الإثنين، 24 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/15م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

ولاية الأردن: من أمام المساجد نصرة لمسلمي تتارستان الجمعة، 14 ربيع الاخر 1435م الموافق 14 شباط/فبراير 2014م  

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 4666 مرات

 

 

(التسجيل الأول)

 

 

 

(التسجيل الثاني)

 

 

 

(التسجيل الثالث)

 

 

(التسجيل الرابع)

 

 

 

(التسجيل الخامس)

 

 

(التسجيل السادس)

 

 

 

(التسجيل السابع)

 

 

 

 

إقرأ المزيد...

الإسلاميون: مقالة بعنوان "حملة إبادة جماعية مكتملة الأركان للمسلمين في أفريقيا"

  • نشر في مع الإعلام
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 916 مرات

 

 

2014/02/17

 

 


جلست القرفصاء وهي ترتعش في ركنٍ من بيتٍ مهجورٍ تعرض للنهب، بدت الفتاة المسلمة ذات الأحد عشر ربيعاً هزيلة لا تقوى على الحديث أو الحراك ولا عجب فقد أمضت أربعة أيام عصيبات دون ماء أو طعام في حالة هلع وذعر بعد أن فقدت والديها في مجزرة على أيدي ميليشيات (مناهضي بالاكا).

 

عثر عليها فريق منظمة العفو الدولية وكانت الناجية الوحيدة من مجزرة في قريتها بينما فر آخرون بحثاً عن ملجأ، وأمضت الفتاة المسلمة أربعة أيام بعد المجزرة مختبئة وبمقربة منها بدأت الكلاب الضالة تقتات على جثث 20 مسلماً تُركت ملقاة.(منظمة العفو الدولية 2014/2/14).

 

سردت دوناتيلا روفيرا عضوة فريق المنظمة هذه الأهوال، وذكرت أنهم وجدوا جثة لرضيع في الشهر السابع تأكله السباع من بين الجثث الملقاة على قارعة الطريق.

وقعت هذه الحادثة في قرية في شمال غرب البلاد تشهد احتكاكات متواصلة بين أعضاء (سيليكا) سابقاً و(مناهضي بالاكا) النصارى وبالرغم من ذلك لم تصلها قوات حفظ السلام، وترك الناس فيها عرضة لهذه المجزرة.

 

مثل هذه الحادثة تصف ما يتعرض له المسلمون في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تشهد جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان وهجمات شرسة على المسلمين يشيب لذكرها الولدان، قتل عشوائي على الهوية وحقد أعمى لا يميز بين صغير أو كبير، إنها جريمة تتم بغطاء أممي وتجاهل عالمي منقطع النظير، إنها حرب إبادة طائفية بكل المقاييس.

 

لم تكن حادثة تلك الفتاة المسلمة فردية؛ فقد أعلنت السلطات في جمهورية أفريقيا الوسطى يوم الجمعة أيضاً اكتشاف مقبرة جماعية لمسلمين بالعاصمة بانغي ارتكبت في إطار أعمال "التصفية الجماعية" للمسلمين في أفريقيا الوسطى.

 

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن الأسابيع الأخيرة شهدت مستويات غير مسبوقة من العنف ضد الأطفال في الهجمات الطائفية الانتقامية، ويقول مدير مكتب اليونيسيف الإقليمي لوسط وغرب أفريقيا، مانويل فونتين، "إنه مع تصاعد العنف الطائفي في العاصمة بانغي وأماكن أخرى من البلاد، يتم استهداف الأطفال بشكل متزايد بسبب دينهم أو بسبب مجتمعهم.

 

قالت ماريكسي ميركادو المتحدثة باسم اليونيسيف "على مدى الشهرين الماضيين تحققت اليونيسف وشركاؤها من مقتل سبعة وثلاثين طفلا وتشويه سبعة وتسعين طفلا.

 

وقد تم ارتكاب بعض هذه الأعمال بوحشية يصعب فهمها".

 

إذًا المسألة أبعد ما تكون عن هجمات انتقامية من الأعضاء السابقين لمنظمة سيليكا (ذات الأغلبية المسلمة) بل هو استهداف للمسلمين صغارا وكبارا لا لشيء سوى أنهم قالوا ربنا الله.

 

وذكرت منظمة العفو أيضا في بيان لها أن أفريقيا الوسطى "تشهد هجرة المسلمين بأعداد لم يشهدها تاريخ البلاد" (موقع المنظمة 2014/2/12).

 

وتأتي هذه الهجرة الجماعية كنتيجة مباشرة للتقتيل الوحشي الذي يقوم به مناهضو بالاكا حيث يقتلون الناس وتتعالى صيحاتهم "لا نريد مسلمين بيننا".

 

أكد حجم هذه الهجرة أيضا تصريحات النشطاء وأعضاء الهيئات الأممية المتواجدين في بانغي، فقد ذكرت السيدة جوان مارينة من طاقم منظمة العفو الدولية في بانغي "حتى الأمس لم يبقَ سوى 742 مسلمًا من أصل 8-10 آلاف مسلم في بلدة يالوك والباقون محاصرون في بضعة حواجز وسيقتلون إذا غادروا" (عبر حسابها على تويتر).

 

لعل حال النازحين أفضل ممن هم محاصرون داخل المدن يحيط بهم الحاقدون ويتربص بهم الأعداء وتتسارع الأحداث أمام أعينهم بحيث تحرمهم فرصة رثاء قريب أو العزاء في عزيز، أصبحت حياة المسلمين رحلة يومية لينجوا بأنفسهم.

