- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن كان أجداده يدفعون الجزية لواليها، ترامب يفرض رسوماً جمركية على تونس!
الخبر:
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تدوينة له على منصة تروث سوشيال، الخميس 7 آب/أغسطس 2025، عن دخول الرسوم الجمركية المفروضة على عشرات الدول حيز التنفيذ. وتقدر الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على تونس بـ25%.
ويرى خبراء أن هذه الرسوم ستؤثر بشكل سلبي على قطاع زيت الزيتون حيث يستوعب السوق الأمريكي حوالي 30% من الصادرات التونسية.
التعليق:
ما كان لهذا المتعجرف أن يتحكّم في اقتصادات الكثير من دول العالم ويرسم السياسات ويفرض القيود ويحدد نسب الصادرات والواردات ويرى نفسه من يوزّع الأرزاق على الشعوب لولا أمران عبّدا له الطريق ووفرا له كل الأسباب:
أوّلهما: السياسة الاقتصادية التي انتهجتها بلاده خاصة ما بعد الحرب العالمية الثانية تجاه البلاد الإسلامية، والتي كانت امتداداً لتوصيات مؤتمر كامبل التي توصي بإبقائها فقط سوقاً استهلاكية لا تنتج ولا تصدر إلا ما يحتاجه الغرب من منتوجاتها، زد على ذلك صدمة نيكسون التي استبدلت بالذهب والفضة في النقد الدولار، أي أوراقا إلزامية وهمية ساهمت في سرقة المنتوجات والسلع التي تحتاجها أمريكا بأبخس الأثمان، هذا إلى جانب إملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين اللذين يمثلان الأدوات التي استعملتها أمريكا لفرض شروطها على اقتصاديات هذه الأقفاص التي يعيش فيها المسلمون.
ثانيهما: تكبيل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في بلاد المسلمين بالإملاءات والديون وغلق الأبواب على تصدير منتوجاتها، ونتيجة غياب الرؤية والحلول الجذرية ستجد تونس نفسها إما خاضعة لشروط ترامب المؤلمة، أو ينتظرها الاتحاد الأوروبي الذي دمّر اقتصادها باتفاقية الجات ويريد تفعيل اتفاقية الأليكا، أو التوجه لأسواق روسيا القيصرية أو غيرها من دول ملة الكفر الواحدة.
إن تونس الخضراء "مطمورة روما"، وتعني سلة غذاء روما، يعيش جل أهلها الفقر وسوء العيش نتيجة تكبيل اقتصادها منذ عقود من غرب صليبي سطّر لها سوء التشريعات والسياسات الاقتصادية لينهب خيراتها ويبقيها تتوسل لقمة عيشها كما قال ربّنا سبحانه في كتابه العزيز: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾، تونس الزيتونة لن تخرج من أزماتها بحلول مستوحاة من النظام نفسه الذي تكتوي بنيرانه، تونس تحيط بها أمة لو كسرت الحدود والحواجز التي صنعها الاستعمار بينها لما احتاجت لأمريكا ولا لأوروبا ولا لروسيا لتسويق منتوجاتها وخيراتها وإنعاش اقتصادها واستعادة بريق فلاحتها وصناعتها وخدماتها، وهذا ما كانت عليه قبل أن يدخلها الاستعمار الفرنسي الغاشم وما تلاه من أنظمة حكم كرست هذا الاستعمار، ليس الاقتصادي فقط بل الفكري والسياسي أيضا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجم الدين شعيبن