وشهد شاهد من أهلها - ح4-
- نشر في ثقافية
- قيم الموضوع
- قراءة: 309 مرات
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة "بتصرف" باب ما جاء في الشهادة على رؤية الهلال"
حدثنا عمرُو بنُ عبدِ الله الأَوْدِيُّ ومحمدُ بْنُ إسماعيلَ قالا: حدثنا أبو أسامةَ حدثنا زائدةُ بْنُ قُدَامةَ، حدثنا سَمَّاكُ بْنُ حربٍ عن عكرمةَ عن ابنِ عباسٍ قال: جاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: أبصرتُ الهلالَ الليلةَ، فقال: أتشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ الله؟ قال: نعم، قال: قم يا بلالُ فأذِّنْ في الناس أن يصوموا غدا، قال أبو علي: هكذا روايةُ الوليدِ بنِ أبي ثَوْرٍ والحسنِ بنِ عليٍّ ورواهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فلم يذكر ابْنَ عباس وقال: فنادى أنْ يقوموا وأن يصوموا".
قوله ( فقال أبصرتُ الهلال ) قَبُولُ خَبَرِ الواحدِ مَحمولٌ على ما إذا كانَ بالسماءِ علةٌ تَمْنَعُ إبصارَ الهلال. وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ له أتشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ: تحقيقٌ لإسلامِه وفيه أنه إذا تحقق إسلامُه وفي السماءِ غَيْمٌ يُقْبَلُ خبرُهُ في هلالِ رمضانَ مطلقاً، سواءٌ أكانَ عدلاً أم لا، حُرّاً أم لا. وقد يقالُ كان المسلمون يومئذ كلُّهم عُدولٌ، فلا يلزمُ شهادةُ غيرِ العدلِ إلا أنْ يَمْنَعَ ذلكَ، لقوله تعالى: (إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ... )الآية. (فأذن في الناس ) من الإيذان أو التأذين والمراد مطلق النداء والإعلام.
أيها الإخوة الكرام:
إن الفائدةَ المتحققةَ من هذا الحديث، هي أنّ ثبوت هلال رمضان وبدء الصوم، يثبت بشهادة شاهد واحد، وهذه الرؤية هي التي أوجبها الشرع، إلا أن مشكلة الأمة اليوم في العالم الإسلامي، هي أن كل دولة من دول المسلمين، تعتبر نفسها كلاً، وليس جزءا، من الأمة الإسلامية، وإن نصت بعض الدساتير فيها غير ذلك، فصارت كل دولة تتخذ قراراتها السياسية والدينية، دون مراعاة لسائر المسلمين، لأنها تعتبر نفسها كيانا مستقلا عن سائر المسلمين، لا حق للمسلمين خارج كيانها بالتدخل فيه، وهذا هو السبب في بقاء الاختلاف بين الدول في العالم الإسلامي بخصوص بدء الصوم.
وبناء عليه نقول: إن المسلم في أي بلد من بلدان المسلمين، إذا سمع إعلان بدء الصوم، في أي دولة أو بلد، يجب عليه أن يصوم، ما دام الشرعُ قد عين له هذه الطريقة الواضحة، وما قام به الحكام، خلال الأعوام والعقود الماضية، من تشتيت للأمة في عباداتها، وعدم توحيد صومها، أصبح مكشوفا وظاهرا للعيان، بعد أن وقفت الأمة على حقيقة هؤلاء الحكام، وعرفت أنهم العدو الأول لها على خط المواجهة، فقامت لخلعهم من عليائهم، فمنهم من هرب ومنهم من خُلع، ومنهم من قُتل، ومنهم من ينتظر مصيرَه البائس، ولن تُخطئهم أيديْ الثوار، وستنال منهم بعون الله، بعد هذه العقود العِجاف، لتنهي فترة حكمهم النحسة من حياة الأمة. اللهم عجل لنا بذلك، لنرى خليفة المسلمين، يقفُ خطيباً بالمسلمين قائلا: أيها المسلمون: تقبلَ الله طاعاتِكم، وكل رمضان وأنتم بخير، فقد ثبت بالرؤية الشرعية هلال رمضان، وإن غدا هو الأولُ منه، فاتقوا الله وأطيعوه، وأكثروا من فعل الخيرات قبل أن يَنفضَّ هذا السوق. اللهم كحل عيوننا برؤية هذا المشهد العظيم، اللهم آمين.
