Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أفريقيا برس شعار

 

23/3/2025

 

أفريقا برس: هل ينجح مخطط تهجير الفلسطينيين إلى السودان؟

 

أفريقيا برس – السودان. أثار المقترح الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين إلى السودان جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبينما اعتبر البعض المقترح انتهاكًا للسيادة الوطنية، رأى آخرون أن تهجير الفلسطينيين يُعد خيانة للقضية الفلسطينية.

 

وكانت مصادر إعلامية قد نقلت عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع مسؤولين من السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال لإعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة في السودان والصومال.

 

وقد قوبلت التسريبات الصحفية التي تحدثت عن طلب أمريكي-إسرائيلي يقترح تهجير الفلسطينيين من غزة إلى السودان برفض سوداني، إذ صرّح وزير الخارجية علي يوسف الشريف بأن بلاده لن تكون جزءًا من أي مشروع لتوطين الفلسطينيين من غزة في السودان. وأضاف الشريف أن “السودان لم يتلقَّ أي اتصال رسمي حول هذه القضية”، مشيرًا إلى أن “هذه الفكرة لم تُطرح في أي لقاءات رسمية، والموقف السوداني الثابت هو دعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، كما نصت على ذلك قرارات الشرعية الدولية”.

 

خيانة القضية

 

يقول عضو مبادرة القضارف للخلاص، جعفر خضر، لموقع “أفريقيا برس”، إن تهجير الفلسطينيين إلى السودان يُمثّل خيانة للقضية الفلسطينية وخيانة للقضية السودانية.

 

وتوقّع جعفر أن تكون الإدارة الأمريكية وإسرائيل قد قدّمتا بعض المغريات للحكومة لقبول العرض، مستدركًا: “لكن السودان الآن يواجه غزوًا أجنبيًا تقوده دولة الإمارات، التي تُعدّ حليفًا للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني أنهما تتحمّلان مسؤولية عدوان ميليشيا الجنجويد على الشعب السوداني، الذي تسبّب في مقتل 150 ألف سوداني، ولجوء ونزوح الملايين”.

 

ويرى جعفر أن تهجير الفلسطينيين من غزة يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية واستدامة وتوسيع الاستعمار الإسرائيلي.

 

وتابع: “إن الشعب السوداني، الذي يلتفّ حول حكومته الآن في حربها ضد الجنجويد، لن يقبل بتهجير الفلسطينيين إلى السودان، ولذلك لا يُتوقّع أن تقبل الحكومة بذلك”.

 

شروط العودة

 

الخبير العسكري مكي المغربي لا يرى ثمة مشكلة في تهجير الفلسطينيين إلى السودان، بيد أنه وضع شرطًا لذلك، وهو أن يكون هناك إجماع عربي وتفاوض منصف للفلسطينيين.

 

ويرى المغربي، في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، أن السودان يمكن أن يستقبل بعض الحالات الإنسانية من ضحايا حرب غزة، أو أن يُبدي مرونة في التفاوض حول قبول بعض القادة الفلسطينيين المبعدين، مُشيرًا إلى أن كلا الأمرين حدثا سابقًا.

 

فقد استقبل السودان، في عهد حكومة النميري، الفلسطينيين في معسكر “المعاقيل” شمال السودان، وأركويت شرق السودان، كما استقبل الفلسطينيين العالقين على الحدود السورية-الأردنية عام 2007 في سوبا جنوب الخرطوم.

 

وفي ذلك الوقت، في عهد النميري، كانت عودة الفلسطينيين جزءًا من الحلول العربية، وقد تمت بمبادرة سودانية وطنية خالصة، ولم يكن ذلك أمرًا مفروضًا على السودان.

 

صمود غزة

 

فيما يقول الناطق باسم حزب التحرير، إبراهيم عثمان، إنه إذا كان اليهود، خلال أكثر من 15 شهرًا، لم يستطيعوا الانتصار عسكريًا رغم القتل وتدمير المنازل، فكيف لهم أن يهجّروا أهل غزة خارجها؟

 

وأضاف عثمان، لموقع “أفريقيا برس”: لقد أثبت أهل غزة بصمودهم أنهم لن يغادروا أرضهم مهما كان، وهذا الصمود هو الذي جعل ترامب يتراجع عن مخططه الفاشل. ونقول لكل من يظن أن اليهود، ومعهم ترامب وكل الغرب، يستطيعون تهجير أهل غزة، إنهم واهمون، بل ستبقى غزة وسيبقى أهلها حتى تقوم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي وعد الله بها وبشّر بها نبيه صلى الله عليه وسلم، فينجلي اليهود عن الأرض المقدسة، وتعود فلسطين إلى حضن الإسلام قريبًا، إن شاء الله.

 

المصدر: أفريقا برس

 

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.