خطبة جمعة استجيروا بالله وردوا جوار غيره
- نشر في أخرى
- قيم الموضوع
- قراءة: 413 مرات
- الكلمات التي ألقيت في التظاهرة -
- أجواء رائعة في التظاهرة الشعبية -
قد يكون حادث الهجوم على الصحيفة الفرنسية شارلي إبدو له ما بعده، وقد يتصور المرء أن هناك أصابع مخابراتية تقف وراء الحدث، فالعالم اليوم تحكمه عصابة شريرة من الرأسماليين والمنتفعين لا يهمهم كم يقتل من البشر بل ما يهمهم كم سيدخل جيبي من وراء ذلك القتل، وقد يتصور المرء أيضا أن أمريكا وقد دأبت على جر أوروبا خلفها في حربها المزعومة ضد الإرهاب، فعادت لتُذَكِرهم أنهم في قلب المعركة، أو قد يتصور آخر أن فرنسا تريد أن تصنع لنفسها 11 سبتمبر جديداً، فأمريكا ليست بأفضل منها، وهي قادرة على أن تقود أوروبا بعيدا عن أمريكا التي تتلاعب بها وبالاتحاد الأوروبي. وقد يؤكد البعض على أن ما حدث أمر طبيعي قام به بعض الشباب الغيور على دينه والمحب لنبيه صلى الله عليه وسلم ، الذي نشرت الصحيفة المنكوبة صورا مسيئة له، قد تستغل فرنسا الحدث أو ربما تكون هي وأجهزتها المخابراتية صانعته، لتشن حربا على الإسلام والمسلمين وإن كانت تخوضها بالفعل منذ سنوات مضت، لكنها تريدها اليوم حربا مبررة تحت شعار الحرب على الإرهاب... كل هذا وغيره قد يكون مقبولا ومبررا إن عرفنا واقع الصراع بين الحق والباطل وأن الدول كلها عدوة للإسلام والمسلمين، وأن هذا الصراع يشتد يوما بعد يوم لأن الغرب بات يسربله الفزع ويهيمن عليه الخوف من الحراك المستمر في الأمة الإسلامية التي بدأت تستيقظ من سباتها وتعود لإسلامها وتتخلى عن انبهارها السابق بالغرب وحضارته التي هي في طريقها للسقوط عما قريب عندما يتوج هذا الحراك بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة من جديد، لتلملم شتات الأمة المبعثر، وتحفظ ثرواتها المنهوبة، وتعيد لها صولجانها وتتسلم هي زمام المبادرة وتتبوأ مكانتها بين الدول لتتربع من جديد على عرش الدولة الأولى.
نعم قد يكون مبررا هذا العداء الغربي للإسلام والمسلمين، لأننا نعرف حجم البغض والكراهية والعداء الصليبي الكامن في نفس كل غربي والذي توارثه حاقدا عن حاقد، ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾، قد يكون مبررا لأننا ندرك تماما كم هو ميزان الغرب معوج، فالإسلام دائما عندهم هو المتهم، طالما من قام بالفعل هم من المسلمين، أما إن ذُبح المسلمون على يد الهندوس فهو تصرف فردي، أو قتلت فرنسا مليوناً ونصف المليون جزائري مسلم، فهي تدافع عن نفسها، وإن صبت أمريكا قنابلها وصواريخها على المسلمين في العراق والشام وفي أفغانستان، فهذه ليست حربا صليبية، وإذا ذبح الصرب مئات الآلاف من المسلمين فما هو إلا صراعٌ عرقيّ، وإذا قتل الروس وهجروا الملايين من المسلمين، فالأمر لا يتعدى إعادة توزيع ديمغرافي للسكان، وإذا دُمرت غزة وقتل الآلاف من أهلها المسلمين، فلا تتهم اليهودية لأنك إن فعلت فأنت معاد للسامية. ولا يمكنك حتى أن تتوجه بالإدانة لتلك الدول المجرمة فهي حرب مشروعة ومبررة طالما القتل والتهجير والتدمير يقع على المسلمين.
وأن يتداعى زعماء الدول الأوروبية إلى فرنسا للمشاركة في مسيرة ضد الإرهاب "الإسلامي" كما أسموه، فهو أيضا ليس بالأمر الغريب، فهم في العداوة للإسلام والمسلمين سواء، ولكن مما لا شك فيه أن منظر تلك التظاهرة ضد الإرهاب في باريس، منظر مضحك ومثير للسخرية جدا كأنك تشاهد فيلما هزليا، فالمشاركون يتقدمهم القاتل المجرم والإرهابي الأول في العالم نتنياهو، الذي ما زالت يداه ملطختين بدماء أهلنا في فلسطين المباركة نساء وأطفالا وشيوخا، وما زالت آثار الدمار في غزة شاهدة على إرهابه وإجرامه. وليس الأمر قاصرا على نتنياهو فأغلب المشاركين في التظاهرة ليسوا بأحسن حالا منه، فهم ودولهم أصل الإرهاب وفصله وأمه وأبوه، ولو شارك الرئيس الأمريكي في تلك الأربعمائة متر التي مشاها المتظاهرون، لاكتملت الصورة ولَحُقَّ للمتابعين لها أن يقولوا "إرهابيو العالم الكبار يقودون مظاهرة ضد الإرهاب". ولو عددنا لهم جرائمهم في حق البشرية على مدار تاريخهم لاحتجنا إلى مجلدات، بداية من الحروب الصليبية وانتهاءً بحلفهم الصليبي على المسلمين في العراق والشام ومرورا بمحاكم التفتيش وإبادة الهنود الحمر والحربين العالميتين الأولى والثانية...
وليكتمل المشهد الهزلي وتتضح الصورة أكثر كان لا بد من مشاركة بعض "الكومبارس" الذين هم دائما جاهزون وتحت الطلب، ليهرولوا سريعا لينالوا الرضا الغربي وليزاحموا أسيادههم علهم يحظون بمكان في مقدمة المسيرة لتكون الصورة حلوة جميلة، فجاء محمود عباس من الضفة على عجل، وما له ألا يفعل!...
فهذا هو الإرهاب الحقيقي الذي يجب أن يدان، أما إرهاب كيان يهود فلا حس ولا خبر، ويهرول ملك الأردن الذي تضرب طائراته أهل الشام ليؤكد للغرب أنه معهم قلبا وقالبا، ومستعد وتحت الطلب، وربما استحى أردوغان أن يذهب بنفسه فأناب عنه رئيس وزرائه داود أوغلو، واكتفى هو يذرف دموع التماسيح في قصره المشيد على ضحايا إرهاب بشار الأسد، ولا ننسى وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي ربما ذهب ليؤكد للغرب أن نظامه هو رأس حربتهم في الحرب على الإرهاب، وما كان للسعودية أن تغيب عن هذا المشهد وهي المشارك الأكبر للغرب في حربه على الإسلام والمسلمين في سوريا والعراق، أقصد في حربه على الإرهاب. وما كان لهؤلاء الرويبضات أن تتحرك فيهم ذرة من نخوة أو غَيْرةٍ وهم يشاركون في تلك التظاهرة ويرون بأم أعينهم تلك اليافطات المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والتي كانت مرفوعة فوق رؤوسهم، فمن يهن يسهل الهوان عليه وما لجرح بميت إيلام. فما هم سوى أموات أو دمى في يد أسيادهم يحركونهم كيفما شاؤوا، وإن الأمة قد نفضت أيديها منهم ولن يتوقف حراكها قبل أن تلقي بهم في واد سحيق غير مأسوف عليهم، لتقيم خلافتها الراشدة على منهاج النبوة التي تعيد للأمة كرامتها وهيبتها بين الشعوب والأمم. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
أكثر من عقد مرّ على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تلك العملية التي استثمر من خلالها الغرب في قطاع الإرهاب أيّما استثمار، فأحسن توظيفها إعلاميا وسياسيا بما يخدم مصالحه لا في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل في العالم أجمع، حتى غدت مكافحة الإرهاب عرفا دوليا وسرت قوانينه على مختلف الدول والأقطار بنفس الغاية، وهي تقليم أظفار الامتداد الإسلامي الذي أرهب دول الكفر، فوسموا الإسلام بالإرهاب، وفي المقابل حصلوا على شرعية سفك الدماء وإقامة المعتقلات والسجون السرية وخرق كل النظم والقوانين الأرضية والسماوية.
منذ ذلك الوقت، صار الإرهاب الفزاعة الأولى التي تستدعي تدخلا أجنبيا عاجلا ومباشرا، وإلا لما استطاعت أمريكا إقناع الرأي العام المحلي والدولي بفكرة إرسال جنودها إلى العراق ومن قبلها إلى أفغانستان، بل إن نتائج الاستثمار السياسي في مجال مكافحة الإرهاب طوال هذه الفترة لا يمكن أن تحصى أو تعد، حيث سطرها أبناء الأمة الإسلامية بدماء مخضبة روت أرضهم في العراق وأفغانستان وغزة والشيشان واليمن والصومال ونيجيريا ومالي وباكستان وغيرها، في مواجهتهم لآلة الإرهاب الدولي المنظم وأدواته القذرة من حكام متملقين صاروا في يد الغرب سكاكين لذبح الأمة من الوريد إلى الوريد وسلخها بالكامل عن دينها.
اليوم، الفزاعة نفسها تُرفع في وجه أمة الإسلام، ولكن هذه المرّة من قبل فرنسا التي أطلت برأسها مؤخرا من القارة العجوز، لتروي للعالم أحداث 11 سبتمبر جديد استهدف مقر صحيفة امتهنت السخرية والاستهزاء بالإسلام رسالة ورسولا بدعوى حرية التعبير، هي صحيفة "شارلي إيبدو".
نحن إذن، أمام منافس جديد للأمريكان في مجال الحرب على الإسلام والمسلمين تحت العنوان الرديء نفسه: مكافحة الإرهاب. أما الغاية التي حشرت فرنسا في نفس زاوية التصدي لخطر الإرهاب المصطنع، فهي على ما يبدو، سخونة الوضع في الشمال الإفريقي وما يتطلبه ذلك لدى صناع القرار الفرنسي من تأهيل للرأي العام في الداخل والخارج لقبول فكرة التدخل الأجنبي في إحدى بلدان هذه المنطقة، حتى إن هذه الحادثة كانت مناسبة لإعادة إثارة موضوع اختطاف صحفيين تونسيين من قبل تنظيم الدولة في ليبيا.
لقد عجز الغرب بطم طميمه عن إيجاد الاستقرار السياسي المنشود لبلدان الشمال الإفريقي، حيث لا تزال رحى المعارك دائرة في الداخل الليبي من أجل إسقاط بقايا نظام القذافي، أما في تونس فلم يستطع أهلها هضم عملية احتواء الثورة وتعليبها عبر تشريك الضحية والجلاد في الحكم مقابل التوافق على إقصاء الإسلام من الحكم، هذا وينتظر الجزائرَ مستقبلٌ سياسي مجهول بعد الوفاة المرتقبة لرئيسها المقعد. وباختصار، يمكننا القول بل الحسم بأن الشعوب تسير في واد وحكامها في واد آخر، وأمام تنامي الوعي بالإسلام، لم يعد للغرب من حلّ يؤخر إتمام الثورة بالإسلام سوى ممارسة الإرهاب الفكري على الناس بتخويفهم من المشروع السياسي للإسلام واستغلال اصطفاف الأغبياء وراء الحرب المعلنة على ما اعتبروه إرهابا، في ممارسة كل أنواع الإرهاب التي تنكشف معها كذبة حقوق الإنسان. قال تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾.
هم يغالطون الوعي العام، ويضللون الرأي العام عبر سحرة فرعون هذا الزمان من قنوات إعلامية تردي الحليم حيرانا، ولكن يبقى مَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى، فلنفتت مؤامرات الأوروبيين والأمريكان على صخرة الوعي بالإسلام، وليكن لذلك رأي عام يحرك نخوة المخلصين في الأمن والجيش فينتصروا لدينهم ونبيهم وأمتهم ويعيدوا سلطان الإسلام، لأن نصرة محمد صلى الله عليه وسلم تكون بإقامة دولته واتباع نهجه وإحياء سنته وحمل دعوته، لا بالخشية من دائرة الإرهاب التي صنعها اليهود والنصارى وتبرير ذلك بالإسلام.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّـهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾. [سورة المائدة: 51-52].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس وسام لطرش - تونس
على خلفية النشر الواسع للنشرة التي أصدرها حزب التحرير / ولاية السودان يوم الأربعاء الموافق 2015/01/07م بعنوان "ترقيع الدستور الوضعي تعميق للأزمة والواجب حلّها بدستور على أساس عقيدة الإسلام"، قامت الأجهزة الأمنية باعتقال عدد من شباب حزب التحرير، ثم عقد الحزب مؤتمراً صحفياً بمكتبه بالخرطوم حضره عدد من الإعلاميين، فأوردت صحف الخرطوم هذه الأخبار كما يلي:
1/ الاهرام اليوم: حزب التحرير: اتفاقية الدوحة تسير على خطى نيفاشا:
2/ الأخبار: العدد (1314)
حزب التحرير يحتج على اعتقال كوادره بالولايات:
3/ الصيحة العدد (144)
حزب التحرير يدين اعتقال الأجهزة الأمنية لمنسوبيه في الخرطوم والولايات
4/ آخر لحظة العدد (3988):
حزب التحرير: اعتقال "7" من قياداتنا لن يثنينا عن الدعوة الإسلامية:
5/ اليوم التالي: العدد (1209)
توقيف "7" من كوادر حزب التحرير:
الخبر:
أورد موقع الجزيرة.نت بتاريخ 2015/1/10م خبراً جاء فيه: "في مخيم المرج (شرقي لبنان) يغمر الثلج خيام اللاجئين السوريين الذين ضاقت بهم السبل، فقساوة الطقس تعمق مأساتهم خاصة في ظل قلة المواد الغذائية والمساعدات، مما دفعهم إلى إشعال ملابس أطفالهم وبقايا ما لديهم بحثا عن دفء مفقود.
ويختصر هذا المخيم الظروف الصعبة التي تعاني منها مخيمات اللاجئين السوريين في مختلف المناطق اللبنانية، خاصة مع استمرار العاصفة "زينة" التي تضرب البلاد منذ أربعة أيام.
وفي هذا المخيم بالكاد تظهر خيم اللاجئين للعيان، حيث غمرتها الثلوج بشكل شبه كامل، في حين هدم بعضها بسبب تراكم الثلوج فوقها، وعدم قدرة قاطنيها على إزالة هذه الثلوج عن سطحها."
التعليق:
في المخيمات.. نعم المخيمات، يغمر الثلج خيام اللاجئين، أخبار تتلوها أخبار، وكلها عن المعاناة لإخواننا في المخيمات، لماذا يسكنون المخيمات؟ أين ذهبت بيوتهم؟ أين مساكنهم الآمنة؟ متى عانى أهلنا من البرد والثلج؟ ألم يكونوا يعدون العدة للشتاء ويستقبلونه كموسم خير وبركة؟! ألم يجهزوا أنفسهم وبيوتهم وحتى حيواناتهم لاستقبال الشتاء؟! متى كان البرد والثلج يقتلهم؟؟ إنه الظلم الذي حلّ بهم، براميل الموت والدمار، والسلاح والغدر من القريب قبل العدو! وقبل هذا وذاك حكام أنذال رضعوا الخيانة والعمالة، وقاموا بالمهمة على الوجه المطلوب، ألقوا كتاب الله وسنة رسوله جانباً، وطبقوا أحكام الكفر، فظلموا العباد وسقوهم المرّ والويلات، شردوهم وأجبروهم على سكن الخيام؛ لأنه لا ناصر لهم ولا معين إلا الله سبحانه، هربوا من القهر والظلم إلى خيام لا تصلح حتى لعيش البهائم فما بالكم بمن كرّم الله.. الإنسان.. ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾.
يا أمة المليار.. ألا تعوا.. ألا تسمعوا.. والله لو كان بكم نخوة، لسحقتم الجبال في سبيل نصرة إخوانكم، أين ملياراتكم؟؟ أين نفطكم؟؟ إنها خيرات حباكم الله إياها؛ لتستعينوا بها على قضاء حوائجكم، لتساعدوا إخوانكم، لا لتتركوهم للبرد والجوع، إن الطقس وقساوته ليس بأشد من قلوبكم، ألم تلامس أرواحكم كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»؟ أين أنتم من الله يوم الحساب؟ وأكرر سؤالي: منذ متى كان البرد والثلج يقتل؟! أجيبكم: إذا لم يجد المسلم عوناً، لا من راعٍ يرعى شؤونه ولا من أخٍ يعينه، لكم الله يا أهل الشام، يا ساكني الخيام، أغاثكم الله، وأنزل عليكم شآبيب رحمته، أعانكم الله في محنتكم وكشف عنكم كربتكم، ورفع عنكم ظلم القريب والبعيد.
رحم الله المسلمين، يوم كانت لنا دولة، كانوا ينثرون الحبوب كي لا يجوع طائر في بلاد المسلمين، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "لو تعثرت دابة في العراق لخشيت أن يُسأل عنها عمر لمَ لم يمهد لها الطريق"، وقيل له: ألا تكسو الكعبة بالحرير؟ فقال: "بطون المسلمين أولى"، والآن يقولون: خيراتنا ونفطنا يذهب للكفار أولى!!..
اللهم بكل ساعة برد على أهل الشام أنزل بها غضباً مضاعفاً على كل من لم ينصرهم، اللهم أهلكهم كما أهلكت عاداً الأولى، زلزل الأرض من تحت عروشهم، وأرنا فيهم يوماً أسود، يكون عيداً أبيض كثلج الشام يوم سقوطهم وقيام دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، إنك على كل شيءٍ قدير.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: ريحانة الجنة
الخبر:
أعلن عدد من قادة أوروبا مشاركتهم في مسيرة الأحد في باريس تضامنا مع فرنسا التي شهدت هجوما داميا على صحيفة شارلي إيبدو، عقبه عمليتا احتجاز للرهائن في باريس انتهتا الجمعة بمقتل أربع رهائن على الأقل. وأكّد رئيسا الوزراء البريطاني (ديفد كاميرون) والإسباني (ماريانو راخوي) مشاركتهما في مسيرة "جمهورية"، يُنتظر أن تضم مئات آلاف من الفرنسيين المصممين على إثبات وحدة البلاد، وفق ما تداولته عدة أحزاب.
التعليق:
إن إعلان الغرب الكافر دعمه ووقوفه مع فرنسا فيما حدث لها، وما تفعله وستفعله في حق من يعتدي عليها، يذكرنا بأمور يجب ألّا ننساها:
أولا: إن الكافر المستعمر لأراضي المسلمين في كافة أرجاء الأرض لم ولن يترك المسلمين ينعمون بشيء من الأمن والأمان حتى في بيوتهم وعلى أرضهم، بالرغم من ادّعائهم بأنهم يقبلون الآخر ومعتقداته وأفكاره!
ثانيا: إن أكثر ما يوحد الغرب هو عداوته للإسلام والمسلمين أينما حلّوا، ذلك لأنه عقد العزم منذ أن سطع نور الحق على يد المصطفى صلى الله عليه وسلم، بأن يستخدم كل قوته، حتى آخر جندي لديه، في القضاء على عقيدة المسلمين وفكرهم.
ثالثا: إن فرنسا وبريطانيا وكل الدول الأوروبية لها تاريخ حافل من الإجرام في حق الشعوب التي احتلتها وما زالت تحتلها، فالهند استُعبدت من قبل الإنجليز، والجزائر أثخنت فيها فرنسا القتل، وليبيا أحرقت فيها إيطاليا الأرض والبشر، وهذا ليس مما يمكننا نسيانه. إن الغرب لن يخلع جلده القبيح من أجل أي أحد، فهو لا يرضخ إلا لحقده ومصالحه.
رابعا: إن اجتماع الغرب ضد المسلمين ليس بالأمر الجديد، وكذلك الفرج بعد الضيق، والأمن بعد الخوف، والرياح ستجري كما يريدها الله لهذه الأمة الكريمة. والأمة بإذن الله ستستعيد ماضيها المجيد، فحتى لو كان الغرب قادرا على سلبه منها مرة، إلا أنه لن يستطيع إيقاف عودته من جديد.
إننا أمة تتعلم من أخطائها وأخطاء غيرها، نحن أمة تقرأ التاريخ، وتعدّ للغاية كما يجب، وتأخذ بالأسباب، وتتوكل على الله، وتسلم له، وتعمل جاهدةً لتغيير الواقع حتى يكون كما أمر الله. ومهما تداعت عليها الأمم لن تركع إلا لخالقها، ولن تغير دينها لترضي أعداء الله. فمهما مكر الكافر بنا، فذلك لا يعدل شيئا أمام مكر الله به. لهذا يجب علينا أن نتمسك بهذا الدين ونجعل عودتنا إلى الله وحده، ونطلب العون منه، نعمل متوكلين عليه، عاقدين العزم على استرجاع ماضينا المجيد، ليصبح حاضراً، ومستقبلاً للأجيال القادمة.
كتبة لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف