- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
«لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ»
قال رسول الله ﷺ: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» فما بال أهلنا في العراق وفي غيره من بلاد المسلمين يلدغون من الجحر نفسه مرات ومرات ومرات من دون النظر إلى أن البلاء الذي ينزل عليهم هو من خلال هذا الجحر الأسود المظلم؟!
بعد أشهر قليلة، أي في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني القادم، ستكون هناك انتخابات جديدة لمجلس النواب العراقي والذي من خلاله وبعد تلك الانتخابات سيكون هناك ترشيح لرئيس مجلس الوزراء ورئيس جديد للبرلمان وغيرها من المناصب.
لن نتحدث اليوم عن حرمة هذه الانتخابات ومخالفتها الصريحة للأحكام الشرعية، مع أنها الأصل والفصل في هذا المقام، لأننا سبق وأن بينا ووضحنا ذلك مرارا وتكرارا خلال السنوات العشرين الماضية، بل سنتحدث اليوم عن تأثير هذه الانتخابات على الواقع المعيشي لأبناء هذا البلد العريق؛ حيث ومنذ إجراء الانتخابات لأول مرة عام 2005 - بعد سقوط نظام حزب البعث - ووضع الناس في العراق من سيئ إلى أسوأ، وهذا مشاهد محسوس بل يتحول واقعهم من سيئ إلى كارثي مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فعلى يد هؤلاء الساسة وصل العراق إلى أسوأ مراتب التصنيف الدولي من حيث الأمن والأمان ورغد العيش ومؤشر الرفاهية وقوة جواز السفر العراقي... فماذا كان يفعل هؤلاء النواب (سنة وشيعة وكرد) خلال السنوات الماضية؟!
ألم يصل كل واحد من هؤلاء الساسة إلى مجلس البرلمان بناء على اصطفافهم المذهبي أو القومي أو الطائفي؟ فلماذا أبناء هذه الطوائف يعانون الأمرين في معيشتهم بينما البرلمانيون المنتخبون والساسة من هؤلاء يعيشون في رغد العيش ولذته؟!
ألم يصل هؤلاء إلى ما وصلوا إليه اعتمادا على انتخاب طوائفهم لهم؟ أي أنكم يا من تسعون إلى صناديق الاقتراع أنتم من أعطيتم الصلاحية لهؤلاء اللصوص والسراق وسفاكي الدماء ليفعلوا ما فعلوا باسمكم وبرضاكم وبانتخابكم لهم! فمنكم أخذوا شرعيتهم وباسمكم يفعلون ما يفعلون، مع علمنا المسبق أن هؤلاء جلبتهم أمريكا معها على دباباتها لينصبوهم عليكم سواء انتخبتموهم أم قاطعتموهم لكي تضمن أن قطار العراق سيسير على السكة التي صنعتها هي من أجل مصالحها بغض النظر عمن يقود هذا القطار، لكن الأجمل والأكثر قبولا أن يتم هذا الأمر، أي إيصال السياسي العميل إلى الحكم، على أيدي الشعب نفسه وكأن الشعب هو الذي انتخب وحدد وليس أمريكا المحتل الغاصب!
لهذا يتعمدون قبل أي انتخابات إذكاء الصراعات بين أبناء الشعب وإدخال الخوف والرعب إلى قلوب الناس من الفصيل المنافس؛ فساسة الشيعة يخوفون أتباعهم من السنة، والسنة يخوفون أتباعهم من الكرد، والكرد يخوفون أتباعهم من العرب، وبهذا يتحرك الناس كالقطيع بلا فهم أو إدراك أو وعي لينتخبوا من هو من طائفتهم حتى لو كانوا يعلمون أنه لا يساوي شسع نعل، أجلكم الله.
يا أهل العراق الكرام، يا جمجمة العرب، يا من كانت بغدادكم عاصمة للدنيا بأجمعها: انبذوا هؤلاء الشياطين وقاطعوا انتخاباتهم التي تعطيهم الشرعية ليفعلوا بكم ما يفعلون، لأنه بمقاطعتكم تنكشف عوراتهم وتسقط شرعيتهم، وأقيموا مكان هذا الحكم المعوج والنظام الباطل الفاسد الظالم العميل نظام حكم يرضي رافع السماوات والأرض وينعم بخيراتها ساكن الأرض، ألا وهو تطبيق شرع الله بين الناس، فلهذا أرسل الله رسوله ﷺ ليسير الناس وفق إرادته هو لا كما يريدها الشرق أو الغرب، فإن في ذلك رضا ربكم ورفعاً لشأنكم بين الأمم وكسراً لعدوكم ورحمة لكم فيما بينكم، وبعدها رحمة تصل للعالم كله كما أرادها الله عز وجل حين أمر بنزول هذا التشريع العظيم. يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ريان عيسى – ولاية العراق