Logo
طباعة
كلمة الأستاذ تاجي مصطفى في الاعتصام الذي نظمه المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أمام سفارة أوزبيكستان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ترجمة كلمة الأستاذ تاجي مصطفى الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا، في الاعتصام الذي نظمه المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أمام سفارة أوزبيكستان - لندن تحت عنوان "كريموف حاقد على الإسلام" وذلك يوم السبت، 20 رجب 1436هـ الموافق لـ 2015/05/09م

 

 


بسم الله الرحمن الرحيم
نظام أوزبيكستان حاقد على الإسلام ومن ثمَّ يحقد على «حزب التحرير»
﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [سورة البروج: 8]
(مترجم)


إننا نقف اليوم أمام سفارة أوزبيكستان. نقف أمام ممثلي حكومة المجرم كريموف، حاكم أوزبيكستان. إن كريموف هذا يكره الإسلام ويكره أولئك الذين يدعون إلى الإسلام. ولذلك يعتقل نظامه ويعذب ويغتال ويسجن عشرات الآلاف من المسلمين في أوزبيكستان. وعلى مدى العقدين الماضيين رأينا اعتقالات جماعية لأعضاء حزب التحرير بدأت منذ ظهور أعمال الحزب في تلك الأرض الإسلامية الكريمة. وعلى الرغم من أن العالم يعلم بأن الحزب لا يقوم بأعمال عنف خلال دعوته الناس إلى إعادة الحياة الإسلامية من جديد بإقامة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة، إلا أن النظام استمر في محاربته للحزب واعتقل حتى الآن أكثر من 8000 من أعضائه. إن الديكتاتور كريموف يعرف هذا، ولكن كرهه للإسلام جعله يكره ويعادي ويحارب كل من يدعو إلى الإسلام، وبخاصة إذا كانت هذه الدعوة سياسيةً.


ولم يكتفِ كريموف بالاعتقال والسجن بل كان يأمر المحاكم أن تشدد الأحكام على دعاة الإسلام، وقبل مدة يسيرة قام باعتقال 70 من المسلمين نذكر هنا عدداً ممن اعتقلوا بتهمة «حزب التحرير»:


- مدرس الاقتصاد في كلية منطقة ألتي اريق - أحرار ابن محمد جان عبد الرحمانوف - مواليد 1986 - لـ 6 أعوام


- الصيدلاني في مصحة كيزيلتيبه - ألتي اريق - إلهام - مواليد 1975 - لـ 10 أعوام


- عامل خدمات - علي شير محمد جان معمرزاييف - مواليد 1991 - لـ 10 أعوام


- أم لثلاثة أطفال - زمرد بنت عيسى جان عمركولوفا - مواليد 1974 - لـ 6 أعوام


وبالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين تنتهي مدد محاكماتهم يُبقونهم في السجن كوسيلة للضغط عليهم ومنعهم من العمل مع حزب التحرير والدعوة إلى الإسلام بعد الإفراج عنهم. وكثيرون يرفضون طاعة الطاغية في ذلك ابتغاء رضوان الله تعالى. وفي السجون يتعرض الكثيرون للتعذيب حتى الموت، وقد اعتقل واغتيل كثير من العلماء والمسلمين المخلصين من جماعات مختلفة كجزء من حرب كريموف على الإسلام. وسبحان الله فعلى الرغم من هذا كله، فإننا نشهد ثباتا وصمودا عند أولئك المسلمين. ثباتا يؤكد لكريموف بأن شيئا لن يصرف المؤمنين عن إسلامهم.


وعلى الرغم من وحشية نظام كريموف، فإن الحكومات الغربية كأمريكا وبريطانيا وغيرها تعتبره حليفا فيما يسمى الحرب على الإرهاب - الحرب على الإسلام. كما أنهم يعتبرون أن من يدعون سلميا من أجل عودة الإسلام وإعادة إقامة الخلافة الإسلامية الراشدة وتطبيق الإسلام في بلاد المسلمين إرهابيين، وبأنهم يشكلون تهديدا للعالم بأسره، ولذلك فهم يدعمون مختلف الطغاة الذين يحاربون ويعذبون ويقتلون أمثال هؤلاء الأشخاص. فهل سينجحون في ذلك؟ كلا. فالله العظيم لا يقول إلا حقا وصدقا: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 32-33]


ولذلك لا تخافوا أيها المسلمون في أوزبيكستان أو في أي مكان من العالم، فإن الله معكم. وعلى الرغم من الجهود العظيمة التي يبذلها الطغاة ومن يواليهم، فإن الخلافة الراشدة ستقوم من جديد في بلاد الإسلام بإذن الله تعالى.


وعلى الرغم من وحشية كريموف، والدعم الذي يلقاه من مختلف قادة العالم، فإننا نرى المسلمين وحاملي الدعوة يقفون بثبات في أوزبيكستان. هذا يذكرنا بالقصة الواردة في سورة البروج في القرآن الكريم؛ فالله سبحانه وتعالى يذكرنا بقصة الذين وضعوا في الأخدود فعذبوا واضطهدوا لمجرد قولهم ربنا الله. فثبتوا وتحملوا الأذى بصبر فاستحقوا ثواب الله ورضوانه؛ وهذا مبتغى كل مؤمن.


كريموف أحس أن المسلمين حوله في أوزبيكستان وفي العالم يزداد حبهم للإسلام وتشتد مشاعرهم الإسلامية، فغاظه ذلك وأخافه، ولكنه كتم غيظه وخوفه وصار يظهر التقرب والتودد نحو علماء المسلمين، نفاقًا منه كي يبقى هؤلاء العلماء في صفه. والذين لا يخدعهم نفاقه يلفق لهم التهم ويعتقلهم ويعذبهم، ولا يوقف تصرفاته الوحشية تجاههم إلا إذا خضعوا له وسايروه حسب رغباته. ولكن هل السجن والتعذيب والقتل يغيّر مفاهيم الناس وقناعاتهم؟ كلا. إن ذلك قد يسكت بعضهم على مضض، ولكنه يؤجج في قلوبهم الإصرار على تغيير الظلم والظالمين، وهذا الإصرار يشعل العدوى في قلوب الأقارب والجيران والمعارف، وتمتد هذه العدوى إلى أن تنتشر في جميع أنحاء البلد وكافة بلاد المسلمين. ونحن نرى شباب حزب التحرير وشباب أكثر الحركات الإسلامية المخلصين يصبرون الصبر الجميل ويتحدّوْن ظلم الظالمين، ويستمرون في موكب المكافحين المؤمنين الواثقين بنصر الله. قال الله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51]


فما هو دورنا؟


1. علينا نحن هنا ومعنا الأمة جمعاء أن نعمل على رفع مستوى الوعي فيما يتعلق بحرب كريموف الوحشية على الإسلام. إن الواجب علينا أن نُحدِّث المسلمين الذين لا يعرفون عن التعذيب والاضطهاد الذي يتعرض له أولئك المؤمنون ليكونوا على علم بالأمر فيستعدوا عن رغبة منهم لمساعدة إخوانهم وأخواتهم في أوزبيكستان.


2. إن من واجبنا الدعاء لإخواننا وأخواتنا في أوزبيكستان وغيرها. ندعو الله أن يثبت أقدامهم، وأن يزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين وينصرنا قريبا إن شاء الله.


3. إن الواجب علينا أن ندعم العمل السياسي الذي يهدف لإعادة إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ليُظل العدل من جديد بلاد الإسلام.


وكما استطاع المسلمون في أوزبيكستان هزيمة الاتحاد السوفييتي القمعي في حربه على الإسلام، فكذلك قريبا إن شاء الله ستكون لهم الغلبة في حرب كريموف الوحشية ضد الإسلام. إن حملة الدعوة في أوزبيكستان يؤمنون إيمانا راسخا بأن عون الله ونصره سيكون للذين آمنوا، ولهذا نشهد لهم صمودا وثباتا وجرأة وكرامة لا تنتهي. إننا معكم وندعو لكم بأن يكون نصر الله قريبا إن شاء الله...

 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.