 

وكما ذكرت الجارديان البريطانية في عدد الأمس 2014/2/14 يخرج الآلاف من المسلمين في مئات العربات ويتكدسون بحيث تقل العربة عشرة أشخاص هربا من العصابات المناهضة لبالاكا كما فعلوا يوم أمس الجمعة لتستقبلهم الجماعات النصرانية وهي تصرخ "سنقتلكم عن بكرة أبيكم" فتقرر قوات حفظ السلام العودة بالمسلمين ليحتموا بالمساجد مرة أخرى.

 

كانت هذه المحاولة الثانية خلال أسبوع واحد وانتهت بأمر الكابتن البروندي لقوات حفظ السلام الأفريقية "المعروفة بمسكا" بأن تعود قافلة المسلمين خشية المواجهات خلال المرور على منطقة خطيرة داخل بانغوي.

 

وأمر جنوده بمخاطبة المسلمين عربة عربة وتوجيههم بالعودة لمنطقة "مسكين"، والجدير بالذكر أن هذه المنطقة تحديداً شهدت تجددًا للهجمات نهار الجمعة وقتل في هذه الهجمات عشرة من المسلمين.


يعيش المسلمون في حيرة يومية ولسان حالهم يقول لا نستطيع البقاء ولا نستطيع الرحيل ولكن لنا الله هو مولانا ونعم النصير. توالت هذه الأخبار الصادمة على الأمة يوم الجمعة في الوقت الذي تنشطت المساعي الدولية وأعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان أن فرنسا قررت إرسال 400 جندي إلى أفريقيا الوسطى ليصبح عدد جنودها هناك ألفي رجل، ورفع الاتحاد الأوروبي عدد قواته من 500 إلى ألف.

 

يصرحون بهذه التعزيزات وكأن هذا العدد من الجنود سيغسل عار وفشل القوات الفرنسية أو أن الجنود الأوروبيين سيلزمون 5 ملايين من أهل أفريقيا الوسطى على أن يأتمروا بأمرهم وهم يتركون الذئاب لتنهش لحوم البشر جهارا نهارا؟ هذا التدخل الهزيل متأخر وعقيم وهو للحفاظ على نفوذهم ومصالحهم وليس من أجل عيون المسلمين هناك.

 

أما أغرب هذه التحركات الدولية وأكثرها إثارة للريبة فهو نقل الولايات المتحدة الأمريكية جوا لقوات رواندية إلى جمهورية أفريقيا الوسطى (رويترز 2014/1/16).

 

لماذا القوات الرواندية بالذات بالرغم من التشابه المخيف بين ملابسات أحداث أفريقيا الوسطى وتطورها السريع واستخدام الأسلحة التقليدية في القتل وما حدث في رواندا قبل عشرين عامًا؟ لماذا تنقل جنود من قوات الدفاع الراوندية (RDF) من رواندا إلى أفريقيا الوسطى لتشارك في إرساء السلام بالرغم من أن هذه القوات عاشت تجربة فريدة من نوعها، ولا شك أن تجربة الإبادة العرقية تترك أثرا على النفس البشرية، فلماذا يجلب الاتحاد الأفريقي ومن خلفه تجربة دموية لم تتعافَ منها رواندا إلى يومنا هذا إلى وضع حساس كما أفريقيا الوسطى؟ بالرغم من المحاولات المتكررة للمصالحة الوطنية فقد تجذرت الفرقة بين الهوتو والتوتسي وأصغر فتيل بإمكانه أن يعيد الوضع كما كان.. أتراه مشروعًا لإعادة سيناريو ما حدث في رواندا! لعل التركيز المفرط على قوات حفظ السلام التي لم تقدم شيئا يذكر يكشف هشاشة الموقف الدولي الذي استهان بحياة الناس في البوسنة والهرسك وفي الكونغو الديمقراطية وفي رواندا، وها هو يعيد الكرة ويستخف بمسلمي أفريقيا الوسطى.

 

تظاهر المجتمع الدولي بالقلق على الطبيعة الطائفية للعنف في جمهورية أفريقيا الوسطى في أول الأمر واتخذ قرارًا بنشر قوات دولية لحفظ السلام في البلاد في كانون الأول/ديسمبر 2013. نشرت القوات التي تتألف من نحو 5,500 فرد من القوات التابعة للاتحاد الأفريقي، المعروفة باسم "ميسكا"، ونحو 1,600 فرد من القوات الفرنسية، المعروفة باسم "سنجريس" في مدينة بنغوي وفي الشمال والجنوب الغربي للعاصمة وفشلت جميعاً في حماية المسلمين، فلعلها توظف لحماية ما هو أهم من البشر!.

 

لم يؤد هذا التدخل الدولي لحسم العنف؛ إذ إن هذه القوات لم تقدم حتى الآن حماية حقيقية للمسلمين، وشاهد الجميع القتل والتمثيل الذي يتعرض له البشر على مرأى القوات الدولية وهي لا تحرك ساكناً.

 

مسلمو أفريقيا الوسطى لا يواجهون عدوا عاديا يتصرف حسب معطيات مدروسة وحسابات بشرية، إنهم يواجهون قوى شيطانية غاشمة، تدعى قوات مناهضة البالاكا (البالاكا تشير للأسلحة سواء بلغتهم أو بالفرنسية) أي أنهم يعتقدون أن قوتهم تَقهر السلاحَ وبأنها قوة لا تُقهر، ويرتدي معظم أفرادها الكثير من التمائم التي ترصع في بعض الأحيان بأجزاء بشرية لتعطيهم طاقة غير عادية. هذه العصابات جزء من نسيج المجتمع في أواسط أفريقيا وليست دخيلة، وتركز لديها الحقد على الإسلام وأهله، وهذه المشاعر العدائية تجاه المسلمين موجودة في البلاد وهم مجرد أداة لتنفيذها.

 

ذكرت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بتاريخ 2014/2/12 "بعد عدة أيام من رحيل الرئيس جوتوديا حضر المئات من مقاتلي مناهضي بالاكا لتسلم أعمالهم في الفرع الرئيسي لقوات أفريقيا الوسطى FACA وظهر مئات آخرون بعدها في الاجتماع الصباحي."

 

إذنْ فمسلمو أفريقيا الوسطى يواجهون جيش بلادهم الذي أصبح التفريق فيه بين الموالين لمناهضي بالاكا وغيرهم شبه مستحيل.

 

أما عن الأمم المتحدة فقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اجتماع الأمم المتحدة بالأمس أن كلا الطرفين تعرض للاعتداء، ودافع عن قوات حفظ السلام المتواجدة في أفريقيا الوسطى، وكأنه بهذا الدفاع ينشد الحيادية التي تدعيها الأمم المتحدة ومنطقها الأعوج في المساواة بين جميع أطراف النزاع، تساوي بين المعتدي وصاحب الحق والمالك ومغتصب الأرض والضحية والمجني عليه.

 

قال بان كي مون هذا وكلنا نعلم سجله الأسود في هذا المجال ومساواته بين السفاح بشار ومن ثار عليه من أهل سوريا.

 

ادَّعى الأمين العام هذا وهو يعلم بتخاذل قوات حفظ السلام وبأن فرنسا قامت بنزع سلاح سيليكا وخلقت فراغا سياسيا وأمنيا مفاجئا أتاح الفرصة لعمليات الانتقام.

 

يستغرب المرء هذا الادعاء الأعمى من السكرتير إذا ما قورن بتصريحات الجنرال فرانسيسكو سوريانو قائد القوة الفرنسية سانجاريس، أن المليشيات النصرانية في أفريقيا الوسطى المتهمة بارتكاب العديد من التجاوزات ضد السكان المسلمين أصبحت أبرز أعداء السلام، وسيتم طردها على أساس أنها خارجة على القانون وتمثل عصابات.(2014/2/10 بانجي أ ف ب).

 

وقوات حفظ السلام هذه التي يدافع عنها أدانتها الهيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية في بيان صحفي بتاريخ 2014/2/12 جاء فيه "إن قوات حفظ السلام الدولية فشلت في منع عمليات التطهير العرقي التي وقعت ضد المدنيين المسلمين في الجزء الغربي من جمهورية أفريقيا الوسطى".

 

هذا بعد أن انتقدت منظمة العفو الدولية برودة رد المجتمع الدولي على هذه الأزمة، وأشارت إلى أن قوات حفظ السلام الدولية امتنعت عن التصدي لمليشيات مكافحة البلاكا وكانت بطيئة في حماية الأقلية المسلمة التي تتعرض للتهديد.

 

قوات حفظ السلام شريك في هذه الجريمة في أفريقيا الوسطى فهي تتابع الاعتداءات في حي PK 5 وحيPK 12 المحاصر الذي يقع في قلب مجتمع بنغوي مسلم حيث يسقط الضحايا يومياً وتتكرر الاعتداءات الهمجية لمناهضي بالاكا، ينتظر المسلمون الفرج أو الموت بينما يتحرك آلاف الأشخاص الخائفين في منطقة أخرى يحزمون حقائبهم ويغادرون منازلهم.

 

ذكرت عضوة منظمة العفو المتواجدة حالياً في حي مسلم في بانغوي معاناة أهل المنطقة من الجوع وانعدام الرعاية الصحية وتلوث الجروح وغياب الأمن بينما يعاني أكثر من 600 طفل من سوء التغذية.

 

برر بان كي مون فشل قوات السانجريس الفرنسية فادَّعى أن تدخل قوات حفظ السلام لم يكن ممكناً، برر الراعي الرسمي للسلام فعل فرنسا الحاقدة على المسلمين منذ زمن الاستعمار، فهي التي خلقت الأزمة وسارت وراء مغامرة استعمارية بذيئة في الألفية الثالثة بأن دبرت لخلع الرئيس المسلم ميخائيل جوتوديا في غضون أسابيع بالرغم من أنه انصاع لإملاءاتهم ونزع سلاح ميليشيات سيليكيا وترك المسلمين في مهب الريح فريسة سهلة للأعداء.. أتدرون لماذا؟ بذريعة أنه لم يحفظ الأمن، وها هي اليوم تسير فوق ركام الموتى وتتحدث عن حفظ السلام..


حقاً من أمن العقاب أساء الأدب.

 

يحصر البعض قضية أفريقيا الوسطى في إطار صراع عصابات متطرفة اتخذت اسم "المناهضة لبالاكا" تحتاج لقوات تحفظ السلام وتلجمها عن بعض الأفعال المشينة ولكن الأمر يتجاوز ذلك بمراحل.

 

إن ما يحدث في أفريقيا الوسطى هو انكشاف للبناء الهزيل للكيانات التي أنشأها المستعمر على عُجالة وافتقرت لأسس صحيحة تقوم عليها الدول.

 

لم يتعد تكوين الدول في مرحلة ما بعد الاستعمار أكثر من عبث صبياني بخريطة المنطقة وبعض الألوان، فلا عجب أن تنتج كيانات فاشلة أساسها الكراهية والموازنات السياسية الهشة.

 

الشواهد كثيرة في فشل نموذج الدولة القُطرية في الإطار الأفريقي، وما أحداث الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى وحتى الدولة الوليدة في جنوب السودان عنا ببعيدة.

 

إنها مأساة أخرى تلقي بأكلالها على خير أمة أخرجت للناس، يقتل أبناؤها وتقطع أجسادهم ثم يتناوب الذئاب في أخذ اللقطات التذكارية لتلك المشاهد الوحشية.

 

يلتقطون الصور ويحتفلون بانتصارهم على المسلمين وانسلاخهم من الفطرة السليمة ويتسمون بأفعال جبلها الله في الحيوانات المفترسة.

 

ذكرت السيدة مانويل فونتين أنها أخذت صورا لثلاث سيدات قتلتهن العصابات المناهضة لبالاكا ولكنها لم تقوَ على نشرها من هول التمثيل من بتر للأيادي وتقطيع عشوائي.

 

ألم يئن الأوان لهؤلاء النشطاء وكل من في نفسه ذرة إنسانية أن يكفروا بالمجتمع الدولي الذي يعيد استنساخ هذه النماذج الدموية ليفاجئنا كلما قلنا كفانا وحشية بالمزيد منها في جعبته، صدمنا في حرب البوسنة والهرسك ثم رواندا ثم الكونغو الديمقراطية، وها نحن نرى ما يحدث في أفريقيا الوسطى ليقف شاهدا على كذب وزيف شعاراتهم وأن الإنسانية منهم بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب. أيها الناس، لقد جربنا كياناتهم الهزيلة وها نحن نرى الرعب الذي تنتجه، سرنا وراء الروابط الهشة وتغزّلنا بالوطنية والقومية وها هي ذي جعلت من البشر وحوشًا كاسرة تُغلِّب الغريزة وتلغي العقل، ما لم يكن في مصلحة تنفع الأقلية وتحرم الأكثرية..

 

لبسنا كل لبوس غير الذي أراده الله لنا فلم تُستر العورات ولم تُحفظ الكرامة والهيبة وتغلَّب علينا الوهن، غفلنا عن مركزية الشريعة في حياتنا وجعلناها ثانوية ورضينا أن نعيش بدون الكيان الذي رضيه الله لنا ليحفظ علينا الدين والعرض والنفس والمال واستبدلنا اتحادات قومية - لا تملك حماية أحد ورثت العمالة كابر عن كابر - بدولة الخلافة التي شرعها الله لنا، واتخذنا رويبضات بدلاً من الإمام الجنّة الذي يقاتل من ورائه ويتقى به..

 

أيها الناس، إن إخواننا يعيشون محنة وأي محنة..

 

إنها محنة هانت أمامها الدنيا بما فيها ولم يبق سوى الدين والنفس، أما النفس فهي بيد خالقها، وأما الدين فلنعضَّ عليه بالنواجذ ولنحضر أفهامنا لما يقوله بارئنا.

 

وَلْتُدرِك أيها المسلم أنك أُكلت يوم أُكل أخوك في أفريقيا الوسطى، وليحتمِ الأعزل بالأعزل والضعيف بالضعيف إلى أن يأتي أمر كان مفعولاً ويأذن الله بنصره ويمكِّن لعباده الصالحين، ولنعمل على استنهاض أهل المنعة والقوة من المسلمين لنصرة أمتنا التي تتداعى عليها الأكلة في أصقاع الأرض.

 

إن أحداث أفريقيا الوسطى عبرة لمن يعتبر ﴿فَاعْتَبِرُ‌وا يَا أُولِي الْأَبْصَار﴾.

 

رحم الله أياما كنا أعزاء عند من يحكمنا، تأتي قافلة المسلمين فيكون أول سؤال كيف تركت المسلمين وراءك؟.. رحم الله أياما كان غضب المسلمين فيها جيشاً عرمرما يُرى أوله ولا يرى آخره، لا يعود حتى يستنصر أو يهلك دون ذلك.. رحم الله أياما تفاخر فيها أهل ذمتنا بالمنعة والأمن والأمان وأتى رحالة الغرب ليروا هذه الدولة الإسلامية التي تحفظ للناس حقوقهم.

 

أما اليوم فقد وصلت بنا الحال لهذا الحد، ولكننا لن نيأس فإن نصر الله آت.

 

ربي إن هذه الغوغاء جاوزت المدى، اللهم احصهم عددا وأهلكهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم أرنا فيهم وفي بشار عجائب قدرتك، اللهم عاجلاً غير آجل اللهم عوض أهلنا في أفريقيا الوسطى خيرا واحفظهم بعينك التي لا تنام، واجعلها بردا وسلاما عليهم كما جعلتها على حبيبك الخليل عليه السلام.


﴿وَاذْكُرُ‌وا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِ‌هِ وَرَ‌زَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّـهَ وَالرَّ‌سُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّـهَ عِندَهُ أَجْرٌ‌عَظِيمٌ﴾.

 

 

أم يحيى بنت محمد

عضو بالمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الإسلامي

 

 

المصادر: الإسلاميون / دنيا الرأي / صحيفة المثقف

 

 

إقرأ المزيد...

أمهات أمتنا مثال من أوزبكستان

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1344 مرات

 

أحد موظفي منظمة الأمن القومي في أوزبكستان ينظر بصورة متكررة إلى زوجة أحد المسلمين المحكومين التي تذهب للقاء زوجها، قال باستغراب: "أنا في غاية الدهشة من هؤلاء النساء، من أين يستمددن قوتهن؟! زوجاتنا، إن نحن فقط أدَرْنا نظرنا عنهن قليلا، فإنهن سرعان ما يركضن ليستبدلن بنا غيرنا من الرجال.

 

أما هؤلاء النساء فينتظرن أزواجهن لسنوات، ينجبن الأطفال، وينشئنهم ويربينهم، وعلاوة على ذلك، يجلبن الطعام والملابس لأزواجهن".


نعم، الإنسان الذي لا يشرب الماء من عين الإيمان، تنتابه الدهشة أمام مثابرة هؤلاء النسوة.

 

إنه لا يعلم أن المرأة المتوكلة على ربها تستمد قوتها من العقيدة الإسلامية التي بيّنها لنا نبينا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام.

 

بلا شك فإن هذه المرأة تعلم بشكل جيد جدا لماذا قد أتت إلى هذا العالم، ويْحهم! ألم يعلموا أنها عندما تقف أمام ربها ستُسأل عن كل شيء.


نعم، أن تكون أمًّا هو أمر صعب، يعلم ذلك فقط تلك المرأة التي أنجبت.

 

أن تكون حاملاً وتنجب طفلا وترعاه! إن تنمية قطعة لحم هو أمر صعب للغاية.

 

ولكن على الرغم من أنها تعيش حياة المسافر وتعرف أنه تم إلقاء زوجها في سجن الطاغية لسنوات عديدة، لذلك ليس من الصعب عليها أن تلد أربعة وستة أطفال وأن تكبرهم وتربيهم لأنها ببساطة تساهم بشيء فيه استجابة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة».


نعم، على أيدي هؤلاء الأمهات وُلدتْ وترعرعت الأمة.

 

فتاة صغيرة في سن الثانية، وليس واجبا عليها في هذا السن ارتداءُ الحجاب، ترتديه باعتزاز.

 

إنها لا تدرك بعدُ ما الصلاة، طفل صغير يسجد مع أمه بجمال، يبدو كرجل كبير يصلي.

 

بشفاه ما لبثت أن تعرف الكلام تقرأ سورة الإخلاص، على سؤال مَنْ ربُّك؟ تجيب (ربي الله).

 

طفل صغير لم يكلف بالصلوات الخمس بعد، متوضئ ويلبس أجمل الثياب يسرع مع أبيه لأداء الصلوات الخمس...


قلوب نظيفة رقيقة، أطفال صغار يفهمون بشكل واضح جدا لماذا أتوا إلى هذا العالم.

 

بعد وفاة جدتها، سألت طفلة صغيرة والدتها: "أمي، هل تمكنت جدتي من بلوغ الحديقة المسجاة؟ الأم تجيبها: نعم يا ابنتي، بإذن الله، مرَّتْ جدتك".


في مخيلات طفل صغير، الجنة هي حديقة مسجاة والنار غابة من الشوك.

 

أمهاتنا فاطمة رضي الله عنها، وعائشة وسمية رضي الله عنهن اللواتي على أيديهن ربّى النبي صلى الله عليه وسلم أمته، مثل تلك الأمهات تتجدد أمهات مثيلات تربي أمتنا من جديد.

 

عشرات من تلك الأمهات ومئات بل آلاف في سوريا وفلسطين والعراق وأفغانستان وأوزبكستان وطاجيكستان... وغيرها.


أنتِ أمٌّ للأمة الإسلامية.

 

أنتِ لا تذهبين إلى صالونات التجميل، ولا تسعين للاحتفاظ بجمالك في شبابك، ولكنك أفضل وأروع امرأة في العالم.

 

إنكِ أروع امرأة بتجاعيد وجهك وشعرك الشائب.

 

في الوقت الذي تُحجم المرأة في الغرب عن الإنجاب من أجل الحفاظ على رشاقتها، أنجزتِ أنتِ دورك كأمّ.


ها هم أبناؤك! استشهد أحدهم قائلا كلمة الحق في وجه الحاكم الظالم! وآخر مكبل اليدين! وموجود في سجن طاغية مستبد، قالها مرعِبًا كريموف وأزلامه.

 

نازفا دمه في الجهاد، ليس لديه معين إلا الله، ولا يسمح حتى في التفكير بمغادرة ساحة المعركة.

 

تضحية بالنفس في سبيل الله، وهذا هو حلمه..


ابنك الآخر واقف في المسجد في موسكو، ويدعو جهارا نهارا إلى الإسلام! تزدحم شوارع موسكو في صلاة العيد بحيث لا يمكن أن نرى نهاية الصف، أرهب رؤساء البلديات.

 

هؤلاء هم حقا أبناؤك.


هلعًا وخوفًا من انتشار الإسلام والمسلمين ولمنع ازدياد المسلمين أمر اليهودي كريموف بتعقيم النساء قسرا.

 

لكننا نؤمن أن الله عز وجل هو فوق كل شيء.

 

فوفقا للإعلام الروسي وكالة "ريا نوفوستي"، في عام 2013 بلغ عدد سكان أوزبكستان 30 مليونًا.


يا أمَّ الأمة الإسلامية! الجنة تحت قدميك.

 

الذين سيحصلون على بركتك، سينعمون برحمة الله.

 

الذين سيخطئون معك، فإنهم سوف يجدون أنفسهم أذلاء في الدارين.

 

أيتها الأم المضطهدة! تُقبَل صلاتك، ليس بينك وبين الله سبحانه وتعالى أي حجاب.


