم الفطر ويوم الأضحى. روى النسائي عن أنس أنه قال: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما، يوم الفطر والأضحى». وهذا نص من الرسول عليه الصلاة والسلام على أن للمسلمين عيدين فقط هما يوم الفطر والأضحى، وبهذين العيدين أبطلت أعياد الجاهلية. وقد ارتبط هذان العيدان الفطر والأضحى بعقيدة المسلمين من توحيد لله في العبادة والطاعة والامتثال لأوامر الله تعالى.
أما أعياد الميلاد لدى النصارى عموماً والغربيين خصوصاً فهي احتفالٌ منبثقٌ عن عقائدهم الضالّة والمحرفة في عيسى بن مريم عليهما السلام وما اختلط بها من تقاليد رومانية وثنية قديمة، وهي مما لا يشك مسلمٌ بضلالها وكفر أصحابها. قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ﴾. وقال عز وجل: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾. ويقوم النصارى في عيدهم هذا بتزيين البيوت والمحال التجارية والمدارس والشوارع، ويقيمون الحفلات العامة والخاصة في الكنائس وغيرها، ويتبادلون الهدايا وينشدون الأناشيد الدينية احتفالاً بهذه المناسبة.
أيها المسلمون:
إن الشرع قد نهى المسلمين عن تقليد الكفار من نصارى ويهود وغيرهم فيما هو من أمور دينهم وشعائرهم نهياً جازماً، روى البخاري عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اليَهُودَ والنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ؟ » فالنبي عليه الصلاة والسلام ينهى عن اتباع اليهود والنصارى، ويذم من اتبعهم وسلك مسلكهم في الحياة، وقلدهم في أعرافهم وتقاليدهم وشعائرهم، وهو دليلٌ صريحٌ على حرمة تقليدهم من قبل المسلمين. وقد أكد الشرع هذا النهي لدرجة أن وصف من يتشبه بالكفار بأنه منهم، لقوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُم» رواه أحمد وأبو داود.
عليه فلا يجوز للمسلمين الاحتفال بأعياد الكفار الخاصة بالنصارى وغيرهم.
ولا يجوز مشاركتهم بهذه الاحتفالات بأي شكل من الأشكال، عامة كانت هذه الاحتفالات أم خاصة، وسواءً كانت في الكنيسة أم في المدرسة أم في أي مكان آخر.
وهذا يشمل كل ما اتصل بهذه المناسبات من مظاهر وشعائر يُظهر فيها المسلم احتفاله فيها كتبادل الهدايا والتهنئة بين المسلمين وتزيين البيوت والمحال التجارية.
اللهم مكّن لدينك في الأرض وأعزّ الإسلام والمسلمين.
اللهم إنّا قد بلغنا، اللهم فاشهد.
التاريخ الهجري :9 من صـفر الخير 1434هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 23 كانون الأول/ديسمبر 2012م
حزب التحرير
أستراليا