الإخوة الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها المسلمون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
أيها المؤمنون:
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشد عنده قول الأعرابي هذا:
وحي ذوي الأضغان تسب قلوبهم تحيتك الحسنى فقد يرقع النعل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا". أدعوكم لتأمل المعاني الجميلة في هذه الرائعة الشعرية للشاعر: إبراهيم علي بدوي من السودان, والقصيدة بعنوان: "لله في الآفاق آيات" سأكتفي بقراءتها على مسامعكم؛ لأنها واضحة تمام الوضوح:
لله في الآفاق آيات لعل أقلها هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته عجب عجاب لو ترى عيناكا
والكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيرا لها أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى: من يا طبيب بطبه أرداكا؟
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما عجزت فنون الطب: من عافاكا؟
قل للصحيح يموت لا من علة: من بالمنايا يا صحيح دهاكا؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة فهوى بها: من ذا الذي أهواكا؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام بلا اصطدام: من يقود خطاكا؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا راع ومرعى: ما الذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكا لدى الولادة: ما الذي أبكاكا؟
وإذ ترى الثعبان ينفث سمه فاسأله: من ذا بالسموم حشاكا؟
واسأله: كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
واسأل بطون النحل: كيف تقاطرت شهدا؟ وقل للشهد: من حلاكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين دم وفرث: من ذا الذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا ميت فاسأله: من يا حي قد أحياكا؟
وإذا ترى ابن السود أبيض ناصعا فاسأله: من أين البياض أتاكا؟
وإذا ترى ابن البيض أسود فاحما فاسأله: من ذا بالسواد طلاكا؟
قل للنبات يجف بعد تعهد ورعاية: من بالجفاف رماكا؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو وحده فاسأله: من أرباكا؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا أنواره فاسأله: من أسراكا؟
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد كل شيء: ما الذي أدناكا؟
قل للمرير من الثـــــمار: من الذي بالمر من دون الثمار غذاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى فاسأله: من يا نخل شق نواكا؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحا قمم السحاب فسله: من أرساكا؟
وإذا ترى صخرا تفجر بالمياه فسله: من بالماء شق صفاكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال سرى فسله: من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج طغى فسله: من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا فاسأله: من يا ليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا فاسأله: من يا صبح صاغ ضحاكا؟
ستجيب ما في الكون من آياته عجب عجاب لو ترى عيناكا!
هذي عجائب طالما أخذت بها عيناك وانفتحت بها أذناكا!
والله في كل العجائب ماثل إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمدا وليس لواحد إلاكا!
يا مدرك الأبصار والأبصار لا تدري له ولكنهه إدراكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني في كل شيء أستبين علاك
وأرى منبت الأزهار عاطرة الشذى ما خاب يوما من دعا ورجاكا!
يا مجري الأنهار عاذبة الندى ما خاب يوما من دعا ورجاكا!
يا أيها الإنسان: مهلا ما الذي بالله جل جلاله أغراكا؟
لله في الآفاق آيات لعل أقلها هو ما إليــه هداكا!
ولعل ما في النفس من آياته عجب عجاب لو ترى عيناكا!
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.
فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منكم الطاعات والتضحيات وجعلكم ممن يشهدون النصر والتمكين لهذه الأمة بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.
أيها الإخوة
في الوقت الذي تتعاظم فيه انتصارات أهل الشام ويقتربون من تحقيق مبتغى الأمة في إسقاط الأسد ونظامه تتعاظم المؤامرات وتكثف لقاءات التآمر بين قوى الكفر والطغيان والاستعمار وأذنابه في بلاد المسلمين لاختطاف الثورة من أيدي أصحابها أصحاب الأيدي المتوضئة والألسن الذاكرة والأجساد المثخنة في الجراح الذين باعوا أنفسهم وأموالهم لله رب العالمين.
فيا أهل شام العزة والإيمان، يا أحفاد خالد وصلاح الدين وبيبرس، يا ثوار أرض الشام الأبطال، كونوا كما عرفناكم دائما متيقظين فالمؤامرات تحاك لاختطاف ثورتكم ليزيفوا صدق توجهكم إلى الله ليحفروا خط سيركم فيفرضوا عليكم ما لا تريدون كي تبقى أرض الشام وأهلها تتبع للغرب الكافر، كي تبقى أرض الشام مرتعا لأعداء الأمة والإسلام.
كي تبقى أرض الشام حصنا للعلمانين كي تبقى حدود دولة يهود آمنة مستقرة
فها هي فرنسا صاحبة السجل الأسود في تقسيم بلاد المسلمين وفي التعامل مع المسلمين وصاحبة التاريخ العدائي للإسلام تدعو إلى تشكيل حكومة مؤقتة لتفرض عليكم رجالها ورجال الغرب الحاقد اللعين لتجعل منهم طرفا في صياغة مستقبل الشام، فارفضوا هذه الدعوة ولتعلم فرنسا وأمريكا والغرب كله والشرق كله والعملاء أجمعين أن دماء المسلمين التي سفكت والمصاحف التي دنست والأعراض التي هتكت والعائلات التي هجرت والبيوت التي نسفت والأرواح التي زهقت والمساجد التي هدمت لن تكون جسرا لكم للعبور الى أرض الشام من جديد بل ستكون جسر عبور للأمة نحو العزة والانعتاق من التبعية للكافر المستعمر، ولتعلم أمريكا ومن لفها أن الأمة عموما وأهل الشام خصوصا لن يقبلوا بوجودكم على أرض الشام تحت أي ذريعة كانت بما فيها حماية مستودعات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
يا أهل الشام وثواره، كونوا متيقظين متربصين بأعدائكم، أنسوهم وساوس الشياطين وتوكلوا على الله وحده وأروه منكم مزيدا مما يرضيه عنكم وعاهدوه سبحانه بأن لا تكون أرض الشام إلا دارا للإسلام وعقر دار للخلافة، فالأمة تنعقد آمالها عليكم في إيجاد دولة الحق والعزة بعد أن اختطف الخاطفون ثورة المسلمين في مصر وليبيا وتونس.
فإن تضحياتكم قد أذهلت عقول أعدائكم وقطعت أنفاسهم فأروهم منكم ما يحذرون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) صدق الله العظيم.