Logo
طباعة
علاقات مع روسيا الحاقدة!! ما بال القوم؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

علاقات مع روسيا الحاقدة!! ما بال القوم؟!

 

 

الخبر:

 

وصل وفد رسمي من وزارة الدفاع السورية، برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي النعسان، إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث كان في استقباله نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف. وتندرج هذه الزيارة ضمن جهود تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين وتعزيز التعاون العسكري المشترك.

 

تأتي هذه الزيارة بعد أسابيع قليلة من زيارة هامة إلى موسكو في نهاية تموز/يوليو الماضي، شارك فيها وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، حيث عقدا سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين الروس. وقد شهدت تلك الزيارة مباحثات موسعة تناولت ملفات الاقتصاد والدفاع والسياسة وإعادة الإعمار.

 

وخلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق مع وزير الخارجية السوري، شدّد نوفاك على أن المرحلة المقبلة تمثل "فتح صفحة جديدة" بين البلدين، وأن التعاون المستقبلي سيقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. كما أوضح أن الوفد الروسي الذي وصل إلى دمشق مؤخراً ضم وزراء ومسؤولين عسكريين ودبلوماسيين لإجراء مباحثات موسعة شملت ملفات حيوية، أبرزها الاقتصاد والدفاع والسياسة.

 

التعليق:

 

نعيد ونذكّر بواقع روسيا، لأنه من الواضح أن النسيان قد حلّ على أذهان الكثيرين! ففي مثل هذه الأيام، وتحديداً بتاريخ 30/9/2015، بدأ التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا إلى جانب النظام وضد الثورة. ومنذ تلك المرحلة، أصبح للقتل لون مختلف، ولرائحة الدماء طعم آخر، وتغيرت حتى ملامح البلاد. كيف لا وروسيا جاءت بكل ثقلها لتقف مع الأسد المجرم وتقتل فينا كما تشاء، بلا رادع ولا مانع، بل بدعم وتغطية سياسية وعسكرية.

 

روسيا الحاقدة قتلت الكثير الكثير من أبنائنا، ودمّرت الكثير الكثير من بلادنا. روسيا سوتشي، وروسيا أستانة، وروسيا المكائد والحقد والإجرام... روسيا مجزرة بداما في ريف إدلب الغربي، روسيا مجزرة الحمامة في ريف جسر الشغور، روسيا مجزرة عين شيب... روسيا التي قتلت من أهلنا 4073 مدنياً، وجرحت 8431، نتيجة 5751 هجوماً شنته على حاضنة الثورة.

 

هذه هي روسيا يا سادة، التي تدخلت بعدما عجزت إيران القاتلة وحزبها اللبناني عن إجهاض الثورة، فجاءت لتضع قدميها من حديد حتى لا يسقط عميل أمريكا في المنطقة. فإلى أين المسير يا سادة؟ هل أخطأت البوصلة وجهتها؟!!

 

أولستم أصحاب الخنادق التي صبّت الطائرات الروسية حممها فوقها؟! أليس أنتم من اشتبك مرات ومرات، وقتلتم منهم وقتلوا منكم، وقتلونا وقتلوا أهلنا عندما عجزوا عن كسر خطوطكم؟!

 

لم يكن شعار إنهاء نفوذ بلاد الغرب عن أرضنا شعاراً غريباً؛ فالناس منذ سنوات أدركت خطر الدول ومشاريعها وأعمالها، فرفعته ونادت به في حلّها وترحالها. فكيف نعمل اليوم على تثبيت هذا النفوذ من خلال لقاءات مع هؤلاء؟! هؤلاء هم أول من يجب أن تُقتلع جذورهم من بلادنا، وأول من يجب أن نقطع أي علاقة بهم، خاصة بعد أن رأينا حجم الجرح الذي أوجدوه في أجسادنا. لقد مزّقوا جلود أبنائنا، فإلى أين أنتم ذاهبون؟!!

 

إنه لخطأ سياسي جسيم أن تُقام علاقات مع من ارتكب المجازر بحقك؛ فهذا يقلّل من قدرك أمامه، ويُضعف وزنك، ويهز صورتك في عيونهم.

 

كيف لا، وهو ينظر إليك على أنك الضحية التي قتلها وشرّدها، ثم يراك تجلس معه على طاولة واحدة! لا تقل لي، إن العلاقات هكذا تُدار، وإن الحرب انتهت، وإننا في مرحلة جديدة، وإنه لا بد من الانفتاح على العالم! أقول لك: من ينسى ماضيه فلن يصنع شيئاً في حاضره، ولن ينطلق إلى مستقبله. فمن لا قديم له، لن يكون له جديد.

 

هل بعد كل ما ذكرناه من أفعال روسيا ومكائدها وخياناتها، نقول: "عفا الله عما سلف"؟! هل ما جرى بيننا وبينها كان مجرد مشكلة في حارة؟! لقد كانت دماء وأشلاء وتاريخاً مكتوباً بالدم. كان تاريخاً أسود سطّرته روسيا ضدنا وضد ثورتنا. فلا تجاوز عنه، ولا قيمة لأي فكرة تتحدث عن علاقة مع مجرم وقاتل وظهير للسفاح.

 

هذا منزلق خطير، وخطوة كارثية، وفعل يجرّ ما يجرّ. فخذوها نصيحة وتذكرة: "إن عدو جدك ما يودك". من قتلك لن يكون صديقاً لك ولا نصيراً ولا ظهيراً. فلنحذر أن نكون كحال مجير أم عامر، فنلقى ما لقيه!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبدو الدلّي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.