- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
مفاوضات.. أم أوامر وإملاءات؟
الخبر:
شفق نيوز (بتصرف) / هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً الأربعاء 2025/4/9 باستخدام القوة العسكرية ضد إيران إذا لم توافق على إنهاء برنامجها النووي. وقال في تصريح للصحفيين في مكتبه بالبيت الأبيض: "لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، والخيار العسكري مطروح إذا لم تبرم اتفاقا". ولفت إلى أن دولة يهود ستكون منخرطة في العمل العسكري ضد إيران إذا رفضت إبرام اتفاق، وقال: (إسرائيل ستكون قائد الهجوم العسكري على إيران، في حال لم تتخل طهران عن البرنامج النووي).
وخلال لقائه برئيس وزراء يهود نتنياهو في المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء، حث ترامب طهران على التوصل لاتفاق خلال المفاوضات التي من المتوقع أن تجري في عُمان، قائلا: "إذا لم تنجح المفاوضات، أعتقد حقا أن ذلك سيكون يوما سيئا جدا لإيران".
التعليق:
لقد سمحت أمريكا لإيران بتحقيق مصالح وإيجاد نفوذ لها في لبنان والعراق واليمن وسوريا، لتحقيق المصالح الكبرى لأمريكا، وهذا هو الدوران في الفلك، فإيران دولة تدور في فلك أمريكا.
وبعد كل تلك الخدمات الجليلة التي قدمتها إيران لأمريكا، كمساعدتها في إخراج نفوذ فرنسا من لبنان بواسطة حزبها هناك، وتمكينها من العراق بعد انتزاعه من أحضان بريطانيا بعد احتلاله عام 2003م، والعمل على إخراج نفوذ بريطانيا من اليمن باستغلال الحوثيين ذراعها هناك مع عملائها في السعودية، والحفاظ على عميلها في سوريا سنوات قبل سقوطه... فبعد كل تلك الخدمات قررت أمريكا أن تسحب منها كل تلك المصالح التي حققتها، وكأنها تقول لها لسنا بحاجة إلى خدماتك حاليا، وما سمحنا لك به من نفوذ اتركيه وارحلي ولا شكر لك على خدماتك.
فأُرخيت قبضتها عن لبنان ولم تفعل شيئا وهي ترى حزبها يتهاوى ويُقتل قادته الواحد تلو الآخر، وأُخرجت صاغرة من سوريا، وها هي اليوم تعلن عن تخليها عن الحوثيين حسب ما نقلته صحيفة تلغراف البريطانية الخميس 2025/4/3 عن "مسؤول رفيع" في إيران قوله إن طهران قررت سحب قواتها العسكرية من اليمن ووقف دعمها لجماعة الحوثيين، بالتزامن مع تكثيف الولايات المتحدة ضرباتها الجوية ضد الحوثيين وتحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران بضرورة وقف دعمها لهذه الجماعة، وأما مليشياتها في العراق فهم في خوف شديد من جهالة مصيرهم.
واليوم جاء الخطر إلى عقر دارها لإرغامها على مفاوضات تحت تهديد العصا، ففي الوقت الذي تدعو فيه أمريكا إيران إلى المفاوضات ترسل لها رسائل تهديد يمنة ويسرة، كما في الخبر أعلاه، وكما ذكرت صحيفة ذا كرايدل الأمريكية، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه "تم نقل معدات عسكرية وضباط وجنود من قواعد تقع شرق نهر الفرات إلى شمال العراق، دون إعلان رسمي من وزارة الدفاع الأمريكية بشأن هذه التحركات"، والحال هذا أنه ليس هناك مفاوضات بل أوامر وإملاءات تحت التهديد.
والحقيقة الجلية أن هذا هو حال جميع الخونة والعملاء فهم كأتباع الشيطان كما في قوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾، ولن يجنوا من خدماتهم لأعداء الأمة إلا اللعنة والخزي في الدارين.
وأخيرا نقول: إن هذه الأمة الكريمة لا يمكن أن تعيش حياة العز والكرامة وهي يقودها عملاء خونة، فلا حل لقضية المسلمين إلا بالإطاحة بهم وإقامة شرع الله الذي فيه عزنا وذكرنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الطائي – ولاية العراق