الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

القدس: القبلة الأولى

 

في الذكرى المئوية لإعلان بلفور، اعترف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني في السادس من كانون الأول/ديسمبر 2017 بإعلانه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وهذا يفي بقرارٍ وافق عليه الكونغرس الأمريكي في عام 1995 تحت إدارة كلينتون. ولم يتم تنفيذ هذا القرار على مدى السنوات الـ 22 الماضية لأن اتفاقية السلام بين الفلسطينيين والصهاينة أجّلت التفاوض على قضية القدس إلى المرحلة النهائية من المفاوضات.

 

وبصرف النظر عن مكان وجود العاصمة، فإن قبول حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 هو قبول الاحتلال غير المشروع للأراضي الإسلامية وخيانة للمسلمين. هذا الإعلان لا يغير من واقع القدس شيئاً، فالقدس محتلة منذ عام 1967. فهذا الإعلان إنما يزيد من إهانة المسلمين وفيه تحدٍ لمشاعرهم الإسلامية لحبهم لمدينة القدس.

 

فعلى مدى الـ 100 عام الماضية، تعاونت القوى الاستعمارية مثل بريطانيا وفرنسا وأمريكا مع الحكام الخونة في بلاد المسلمين الذين كانوا يبكون دموع التماسيح على مِحن المسلمين في فلسطين، في حين يتبادلون الضحك مع الظالمين من وراء الأبواب المغلقة. فكانت الحكومة المصرية الخائنة التي سلّمت قطاع غزة في عام 1967 ووقعت معاهدة سلام مع كيان صهيون غير القانوني في عام 1978.

 

وكانت الحكومة الأردنية الخائنة التي سلّمت القدس والمسجد الأقصى المبارك إلى الصهاينة المحتلين في عام 1967. وكانت الحكومة السورية الخائنة التي سلّمت مرتفعات الجولان إلى الكيان الصهيوني غير الشرعي في عام 1967، ولكنها اليوم تحارب المسلمين بكل ما لديها من قوة. وقد اعترفت الحكومة السعودية مؤخراً بفتح قنواتٍ دبلوماسيةٍ من وراء الكواليس مع الكيان الصهيوني غير الشرعي. وأما تركيا فقد قال رجب طيب أردوغان: "إن هذا الإعلان سيجتاز الخط الأحمر"، ومع ذلك فهو يواصل الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني بالرغم من العديد من المجازر ضد المسلمين في فلسطين. يثير هؤلاء الحكام المشاعر الإسلامية عند المسلمين عندما يكون ذلك مناسبا للحفاظ على الوضع الراهن ومن أجل مكاسب سياسية، ولكنهم هم أنفسهم من كانوا وما زالوا يحافظون ويحمون كيان صهيون. والسبب الوحيد وراء استمرار احتلال أرض فلسطين هو تواطؤ هؤلاء الحكام الخونة.

 

﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾ [فاطر: ١٠]

 

أيها المسلمون: القدس مرتبطة بالعقيدة الإسلامية، فهي أولى القبلتين، وهي أرض الإسراء والمعراج، وهي الأرض التي أمّ فيها النبي محمد ﷺ جميع الأنبياء في الصلاة، وهي الأرض التي فتحها عمر بن الخطاب، وهي الأرض التي حررها صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين، وهي الأرض التي أبى الخليفة عبد الحميد الثاني بيعها للصهاينة عام 1901م في وقتٍ كانت فيه الدولة بأمسّ الحاجة إلى المال. إنّ فلسطينَ أرضٌ إسلاميةٌ تمتعت بالأمن والسلام تحت الحكم الإسلامي وليس لأحد حق التصرف بها سواءً أكان من الحكام الخونة أم من غيرهم.

 

أيها المسلمون: لا تطلبوا من إدارة ترامب أو أي حكومة غربية أخرى وقفَ الاعتراف بالعاصمة، ومن غير المجدي أن تسألوا الحكام الخونة في البلاد الإسلامية أن يتصرفوا بالنيابة عنكم لتحرير القدس.

 

أيها المسلمون: يجب علينا أن ننظر إلى القضية الفلسطينية على أنها قضية إسلامية وأن حلها لا يأتي إلا من الإسلام. فقد آن الأوان لأن نُلقي جميع الحلول غير الإسلامية العلمانية الكاذبة لقضية فلسطين وأن نعمل من أجل عودة الحكم الإسلامي في البلاد الإسلامية تحت قيادة خليفةٍ عادلٍ غيورٍ على الإسلام والمسلمين. فالخلافة هي السبيل الوحيد لتوحيد الأمة وتوحيد جيوشها ومقدراتها من أجل الدفاع عن المسلمين عامة وتحرير فلسطين وبقية البلاد الإسلامية.

 

 

التاريخ الهجري :18 من ربيع الاول 1439هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 06 كانون الأول/ديسمبر 2017م

حزب التحرير
أمريكا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع