السبت، 28 شوال 1446هـ| 2025/04/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

التسلسل التاريخي لأهم أحداث بورما

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1544 مرات

 

وسط تعتيم إعلامي شديد يتعرض مسلمو بورما لعملية إبادة منهجية وكثير من مسلمي العالم لم يعلموا شيئا عن هذه المأساة إلا منذ عام تقريبا فكانت هذه السطور تلخيصا مبسطا لأهم الأحداث التي وقعت في بورما ليعلم المسلمون أن مأساة بورما ضاربة في التاريخ لأكثر من 200 عام


عام 788م- دخل الإسلام هذه البلاد وكان ذلك في عهد الخليفة هارون الرشيد


عام 1430م- تأسست مملكة أراكان الإسلامية والتي دامت 350 عاما


عام 1784م- سقطت مملكة أراكان، وتحولت إلى إقليم تحت احتلال مملكة بورما البوذية، ومنذ ذلك الوقت بدأت المذابح وبدا التهجير ضد المسلمين


عام 1824م- وقعت بورما بأكملها في قبضة الاحتلال البريطاني الذي ساهم في تقوية البوذيين البورميين على حساب أقلية الروهينجا المسلمة في بورما


عام 1937م- فصلت بريطانيا مستعمرتها بورما عن "حكومة الهند البريطانية" فأصبحت بورما مستعمرة بريطانية منفصلة في الإدارة


عام 1940م- قامت حركة عرفت باسم (ميليشيا الرفاق الثلاثين - جيش الاستقلال البورمي) والتي شكلها ثلاثون شخصاً من بورما حصلوا على تدريبهم في اليابان تعهدوا بطرد المحتلين البريطانيين


عام 1942م- تعرَّض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قبل البوذيين الماغ وراح ضحيتها أكثر من 100 ألف مسلم


عام 1948م- منحت بريطانيا الاستقلال الشكلي لـ بورما


عام 1962م- حدث الانقلاب الشيوعي بقيادة الجنرال تي ون والذي أعلن بورما دولة اشتراكية وذكر علنا بأن الإسلام هو العدو الأول، وترتب على ذلك حملة ظالمة على المسلمين وتأميم أملاكهم وعقاراتهم بنسبة 90% في أراكان وحدها بينما لم يؤمم للبوذيين سوى 10% وسحبت العملة النقدية من التداول مما أضر بالتجار المسلمين كثيرا حيث لم يعوضوا من قبل الدولة ثم فرضوا الثقافة البوذية والزواج من البوذيات وعدم لبس الحجاب للبنات المسلمات والتسمي بأسماء بوذية، واضطر 30000 للهجرة القسرية من ديارهم وأملاكهم إلى دول العالم الإسلامي وبخاصة بنجلادش بعد حملات عسكرية إجرامية على أراضيهم وأماكنهم.


عام 1978م- تم طرد أكثر من نصف مليون مسلم خارج البلاد مات منهم قرابة 40 ألف مسلما


عام 1982م- أصدر الحكم الشيوعي قانونا يحرم فيه المسلمين من المواطنة البورمية


عام 1988م- تم طرد أكثر من 150 ألف مسلما وفي نفس هذا العام تم انتهاء حقبة حكم الجنرال ني وين بعد 26 عاما متتالية


عام 1989م- غيرت الحكومة اسمها من بورما بالإنجليزية إلى ميانمار


عام 1991م- تم طرد قرابة نصف مليون مسلما لأنهم صوتوا مع عامَّة أهل البلاد لصالح الحزب الوطني الديمقراطي NLD المعارض


عام 2001م- قامت الحكومة بتدمير نحو 72 مسجدا وفي نفس العام حل المجلس العسكري نفسه وسلم الحكم للمدنيين الذين هم عبارة عن جنرالات متقاعدين موالين للإنجليز وعلى رأسهم الجنرال المتقاعد ثين سين والذي استلم الحكم في آذار-مارس 2011


عام 2012م- اندلعت المأساة الأخيرة والتي ما زالت مستمرة


إن أحداث بورما كغيرها من الأحداث لتؤكد ضرورة وجود خليفة للمسلمين يقاتل من ورائه ويتقى به

 


كتبه: أبو عيسى

 

 

إقرأ المزيد...

