- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
علاج المشاكل التي أفرزها النظام الرأسمالي لا يكون إلا من خارجه
الخبر:
عضو بتحالف الفتح محمود الحياني لشبكة رووداو الفضائية: أزمة السيولة تهدد رواتب موظفي العراق.
التعليق:
أزمة السيولة النقدية رافقت سيطرة النظام الرأسمالي على العالم وفرض قيمة النقد عالميا على أساس الدولار من بعد أن كان النقد هو الذهب والفضة وما ناب عنهما كقيمة حقيقية لهما.
إن توفر النقد في الأسواق ينشطها ويحرك عجلة الحياة في الواقع، وهذا ما تفتقده مجتمعاتنا بسبب ما تباشره الأنظمة الرأسمالية من معالجات إن صح التعبير، لأن الأصل في المعالجة هو حل الأزمات لا تأزيمها أكثر فأكثر، وإن أوعز الحياني في هذه المقابلة أن السيولة هنا ستتأثر بما حدث من أعمال عسكرية بين إيران وكيان يهود كحدث خارجي وكذا ما يحصل من تجاذبات بين ما يسمى إقليم كردستان وبغداد بخصوص بيع النفط واستحواذ حكومة الإقليم على عائداته في الميزانية الفيدرالية.
ما قدمه الحياني من أسباب ليست هي المسبب الحقيقي للأزمات بل هي نتيجة لإشكالية واحدة ألا وهي الخضوع للضغوطات الأمريكية، والتي جعلها الحياني كسبب مرافق لما قدمه من أسباب لأزمة السيولة المحتملة في قادم الأيام.
إن خضوع الحكومة العراقية للاحتلال الأمريكي والاحتكام للمنظومة الرأسمالية هما السبب الرئيسي بل والوحيد لكل ما يحصل بيننا من مشاكل.
ولن تنتهي هذه الأزمات حتى تستعيد الأمة الإسلامية سلطانها، لأن النظام الاقتصادي الذي هو جزء لا يتجزأ من نظام الإسلام المتكامل قد اتخذ إجراءات عملية في توفير النقد عند الرعية، منها توزيع الثروات وتوفير أساسيات حاجات الرعية من الغذاء، ومنتجات النفط وغيرها من موارد تخدم حاجة الرعية، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ؛ فِي الْمَاءِ وَالْكَلَأِ وَالنَّارِ».
إن الله جعل من هذا النظام الإسلامي أساسا للأمان والطمأنينة فقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ وقال سبحانه: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.
إن الحل الجذري لما تمر به البلاد من أزمات هو خلع المحتل الأمريكي والنظام الرأسمالي من بلادنا وتحكيم شرع الله العادل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وائل السلطان – ولاية العراق