طرح سؤال على أم في سوريا بلغت 70 سنة، فقدت أربعة من أطفالها السبعة: كيف حالك؟ أجابت: "وكيف يكون حالي؟ النار تستعر بداخلي، ولكني متوكلة على الله، فعليه وحده التكلان، إن كل مجاهد في ساح الوغى هو ابني.

 

إن ما يضايقني بشدة فقط هو أنني لا استطيع مساعدتهم بشيء".


إنني أتوجه إلى كل أخواتي المسلمات.

 

إن الله قد فرض عليكن أكبر واجب وأهمّ فرض، وهو أن تكنّ أمهات وتربين الأطفال.

 

لا تنصعن لتأثير ضلال وفساد الحضارة الغربية.

 

ابتعدن عن كل المفاهيم الخاطئة، ربّينَ على أيديكنّ الوارثين الجدد للأمة الإسلامية.

 

فالله تعالى أرسل دينه ليظهره على كافة الأديان، ولم يبقَ لتحقيق وعد الله الصادق عز وجل سوى طرفة عين.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم المخلصة من أوزبكستان

 

 

 

إقرأ المزيد...

تتارستان، وسر العداء الروسي المتجدد الجزء الخامس والأخير استمرار الاضطهاد الروسي للمسلمين في تتارستان اليوم

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 3381 مرات

 

تتارستان، وسر العداء الروسي المتجدد
الجزء الخامس والأخير

 


في شوارع المدن الروسية والمستعبدة بدأت تظهر ملصقات تتحدث عن انتهاك حقوق المسلمين في روسيا.


ووضع موقع على الإنترنت صورا وتقارير فيديو بخصوص الاعتصامات ضد حظر الإسلام، والتي عقدت أيضا في هذه الأيام في أنحاء قازان. واحتوى موقع www.zapretu-islama.net للأنباء بالذات على المعلومات التالية:


"2013 كان عاما أسود للإسلام وأتباعه في روسيا. الحرب ضد الإسلام أكثر صرامة في هذا العام خصيصا.


بتاريخ 16 يناير 2013، تم إغلاق مسجد الإخلاص في قازان، ومن ثم تم تجريفه بالكامل بحجة إعادة البناء. أبناء المسجد تم اعتبارهم "متطرفين" والإمام روستام سافين رفعت ضده قضية.


بتاريخ 10 يوليو 2013، بقرار من المحكمة العليا في ستافروبول تم حظر ارتداء الحجاب في المدارس. هذا القانون هو لكل روسيا والتساهل المؤقت في الحجاب في تتارستان وداغستان خلافا لقرار هذه المحكمة! لأنه في الواقع، هم جزء من روسيا وقرار محكمة ستافروبول - قانون لكل البلاد.


بتاريخ 16 سبتمبر 2013، وقرب منزله في كيزليار، تم قتل الداعية الإسلامي عبد الله غاباييف بالرصاص (وفقا لأصدقائه، فقد تم تهديده مرارا من قبل الشرطة - صدى القوقاز).


بتاريخ 17 سبتمبر 2013، بقرار من "محكمة" نوفوروسيسك تم الاعتراف بترجمة القرآن لإلمير غولييف بأنها "متطرفة".


ووضع النشطاء في شوارع قازان لافتات مع نص "روسيا ضد الإسلام. القرآن حظر في 2013/9/17". وأيضا كان هناك مشاركون في الاعتصامات. وكما لوحظ بالفعل في قازان، فقد بدأ أشخاص بالظهور مع لوحات في شوارع قازان مع النص التالي: "لقد وضعت في السجن للدعوة إلى الإسلام"، "لقد قتلت بالرصاص لإيماني بالله".


وتم تعليق لافتات على الجسور على امتداد شوارع النصر، الزراعي، التقني، وشارع ياماشيفا عند الجسر قرب المستشفى الجمهوري الجراحي.


(في الصورة لافتة في قازان. روسيا ضد الإسلام. تقتل الدعاة. 2013/9/26)


وتم القيام باعتصامات في شوارع زورج، ماكسيموفا، الثورة، وفي منطقة السوق التعاوني تقريبا وهذه ليست القائمة بأكملها. وحتى اللحظة، ليس معروفا ما هو رد فعل السلطات في المدينة على هذه الفعاليات.

وأخيراً يا أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها:


التي يجهل أغلبها ما يعانيه هؤلاء المستضعفون المذَلون المهانون من أصناف العذاب والهوان والإرهاب ما لا تطيقه الجبال الرواسي، وكأن أمرهم ما عاد يعني كثيرا من المسلمين، رغم أننا جميعا نحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه الشيخان، وقوله صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ» وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى».


إذا ما بحثنا عن أس الداء، وجدناه مشروحا في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق إذ قال: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم «الْإِمَامُ جُنَّةٌ» أَيْ: كَالسِّتْرِ; لِأَنَّهُ يَمْنَعُ الْعَدُوَّ مِنْ أَذَى الْمُسْلِمِينَ، وَيَمْنَعُ النَّاسَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَيَحْمِي بَيْضَةَ الْإِسْلَامِ، وَيَتَّقِيهِ النَّاسُ وَيَخَافُونَ سَطْوَتَهُ، وَمَعْنَى «يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ» أَيْ: يُقَاتَلُ مَعَهُ الْكُفَّارُ وَالْبُغَاةُ وَالْخَوَارِجُ وَسَائِرُ أَهْلِ الْفَسَادِ وَالظُّلْمِ مُطْلَقًا، وَالتَّاءُ فِي «يُتَّقَى» مُبْدَلَةٌ مِنَ الْوَاو لِأَنَّ أَصْلَهَا مِنَ الْوِقَايَةِ. انتهى


إذن فحين ثلمت هذه الدرع الواقية نال المسلمين ما نالهم من هوان وقتل وتشريد وتسلط أعدائهم عليهم.


فآن لهذه الأمة أن تلملم جراحاتها، وتوحد كلمتها، وتستجمع قوتها، فهي أمة عظيمة تمتد متجذرة في أصقاع الأرض لا ينقصها إلا اجتماع كلمتها تحت خليفة واحد، لترد لأعداء الله الروس الصاع صاعين، وتمضي لتحمل رسالتها غير آبهة بهذه الجموع التي يحشدها أعداء الله لها.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك

 

 

 

 

 

لقراءة الجزء الأول اضغط هنــــا
لقراءة الجزء الثاني اضغط هنــــا
لقراءة الجزء الثالث اضغط هنــــا
لقراءة الجزء الرابع اضغط هنــــا
إقرأ المزيد...

خبر وتعليق هل ستصبح السعودية دولة بوليسية

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 972 مرات


الخبر:


نشرت ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎء ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ بتاريخ 2014/2/4م البيان الملكي ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ أو تأييد ﺍلإﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ، ﻭﻣﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ:


أولاُ: ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪﺓ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ، ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻜﺐ ­ ﻛﺎﺋﻨﺎً من كان - أياً ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻵﺗﻴﺔ: 1­ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ، ﺑﺄﻱ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ، ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﻒ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﺒﺎﺟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ. 2­ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ­ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ­ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي ﺻﻮﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ، ﺃﻭ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺄﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ، ﺃﻭ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻟﻬﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻘﺔ.

 

ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﺃﻭ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪﺓ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ. ﺛﺎﻧﻴﺎ: لا يخل ما ورد في البند (أولاً) من هذا الأمر بأي عقوبة مقررة شرعاً أو نظاماً.

 

التعليق:


قال تعالى: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [المائدة: من الآية 64]


ﻓﻤﻨﺬ ﺃﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﺧﺬ حكام ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻳﺘﺤﺴﺴﻮﻥ ﻛﺮﺍﺳﻴﻬﻢ ﻭﻳﺒﺬﻟﻮﻥ ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻹﺣﺒﺎﻁ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ اكتمالها ﻷﻥ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﺳﻴﻌﻨﻲ ﺣﺘﻤﺎ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻛﻤﺎ هي ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷنظمة. ﻓﺎﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺿﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘبل ﺃﺣﺪ ﻣﺠﺮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ، ولا ننسى أن السعودية حاولت بكل إمكانياتها دعم حسني مبارك ليبقى جاثما على صدور المسلمين في الكنانة، وكذلك ﺩﻋﻤﺖ ﻋﻠﻲ ﻋﺒد اﷲ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﻘﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺿﺪ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﻭﻇﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﺍلاﻧﻘﻼﺏ ﻭﺗﺄﻳيد ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ ﻭﻓﺘﺢ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻟﻪ ﻟﺪﻋﻢ ﺍلاﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺭ، ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭﺟﺪﺕ ﻭﻋﻴﺎ ﻟﺪﻯ شعب الحرمين المحب لدينه والذي يعد نفسه جزءاً من الأمة الإسلامية، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺿﺪ ﻛﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺿﺪ ﻛﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﻣﺠﺪﻫﺎ، ﻭﺃﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻭﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺮﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺍﻟﻤﻨﻔﺬﺓ ﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺗﻪ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ. ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺟﻠﻴﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﺇﻣﻌﺎﻥ نظر، ﻓﺼﺮﻧﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﻋﻠﻤﺎء ﻳﻮﻗﻌﻮﻥ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻣﺼﺮ، ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺒﺎء ﻋﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻣﺼﺮ، ﻭﻭﺻﻔﻮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻫﺠﻤﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠمين، ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻬﻴﻦ ﺑﺮأﻱ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻭﻣﻮﻗﻔﻬﻢ.

 

ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻧﻜﺸﻔﺖ ﻷﻫﻞ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺟﺎﺭﻓﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺑﻨﺎء ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﺓ، ﻋﻤﺪ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ إﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ2 ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻃﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻮﻑ ﺗﻄﻴﺢ ﺑﺤﻜﻤﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻴﻞ. ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻴﻦ أبناء ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﻦ ﻭﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ إﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﺗﻠﻘﻰ ﺳﺨﻄﺎ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﻭﺭﻓﻀﺎ ﺑﺎﺗﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻓﻲ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺫﺍﻋﻴﺔ.. على ﻭﺍﺟﺐ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺭﺑﻂ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻭﺣﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺠﺪ ﺁﺫﺍﻧﺎ ﺻﺎﻏﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻢ، ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻴين ﺑﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﻞ إن ﻣﺎ ﺗﻈﺎﻫﺮﻭا ﺑﻪ ﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺃﺳﻴﺎﺩﻫﻢ، ﻭﺳﻌﻴﺎ ﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﺃﻱ ﺣﻞ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عقر دار الإسلام بالشام»، وغيرها من النصوص، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﺭﺿﻬﺎ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺿﺎﻋﻔﺖ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎء ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎ فوق أضعاف..


ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺑﺄﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﻤﻮﺍﻗفه ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻﺫﻋﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﺗﻬﻤﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻐﺮﺭﻭﻥ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﺏ، ﺛﻢ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﻨﻔﺲ ﻟﻬﺠﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ.


ﺇﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺩﻻﻻﺕ ﻋﺪﺓ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ:


ﺃﻭلا: ﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ.


ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﺗﻤﺎﺷﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻣﻊ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ (ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ) ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ العلمانية والغربية.


ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴيئ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﻋلى ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻗﺪ ﺷﻌﺮ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﻬﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻟﺰﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺃقدامهم.


ﺭﺍﺑﻌﺎ: ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻭﻭﻋﻴﺪ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻫﻢ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻟﻮمة ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻓﻴﺤﺪﺛﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻒ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ.


ﺧﺎمسا: ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻭﺗﺨﻮﻳﻒ ﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﻟﺪﻳﻨﻬﻢ ﻭﺃﻣﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ، ﻟﻠﺘﻀﻴﻴﻖ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﻭﺗﻌﺎﻃﻔﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻛﺄن ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﻠﻤﺎ ولا يشعر بما يشعر به أي مسلم.


ﺳﺎﺩﺳﺎ: ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺮ، ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻻﺕ والملاحقات ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﺠﺎء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻭﻗﺤﺔ ﻭﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺑﻠﻄﺠﻲ ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻭﻗﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ..


ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ: ﻳﺪﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﺃﻥ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻓﻌﻞ ﺃﻱ ﺷﻲء ﻹﻧﻘﺎﺫ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋﻞ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ..


ﻭﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻣﻄﻤﺌﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺬﺭﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ لله ﻻ ﺳﻮﺍﻩ، ﻟﻦ ﺗﺜﻨﻴﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻻﻗﺘﻼﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﻳﺮﺗﻀﻴﻪ ﷲ ﻭﻳﻬﻨﺄ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴلمون، ﻭﻧﺒﺸﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﷲ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺳﻴﺒﺪﻟﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺧﻮﻓﻬﻢ ﺃﻣﻨﺎ..

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيَسْتَخْلِفُنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم - بلاد الحرمين الشريفين

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق سياسي رأسمالي مفضوح وكثير غيره متستر

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 771 مرات


الخبر:


تداولت وسائل الإعلام الألمانية بشكل خاص والأوروبية بشكل عام خبر تورط النائب في البرلمان الألماني السيد سبستيان إيداثي في فضيحة امتلاك صور شهوانية لأطفال في أوضاع غير لائقة أخلاقيا فيما يعرف بالبورنوغرافيا والشذوذ الجنسي مع القاصرين المعروف بالبيدوفيليا.


وقد كانت أجهزة التحري الكندية قد كشفت ما بين العامين 2005 و 2010 عن شبكة تبادل صور وأفلام ومواد صوتية عبر الإنترنت خاصة بالشذوذ الجنسي مع القاصرين، وكان في ملفات الشبكة هذه أسماء وعناوين إلكترونية للآلاف من الشاذين في أنحاء العالم، وأبلغت السلطات الألمانية عن قائمة أسماء الأشخاص الذين يتواصلون من ألمانيا، وكان من بينهم هذا البرلماني الشقي سباستيان الذي هو عضو في لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان، وكشفت المصادر أن بحوزته مواد جنسية شاذة للأطفال.


الأدهي من هذا هو معرفة المسؤولين عنه آنذاك من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وعلى رأسهم وزير الداخلية السيد فريدريك، وكذلك رئيس الحزب آنذاك وزير الخارجية الألماني الحالي السيد شتاينماير. ورغم معرفتهم لم يتخذوا إزاءه إجراءً قانونيا أو عقابا إداريا، بل استمر في شذوذه حتى فضح أمره أحد أفراد فريق التحري في النيابة العامة الذي كشف الأمر للصحافة، فصار لا بد من إجراءات وعقد مؤتمرات لتبرير القبح الذي وقع فيه كل هؤلاء السياسيين.

 

التعليق:


إن مما يلفت النظر أن المبررات حاضرة دائما، ويسكت كل طرف عن الآخر إرضاء أو خوفا أو مداراة، وكل ذلك من منطلق مبدئهم العفن الذي يتخذ الميكافيلية والغاية تبرر الوسيلة، وكل كف تغسل الأخرى، وغيرها من التعاملات اليومية لهم في سياسات الدجل وقبح الأخلاق.


وما يزيد الطين بلة أن هذا الرجل الذي كشف أمره للصحافة ينظر له على أنه هو الخائن الذي كشف أسرارا للدولة لا ينبغي أن يكشفها حفاظا على الحقوق الشخصية وعدم التعدي على الأسرار الخاصة.


ويضاف إلى هذا كله أن القانون الألماني حاليا لا يجرم شراء الصور الإباحية في الإنترنت أو اقتناءها، حتى صور الأطفال وأفلام الشذوذ، وإنما يجرم الاتجار بها.

 

وهذه بحد ذاتها تناقض فاضح لا يقبله العقل الحر.


كثيرا ما يطفو على السطح وينكشف عوار سياسي في فضيحة أخلاقية أو مالية أو شخصية، تؤدي في الغالب إلى استقالته من مناصبه، فيدفع له راتب تقاعدي كامل إذا أتم حسب القانون أكثر من سنتين في منصبه، ويعمل في أي حقل خاص إلى جانب تقاعده، فبدلا من محاصرة المجرم ومحاسبة السفيه، ووضع قوانين تردع كل من تسول له نفسه أن يتخطى الخطوط الحمراء التي وضعوها أنفسهم، بدلا من ذلك نجد هذه المميزات المالية والاجتماعية، فلا يبالي أحدهم بفضيحة أو خسارة منصب.


هذه هي الرأسمالية العفنة، ومبادئها المنحرفة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق - أبو فراس

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع