- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(ح10) أوَّليات عمر رضي الله عنه
الحَمْدُ للهِ مُنْزِلِ الكِتَابْ، وَمُجْرِي السَّحَابْ، وَهَازِمِ الأَحْزَابِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا محمد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الأَلْبَابْ، وَعَلَى وَزِيرَيهِ: أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقْ، مَنْ لِدَعْوَةِ الحَقِّ استَجَابْ، وَالفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابْ، الحَاكِمِ بِالعَدْلِ، وَالنَّاطِقِ بِالصَّوَابْ، ارزُقنَا الَّلهُمَّ خَلِيفَةً مِثْلَهُ، يَخَافُكَ وَيَتَّقِيكَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَتَرْضَى عَنْهُ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابْ، وَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمرَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيمُ يَا وَهَابْ... آمِينَ يَا رَبَّ العَالَـمِينَ.
أيها المؤمنون:
مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:
السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"مَنَاقِبُ ثَانِي الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه". وَمَعَ الحَلْقَةِ العَاشِرَةِ، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "أوليات عُمَرَ رضي الله عنه". نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:
1. أولا: عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه هُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ أَمِيرَ المؤمِنِينَ.
2. ثانيا: وَهُوَ رضي الله عنه أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ حَادِثَ الهِجْرَةِ مَبدَأَ التَّارِيخِ لِلدَّولَةِ الإِسلامِيَّةِ، بَعدَ أَنِ استَشَارَ فِي ذَلِكَ كِبَارَ الصَّحَابَةِ.
3. ثالثا: وَهُوَ رضي الله عنه أَوَلُ مَنِ اتَخَذَ بَيتَ المالِ، وَهُوَ يُشبِهُ خِزَانَةَ الدَّولَةِ.
4. رابعا: وَهُوَ رضي الله عنه أَوَّلُ مَن مَصَّرَ الأَمصَارَ، أَيْ بَنَي مُدُنًا جَدِيدَةً كَالبَصْرَةِ وَالكُوفَةِ فِي العِرَاقِ، وَالفُسْطَاطِ - حَيِّ مِصْرَ القَدِيمَةِ حَالِيًا - فِي مِصْرَ.
5. خامسا: وَهُوَ رضي الله عنه أَوَّلُ مَنْ وَسَّعَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأدْخَلَ فِيهِ دَارَ العَبَّاسِ بْنِ عَبدِ المطَّلِبِ، وَفَرَشَهُ بِالحَصْبَاءِ، أَيِ الحِجَارَةِ الصَّغِيرَةِ، وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يُصَلُّونَ عَلَى التُّرَابِ.
6. سادسا: وَهُوَ رضي الله عنه أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِينِ، وَهِيَ تُشْبِهُ الوَزَارَاتِ فِي الوَقْتِ الحَاضِرِ، وَقَدِ اقتَبَسَ هَذَا النِّظَامَ مِنَ الفُرْسِ وَالرُّومِ، فَأَنْشَأَ دِيوَانَ العَطَاءِ، وَكَانَ مُخْتَصًا بِالعَطَاءِ الَّذِي فَرَضَهُ عُمَرُ رضي الله عنه لِلمُسْلِمِينَ، وَأَنشَأَ دِيوَانَ الجُنْدِ - وَزَارَةَ الدِّفَاعِ حَالِيًا - وَدِيوَانَ الخَرَاجِ - وَزَارَةَ المالِيَّةَ - وَنِظَامَ البَرِيدِ الَّذِي كَانَ يُستَخْدَمُ فِي أُمُورِ الدَّولَةِ.
7. سابعا: وهو رضي الله عنه أَوَّلُ مَنْ قَنَّنَ الجِزْيَةَ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَوَضَعَ عَلَى الأَغنِيَاءِ ثَمانِيَةً وَأربعِينَ دِرْهَمًا لِلفَرْدِ الوَاحِدِ فِي السَّنَةِ، وَعَلَى مُتَوَسِّطِي الحَالِ أَربَعَةً وَعِشرِينَ دِرْهمًا، وَعَلَى الفُقَرَاءِ القَادِرِينَ عَلَى الكَسْبِ اثنَي عَشَرَ دِرْهمًا، وَأَعْفَى مِنهَا الشُّيُوخَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَرِجَالَ الدِّينِ وَالعَاجِزِينَ عَنِ الكَسْبِ، وَقَد سَبَق القَولُ: إِنَّهُ فَرَضَ لِلعَاجِزِينَ عَنِ الكَسْبِ مِنُ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَطَاءً مِنْ بَيتِ المالِ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.
كتبها لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ: محمد أحمد النادي