Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
ولاية مصر

التاريخ الهجري    22 من ربيع الثاني 1447هـ رقم الإصدار: 1447 / 18
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 14 تشرين الأول/أكتوبر 2025 م

 

 

بيان صحفي

 

مؤتمر شرم الشيخ لإعلان الانتصار على الأمة وتثبيت التبعية وترسيخ للاحتلال

 

 

بعد إعلان ترامب عن النصر الذي قال إنه حقّقه هو وربيبه كيان يهود في خطابه أمام الكنيست، ذلك النصر الذي كان ضد المدنيين العُزل من نساءٍ وأطفالٍ وشيوخ، وضدّ الشجر والحجر، توجّه جزار غزة إلى المؤتمر الذي رتّبه السيسي عميله في مصر، ودعا إليه جميعَ من تآمروا على الأرض المباركة. انعقد المؤتمر في مدينة شرم الشيخ يوم 13/10/2025، تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام"، بحضور أكثر من عشرين دولةً ومنظمة دولية، برئاسة رئيس أمريكا ترامب ورئيس مصر السيسي، وبمشاركة واسعة من قادة عربٍ وغربيين، منهم العاهل الأردني، وأمير قطر، والرئيس الفرنسي، والرئيس التركي، ورئيس وزراء باكستان، ورئيس وزراء إندونيسيا، إلى جانب وفودٍ أوروبية وآسيوية. جاء هذا المؤتمر بعد أيامٍ قليلةٍ من الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال وحماس، تضمّن تبادلَ أسرى ووقفَ القتال وفتحَ المجال أمام مفاوضاتٍ لإدارة قطاع غزة وإعادة إعماره.

 

رغم العنوان البراق للمؤتمر الذي يزعم السلام والاستقرار وإعادة الإعمار، فإن واقعه لا يناقض عنوانه تماماً. المضمون الحقيقي للمؤتمر كان احتفالاً ترامبوياً بالنصر الذي زعَمه كيان يهود، وعرضاً له على أنه إنجاز عظيم يستحقُّ بموجبه جائزة نوبل للسلام - وهي جائزة لم تُمنح يوماً لمن يمثل قيماً ومبادئ سامية أو لإنجازات تخدم البشرية بالحقّ - كما سعى من خلاله لتقديم نفسه سَيّداً وصانعَ القرار الأوحد في قضية الشرق الأوسط وصياغتها. إضافةً إلى ذلك دعا ترامب صراحةً رويبضاتِ بلاد المسلمين إلى اللحاق باتفاقيات أبراهام، أي إلى تنصيب دولة الاحتلال ملكاً على الشرق الأوسط الجديد الذي يريده.

 

لقد لعبت مصر دوراً محورياً في استضافة القمة وتوفير الغطاء العربي للترتيبات الأمريكية، كما فعلت في اتفاقيات وقف إطلاق النار السابقة. فالنظام المصري ملتزم بمعاهدة كامب ديفيد التي قيّدت تحرّكاته العسكرية وحوّلته إلى حارسٍ لحدود كيان يهود، وهو اليوم يقدّم نفسه وسيطاً "محايداً" بينما دوره الحقيقي تمهيدُ الطريق أمام تطبيع بقية بلاد المسلمين مع يهود تنفيذاً لإرادة أمريكا، وضماناً لأمن يهود من أي تهديد من الأمة.

 

إن هؤلاء المتآمرين الأشرار في شرم الشيخ لا يمثّلون قضية فلسطين، كما أنهم لا ينتمون إلى الأمة الإسلامية صاحبة القضية. فواجب تحرير فلسطين والقصاص لشهدائها أمانة ثقيلة لا ينهض بها إلا الرجال الرجال الذين ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ﴾؛ وليس هؤلاء الرويبضات. إن كل اتفاق أو مؤتمر يقوم على أساس الاعتراف بكيان يهود والتعايش معه، وتثبيت وجوده على أي شبرٍ من أرض فلسطين هو باطل قولا واحداً؛ لأنه يناقض الحكم الشرعي القطعي بوجوب تحرير الأرض المباركة كاملةً، وحرمة التنازل عن أي جزءٍ منها، قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ﴾.

 

إن هذا المؤتمر هو حلقة من حلقات مشروع أمريكا لإعادة ترتيب المنطقة ودمج كيان يهود فيها، وتصفية قضية فلسطين من خلال مسارات سياسية مُزَيَّفة بعد إنهاك أهل غزة بالحروب والحصار. تسعى هذه المسارات إلى إدخال قوة رقابية دولية تشرف على الترتيبات الأمنية وتضمن أمنَ يهود، بمساعدة الأنظمة العربية وعلى رأسها النظام المصري، ولعب هذا الدور جريمة خيانة، لأنه لا ينبني على مصلحة الأمة بل على تبعية السيد الأمريكي وتنفيذ خططه.

 

إن الواجب تجاه غزة ليس عقد المؤتمرات ولا انتظار قرارات دولية، بل تحريكُ جيوش المسلمين لتحرير الأرض المباركة من البحر إلى النهر، وهي قادرة على سحق كيان يهود في ساعة من نهار. أما الحكّام فهم العائق الأكبر أمام تحرّك هذه الجيوش، لأنهم خونة مرتبطون باتفاقيات الذل والقيود العسكرية (كامب ديفيد، وادي عربة، أوسلو، وأبراهام). ومن هنا يبدأ العمل الحقيقي لتحرير فلسطين من اقتلاع هذه الأنظمة وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تحرّك الجيوش وتدفعها نحو ما أوجب الله عليها وتتبنّى الجهاد لتحرير الأرض وتوحيد الأمة.

 

يا أجناد الكنانة: إنكم لستم جنود أمريكا ولا أدوات تنفيذ مخططاتها، بل أنتم جزء من أمة محمد ﷺ، المكلفة شرعاً بنصرة المستضعفين وإعلاء كلمة الله، وما يجري في شرم الشيخ تحت سمعكم وبصركم وحراستكم، ليس نصرة لغزة بل تثبيت لحصارها وترسيخ لهيمنة العدو على مصيرها، وإعطاء يهود ما لم يستطيعوا كسبه رغم كل ما فعلوه بغزة وأهلها. إن الرد الشرعي الواجب هو رفض مثل هذه المؤتمرات، وكشف أهدافها، والتحرك نحو التحرير الحقيقي لا "السلام الزائف".

 

﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية مصر
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
www.hizb.net
E-Mail: info@hizb.net

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.