الحوار الحي الثورة والنهضة الجزء الثاني
- نشر في تسجيلات قاعة البث الحي
- قيم الموضوع
- قراءة: 366 مرات
الخبر:
أجرى المستشار الأمني "حاقان فيدان" بتاريخ 16 كانون الأول 2012 لقاءً في سجن "إمرالي" اتسم بالحرج مع "أوجلان" استمر لأربع ساعات بهدف ترك حزب العمال الكردستاني السلاح. (المصدر: وكالات الأنباء 31 كانون الأول 2012)
التعليق:
لقد سارع حزب العدالة والتنمية من خطواته مع بداية العام 2013 لحل القضية الكردية وحمل حزب العمال الكردستاني على ترك السلاح، وعلى الرغم من إقدام حزب العدالة والتنمية على مثل هذه الخطوات في الماضي إلاَّ أن عملاء الإنجليز نجحوا لحد الآن في إفشالها. إننا نرى أن عملية الإفشال هذه قد بدأت من جديد من خلال إضراب السجناء عن الطعام في السجون مثلما تم في السابق أيضا إفشالها من خلال محادثات أوسلو وهجمات سيلوان.
والآن يقوم المستشار الأمني "حاقان فيدان" بإجراء لقاء مع رأس الإرهاب عبد الله أوجلان في سجن "إمرالي" بذريعة حل القضية الكردية والقضاء على حزب العمال الكردستاني، مما يوحي إلى وجود أعمال شاملة لتحقيق هذا الغرض. بالإضافة إلى ذلك فإن المشروع الذي أحد شقيه في أنقرة والآخر في "إمرالي" يحمل في طياته صفة "مشروع الحل المشترك". وخلافا لكل مرة فإن الحكومة هذه المرة تريد إنهاء القضية الكردية عبر المساومات مع أوجلان.
وإذا نظرنا إلى هذه التطورات فسنرى أن حزب العدالة والتنمية لم يقم بذلك مبادرة منه بل بأوامر من أمريكا في إنهاء هذه القضية. ولكي تحقق أمريكا مصالحها في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى وكذلك لكي توطد أقدامها في تركيا كان لابد لها أن تقوم بأعمالها من خلال تركيا وإعطاء تركيا صفة الدولة النموذجية، أي أنها تريد من تركيا أن تكون دولة مستقرة في كل المجالات الاقتصادية وموضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان والقضاء على الإرهاب أي إحلال السلام في البلاد كي تستطيع تقديمها في المنطقة لباقي الدول كدولة نموذجية يُحتذى بها، وهذا ما يفسر موضوع حل القضية الكردية والقضاء على حزب العمال الكردستاني.
أما البعد الآخر للمسألة فكما هو معلوم فإن إردوغان يعكف على وضع دستور جديد بحسب المقاييس الأمريكية وكذلك يعمل على إيجاد نظام الرئاسة وهو يطمح لأن يكون الرئيس الجديد في هذا النظام. علاوة على ذلك فإن انتخابات الرئاسة والانتخابات العامة ستجري في العام القادم. فأمريكا تريد حل القضية الكردية والقضاء على حزب العمال الكردستاني كي تستطيع هي أن تحقق كل ذلك بدون أي مشاكل وتثبت أقدامها أيضا في تركيا بشكل جيد. وهذا ما يفسر إقدامها على خطوات متسارعة في هذا الخصوص.
يلماز تشليك
"قالت السلطات الجزائرية إن قوة خاصة شنت هجوما أخيرا على المسلحين المتحصنين منذ ثلاثة أيام في موقع عين أميناس جنوبي شرق الجزائر ومن تبقى من رهائنهم مما أدى إلى مقتل 11 مسلحا وتحرير 16 رهينة أجنبيا.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن القوات الخاصة شنت اليوم السبت 19/01/2013م هجوما نهائيا على المسلحين الإسلاميين الذين يحتجزون رهائن أجانب في وحدة للغاز في الصحراء الجزائرية، مما أسفر عن مقتل 11 من المقاتلين، وأضافت أن المسلحين قتلوا سبعة رهائن أجانب."
ظهرت عملية اختطاف رهائن كأداة من أدوات العمل السياسي في سبعينيات القرن الماضي وكانت أشهر عملية اختطاف تلك التي حصلت أثناء الألعاب الأولمبية على يد مسلحين من المقاومة الفلسطينية حيث اختطفوا مجموعة من اللاعبين (الإسرائيليين)، ثم تبعها اختطاف طائرات أمريكية وإنزالها في صحراء الأردن، ثم كانت عملية اختطاف سفينة أتشيلي لورا قبالة الشواطئ المصرية وارتهان أعضاء السفارة الأمريكية في طهران بعد قيام الثورة على يد الخميني وغيرها كثير. وقد ساعدت تلك الأعمال بمجموعها وبغض النظر عن دوافعها ومن يقف وراءها، ساعدت بتشكيل وجهة نظر عن مفهوم الإرهاب وإيجاد رأي عام دولي حول ضرورة الوقوف بحزم أمام ظاهرة الإرهاب. ولم ترتبط مسألة الإرهاب بالإسلام ابتداء حتى سقوط الاتحاد السوفياتي. عندها بدأت أمريكا تبحث عن عدو (ولو وهمي) تجيش له الرأي العام الأمريكي وتستعدي عليه حلفاءها في العالم، ووقع اختيارها على الإسلام والأمة الإسلامية. عندها بدأت تربط ما بين الإرهاب (والذي أصبح محل نقمة دولية) وبين الإسلام. فكانت محاولة تفجير مركز التجارة العالمي سنة 1993 وتم ربطها بأشخاص مسلمين. وبدأت ظاهرة (الإرهاب الإسلامي) تنتشر حتى أصبح كل عمل مسلح في أي مكان في العالم يوصف بالإرهابي إذا كان منفذه مسلما حتى ولو لم ينتم إلى أي جماعة. وأخذت أمريكا وأوروبا تصنف الحركات والجماعات في العالم الإسلامي إما إرهابية وإما غير إرهابية ووضعت على قائمة المنظمات الإرهابية. وقد بلغ عدد المنظمات الإسلامية المدرجة على قائمة الإرهاب 93 منظمة من أصل 125 منظمة عالمية. وقد أدت ملاحقة هذه الجماعات والتعرض لها إلى دورة عنف مستعرة ما بين أفراد كثير من الجماعات والدول التي تلاحقها. وما جرى في الجزائر مؤخرا لا يخرج عن هذا النطاق. فالجماعة التي احتجزت رهائن في منشأة الغاز في جنوب شرق الجزائر طلبت الإفراج عن معتقلين تم اعتقالهم على خلفية اتهامهم بالقيام أو التحريض على (أعمال إرهابية).
والمتتبع لمجريات هذه العملية ومثيلاتها يجد أن هذه الأعمال لم تحقق أي هدف مادي أو سياسي لمن ينفذها. وغالبا ما تنتهي هذه الأعمال بمجزرة يروح ضحيتها المنفذون وكثير من الأبرياء الذين لا علاقة لهم أصلا بالصراع القائم بين أطراف الصراع. إضافة إلى ذلك فإن هذه الأعمال غالبا ما تقود إلى استغلالها من قبل الدول الاستعمارية الكبرى لتنفيذ مخططاتها في المنطقة والتي تحتاج إلى ذريعة مباشرة وسريعة. واحتجاز الرهائن في الجزائر هذه المرة تزامن مع الحرب القائمة في مالي وتوغل فرنسا الشرس في مالي والتدخل السافر في الصراع الدائر في مالي بين حركات إسلامية تسعى لإعادة مالي إلى الحكم الإسلامي وبين حكومة مالي الأجيرة لدى الفرنسيين. وبالتالي فقد وفرت عملية اختطاف الرهائن في الجزائر وما نجم عنها من مجزرة للرهائن والخاطفين، وفرت غطاء قويا لفرنسا خاصة وأوروبا عامة للتدخل السافر في الحرب الدائرة في مالي.
وأخيرا فلا بد من التنويه إلى أن عملية اختطاف رهائن على هذا الشكل والتعرض لأفراد لا علاقة لهم بالصراع ليس من طريقة الإسلام بالعمل ولا يحقق الغاية الإسلامية الكبرى والمتعلقة بإقامة حكم الإسلام في بلاد المسلمين وطرد الغاصبين وإنهاء هيمنة المستعمرين المستعبدين. وإن العمل على بناء دولة الإسلام، دولة الخلافة الإسلامية بالعمل السياسي والفكري هو الوحيد الذي يحقق تلك الغاية النبيلة.
أبو طلحة
الجزيرة اونلاين ٢٠/١/٢٠١٣
طالبت حكومات غربية السلطات الجزائرية بتفسير طريقة تعاملها مع حادث احتجاز رهائن في منشأة الغاز بعين أميناس جنوب شرق الجزائر من قبل مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة، وذلك بعد الإعلان عن انتهاء عملية عسكرية لتحرير الرهائن أدت لمقتل 23 رهينة و32 من المسلحين، وفقدان أثر عدد آخر من العاملين الأجانب في المنشأة الواقعة في الصحراء.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما -في أول تعليق له على أزمة الرهائن- "سنظل خلال الأيام المقبلة على اتصال وثيق بالحكومة الجزائرية للحصول على تفهم أفضل لما حدث، حتى نستطيع العمل معا لمنع حدوث مثل هذه المآسي في المستقبل".
===============
في الوقت الذي تقوم فيه فرنسا المجرمة، صاحبة الإرث الوحشي في قتل مليون ونصف مليون مسلم في الجزائر، بأعمالها العدوانية القتالية في شمال مالي، لتستبيح دماء المسلمين فيها وتدك بيوتهم فوق رؤوسهم، تتبجح القيادة السياسية الجزائرية بمساعدتها لفرنسا في فتح الأجواء الجزائرية أمام طائرات القتل والدمار لتصب حممها على المجاهدين في مالي.
ولم يقتصر الأمر على فتح الأجواء فحسب، بل المشاركة الفعلية في قتل الثوار وملاحقتهم في جنوب الجزائر للذود عن الرهائن الغربيين، دونما بذل أي محاولات تذكر لإنهاء ملف الرهائن دونما قتل بدم بارد.
إن تصريحات أوباما تبرهن على حقيقة النظرة الأمريكية لتطورات الأحداث في مالي، فأمريكا ترقب ما يجري هناك وعينها على الجزائر، فهي تحاول أن تجعل من أحداث مالي ذريعة للتدخل الأمريكي فيها، ومقدمة لبسط النفوذ في الجزائر، فمع أنها تريد التدخل لدعم رجالها في جنوب مالي، إلا أنها تريد الانطلاق من مشكلة مالي إلى كسب الجزائر لنفوذها لعلها تتخذها منطلقاً لها في أفريقيا ضد ما تسميه الإرهاب.
لقد آن لأمة الإسلام أن تنعتق من ربقة الاستعمار الغربي المجرم، وأن تلفظ عملاءه الخونة، فهم أس البلاء وأصل الداء، ولن تكون للأمة عزة ومنعة إلا بالإسلام ودولته الرشيدة.
اللهم عجل بنصرة أوليائك ودينك لتنعم البشرية بالعدل
أبو باسل