- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
دلالات وعلامات لما جرى في السويداء
ما جرى من أحداث مؤلمة ومروعة في السويداء يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان ولا يسكت عنها إلا خائن رعديد جبان أو عميل واضح في عمالته لا تشوب عمالته شائبة.
يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿وأنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾، لقد ارتكب الغِر الهجري وعصابته أعمالاً يندى لها الجبين، وأعلن عصيانه جهاراً نهاراً موثقاً بالصوت والصورة، استقواءً بكيان يهود واستنصاراً بألد أعداء الأمة، وهو بذلك يخلع نفسه ومن ناصره أو سكت على إعلانه أو أعانه أو هادنه من أهل السويداء من عهد ذمة المسلمين، وبذلك ليس أمامه من خيار إلا السيف أو الخروج من أرض الإسلام والمسلمين إن لم يصاحب ذلك جرائم كالتي فعلها هو وعصابته المجرمة المارقة والموثقة بالأدلة والقرائن والتي لا تحتاج إلى ادعاء أو تجريم، وهذه الجرائم لا بد من المحاسبة عليها والقصاص منها.
إن الصورة المصغرة لجرائم الهجري وعصابته (القتل على الهوية واغتصاب الحرائر بالجملة والتشنيع والتشويه والسحل والتعذيب وشتم الإسلام وأهله، وشتم محمد عليه الصلاة والسلام، وهدم المساجد وتقطيع الأطفال وفصل الرؤوس عن الأجساد، والاستيلاء على الممتلكات وإجبار أبناء عشائر السويداء العرب المسلمين بالتوقيع على عرائض والتبصيم عليها بالتنازل عن ممتلكاتهم مقابل السماح لهم بالمغادرة من المحافظة، وحتى دون أن يسمح لهم بأخذ أمتعتهم وأموالهم وهو ما يقوم به يهود بحق أهلنا في فلسطين صورة طبق الأصل بل نسخةٌ أصلية)، كما قام يهود بالمساعدة في أفعالهم بالإغارة على دمشق وتدمير ١٦٠ هدفاً لحكومة دمشق منها وزارة الدفاع والقصر الرئاسي ما دفع أحمد الشرع لسحب القوات السورية والأمن العام من السويداء وإخلائها تماماً وترك المحافظة بيد الهجري يديرها هو وعصابته، أليس هذا الفعل وتخليه عن جزء من أرض الشام إقراراً بانتصاره؟ هذا الفعل يدلل بلا مواربة أو رتوش سقوط شرعية القيادة السورية بدمشق، ويدلل على خذلانها لدماء أهلنا وتضحياتهم، ويدلل أنها لا تصلح للبقاء في السلطة، فكان الواجب عليه أن يغادر السلطة ويسلمها لأهلها الذين هم أهل لذلك، ولكنه فعل أشنع من ذلك.
عندما أدرك أهل الثورة هذا الخذلان توجهوا بجموع الشموخ والعزة والإباء لنصرة أهلنا وعشائرنا، وأمام هذا الزحف الهائل والتنادي لنصرة أهلنا من العشائر في العراق والأردن والجزيرة العربية، أدركت أمريكا خطورة الأمر على كيان يهود، وأمريكا لا يهمها الدروز ولا العلويون ولا النصارى في بلاد المسلمين فهم أوراق تستخدمهم لتحقيق مصالحها، فإذا شعرت بثقلهم ووزنهم الزائد وعدم جدوى التمسك بهم ألقت بهم في أتون النار التي لم يحسب لها زعماؤهم المأجورون حسابا، ويا ليت ما يسمى بـ(الأقليات) يدركون ذلك ويفهمون أنهم ورقة يستخدمها اليهود وأمريكا والغرب لتحقيق مآربهم ومصالحهم وليس خوفاً عليهم ولا حباً بهم ولا غيرة عليهم ولا نصرة لهم، بل هم أوراق ومشاريع بيد الغرب يحركها كما يشاء ووقتما يشاء لتحقيق مصلحة فإذا حققها تخلى عنهم وألقاهم في أتون النار التي لا تبقي ولا تذر.
لقد أدركت أمريكا خطورة الأمر على كيان يهود، فطلبت من أحمد الشرع التدخل وفض الاشتباك وإنقاذ الموقف ووقف زحف العشائر بعدما تقدمت بعمق السويداء واقتربت من تحقيق نصرٍ ساحق حُق له أن يتدثر ويفتخر به، ويُعين هذه العشائر في تقدمها، ولو فعل ذلك لكانت أعظم رسالة يوجهها لكيان يهود بأن القوة هنا، والعزة هنا، ولا قِبل لكم بما هو هنا، هذه أعظم ورقة وهي الأمة التي هي الحاضنة لأي نظام مهما كانت عقيدته ودينه إن تدثر بها انتصر وكان النصر حليفه، فكيف بمن يتدثر بأمة الجهاد والتوحيد ويضع نصب عينيه رضا ربه؟
ومن أهم دلالات هذه الهبة العشائرية، وحدة الأمة ووحدة المشاعر ووحدة المصير، وكذلك ما أطلقته هذه العشائر من شعارات الإسلام والثناء والحمد والمجد لله سبحانه وتعالى، وكذلك الغيرة على الأعراض والأرض والدماء، ثم التئام عشائر بلاد الشام والعراق وجزيرة العرب وبالنَّفَس والهمة والتنادي نفسها ما هز عروش الأنظمة القائمة وأرعب كيان يهود ومن ورائه أمريكا التي أدركت أن الأمور بدأت بالانفلات من يدها إن استمر هذا الزخم وإن لم يتدخل الزعماء الخونة المأجورون لكي ينفسوا من هذا الهبة النارية المشتعلة.
أما آن للأمة أن تدرك حجمها الحقيقي وقوتها الذاتية؟ وأن أي حركة لها ستقلب موازين القوى وستفشل كل مشاريع الغرب الكافر في بلادنا؟ أما آن لهذه الأمة العظيمة أن تدرك عمالة حكامها وأنظمتهم التي صنعت لخدمة مشاريع الغرب الكافر وتضع على رأس أهدافها من هم أهلاً لذلك؟ قال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام: «إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ» ولا بد للأمة أن تدرك من هذه الهبة الصغرى مدى عظمتها وعظمة تاريخها وأنها صاحبة الأرض وصاحبة التاريخ وصاحبة القرار ولا يعلو قرارها قرار.
﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان عبد الله