Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
هولندا

التاريخ الهجري    30 من ربيع الاول 1447هـ رقم الإصدار: 1447 / 02
التاريخ الميلادي     الإثنين, 22 أيلول/سبتمبر 2025 م

 

بيان صحفي

 

حلّ الدولتين: شريان حياة لكيان يهود، وليس لفلسطين

 

(مترجم)

 

يتزايدُ عدد الدول الغربية التي تروّج لدعوتها لحلّ الدولتين كخطوة أخلاقية وعادلة. لكن من ينظر خلف الواجهة يرى أنّ الأمر لا علاقة له بالتّعاطف مع الفلسطينيين أو الاعتراف "بحقهم في الحرّية". بل على العكس: إنه إجراء سياسي طارئ، مدفوع بضغط من شعوبها والخسارة الوشيكة لشرعية كيان يهود.

 

يتغيّر الرأي العام في الغرب، حيث يواجه المزيد والمزيد من الناس الحقائق: من التدمير الممنهج لغزّة، والتطهير العرقي، والإبادة الجماعية التي يمكن متابعتها مباشرةً على شاشاتهم. الحكومات التي حمت كيان يهود لعقود دون رادع، تشعر الآن بضغط من جماهيرها، ليس لأنها تعاطفت فجأة مع محنة الفلسطينيين، بل لأنه لم يعد من المقبول الوقوف إلى جانب كيان يهود دون قيد أو شرط.

 

بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الدول الغربية تدرك بشكل متزايد ضعفها القانوني والأخلاقي. تتحدث محكمة العدل الدولية عن إبادة جماعية، وتُكثّف منظمات حقوق الإنسان تقاريرها، ويزداد تواطؤ الحكومات الغربية وضوحاً. ليس تواطؤاً فعلياً فحسب، بل أيضاً تواطؤاً سلبياً، من خلال استمرار توريد الأسلحة والغطاء الدبلوماسي والشرعية السياسية.

 

هذا لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الولاء الأبدي لكيان يهود، بل على العكس، يُوجَّه الاحتجاج فقط إلى نتنياهو ونهجه الحالي، لأن هذا النهج هو ما يُعرِّض كيان يهود نفسه. فإذا استمر يهود على هذا المنوال، بحرب ودمار دائمين، سيتضاءل الدعم لوجوده إقليمياً ودولياً. ولهذا السبب تحديداً، يُعاد إحياء حلّ الدولتين: ليس لإنقاذ فلسطين، بل كضمان لمستقبل كيان يهود.

 

في الرؤية الغربية، يجب أن تُلبي هذه الدولة الفلسطينية شروطها: منزوعة السلاح تماماً، تحت إشراف كيان يهود، ومتوافقة مع المعايير والقيم الغربية. دولة بلا سيادة حقيقية، خاضعة بالكامل للمشروع الاستعماري الذي جسّده كيان يهود منذ عام ١٩٤٨. بمعنى آخر: دولة لا تُنهي الاحتلال والهيمنة، بل تُرسّخهما.

 

حتى لو قامت دولتان، فماذا سيحدث لكل المعاناة التي سببها كيان يهود على مدى ٧٧ عاماً؟ لتدمير غزة، والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والأراضي المنهوبة؟ لا شيء على الإطلاق. تماماً كما لم تواجه المشاريع الاستعمارية الغربية في البلاد الإسلامية عواقب جرائمها من قمع ونهب وتدمير.

 

لذا، من الضروري ألا يستجيب المسلمون لهذه الحلول الزائفة عاطفياً، بل بالرؤية التي يوفّرها لهم الإسلام. فلسطين ليست ملفاً إنسانياً ينتظر الإحسان الغربي. إنها قضية إسلامية، والحلّ لا يكمن في رحمة الدول العلمانية الاستعمارية الرأسمالية مصاصة الدماء، بل في تحرير فلسطين بأيدي المسلمين أنفسهم. حينها فقط يُمكن إنصاف الضّحايا، وإنهاء المشروع الاستعماري في قلب البلاد الإسلامية. قد يبدو حلّ الدولتين خطوةً نحو السلام، لكنه في الواقع محاولةٌ لإنقاذ كيان يهود من الانهيار، وتجنيب الغرب عبء التواطؤ معه.

 

أوكاي بالا

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
هولندا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0031 (0) 611860521
www.hizb-ut-tahrir.nl
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.