دعوة لحضور وتغطية مؤتمر حاشد في رام الله في ذكرى هدم الخلافة
- نشر في فلسطين
- قيم الموضوع
- قراءة: 1281 مرات
للغة أهمية كبيرة في حياة الأفراد والدول، فهي وسيلة التواصل والتفاهم والتخاطب بين الأفراد، وهي الأداة التي تحمل بها الأفكار، وتنقل المفاهيم، كما أنها عامل من عوامل وحدة الأمة، ورمز من رموز هويتها التي تميزها عن غيرها من الأمم والشعوب، وهذا القدر من أهمية اللغة مشترك بين بني الإنسان وبين اللغات كافة في كل مكان وزمان، إلا أنَّ اللغة العربية امتازت عن سائرِ لغات البشر بأنها اللغةُ التي اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون لغة القرآن الكريم، ولغة خاتم النبيين محمد ﷺ، التي بلغ بها رسالة ربه، ليكون رحمة للعالمين ومرسلًا للناس كافة، قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾، وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾، وقال: ﴿إنا جعلناه قرآناً عربياً﴾، وقال: ﴿قرآناً عربياً غير ذي عوج﴾ وبذلك تجاوزت اللغة العربية حدود القبيلة والقوم وارتبطت بالإسلام فكانت لغة عقيدته وشريعته وخطابه إلى جميع البشر. ولذلك كان لا بد لكل مسلم من تعلم العربية، وكلما ازداد فهماً للعربية ازداد فهمه للإسلام، والعكس صحيح.
وقد فهم المسلمون الأوائل هذا الارتباط الوثيق بين اللغة العربية وبين الإسلام، فأقبلوا على تعلمها ودراسة علومها والتأليف فيها، وقد كانوا في الفتوحات يحملون إلى الناس العربية كما يحملون إليهم الإسلام، فكانوا يعلمونهم القرآن والحديث وأحكام الدين ويعلمونهم اللغة العربية أيضاً، وعلى الرغم من عدم فرض اللغة العربية على الشعوب الإسلامية ذات اللغات الأخرى إلا أنها انتشرت بانتشار الإسلام في بلاد الشام والعراق وما وراء النهر من بلاد فارس والهند والسند وأنحاء واسعة من القارة الآسيوية، وانتشرت في قارة أفريقيا أيضاً، فكان تأثير اللغة العربية على وجود باقي اللغات في البلاد المفتوحة قوياً حتى أزالت اللغات الأخرى من الاستعمال العام في شؤون الحياة، ولم تتأثر اللغة العربية بلغات البلاد المفتوحة وثقافتها، وإنما أثرت هي في البلاد التي فتحتها وأضعفت فيها لغتها الأصلية حتى تلاشت في بعضها، وكادت تتلاشى في البعض الآخر، وبقيت وحدها اللغة التي تستعملها الدولة، وهي اللغة الشائعة، وهي لغة الثقافة والعلم والسياسة.
وقد زاد من المكانة الرفيعة التي حظيت بها اللغة العربية لكونها لغة الإسلام، أنها كانت لغة الدولة الأولى في العالم (دولة الخلافة) لمدة 13 قرناً من الزمان، فاللغة تكتسب وزناً ومكانة بين اللغات وعند الناس من قوة دولتها، وقد حظيت اللغة العربية باهتمام كبير من قبل حكام المسلمين، حيث كانوا يستعملونها في رسائلهم ومعاهداتهم الداخلية والخارجية مع حكام وملوك الدول الأخرى، ومن ذلك الرسائل التي أرسلها الرسول ﷺ إلى كل من كسرى ولغته فارسية وقيصر ولغته رومية والنجاشي ولغته حبشية والمقوقس ولغته قبطية، وكذلك اهتموا بتعريب الدواوين والنقود، ووضع أسس الإعجام (للمصحف بالنقاط والشكل)، ووضع علم النحو من قبل أبي الأسود الدؤلي بناء على طلب من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - على أرجح الأقوال -، وقد كان الخلفاء يعقدون المناظرات بين علماء اللغة في مجالسهم، وكانوا يشجعون الشعر والشعراء، ويغدقون عليهم العطايا، فضلا عن إنشائهم لدور العلم من أجل تعليمها، وتعليم باقي العلوم.
ولكن في العصور المتأخرة للدولة الإسلامية ضعف الاهتمام باللغة العربية، فكان ذلك أحد العوامل التي ساعدت على انهيارها، خصوصا مع ما رافق ذلك من غزو فكري وجه ليس فقط للإسلام، بل لأداة فهمه - اللغة العربية، إذ نجح الكافر المستعمر في إبعاد المسلمين عن الاهتمام باللغة، ودراستها، والتعمق فيها، ودرجت اللهجات العامية في بلاد المسلمين، فضعف الفهم للإسلام، وكذلك الاجتهاد، الذي يعتبر الفقه في اللغة شرطه الأساسي.
وبعد أن هدمت الخلافة، نزلت اللغة العربية عن عرشها الذي كانت تتربع عليه لسنوات طوال، وتراجعت عن كونها اللغة الأولى في العالم، ولم تعد لغة العلم والثقافة، وأصبحت تعاني من إعراض أهلها عنها، وإقبالهم على تعلم اللغات الأجنبية، وافتخارهم بإتقانها، وقد أسهمت مناهج التعليم في المدارس والجامعات في بلاد المسلمين خاصة العربية منها في التدهور وضعف الاهتمام الذي وصلت إليه اللغة العربية في هذه الأيام، فبدل أن يتم التركيز على تعليم الطلاب في المرحلة الابتدائية اللغة العربية وأساسياتها، كتعليمهم الحروف وطريقة كتابتها ونطقها بشكل سليم، وكيفية تكوين كلمات وجمل منها ...إلخ، أصبحت هذه المدارس تدرس لغة أجنبية إلى جانب العربية لطلاب هذه المرحلة، فصار تركيز الطالب يتوزع بين اللغتين، بل إن بعضهم صار يهتم بإتقان وتعلم أساسيات اللغة الأجنبية، أكثر من اهتمامه بالعربية، وللأسف فقد أصبحنا نرى بعض الأهل يفتخرون بإتقان أبنائهم لغة أجنبية في عمر صغير، ونراهم يحفزونهم على تعلمها، وفي بعض الأحيان يضعونهم في مدارس خاصة أو أجنبية من أجل تعلم اللغات، ولكنهم في المقابل لا يهتمون بتعليم أبنائهم لغة القرآن بطريقة سليمة، ولا يحرصون على إتقانهم لها كما يتقنون اللغات الأجنبية.
هذا ناهيك عن الطريقة المملة التي يتم بها عرض قواعد العربية وعلومها المختلفة سواء في المدارس أو في الجامعات، فتدرس على أنها مادة جامدة لا حيوية فيها، وكذلك فإن المواد التي تدرس للطلاب المتخصصين بها في الجامعات، لا ترقى للمستوى المطلوب، أضف إلى ذلك فرض تدريس العلوم باللغة الأجنبية في الجامعات.
وقد أسهمت وسائل الإعلام أيضاً في إضعاف العربية وإفساد لسان الناطقين بها، حيث تطغى اللهجات العامية على الفصحى في هذه الوسائل، ويستوي في ذلك الإعلام الرسمي وغير الرسمي، حتى إن بعض القنوات الفضائية تقدم نشراتها الإخبارية وبرامجها الحوارية بالعامية.
إن اللغة العربية تحوي قوة ذاتية، تتمثل في أساليبها وخصائصها وميزاتها، وهي لغة قادرة على استيعاب كل التغييرات والتطورات العلمية والتكنولوجيا وإيجاد مصطلحات للتعبير عنها، ولكنها تحتاج إلى من يهتم بها ويوظف ما فيها من خصائص وميزات، وصدق الشاعر إذا يقول:
\n
وَسِعْتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وَغَايَةً | \nوما ضقت عَنْ آيٍ بِهِ وَعِظَاتِ | \n
فَكَيْفَ أَضِيقُ الْيَوْمَ عَنْ وَصْفِ آلةٍ | \nوَتَنْسِيقِ أَسْمَاءٍ لِمُخْترَعَاتِ | \n
أَنَا الْبَحْرُ فِي أَحْشَائِهِ الدُّرُّ كَامِنٌ | \nفَهَلْ سَأَلُوا الْغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتِي | \n
\n
\n
وختاماً: فإن اللغة العربية لن ترجع إلى مكانتها اللائقة بها بين اللغات، فتكون أقواها وأكثرها انتشاراً إلا إذا حملتها دولة قوية ذات مبدأ قوي، وهذه الدولة هي دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القادمة قريباً بإذن الله.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: براءة مناصرة
\n
للغة أهمية كبيرة في حياة الأفراد والدول، فهي وسيلة التواصل والتفاهم والتخاطب بين الأفراد، وهي الأداة التي تحمل بها الأفكار، وتنقل المفاهيم، كما أنها عامل من عوامل وحدة الأمة، ورمز من رموز هويتها التي تميزها عن غيرها من الأمم والشعوب، وهذا القدر من أهمية اللغة مشترك بين بني الإنسان وبين اللغات كافة في كل مكان وزمان،
تَفِيْضُ عُيُوْنِيْ بالدُّمُوعِ السَّواكِبِ ... وَمَا لِيَ لا أَبكِي عَلى خَيْرِ ذَاهِبِ
عَلى العُمْرِ إذْ ولَّى وَحَانَ انْقِضَاؤُهُ ... بآمَالِ مَغْرُوْرٍ وَأَعْمَالِ نَاكِبِ
عَلى غُرَرِ الأيامِ لَمَّا تَصَرَّمَتْ ... وَأَصْبَحْتُ مِنْهَا رَهْنَ شُؤْمِ المَكَاسِبِ
عَلى زَهَرَاتِ العَيْشِ لَمَّا تَسَاقَطَتْ ... بِرِيْحِ الأمانيْ وَالظُّنوْنِ الكَوَاذِبِ
عَلى أَشْرَفِ الأوْقاتِ لَمَّا غُبِنْتُهَا ... بأَسْوَاقِ غَبْنٍ بَيْنَ لاَهٍ وَلاَعِبِ
عَلى أَنْفَسِ الساعَاتِ لَما أَضَعْتُهَا ... وَقَضيْتُهَا في غَفلَة وَمَعَاطِبِ
عَلى صَرْفِيَ الأيامَ في غَيْرِ طَائِلٍ ... وَلاَ نَافِعٍ مِنْ فِعْلِ فَضْلٍ وَوَاجِبِ
عَلى مَا تَوَلى مِنْ زَمَانٍ قَضَيْتُهُ ... وَرَجَّيْتُهُ في غَيْرِ حَق وَصَائِبِ
وَأَنْ يَتَوَفَّانَا عَلَى خَيْرِ مِلَّةٍ ... عَلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ خَيْرِ الْمَوَاهِبِ ...
مُقِيمِينَ لِلْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الَّتِي ... أَتَانَا بِهَا عَالِي الذُّرَى وَالْمَرَاتِبِ
مُحَمَّدٌ الْهَادِي الْبَشِيرُ نَبِيُّنَا ... وَسَيِّدُنَا بَحْرُ الْهُدَى وَالْمَنَاقِبِ
عَلَيْهِ صَلَاةُ اللَّهِ ثُمَّ سَلَامُهُ ... وَآل وَأَصْحَاب لَهُ كَالْكَوَاكِبِ
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي شرع للناس أحكام الرشاد, وحذرهم سبل الفساد, والصلاة والسلام على خير هاد, المبعوث رحمة للعباد, الذي جاهد في الله حق الجهاد, وعلى آله وأصحابه الأطهار الأمجاد, الذين طبقوا نظام الإسلام في الحكم والاجتماع والسياسة والاقتصاد, فاجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم يوم يقوم الأشهاد يوم التناد, يوم يقوم الناس لرب العباد.
العناوين:
\n
• الاتحاد الأوروبي ينشر قواته قبالة السواحل الليبية
• إصدار أحكام بالإعدام على مرسي وعلى منتسبين من جماعته وأنصاره
• المهاجرون المسلمون من أراكان يُدفع بهم إلى الموت
\n
\n
التفاصيل:
\n
الاتحاد الأوروبي ينشر قواته قبالة السواحل الليبية
\n
أقر الاتحاد الأوروبي يوم 2015/5/18 خلال اجتماع وزراء خارجيته ببروكسل عملية بحرية ينشر فيها سفنًا حربية وطائرات مراقبة تابعة للجيوش الأوروبية قبالة السواحل الليبية حيث تنطلق منها رحلات المهاجرين تجاه أوروبا. وستبدأ هذه العملية في الشهر القادم بعدما يقر مجلس الأمن الدولي ذلك. وادعت المسؤولة عن الشؤون الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني بأن \"العملية ستسمح بتفكيك الشبكات التي تقوم بالاتجار بالبشر في البحر المتوسط\". وأشارت إلى أن \"سرعة تحرك الدول الثماني والعشرين الأوروبية سابقة بالنسبة للهيئات الأوروبية\".
\n
إن الاتحاد الأوروبي يستغل مسألة المهاجرين ليكون له وجود عسكري مشترك في البحر المتوسط وخاصةً قبالة السواحل الليبية وليكون جاهزًا للتدخل فيها مرةً أخرى. ولذلك وصفت مسؤولة الخارجية الأوروبية العملية بأنها سابقة بالنسبة للهيئات الأوروبية، مما يعني أن الأوروبيين يبحثون عن تشكيل قوة مشتركة بينهم للعودة لإحياء فكرة الجيش الأوروبي التي أطلقت عام 2003 وقد عارضتها أمريكا ووقفت في وجهها، وركزت على أن لا بديل عن الناتو ويجب تقويته وتوسيعه بقيادة أمريكا حتى يشمل كافة دول أوروبا الشرقية، ولم تتقدم الدول الأوروبية في الفكرة. وإذا استمرت الدول الأوروبية في هذه العملية وقامت بمثلها في أماكن أخرى ربما تتشجع على تفعيل فكرة الجيش الأوروبي لتجعل لها قوةً خاصةً خارج نطاق الناتو الذي تسيطر عليه أمريكا. وكل من الناتو أو القوة الأوروبية يستهدف تقوية الاستعمار الغربي في البلاد الإسلامية والتنافس على نهب ثروات هذه البلاد بشتى الوسائل ومنعها من التحرر من ربقته وقبضته ومنعها من النهضة وإقامة النظام الإسلامي النابع من دينها.
\n
----------------
\n
إصدار أحكام بالإعدام على مرسي وعلى منتسبين من جماعته وأنصاره
\n
أصدر القضاء المسيس في مصر يوم 2015/5/15 حكمًا بالإعدام على الرئيس المصري السابق محمد مرسي وعلى أكثر من مئة شخص من جماعته وأنصاره. فصدرت ردود فعل على نطاق العالم. فأصدرت الخارجية الأمريكية بيانًا يوم 2015/5/19 قالت فيه: \"قرار المحكمة المصرية جائر ويقوض الثقة في حكم القانون. وإن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من عقوبة جماعية أخرى بالإعدام\". مع العلم أن أمريكا كانت قد أيدت مرسي ثم تخلت عنه وأيدت انقلاب السيسي حيث ذكر وزير خارجية أمريكا بأن هذا الانقلاب هو للعودة إلى الديمقراطية. أي أن أمريكا تقلب الديمقراطية تحت حكم مدني لتقيم ديمقراطية أخرى تحت حكم عسكري. وقد وثقت جماعة الإخوان المسلمين بأمريكا وقبلت بشروطها للوصول إلى الحكم مثل المحافظة على معاهدة كامب ديفيد والعلاقات مع كيان يهود وعدم إقامة حكم الإسلام، والسير في طريق الديمقراطية، فأخرجت الجماعة دستورًا عام 2012 لإثبات أنها تسير في هذه الطريق فلم تغير من المواد السيادية فيه. فقد أشار أشرف عبد الغفور أحد قادة الإخوان في تاريخ سابق في مقابلة مع صحيفة زمان التركية يوم 2013/8/15 إلى ذلك قائلًا: \"إن أكبر خطأ ارتكبه الإخوان المسلمون هو وثوقهم بأمريكا. فقد عينّا السيسي قائدًا للجيش ثقة بأمريكا. هذا هو أكبر خطأ ارتكبناه. وقعنا في حيلة مخطط لها، وتعرضنا للخيانة. وكثير من الناس الذين أيدونا في الثورة أصبحوا ضدنا (بسبب هذه السياسة)\".
\n
ونقلت صفحة بي بي سي يوم 2015/5/18 أن هناك أصواتاً تعالت في الآونة الأخيرة من داخل جماعة الإخوان المسلمين تطالب بإجراء مراجعات وإصلاحات هيكلية وفكرية فيها، منهم عصام تليمة عضو فيما يسمى الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ومدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوي، وقد أجرت مع تليمة مقابلة هاتفية قال فيها: \"الأداء السياسي لجماعة الإخوان المسلمين خلال فترة وجودهم في السلطة لمدة عام لم يكن موفقًا، لأنها تعاملت بنهج كان يتطلب أداء أفضل لا سيما في التعامل مع الدولة العميقة\". ويقصد بذلك القوى السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية التابعة للنظام القديم حيث أبقاهم مرسي وجماعته على حالهم ولم يقم بتصفيتهم. وقال: \"الجماعة تعاملت مع ملفات الدولة كما تتعامل مع ملفات الدعوة وشتان بين الأمرين، وتعاملت مع الأمور بمنطق إصلاحي ولم تتعامل معه بمنطق ثوري ولا توجد في أدبيات الإخوان ما يُعرّف أبناءها أدبيات الثورة وكيفية التعامل معها\". لأن الجماعة لم تكن سياسية فلم تقم بالأعمال السياسية على أساس الإسلام، ولذلك تساءل تليمة قائلًا: \"ما هو المشروع الذي تقدمه الجماعة للأمة حتى في حال سقوط الانقلاب\". فلم تنزل أفكار الإسلام على الوقائع لتجعلها أفكارًا سياسية تسير الحكم بها ومعالجات للمشاكل ولم تتبن مشروع دستور إسلامي. وقد أكد ذلك جمال حشمت عضو الإخوان المسلمين في البرلمان المصري الذي أُسس في تركيا في مقابلة بي بي سي التي أجرتها معه فقال: \"عندما نتحدث عن الرؤية فمعنى ذلك أن الرؤية كانت مفتقدة، وعندما نتحدث عن التخصص معنى ذلك أن الاستعانة بالمتخصصين كانت مفتقدة..\". مع العلم أن الرؤية تتضح بوضوح الأفكار المتعلقة بالحكم والاقتصاد وكافة السياسات الخارجية والداخلية وإنزالها على الوقائع وليس مجرد قراءة الأفكار قراءة نظرية وحفظها وحفظ الآيات والأحاديث والمتون.
\n
----------------
\n
المهاجرون المسلمون من أراكان يُدفع بهم إلى الموت
\n
ذكرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة يوم 2015/5/19 أن \"6000 مهاجر غير شرعي من مسلمي الروهينغا من أراكان وبنغاليين ما زالوا متروكين في البحر بجنوب شرق آسيا. وأن السلطات التايلندية والإندونيسية والماليزية دفعت المهاجرين إلى البحر في مواجهة الموت المحتوم. وأن الحكومة الميانمارية تنتهك حقوق الإنسان تجاه مسلمي أراكان في ميانمار. وأن الهجرة المحفوفة بالمخاطر ستتواصل لغاية إزالة مشكلة المواطنة لمسلمي الروهينغا والتمييز المؤسسي المتبع بحقهم في البلاد، وأن 920 مهاجرًا أغلبهم من مسلمي الروهينغا قضوا في خليج البنغال ما بين أيلول/سبتمبر 2014 لغاية آذار/مارس 2015\". وقد بدأت الأزمة الجديدة لمسلمي أراكان في ميانمار في حزيران/يونيو عام 2012 إذ تعرضوا لحرب إبادة على يد الحكومة الميانمارية والعصابات البوذية المحمية من طرفها وعمليات اضطهاد واسعة. وهم يتعرضون منذ ما يزيد عن القرنين إلى حملات إبادة واضطهاد منذ أن تمكن البوذيون من السيطرة عليها عام 1784م بعدما حكمها المسلمون لثلاثة قرون وخاصة إقليم أراكان الذي ألحقته بريطانيا عام 1937 إلى مستعمرتها في بورما التي أطلق عليها ميانمار منذ عام 1989.
\n
والحكومة في ميانمار لا تعترف بوجود المسلمين فيها فتقوم باضطهادهم وقتلهم وإجبارهم على الهجرة، والأنظمة في العالم الإسلامي لا تقوم بأي عمل لمنع ذلك، حتى إن المهاجرين الفارين بدينهم من اضطهاد البوذيين وحكومتهم لا تقبلهم تلك الأنظمة وتدفعهم إلى الموت في البحر. وقد نشرت صفحة التغيير الجذري باللغة التركية أخبارًا وصورًا تشير إلى أن شباب حزب التحرير في إندونيسيا قاموا بمساعدة هؤلاء المهاجرين كمساعدة منهم لإخوانهم الفارين من ظلم البوذيين وحكومتهم.
الخبر:
\n
في الثالث من أيار/ مايو 2015م، بدأ مسئولون أفغان وطالبان الأفغانية اجتماعات لمدة يومين في قطر، وقد تم تنظيم هذه الاجتماعات من قبل مجموعة (مؤتمر بوغواش)، وهي منظمة غير حكومية مقرها في كندا. وقد رحب وزير الخارجية الباكستاني (عزيز أحمد شودري) بالمحادثات، وقال: \"رسالتنا واضحة جدًا، وهي أنه يجب على طالبان أن تتفاوض، فإن هي فعلت، وكانت قادرة على المساهمة في تحقيق السلام في أفغانستان، فإن هذا هو أفضل شيء يمكن أن يحدث في المنطقة بأسرها\"، وأضاف قائلًا: \"إن باكستان عازمة على تحسين العلاقات مع أفغانستان والمساهمة بهدوء بجهود مخلصة لدفع عملية السلام بين كابول وطالبان\".
\n
\n
التعليق:
\n
منذ الإعلان عن موعد الانسحاب الأمريكي المحدود من أفغانستان (في نهاية عام 2014م)، وبعد 27 من آذار/ مارس 2009م، وأمريكا مستميتة لجلب طالبان الأفغانية إلى طاولة المفاوضات؛ حتى تتمكن من إيجاد حل سياسي للحفاظ على مصالحها الاستعمارية في أفغانستان. وفي عام 2013م سُمح لطالبان الأفغانية بفتح مكتب لها في الدوحة - قطر، ولكن تم إغلاقه بعد شهر من افتتاحه؛ بسبب الخلاف على وضع علم طالبان فوق بناية المكتب، وهو ما كان يوحي بأن طالبان دولة. وقد اتبعت الولايات المتحدة سياسة الجزرة والعصا لإجبار حركة طالبان الأفغانية على قبول اتفاق الولايات المتحدة للسلام، وقد كان لنظام رحيل/ نواز دور فعّال في خطة أمريكا، في التسهيل أحيانًا لحركة السفر إلى الخارج مرورًا بباكستان للمشاركة في محادثات السلام، وفي القيام أحيانًا أخرى باختطاف قادة طالبان الأفغانية في باكستان وقتلهم، مثل اختطاف الملا منصور داد الله من مجمع داخل باكستان، وقتل ناصر الدين حقاني (نجل جلال الدين حقاني) بالقرب من إسلام أباد. ولما اقترب موعد الانسحاب في أواخر عام 2014م، مع عدم وجود علامات لاتفاق سلام مع طالبان الأفغانية، أمرت الولايات المتحدة نظام رحيل/ نواز بتكثيف العمليات العسكرية في شمال وزيرستان (حصن شبكة حقاني، ومصدر قلق كبير للأمريكيين).
\n
وبعد محادثات قطر، ذهب نواز ورحيل إلى كابول في 12 أيار/ مايو 2015م، وانتقدا هجوم طالبان الأفغانية الذي أطلقت عليه الحركة اسم \"عملية العزم\"، وقال نواز شريف: \"إن استمرار مثل هذه الهجمات سيجعلها تُفسّر على أنها أعمال إرهابية\"، وقال عبد القادر البلوشي (وهو جنرال متقاعد يشغل الآن منصب وزير للدولة وللمناطق الحدودية): \"يجب على طالبان أن تعلم بأن أوقات عصيبة تنتظرها، وأن الضغط عليها آت، وأنها لن تجد من يساعدها، وعناصرها يتعرضون للقتل والاعتقال أينما كانوا\". لذلك لم يكن مستغربًا أن يستفحل القتل المروع في كراتشي بعد زيارة كابول الأخيرة بيوم واحد، حيث قتل خمسة وأربعين شخصًا من الطائفة الإسماعيلية، واستغل النظام المجزرة لبعث الحياة في \"خطة العمل الوطنية\"، التي تهدف في المقام الأول لملاحقة المجاهدين المخلصين من الذين يقاتلون قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان واضطهادهم.
\n
من الواضح جدًا أن نظام رحيل/ نواز سوف يقوم بكل ما يلزم من أجل تأمين مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، فهو بدلًا من إنهاء الفوضى في باكستان وأفغانستان، من خلال طرد الوجود الأمريكي من المنطقة (وهو على شكل قوات احتلال، ووكالة المخابرات المركزية، وشبكة ريموند ديفيس)، يقوم نظام رحيل/ نواز بترسيخ الوجود الأمريكي في أفغانستان وقمع المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي.
\n
إنه من واجب الجيش الإسلامي تحرير بلاد المسلمين من قوات الاحتلال الكافرة، ولكن نظام رحيل/ نواز يفعل العكس تمامًا، ويحاول أن يعطي انطباعًا خاطئًا بأن إبرام اتفاق سلام بين طالبان الأفغانية والولايات المتحدة سيضع حدًّا للعنف. لكن الواقع مخالف لذلك تمامًا، فالحقائق التاريخية تؤكد أن الوجود الأمريكي لا يجلب السلام والاستقرار، بل إن مصلحة الإسلام والمسلمين وباكستان وأفغانستان هي في طرد الولايات المتحدة خارج هذه المنطقة. لذلك يجب على المجاهدين المخلصين عدم الاستسلام للضغوط الأمريكية عليهم من قبل نظام رحيل/ نواز، ويجب على السياسيين والعلماء والمثقفين رفض محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة، والتي هي في الحقيقة محادثات استسلام، فبطرد الولايات المتحدة فقط سيكون لباكستان وأفغانستان مستقبل آمن ومستقر. ومع ذلك، فإن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود القيادة المخلصة التي تطبق الإسلام؛ لذلك يجب على المخلصين في القوات المسلحة الباكستانية إعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فالخليفة الراشد هو الذي سيقود جيوش المسلمين والمجاهدين المخلصين نحو تطهير بلاد المسلمين من رجس الولايات المتحدة، وما ذلك على الله بعزيز. ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ... ﴾.
\n
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد الشيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان