Logo
طباعة
ضربات كيان يهود العسكرية لإيران، والموقف الأمريكي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ضربات كيان يهود العسكرية لإيران، والموقف الأمريكي

 

 

الخبر:

 

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأربعاء، نقلا عن ثلاثة أشخاص مطلعين، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ كبار مساعديه في وقت متأخر من الثلاثاء بأنه وافق على خطط الهجوم على إيران لكنه أحجم عن إصدار أمر نهائي لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي.

 

من جهتها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤول إيراني كبير أن إيران ستقبل عرض ترامب لعقد اجتماع قريبا. وأضافت الصحيفة، نقلا عن المسؤول، أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيقبل بمثل هذا الاجتماع لمناقشة وقف إطلاق النار مع كيان يهود.

 

التعليق:

 

بعد أن شكلت إيران لسنوات طويلة أداة تستغلها أمريكا في تحقيق مصالحها في الشرق الأوسط والمناطق المجاورة، كالعراق أفغانستان وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين والخليج، سواء من خلال الاستعانة بها عسكريا كما حدث في أفغانستان والعراق واليمن وسوريا ولبنان وبدرجة أقل في فلسطين، أو مالياً كما في لبنان من خلال حزبها اللبناني وكما مع الحوثيين باليمن، أم مجرد الاستفادة من كونها فزاعة للخليج لإغراقه بالأسلحة الأمريكية ولإبقائه في الحضانة الغربية، فبعد كل تلك الاستعمالات والخدمات التي قدمها النظام الإيراني لأمريكا، وكما هي عاقبة كل من يوالي الكافرين والظالمين، ألا وهي الخسران والندامة، يبدو أنّ إيران لم تنفعها كل تلك الخدمات التي قدمتها لأمريكا، فقامت أمريكا بإعطاء الضوء الأخضر لكيان يهود لتوجيه ضربة عسكرية لإيران.

 

فأمريكا ومنذ أسابيع تخوض جولات حوار ومفاوضات مع النظام الإيراني للتوصل إلى اتفاقية تمنع إيران من التصنيع النووي العسكري، وتضمن عدم حصول ذلك، إلا أن إيران أبدت ممانعة وأصرت على حقها في استمرار التخصيب لديها وامتلاكها التصنيع النووي السلمي، وهو ما رأى فيه ترامب خداعا للوصول إلى التصنيع العسكري مع مرور الوقت، ولما أصرت إيران على موقفها وقالت بأن التخصيب خط أحمر، أطلق ترامب العنان لكيان يهود ليقوم بما تمنى القيام به منذ أكثر من 10 سنوات، فجاءت الضربات والهجمات التي نسقها الكيان مع أمريكا وأعانته فيها عسكريا ولوجستيا وماليا وسياسيا.

 

ثم جاءت تصريحات ترامب صريحة بأنه يريد استسلاما غير مشروط من إيران ويريد تحقيق كل ما كان يطلبه سلميا وأكثر بعد أن أصبحت إيران أضعف بفعل الهجمات.

 

ولما رأى ترامب ويهود أن مسألة حسم المعركة باستسلام إيران قد يطول وقد يدخل كيان يهود في حرب استنزاف لن يقوى عليها، بدأ كيان يهود يضغط على الإدارة الأمريكية للتدخل، وبدأت الإدارة الأمريكية تهدد بالتدخل وتستعد عسكريا لاحتمالية التدخل لتضغط على إيران للخضوع. وكما يظهر فإن ترامب ما زال يفضل أن تذعن إيران لمطالبه دون الحاجة إلى تدخل أمريكا ولذلك ما زال يمهل إيران تحت ضغط عمليات يهود للوصول إلى ما يريد دون تدخل عسكري مباشر من أمريكا، تجنبا للخسائر والمفاجآت، ولجماعة "اجعلوا أمريكا عظيمة مجددا" الأمريكية التي تعارض التدخل، ولإبقاء فرصة الوساطة السياسية متاحة بشكل أكبر لأمريكا في حال عدم اشتراك أمريكا في الحرب مباشرة.

 

والحاصل أن أمريكا وكما هو ديدن الكفار، لا عهد لهم ولا ذمة، وفيما حصل عبرة وعظة لكل من عول على علاقاته مع الغرب والخدمات التي يقدمها لهم، كما هو حال كل حكام المسلمين، إذ يستعملهم الاستعمار في تنفيذ مشاريعه ومصالحه كأدوات، وفي الوقت الذي يستنفد فيه أحدهم أو يبدو للاستعمار من هو خير له منهم، يتخلى عنهم ويشرد بهم. وصدق الله القائل سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

إن مصالح المسلمين وبلادهم لا يدافع عنها إلا من كان مخلصا لله ولرسوله وللمؤمنين، وكل من يعول ويظن خيرا بحكام المسلمين الحاليين أو بعضهم فهو واهم، ومتعلق بسراب، ولقد كشفت الحرب على غزة وإيران ذلك بشكل قاطع لا لبس فيه. فاللهم عجل لنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تكون لنا درعا وسؤددا.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس باهر صالح

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.