الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

الخلافة وحدها هي القادرة على إنهاء الخلاف الحدودي بين أفغانستان وباكستان (مترجم)

من مدة قريبة اشتبكت القوات الأفغانية والباكستانية مرة أخرى حول منطقة غوشتا الحدودية في ولاية ننغاهار مخلفة بعض القتلى والجرحى من الجانبين. وقد غطت وسائل الإعلام الأفغانية وشبكات التواصل الاجتماعية مقتل أحد الجنود الأفغان في هذه الحادثة تغطية واسعة، ومجّد في اجتماعات ومناقشات وطاولات حوار، وفي صفحات الشبكة وعناوين جميع وسائل الإعلام بوصفه شهيداً وبطلاً.


إننا نحب في هذا المقام لفت نظر المسلمين في أفغانستان وباكستان إلى ما يلي:


إن الخطوط الحدودية القائمة التي تفصل الأمة عن بعضها هي مؤامرة شيطانية من الكفار، وخط دوراند الذي يفصل بين باكستان وأفغانستان كان فكرة قذرة وضعها مورتمر دوراند من الإمبراطورية البريطانية من أجل الحفاظ على السيطرة الاستعمارية في شبه القارة الهندية كلها وعلى مصالح الاستعمار في المنطقة. فقد جرى في عام 1893م التوقيع على اتفاق حول خط دوراند بين الملك الأفغاني عبد الرحمن خان ومورتمر دوراند الموظف المدني البريطاني في شركة الهند الشرقية في الهند الخاضعة للاستعمار البريطاني. وبعد ما يسمى باستقلال باكستان في عام 1947م أزم خط دوراند الوضع بين أفغانستان وباكستان وبقي غير مرسم على نحو نهائي حتى الآن. فخط دوراند الذي يفصل بين المسلمين في أفغانستان وباكستان إن هو إلا اتفاق جرى التوقيع عليه بين الإمبراطورية البريطانية المستعمرة وخادمها عبد الرحمن خان، فالاعتراف بخط دوراند والحفاظ عليه وعلى أمثاله حرام ومخالفة للشريعة:


1. فالمسلمون إخوة وقد بين الله سبحانه وتعالى ذلك بوضوح:


((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون))


فالله سبحانه يأمرنا في الآية الآنفة الذكر بالإصلاح بين المسلمين المتخاصمين لأنهم في الحقيقة إخوة، ويأمر فوق ذلك بإبعاد كل ما يؤدي إلى حصول حرب بين المسلمين لتعمهم رحمة الله.


2. وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان بأن الأخوة التي في الآية هي أخوة بين المسلمين فقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:


"الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

أيها المسلمون في أفغانستان وباكستان، يا أبناء الأمة، ويا جيوش الأمة الإسلامية!


هذا هو المفهوم الحقيقي للأخوة كما بينه لنا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأما خط دوراند فهو بلا شك مؤامرة شيطانية خطت بيد الاستعمار البريطاني بغية مزيد من تفريق الأمة الإسلامية، مع أن الله يأمرنا فيقول: ((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)) وروى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ".

أيها الضباط في الجيش الأفغاني!


عليكم أن تلتفتوا إلى أنكم أبناء الأمة الإسلامية وأن تفهموا أن الحكام الطغاة في بلاد المسلمين كلها إن هم إلا خدم للكفار، فهم سيسلمونكم حتماً كما فعلوا مع سائر الأمة من قبل. إنهم يدفعونكم من أجل الحفاظ على خط دوراند الإنجليزي الذي يسبب صراعاً بين المسلمين في أفغانستان وباكستان يودي بحياة ما لا يحصى عدده من المسلمين. وفي المقابل تبذل الحكومة الأفغانية العميلة وسعها لتوقيع اتفاقيات إستراتيجية مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الصليبية وتسمح لهم ببناء قواعد عسكرية في هذا الجزء من البلاد الإسلامية.


إن من الأحكام الأساسية في الإسلام عدم وجود حدود تفصل بين المسلمين، وإن الحدود الوحيدة المتصورة في البلاد الإسلامية هي الحدود مع ديار الكفر.


إن حكام أفغانستان وباكستان إثباتاً منهم لولائهم لأسيادهم يعملون على الحفاظ على خط دوراند الشهير الفاصل بين المسلمين، بينما لا يلتفتون إلى أية حدود عند توقيعهم اتفاقيات إستراتيجية مع الأمريكان والغرب الصليبي. لذلك فدمكم وتضحياتكم ستضيع سدىً من أجل المحافظة على مثل هذه السياسات الشيطانية للحكام الطغاة ومن أجل تنفيذها.

أيها المسلمون في أفغانستان وباكستان!


إن حزب التحرير / ولاية أفغانستان يدعوكم إلى التمسك بالكتاب والسنة لتجدوا الطريق القويم. فالمعاهدة الموقعة بين الإمبراطورية البريطانية وخادمها المطيع عبد الرحمن خان لا يجوز أن تفصل بين المسلمين الساكنين على طرفي الحدود. وإن الحل الوحيد للخلافات الحدودية وفق أحكام الله ووفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون بالقتال وقتل المسلم أخاه لذلك، بل يكون بإزالة الحدود وإعادة الخلافة الإسلامية للفوز برضوان الله وبالنصر في الدارين.


إن إخوانكم وأخواتكم في حزب التحرير ولاية أفغانستان وكذلك في حزب التحرير ولاية باكستان يعملون بقوة لإعادة دولة الإسلام بطريق حبيبنا النبي صلى الله عليه وسلم. وإن حزب التحرير ولاية أفغانستان يدعو المسلمين في أفغانستان إلى العمل مع إخوانهم وأخواتهم في الحزب لنجمع جهودنا وقوانا من أجل إعادة الخلافة العظيمة، فهي الحكومة الوحيدة القادرة على إخراج الأمة من بؤسها. فلنعمل لاستئناف الحياة الإسلامية الصحيحة تحت لواء الخلافة التي تدافع عن شرف الإسلام وأمة الإسلام في هذه الحياة وتكون نصراً في الآخرة.

التاريخ الهجري :22 من رجب 1434هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 02 حزيران/يونيو 2013م

حزب التحرير
أفغانستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع