- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
مُخطّط سايكس بيكو للفصل يُغرق أفريقيا في المزيد من الاضطرابات والفوضى
(مترجم)
الخبر:
اعتباراً من 30 آذار/مارس 2025، يواجه جنوب السودان توترات سياسية متصاعدة وأعمال عنف، ما يهدّد السلام الهش الذي أرساه اتفاق عام 2018. وقد أدى اعتقال النائب الأول للرئيس ريك مشار أواخر آذار/مارس إلى تفاقم المخاوف من عودة الحرب الأهلية. وقد دفع اعتقال مشار، إلى جانب اعتقال حلفائه، حزبه إلى إعلان انهيار اتفاق السلام، مشيراً إلى غياب النوايا السياسية الحسنة تجاه السلام والاستقرار.
التعليق:
من المعروف أن أمريكا دفعت باتجاه تطبيق انفصال جنوب السودان وإقامة دولة فيه. حيث أنشأت عام 1983 الحركة الانفصالية؛ الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عميلها جون قرنق، بهدف احتواء جميع المتمردين وحركاتهم في حركة واحدة. علاوةً على ذلك، فهي التي أوصلت رئيس السودان السابق عمر البشير إلى السلطة عام ١٩٨٩، وأمرته بتركيز نفوذها في البلاد، ثمّ تطبيق فكرة انفصال الجنوب.
ومن الجدير بالذكر أنّ السودان، شماله وجنوبه، أصبح مستعمرة لأمريكا وأوروبا، وخاصةً بريطانيا، نظراً لنفوذها القديم وعملائها هناك، وقد استمرت في محاولات التدخل كلما أمكن، لاستعادة نفوذها، أو على الأقل لمشاركة أمريكا، ولو القليل من النفوذ هناك.
وفي هذا الصّدد، أدى التنافس بين الدمى الغربية، أي الرئيس سلفا كير (من قبيلة الدينكا) ونائب الرئيس السابق ريك مشار (من قبيلة النوير)، إلى حالة من الاضطراب في جنوب السودان. البلاد منقسمة بشدّة على أسس عرقية، وخاصةً بين الدينكا والنوير. هاجم جيش النوير الأبيض (ميليشيا قبلية) مؤخراً القوات الحكومية في ناصر، ما أدى إلى نزوح جماعي. وتمّ انتهاك جميع القرارات التي تمّ التوصل إليها بين المتنافسين مثل اتفاقية أديس أبابا للسلام، ما زاد من فوضى البلاد. ويرجع هذا التنافس بين كير ومشار إلى صراع المصالح بين القوى الأجنبية التي تعدُّ اللاعبين الرئيسيين ذوي المصالح الخاصة في جنوب السودان. ويتمحور اهتمامهم حول نهب الموارد بما في ذلك النفط.
إنّ مفهوم الانفصال برمتّه هو من مخططات الكفار الاستعماريين لتمزيق بلادنا وتفتيتها. يجب على أفريقيا، موطن عدد من الحركات الانفصالية، أن تدرك أن الانفصال سيؤدي إلى حروب أهلية. يجب أن يكون جنوب السودان دليلاً واضحاً على خطر هذه المؤامرة الاستعمارية. لقد انخرط المستعمرون الآن في خطة جديدة لفصل دارفور. على المثقفين الأفارقة والأمة الإسلامية جمعاء الوقوف بحزم في وجه مؤامرات القوى الغربية الاستعمارية، وخاصةً أمريكا، وكبح جماح السياسيين الذين قبلوا أن يكونوا عبيدا للرأسماليين وينفذون مؤامراتهم ضد بلادنا.
بفضل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ستوحّد بلادنا وتطهرها من كل عميل أو وسيط تعامل بها، وستُحاسب كل من باعها من أجل مكاسب دنيوية. الخلافة وحدها هي التي توحدنا ضدّ العدو، وسنشهد سقوطه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلّم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا