Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 الرادار شعار

 

2025-05-22

 

الرادا: مخاطبة بسوق بورتسودان الكبير عن خطورة الصراعات القبلية*

 

 

وذلك ضمن سلسلة المخاطبات التي تقدم المعالجات الشرعية لمشاكل الحياة من عقيدة الإسلام لإعادة ثقة الأمة بدينها، تحت عنوان : (كيف عالجت أحكام الإسلام مشاكل الناس؟). أقام حزب التحرير/ ولاية السودان مخاطبة سياسية يوم الإثنين 19/5/2025م بسوق بورتسودان الكبير بعنوان: (كيف عالج الإسلام الصراعات القبلية؟).


تحدث فيها الأستاذ/ محمد جامع أبوأيمن مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان .. الذي تناول الموضوع في نقاط واضحة تؤكد كيف جمع الإسلام الأمة، فصهر الأمم والشعوب بعقيدة الإسلام، وإزال الفوارق القبلية والعنصرية واللونية، فأصبحت أمة واحدة قوية عظيمة .


أولاً: إن الإسلام جعل الرابط بين المسلمين هو عقيدة الإسلام فقط، مستدلاً بقول الله تعالى


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران : 102] وقوله سبحانه {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات : 10] ثانياً: حرَّم الإسلام الارتباط بالوطنية أو القبلية أو العنصرية أو الجهوية، وخطورة اعتبارها أساسا للحقوق والواجبات ما يؤدي للصراعات القبلية أو المكاسب السياسية، وأن ذلك يؤدي إلى الفرقة المحرمة بين المسلمين، مستدلاً بقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران : 103] وبين أبو أيمن تشديد الإسلام على هذه الحرمة بعدد من الأدلة منها أن هذه الروابط القبلية والعنصرية و الوطنية منتنة وقبيحة، عن جابر بن عبدالله قال النبي ﷺ: (دَعُوها فإنَّها مُنتنةٌ ) أخرجه البخاري، ومسلم، وابن حبان.


وانها تُدخل دعاتها نار جهنم، عن الحارث بن الحارث الأشعري قالت النبي ﷺ: ( من دَّعا بدَعوى الجاهليَّةِ فإنَّهُ من جُثى جَهَنَّم، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ وإن صلَّى وصامَ؟ فقالَ: وإن صلَّى وصامَ، فادعوا بدَعوى اللَّهِ الَّذي سمَّاكمُ المسلِمينَ المؤمنينَ، عبادَ اللَّهِ). صحيح الترمذي، والبغوي في شرح السنة .


ثالثا : إن النظرة الشرعية إلى القبيلة إنما جُعلت لأمرين : أولاها أن القبيلة للتعارف بين الناس، كما جاء الدليل على ذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات : 13] وأنها لصلة الأرحام كما في الحديث، عن عبدالله بن عباس عن النبي ﷺ قال : (اعرِفُوا أنسابَكم، تَصِلوا أرحامَكم ) ابو داود والترمذي والسيوطي وغيرهم.


رابعاً : أشار أبوأيمن إلى خطورة تكوين المليشيات والحركات المسلحة على الأسس القبلية والجهوية وأنها باب شر يستفيد منه الكافر لبث بذور الفتنة بين المسلمين وتمزيق وحدتهم عبر الصراعات كما في السودان اليوم، وطالب الحضور أن يقفوا ضد مخطط الكفار المستعمرين لتمزيق السودان، بهذه النعرات والمليشيات، وعلى كل مسلم مخلص صادق أن يتبرأ من دعم المليشيات القبلية حتى لا يدخل نار جهنم مستدلاً بقول النبي ﷺ عن أبي بكرة نفيع بن الحارث؛ قال إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: (إذَا التَقَى المُسْلِمَانِ بسَيْفَيْهِما فَالقَاتِلُ والمَقْتُولُ في النَّارِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، هذا القَاتِلُ فَما بَالُ المَقْتُولِ؟ قالَ: إنَّه كانَ حَرِيصًا علَى قَتْلِ صَاحِبِهِ). أخرجه البخاري مسلم .


وأن هذه المليشيات القبلية حرام لأنها تؤدي إلى النزاع الذي يضعف الأمة فتفشل وتنهزم أمام أعدائها مستدلاً بقول الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال : 46] خامساً : أكد أبوايمن أن سبب الصراعات القبلية اليوم لعدم وجود دولةللمسلمين توحدهم وتجمع شملهم، وليس لديهم خليفة يقيم الدين ويطبق الشرع، وأن إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة واجب على كل مسلم، فهي التي توحد الأمة مستدلاً بعدد من الأدلة منها، عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ قال : (إذا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ، فاقْتُلُوا الآخِرَ منهما) . صحيح مسلم، وعن عرفجة بن أسعد، قال النبي ﷺ: (مَن أتاكُمْ وأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ علَى رَجُلٍ واحِدٍ، يُرِيدُ أنْ يَشُقَّ عَصاكُمْ، أوْ يُفَرِّقَ جَماعَتَكُمْ، فاقْتُلُوهُ ) . صحيح مسلم.


وفي ختام المخاطبة طلب أبوأيمن من الحضور أن يعاهدوا الله سبحانه أنهم لن يشاركوا في الفتن القبلية ولن يسمحوا بها وأنهم يعاهدون الله تعالى على نصرة دينه وإقامة حكمه والعمل على بيعة خليفة راشد يقيم الدين ويطبق الشرع.
وقد كان تفاعل الحضور ممتازاً مبشراً فقد رفعوا أيديهم رجالا ونساء معاهدين الله تعالى .. وذكرت أحد النساء اللائي حضرن المخاطبة أن مثل هذه المخاطبات ستقضي على الفتن القبلية التي تنتشر هذه الأيام .. وقال شيخ كبير وهو يرفع يده ويكبِّر، ويقول إننا أمة واحدة يجب أن نتوحد على أساس ذلك.. وكالعادة كان الحضور يتابعون بانتباه، وقد طالب عدد منهم بزيادة عدد هذه المخاطبات وانتشارها في الأحياء لنشر الوعي على أحكام الإسلام التي تجمع ولا تفرق .. ثم شكر المتحدث الحضور على حسن الاستماع والمشاركة.


المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان.

 

 

 

المصدر: الرادار

 

 

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.