- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله إلى الأخوات الداعيات المبلِّغات في مؤتمر إندونيسيا
أيتها الأخواتُ الداعياتُ المبلِّغات،
المجتمعاتُ في مؤتمر حزب التحرير- اندونيسيا
أيتها الكريمات
السلام عليكُنَّ ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمداً كثيراً، والصلاة والسلام على من بعثه الله بشيراً ونذيراً، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأبرار، ومن تبعه صلى الله عليه وآله وسلم ووالاه على الحق المبين إلى يوم الدين، وبعد.
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
ويقول صلوات اللهِ وسلامه عليه: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» متفق عليه.
أيتها الأخوات الكريمات:
لقد سرّني مؤتمرُ الخير هذا، مؤتمرُ الدعوة إلى الله، مؤتمرُ التفقُّه في الدِّين، المنعقدُ في البلد الطيِّبِ اندونيسيا، فبهذا تحيا النفوس، وتطمئن القلوب، وتُنار البصائر، وبخاصةٍ وهو مؤتمرٌ تقوده شقائقُ الرجال، وأمهاتُ الأبطال، ومربِّياتُ الأجيال، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }.
الحمد لله أنْ جعلكُنَّ هادياتٍ مهديات، تسلُكْن السبيلَ المستقيم الذي رسمهُ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للصحابةِ والصحابيات، فكانوا جميعاً، رجالاً ونساءً، يسارعون في الخيرات، يقولون {رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ }.
أيتها الأخوات الكريمات:
إني لن أُطيلَ عليكُنّ، ولكنني أدعوكُنّ، أن تتذكرْنَ أموراً أربعة، تضعْنها نَصب أعيُنِكُنَّ، والله معكُنَّ ولن يَتِرَكُنَّ أعمالَكُنَّ:
الأمرَ الأول: وجوبَ الدعوة إلى الإسلام كاملاً؛ في عقيدته وعباداته وإقامة دولته وجميع أحكامه الشرعية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}، والسِّلمُ هنا هو الإسلام، أي ادخلوا في الإسلام كلِّه، فادعوا إليه واعملوا به، ولا يصح أن يؤخذ جزءٌ ويُترَكَ جزء ٌ آخر، فالذي فرض الصلاةَ والزكاة والحجَّ والصيام، هو سبحانه الذي فرض بيعةَ الخليفة وإقامةَ الحدود وأداءَ سائرِ الأحكام.
الثاني: وجوبَ العملِ لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافةِ الراشدة، فإنه فرضٌ على الرجالِ والنساء، بما وسِعَهُم من عمل، والنصوص الشرعية مستفيضةٌ في ذلك، حتى إن النساءَ قد شاركن الرجالَ في فاتحة إقامة الدولة، بيعةِ العقبة الثانية، حيث بايع رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثةٌ وسبعون رجلاً وامرأتان: أمُّ عمارة، وأمُّ منيع رضوان الله عليهما.
الثالث:نشرَ ثقافةِ العزَّة: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}، وثقافةِ الاعتزاز بالانتماء إلى الأمةِ الإسلامية الكريمة؛ ذاتِ الباع الطويل في الحضارة، وتحريرِ الشعوب المستضعفة، وذاتِ التاريخ المجيد في الانتصارات التي أضاءت جَنباتِ الدنيا: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وبذلك نحرصُ على هويتنا الإسلاميةِ المتميزة، ودورِنا الرائدِ في الشَّهادة على الناس: {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}.
الرابع: إن المرأة َالمسلمة والأسرةَ المسلمة تستهدفُهما حملاتُ الكفارِ وعملائهم، فضلاً عن استهدافِ عقيدة الإسلامِ ومقدساتِه ورموزِه وأحكامِه، ولهذا فلترتفع أصواتُ الداعياتِ في استنكار تدخُّلِ الكفار في شؤون المسلماتِ بما يرفعونه من شعاراتٍ خادعة، ظاهرُها الرحمةُ وباطِنُها من قِبَله العذاب، كشعارِ حقوق المرأة، وتحرير المرأة، ومؤتمرات السكان، و"الجندر" وتنظيم الأسرة؛ فإن ذلك كلَّه يستهدف المسلماتِ والتزامَهُن بأحكام الشرع الحنيف، فأحبطن أعمالهم، وليَرَوْا منكُنَّ صلابةً في الموقف، وثباتاً على الحق؛ دينِ الإسلام العظيم الذي كرَّم اللهُ به المرأةَ وأعلى شأنها، طاهرةً عفيفةً، ولبنةً قويةً صالحةً في صرح ِالإسلامِ العظيم. هكذا هُنَّ النساءُ المسلمات، ونِعِمّا هُنّ.
أيتها الأخوات الكريمات:
أتمنى لمؤتمرِكُنَّ النجاحَ والتوفيق، وأن يجعلَ اللهُ سبحانه أعماله الطيبة في ميزان حسناتِكُنَّ يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم. وإني باسمِ الله أفتتحُ مؤتمَرَكُنَّ، فعلى بركةِ الله.
والسلام عليكُنّ ورحمة الله وبركاته.