الأندلس الفردوس المفقود من الفتح إلى السقوط الحلقة السابعة عشر صقر قريش وثورة العباسيين

  • نشر في الثقافي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1443 مرات

 

حياكم الله مستمعينا الكرام، مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، ونحييكم بتحية السلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونكمل معكم سلسلة الأندلس، وحديثنا اليوم سيكون عن صقر قريش وثورة العباسيين.


في سنة ست وأربعين ومائة من الهجرة، أي بعد حوالي ثمان سنوات من تولي عبد الرحمن الداخل حكم الأندلس، كان هناك ثورة حدثت على يد رجل يُدعى العلاء بن مغيث الحضرمي.


كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور (وهو الخليفة العباسي الثاني أو المؤسس الحقيقي للخلافة العباسية بعد أبي العباس السفاح) قد راسل العلاء بن مغيث الحضرمي كي يقتل عبد الرحمن بن معاوية، ومن ثم يضم الأندلس إلى أملاك الخلافة العباسية.


وبالنسبة لأبي جعفر المنصور فهذا يعد أمرا طبيعيا بل شرعياً فهو امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما" إذ يريد ضم بلاد الأندلس- وهي البلد الوحيد المنشق من بلاد المسلمين - إلى حظيرة الخلافة العباسية الكبيرة، فجاء العلاء بن مغيث الحضرمي من بلاد المغرب العربي وعبر بلاد الأندلس، ثم قام بثورة ينادي فيها بدعوة العباسيين، ويرفع الراية السوداء التي أرسلها له الخليفة أبو جعفر المنصور.


لم يتوان عبد الرحمن الداخل، فقامت لذلك حرب كبيرة جدا بين العلاء بن مغيث الحضرمي وعبد الرحمن بن معاوية، وكعادته في قمع الثورات انتصر عليه عبد الرحمن بن معاوية، ووصلت الأنباء إلى أبي جعفر المنصور، وكان في الحج بأن عبد الرحمن الداخل قد هزم جيش العلاء الحضرمي هزيمة منكرة، وأن العلاء بن مغيث الحضرمي قد قُتل.


وهنا قال أبو جعفر المنصور قتلنا هذا البائس - يعني العلاء بن مغيث الحضرمي- يريد أنه قتله بتكليفه إياه بحرب عبد الرحمن بن معاوية، ثم قال ما لنا في هذا الفتى من مطمع (يعني عبد الرحمن بن معاوية)، الحمد لله الذي جعل بيننا وبينه البحر.


ومنذ هذه اللحظة والدولة العباسية لم تفكر لحظة واحدة في استعادة بلاد الأندلس، بل إن أبا جعفر المنصور الخليفة العباسي هو الذي سمّى عبد الرحمن بن معاوية بصقر قريش الذي اشتهر به بعد ذلك، كان أبو جعفر المنصور جالسا مع أصحابه فسألهم أتدرون من هو صقر قريش؟ فقالوا له كعادة البطانة السوء بالتأكيد هو أنت، فقال لهم لا، فعدّدوا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان من بني أمية فقال أيضا لا. ثم أجابهم قائلا بل هو عبد الرحمن بن معاوية، دخل الأندلس منفردا بنفسه، مؤيّدا برأيه، مستصحبا لعزمه، يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلدا أعجميا فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد، وأقام ملكا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه. وهكذا كان أبو جعفر المنصور العباسي معجبا جدا بعبد الرحمن بن معاوية، وهو ما يمكن أن نسميه إعجاب اضطرار، أو إعجاب فرض نفسه.


قضية الانفصال الطويل الذي دام بين دولة الأندلس وبين الخلافة العباسية على مر العصور تثير في نفوسنا وفي نفوس جميع المسلمين تساؤلات عدة، لماذا يحاول عبد الرحمن بن معاوية الرجل الورع التقي الذي أقام دولة قوية جدا في بلاد الأندلس، لماذا يحاول بل وينفصل بالكلية عن الخلافة العباسية؟!
ووقفة عادلة مع هذا الحدث وتحليله واستجلاء غوامضه نستطيع القول بأن الدولة العباسية قد أخطأت خطئا فاحشا بحق الأمويين، وذلك بقتلهم وتتبعهم في البلاد بهذه الصورة الوحشية، فإذا كان الأمويون في آخر عهدهم قد فسدوا واستحقوا الاستبدال فليكن تغييرهم، وليكن هذا الاستبدال، ولكن على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.


كان من المفترض على الدولة العباسية القائمة على أنقاض الأمويين أن تحتوي هذه الطاقات الأموية، وتعمل على توظيفها لخدمة الإسلام والمسلمين، بدلا من إجبارهم على خلق جيب من الجيوب في صقع بعيد من أصقاع البلاد الإسلامية في الأندلس أو في غيرها من بلاد المسلمين.


كان من المفترض ألا تُفْرط الدولة العباسية في قتل المسلمين من بني أمية وهي تعلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِءٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِي وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ. كما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.


ما المانع من أن تقيم الحد على من يستحق أن يُقتل من بني أمية ثم تترك وتستوعب الآخرين.


وما المانع من أن تعطي الدولة العباسية بني أمية بعضا من الملك، مثل إمارة مدينة أو إمارة ولاية، وهؤلاء كانوا خلفاء وأبناء خلفاء؛ حتى تستوعبوهم في داخل الصف.


فهذا عبد الرحمن الداخل الذي نتحدث عنه يصيح في اليمنيين بعد موقعة المسارة ويقول لهم حين أرادوا أن يتتبعوا الفارين من جيش يوسف بن عبد الرحمن الفهري اتركوهم لا تتبعوهم، ليضمهم إلى جيشه بعد ذلك، فهكذا كان يجب على العباسيين أن يفعلوا، ويتركوا الأمويين يدخلون تحت عباءتهم حتى يستطيعوا أن يكونوا لهم جندا وعونا لا نِدّا ومنافسا، كما رأينا النتيجة بأعيننا.


وهذا أيضا المثل الأعلى والقدوة الحسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا فعل بعد أن دخل مكة وكان أهلها قد آذوه هو وأصحابه وطردوهم منها، وماذا قال عن أبي سفيان وهو من هو قبل ذلك؟ ما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن دخل متواضعا وقال من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن. أليس أبو سفيان هذا كان زعيم الكفر وزعيم المشركين في أحد والأحزاب؟! فلماذا إذن يقول عنه صلى الله عليه وسلم مثل هذا؟! إنما كان يريد صلى الله عليه وسلم أن يخطب وده ويضمه إلى صفه، وبالمثل فعل صلى الله عليه وسلم مع رؤوس الكفر في مكة حين قال لهم ما تظنون أني فاعل بكم؟" فقالوا خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم. فرد عليهم صلى الله عليه وسلم بمقولته التي وعاها التاريخ اذهبوا فأنتم الطلقاء.


وليس هذا فقط من كرم الأخلاق، ولكنه أيضا من فن معاملة الأعداء، وحسن السياسة والإدارة، فلنتخيل ماذا سيكون الموقف لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقام الحد وقطع رؤوس هؤلاء الذين حاربوا دين الله سنوات وسنوات؟! بلا شك كان سيُحدث جيبا من الجيوب داخل مكة، وكان أهل مكة سينتهزون الفرصة تلو الفرصة للانقلاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وللانفصال عن الخلافة الإسلامية.


هكذا لو فعل العباسيون واستوعبوا الأمويين في داخل الدولة العباسية. ولأنهم لم يفعلوا فكان أن اضطر الأمويون اضطرارا إلى الذهاب إلى هذه البلاد والانشقاق بها عن دولة المسلمين.


وواقع الأمر يقول أنه لو كان عبد الرحمن بن معاوية يضمن أن العلاء بن مغيث الحضرمي سوف يعفي عنه ويعطيه إمارة الأندلس، أو أي إمارة أخرى من إمارات الدولة العباسية إذا سلّم الأمر إليه لفعل، لكنه كان يعلم أنه لو قبض عليه سيقتل في الحال هو ومن معه من الأمويين إن كانوا مرشحين للخلافة، وهذا بالطبع ما دفعه لأن يحاول مرة ومرتين وثالثة لأن يبقى على عهده من القتال ضد الدولة العباسية، وهو أمر مؤلم جدا وحلقة مفرغة دخل فيها المسلمون نتيجة العنف الشديد من قبل الدولة العباسية في بدء عهدها.


ولا شك أن الدولة العباسية قد غيّرت كثيرا من نهجها الذي اتبعته أولا، وتولى بعد ذلك رجال كثيرون حافظوا على النهج الإسلامي، بل إن أبا جعفر المنصور نفسه في آخر عهده كان قد غير ما بدأه بالمرة، لكن كانت هناك قسوة شديدة بهدف أن يستتب لهم الأمر في البلاد.


فمن يحاول أن يتذاكى على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم فستكون العاقبة دائما هي الخسران، وهكذا كان فقْد المسلمين لأرواح طاهرة ودماء كثيرة وطاقات متعددة، بل فقدوا الأندلس فلم تعد مددا للمسلمين طيلة عهدها، فالعنف في غير محله لا يورث إلا عنفا، وطريق الدماء لا يورث إلا الدماء، والسبل كثيرة، ولكن ليس إلا من سبيل واحد فقط، إنه الطريق المستقيم [وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] {الأنعام153} .

 

كتبته : أم سدين

 

إقرأ المزيد...

(كلمة المهندس تهامي نجيم في الندوة الفكرية "الاعتقال السياسي في المغرب" التي عقدها حزب التحرير/ المغرب في قاعة غرفة التجارة والصناعة يوم السبت 10 شوال 1434هـ الموافق 17/08/2013م)

  • نشر في المغرب
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 5531 مرات


الاعتقال السياسي إفلاس فكري وفشل سياسي

 


الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله النبي الأمين المبعوث بالإسلام رحمة للعالمين


وبعد،


بداية أشكر الحضور الكريم على تلبية الدعوة ومشاركتنا هذه الأمسية الفكرية عن الاعتقال السياسي بالمغرب.


عنوان مداخلتي هو: الاعتقال السياسي إفلاس فكري وفشل سياسي


لن أدخل في جدلية تعريف من هو المعتقل السياسي وسأكتفي بالقول أن المعتقل السياسي هو كل من جرى الحد من حريته لأنه آمن بأفكار وآراء سياسية وعبر عنها. ولِكَوْن أن الدولة لن تعتقل من يوافقها الفكر والسياسة فإن المعتقل السياسي هو كل من اعتقل لأنه يكافح أو يعارض الدولة سياسيا.


والاعتقال السياسي هو أسلوب من أساليب الضبط تستعمله الأنظمة لإجهاض كل عمل فكري وسياسي معارض لها وللحد من انتشاره والتمكين له في المجتمع، بغية الحفاظ على سيادتها السياسية. ويصاحب الاعتقال السياسي أعمال غير شريفة كالاختطاف والتعذيب والاعتقال التعسفي والمحاكمات الصورية الجاهزة وغير هذا الكثير...


والدولة تزج بالمعارضين السياسيين في السجون للحد من نشاطهم أو لفصلهم عن الناس وعن أتباعهم أو لكسر إرادتهم وثنيهم عن نضالهم أو لتخويف الناس من السير معهم.


ولما كان التاريخ يشهد على أن مواجهة الأفكار بالبطش والقمع والسجن لم يكن أبدا ليقضي عليها، خاصة إذا كانت هذه الأفكار قناعات راسخة عند أهلها. فلا الألم الجسدي في التعذيب ولا الوجع النفسي في السجن يغير القناعات، وإنما الذي يغير القناعات هي أفكار أخرى تقتنع بها عوض الأفكار الأولى لديك. وهذا هو النهج الذي كان على الأنظمة أن تسلكه، وهو نهج المصارعة بين الأفكار ليثبت الفكر الصحيح ويضمحل الفكر الخاطئ، لكنها اختارت خنق التفكير ومحاربة الأفكار وأهلها.


لقد تساءلت مرارا وتكرارا في قرارة نفسي عن السبب الذي يجعل هذه الأنظمة تفضل الاعتقالات السياسية بدل الصراع الفكري فوجدت أن لهذا سببين: إفلاساً فكرياً وفشلاً سياسياً، فالأنظمة التي تمتلك التعليم والإعلام وتخشى من فكرة فتحارب صاحبها وتلقي به في غياهب السجون إنما تقدم الدليل القاطع على إفلاسها الفكري وعجزها عن إقناع الناس بسلطانها بما تحمل من أفكار ومفاهيم وقناعات. والأنظمة التي تهاب سياسيا معارضا أعزلا فترمي به في السجن إنما تقدم الحجة على فشلها السياسي فلو كانت ناجحة سياسيا وأحسنت رعاية مصالح وشؤون الأمة داخليا وخارجيا وحققت الرفاه والهناءة للناس لما وجدنا من يُلقي سمعه لأي معارضة ولماتت المعارضة موتا سياسيا طبيعيا.


فالأنظمة مفصولة عن شعوبها فلا هي أقنعتها بالمبدأ الرأسمالي الذي تطبقه عليها، ولا هي أحسنت رعايتها بهذا المبدأ، لهذا فهي تخشى شعوبها وتضرب بيد من حديد كل من يعمل على تثقيف الأمة فكريا ومحاسبة الدولة سياسيا حتى لا تنقاد له الأمة.


وإنا في حزب التحرير نعتقد أن الرأسمالية مبدأ خاطئ وقد أفلست فكريا وسياسيا وأزماتها السياسية والاقتصادية تترى وشعوبها تتدمر وتتمرد ومفكريها باتت أبحاثهم تتناول ما بعد الديمقراطية والحداثة "post modernismـ¨ post democracy.


وإنا نعتقد أن الإسلام هو المبدأ الحق الذي يعطي التفسير الحق للوجود ويقدم المعالجات الصحيحة لمشاكل الحياة.


لهذا درسنا الإسلام دراسة عميقة واستنبطنا من الإسلام الحلول الشرعية التفصيلية لمشاكل حياتنا المعاصرة كلها، وطرحنا بديلا حضاريا عن الرأسمالية والاشتراكية ومنها الشيوعية بعد أن قمنا بدراسة عميقة لكل منهما وقمنا بنقد ونقض أسسهما الفكرية وأثبتنا فسادهما بالحجة والبرهان وأنهما لا يرقيان للنهوض بأية أمة النهضة الصحيحة، فضلا عن أمتنا الإسلامية العريقة. كما أثبتنا فساد اتخاذ الأفكار الفرعية من مثل القومية والوطنية أساسا للنهضة، وعليه بات الإسلام هو المعول عليه لإحداث نهضة صحيحة لهذه الأمة ولا فكر سواه.


وعليه حددنا طريق نهضتنا باستئناف حياتنا الإسلامية وذلك بوضع الإسلام موضع التطبيق عبر كيانه السياسي أي دولته "الخلافة".


أما الإجراء العملي لتحقيق ذلك والوصول إليه فهو عمل جماعي جاد في الأمة ومعها، أي عمل حزبي امتثالا لقول المولى جل وعلا: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". وتأسيا بإمامنا وقدوتنا وأسوتنا أحمد المصطفى صلى الله عليه وسلم.


هذا هو عملنا في حزب التحرير حمل الدعوة الإسلامية بلسان صادق يوضح المفاهيم الصحيحة، ويكشف زيف الآراء المُضَلِّلة ويصارع حضارة الغرب فكريا ببيان زيفها وبطلانها ويتصدى لسوء الرعاية كفاحا سياسيا ويكشف مخططات الغرب الكافر وأذنابه لتأبيد انحطاطنا واستغلالنا ويطرح الإسلام بديلا حضاريا: عقيدة تفسر الوجود منشأ وغاية ومصيرا وأنظمة للحياة تعالج كل مشاكلها على مستوى الفرد والمجتمع والدولة.


عملنا أن نحمل مبدأ الإسلام العظيم لأمتنا حملا سياسيا لتتبناه وتعمل به وتحمله وتضعه موضع التطبيق. وأداتنا في ذلك القلم واللسان.


فعملنا عمل سياسي وطريقنا طريق سياسي والحزب لا يتبنى الأعمال المادية المسلحة لتحقيق غايته.


تلكم هي قضيتنا في حزب التحرير وهذا هو جرمي أيها الحضور الكريم.

 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

إقرأ المزيد...

(كلمة الأخت أم جهاد في الندوة الفكرية "الاعتقال السياسي في المغرب" التي عقدها حزب التحرير/ المغرب في قاعة غرفة التجارة والصناعة يوم السبت 10 شوال 1434هـ الموافق 17/08/2013م)

  • نشر في المغرب
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 5770 مرات


والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين


أيها الحضور الكريم،


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أما بعد،


يشرفني التواجد بينكم ومعكم في هذا الجمع المبارك للحديث عن الاعتقال السياسي بالمغرب.


سأتحدث لكم اليوم عن تجربتي الشخصية مع اعتقال زوجي تهامي نجيم العضو في حزب التحرير وصاحبه سعيد فؤايد، لأجيب عن سؤال: هل هناك اعتقال سياسي بالمغرب؟ وهل هناك معتقلون سياسيون بالمغرب؟


سؤال قد يراه البعض متجاوزا في مغربنا الجميل لأن الحِسَّ والجَسَّ ينطق بذلك، لكن البعض ما زال يبحث له عن جواب من خلال التدقيق في مفهوم الاعتقال السياسي وحصره ثم البحث والتنقيب إن كان من بين المعتقلين بالمغرب من يحق القول بشأنه أنه معتقل سياسي.


سأقدم شهادتي هذه لتضاف إلى عديد الشهادات التي تصرح وقائعها أن هناك اعتقالا سياسيا بالمغرب وأن العمل السياسي والتدخل بالشأن السياسي محظور إلا على من سلك الخطى المرسومة وبارك أفعال السلطة القائمة.

 


في 03/02/2012 اعتُقل تهامي وسعيد من بيتيهما:


- لم يخبَرا بالتهمة الموجهة لهما ولا بحقهما في السكوت ولا في استدعاء محام كما ينص على ذلك دستور 2011


- رجال الأمن كانوا بثياب مدنية ولم يدلوا بأي بطاقة تثبت هويتهم


- فتشوا البيت دون إذن بتفتيش

 

 

من البداية خرق للقانون.


في 04/02/2012: بلاغ من وزارة الداخلية يقول:


«في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها المصالح الأمنية لمحاربة التطرف تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من تفكيك خلية تابعة لما يسمى حزب التحرير الإسلامي المصنف في خانة المنظمات التخريبية ذات البعد الدولي». ويضيف البلاغ «وقد قامت عناصر الخلية المفككة التي تتلقى دعما ماديا من طرف نشطاء تابعين لنفس التنظيم مقيمين بأوروبا، بترويج فكرها العدمي من خلال توزيع مجموعة من المناشير بعدد من المدن المغربية تشكك من خلالها في نجاعة المسار الديمقراطي وتحرض على إثارة الفتنة».


وقد حمل البلاغ التناقضات التي تدل على أن الجرم فكري سياسي تريد تحويله إلى جرم جنائي.

 


فهي تتحدث في بلاغ للرأي العام عن:


- تفكيك خلية... بما تستجلبه كلمة خلية من إيحاءات العنف والإرهاب


- وتؤكد الإيحاء بوصف حزب التحرير بالمنظمة التخريبية. يقول محمد ضريف في حوار له بعد الاعتقال: "لكن، لا بد من التأكيد على أن أدبيات الحزب لا تدعو إلى استعمال العنف" وفي نفس الحوار يقول "ولكن، هذا لا يعني أن حزب التحرير الإسلامي يدعو إلى العنف. ولم تثبت في أدبياته أن دعا إلى استعمال العنف." ويؤكد ذلك باتفاقه مع وزير العدل الحالي لما كان محاميا عن شباب حزب التحرير سنة 2006 من أن حزب التحرير سلمي بقوله "وأنا أيضا أشاطره نفس الرأي والتحليل. حزب التحرير الإسلامي يحرص في أدبياته التي يحترمها على نبذ أي شكل من أشكال العنف"


فمن أين أتت الدولة بهذا الوصف ضاربة بعرض الحائط مسيرة 60 سنة من عمل الحزب وما يزيد عن 40 سنة من الوجود الفعلي للحزب بالمغرب لم يثبت فيها أنه خرب أو دمر.

 


لكن كما يقال حبل الكذب قصير فما كان بين التلفيق والحقيقة التي يدركها كل ذي عقل إلا فقرة، ليتضح الجرم وأدوات الجريمة، فالجرم هو:


- ترويج فكر عدمي


- والتشكيك في نجاعة المسار الديمقراطي


- والتحريض على إثارة الفتنة

 


أما أداة الجريمة فهي: توزيع مجموعة من المناشير


إذن الصورة واضحة شباب كجل شباب المغرب، رجاله ونسائه، يرون أن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي غير سوي، يتصلون بالناس يحدثونهم بهذا الشأن، يحللون معهم الواقع، يبحثون سوية عن العلاج، كل هذا في إطار فكري سياسي سلمي أداته القلم واللسان... لكن الدولة لهم بالمرصاد أنتم عدميون، تخريبيون، محرضون على الفتنة مكانكم السجن.

 


هذه هي الحقيقة الناصعة


ما سيأتي بعد ذلك فملحقات الاعتقال السياسي من تلفيق التهم والمحاكمات الصورية والأحكام الجاهزة.


1- تلفيق التهم:


بعد التحقيقات بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية أحيل المعتقلون على النيابة العامة وكانت المتابعة بالفقرة الأخيرة من الفصل 201 من ق.ج.م: الدعوة إلى مؤامرة لم تقبل. والمؤامرة هي ارتكاب اعتداء الغرض منه إما إثارة حرب أهلية بتسليح فريق من السكان أو دفعهم إلى التسلح ضد فريق آخر وإما بإحداث التخريب والتقتيل والنهب في دوار أو منطقة أو أكثر.


وأيضا بالفصل 206 من ق.ج.م: تسلم هبات لتسيير أو تمويل نشاط أو دعاية من شأنها المساس بوحدة المملكة المغربية أو سيادتها أو استقلالها أو زعزعة ولاء المواطنين للدولة المغربية ولمؤسسات الشعب المغربي.


والغريب أن الفصل 201 لا أحد من المعتقلين حقق معه بشأنه ومحاضر الضابطة القضائية على علاتها شاهدة بذلك، كيف أُسقطت؟ لِمَ أُقحمت؟ إنها تهمة ثقيلة تهديد السلم الداخلي بالدعوة لمؤامرة تهدف إلى إثارة حرب أهلية بتسليح فئة من الناس ضد فئة أخرى بغرض التقتيل والتخريب والنهب بدون أدنى حجة ودليل. وربما لِعِلم من أقحم التهمة بذلك فقد عيَّن المتابعة بالفقرة الأخيرة من الفصل التي تنص على أن الدعوة صدرت من المتهم لكنها لم تقبل منه، أما متى صدرت؟ وأين صدرت؟ ولمن صدرت؟ وأين من رفض؟ فهذا لا مكان له في عرف الاعتقال السياسي.


أما الفصل 206 فإن سعيد فؤايد لا علاقة له بأي مبالغ مالية ولم يرد أنه تسلم أي مبلغ مالي من أي جهة أو استفاد منه ومع ذلك توبع بهذا الفصل، أما عن زوجي تهامي نجيم فالأموال التي كان يتلقاها من الخارج لم تكن سوى أجرته عن عمله كمهندس معلوميات يعمل بالبرمجة لصالح شركات أجنبية. ومما يؤكد ويدلل على أن أموال زوجي لا علاقة لها بأي تمويل أجنبي أن قاضي التحقيق طلب إنابة قضائية من السلطات الدنمركية وهي الإنابة التي كانت ستكشف حقيقة أموال زوجي ومصدرها لكن بعد أربعة أشهر من الاعتقال الاحتياطي والانتظار نكتشف أن قاضي التحقيق استغنى عن الإنابة القضائية!

 


2- المحاكمات الصورية والأحكام الجاهزة:


ففي المرحلة الابتدائية وبعد عدة جلسات وفي جلسة النطق بالحكم وبعد أكثر من أربع ساعات من المرافعات، رُفِعت الجلسة للمداولة. أتدرون كم كانت مدة المداولة؟ 5 دقائق، فهل كانت 5 دقائق كافية للتداول بالملف أم أن الأمر مقضي بشأنه لا ينتظر إلا الإعلان؟


لكن كيفما كان الحال فقد أسقطت المحكمة المتابعة بالفصل 201 وبرأت المتهمين وحزب التحرير من التخريب وكانت المتابعة بالفصل 206. وكان الحكم بـ 10 أشهر سجنا نافذة مع الغرامة.


وفي مرحلة الاستئناف كان هناك تصريح مفيد للقضية وهو ما نقلته جريدة المساء من اعتراف وزارة العدل بأن تهامي نجيم وسعيد فؤايد معتقلان سياسيان.

 

فأمَّلنا أن ينطق القاضي ببراءة المتهمين لكنه أعاد القضية لنقطة الصفر وأدان تهامي وسعيد بالفصلين معا 201 و206 فرفع الأحكام إلى سنة ونصف مع الغرامة. ولا غرابة فبعد مدة قليلة ثار الناس على القاضي وتظاهروا بالمحكمة احتجاجا عليه لعدم نزاهته كما نقلت ذلك جريدة الصباح.


فالقضاء غير النزيه سبب من أسباب استمرار الاعتقالات السياسية.

 


ماذا بعد الحكم؟


طبعا لا وجهة يمكن أن يتوجه لها من ظُلم لاسترجاع حقه ضمن أجهزة الدولة بَدْءاً بوزارة العدل ثم المجلس الوطني لحقوق الإنسان أو ما يسمى بالوسيط أو غيرها فسياستهم الممارسة يلخصها المثل المغربي "ما تخصر خاطر ما تقضي غرض". فحسبنا الله ونعم الوكيل.


الملف الآن أمام المجلس الأعلى للقضاء ومشاركتي هذه رسالة له أيضا لينصف معتقلين سياسيين مظلومين باعتراف وزارة العدل.


هذه بإيجاز قضية تهامي نجيم وسعيد فؤايد وهي قضية سياسية بامتياز وليست قضية جنائية.


وتجيب على سؤالنا بأن بالمغرب معتقلين سياسيين.


فحزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام، يدعو إلى استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة، وعد الله وبشرى رسوله عليه السلام، وقد أعد دستورا للدولة الإسلامية القادمة، ووضع أنظمة للدولة من نظام اقتصادي واجتماعي وحكم وتعليم... مستنبطة من كتاب الله وسنة نبيه باجتهاد صحيح. والحزب يعمل بين المسلمين ومعهم سافرا متحديا، وداعيا العالم إلى تطبيق شرع ربنا، بالكلمة الطيبة واللسان الصادق. وهو يحذر المسلمين من المكائد التي تُحاك ضدهم من الكفار المستعمرين وأعوانهم في الأنظمة، ويدعو إلى الوحدة وإزالة الحواجز بين البلدان الإسلامية.


والحزب يرى أنّ اليهود مغتصبون للأرض المباركة، فلا شرعية لهم ولا اعتراف بكيانهم، ويتعامل مع الأمريكان والغرب على أنّهم مستعمرون لبلادنا الإسلامية، عسكريا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا.


وهو في هذا كله يسير بطريقة الرسول عليه الصلاة والسلام بمكة، فيثقف المجتمع بأفكار ومفاهيم الإسلام ويصارع الأفكار والمفاهيم المغلوطة ويكافح سياسيا الحكام الجائرين. فحزب هذا فكره وهذه طريقته، هل هناك أحدٌ من المسلمين لا يقبل به، وبفكره وبغايته؟!!


لهذا تكيل الدولة له التهم لتصرف عنه الناس وتعتقل شبابه لتكسر عزيمتهم وتكمم أفواههم، لكنها غفلت عن قراءة كتاب التاريخ فالدول ما دامت إلا بالعدل وحسن الرعاية وما اندثرت إلا لظلمها وسوء رعايتها.


نسأل الله عز وجل أن يظلنا بدولة الإسلام الراشدة وعد ربنا وبشرى نبينا وأن يجعلنا من العاملين المخلصين لتحقيقها ومن جندها الصالحين ومن رعاياها الهانئين.

 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع