Logo
طباعة
نصرة المجاهدين جهاد والطعن بهم غايةً في الفساد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

نصرة المجاهدين جهاد والطعن بهم غايةً في الفساد

 

 

الخبر:

 

الشيخ عثمان الخميس في مقابلة إعلامية تعرض فيها لغزة وما يجري فيها. وفي السياق هاجم حماس وقال عنهم فرقة أو جماعة منحرفة. وقال يجب تدميرهم وعزى ذلك إلى ارتمائهم في أحضان إيران. (بتصرف القدس العربي)

 

التعليق:

 

كثير من الشيوخ رغم امتلاكهم للعلم الشرعي إلا أن لديهم خللا في فهم العقيدة السياسية، فالإسلام عندهم دين كهنوتي كنسي وفصله عن الدولة يكاد يكون عقيدة عندهم، وفهمهم لولاة الأمر فهم مغلوط، وإنزال الأحكام على الواقع لديهم مختل اختلالاً بيناً واضحاً، لذلك تجدهم في أحكام النوازل يزيغون زيغاً بينا، ولا أدل على هذه السقطة المريعة من عالمٍ له أتباعه بعشرات الآلاف يتعدون حدود القطر الكويتي، فكيف لا يعي هذا الشيخ أن من يستمعون إليه هم مسلمون يعيشون في أصقاع الدنيا وكثير منهم يتعرضون للاضطهاد والتنكيل والقتل والتشريد كما في فلسطين وميانمار وتركستان الشرقية وغيرها؟ والإسلام قد كفل للإنسان المسلم وغير المسلم حق الدفاع عن نفسه وماله وعرضه وأرضه ولو باستخدام السلاح، ولذلك جاء الاسلام ينهانا عن التعرض لغير المسلم في كل ذلك إلا في حقها وهي من حق السلطان وليس من حق العامة.

 

وأهل فلسطين يحق لهم مقارعة العدو الصائل بإمام عام أو بعدم وجوده ويحق لهم أخذ السلاح من أعدائهم واستخدامه ضد أعدائهم ما لم يكن ذلك له علاقة وتأثير على عقيدتهم ودينهم.

 

وهنا مربط الفرس التي اتكأ عليها الشيخ عثمان الخميس بأن هذه الجماعة منحرفة لأنها ارتمت بأحضان الشيعة، وحول هذه النقطة يجب أن يعي الشيخ ومن هم على شاكلته لبعض القضايا أن إيران دولة علمانية تمتطي المذهب الشيعي لتحقيق مآربها وتحقق مصالح الغرب في هذا الامتطاء، وهي بفتح أبوابها سارت ضمن خطة مدروسة وهي سياسة الاحتواء، شاركتها الدول العربية العلمانية مثيلاتها في ذلك وهو إغلاق الأبواب بوجه هؤلاء الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وما العيب أن يأخذوا السلاح من هذا العدو أو ذاك وما درى الشيخ عثمان أن من يهود أنفسهم من يبيعون السلاح ويهربونه للمنظمات الفلسطينية. ومع هذا فلهؤلاء مندوحة من فعل رسول الله ﷺ حينما أخذ السلاح واستأجره من يهود وهو دولة، فما المانع أن يأخذ هؤلاء السلاح من عدوهم دون أن ترتهن إرادتهم أو تنحرف عقيدتهم؟ فإذا راجعنا عقيدتهم لوجدنا أنها العقيدة نفسها التي يعتقدها الشيخ عثمان الخميس وسلفيو الجزيرة العربية، وهم في حالة جهاد لعدوهم ومرابطون في أرض الرباط وخير رباطها عسقلان في أرض الإسراء والمعراج.

 

أليس الحكم الشرعي في اغتصاب شبرٍ من أرض الإسلام يوجب الجهاد العيني على كل مسلم ومسلمة، سيدٍ وخادم؟ فلم لا تتحرك هذه الألسن بهذا الاتجاه وتتحرك الجهود بالدفع فيه وتجعل الحكام الذين يملكون الجيوش تحت ضغطهم ونقدهم وتأليب الناس عليهم في العمل على نصرة المجاهدين ودعمهم ومساندتهم في حربهم التي يخوضونها، بل وأطر هؤلاء الحكام المتخاذلين والمنبطحين للانخراط بهذه المعركة فعلياً وعملياً؟

 

والشيخ عثمان لم يورد صفات وشبهات الانحراف العقدي أو الشرعي لمجاهدي غزة كما ادعى. فكيف لمسلمٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أن يدعو لتدمير فئة تقاتل مغتصبي أرض الإسلام؟! هل خرجوا من الإسلام وتبرأوا منه حتى يبني حكمه في ذلك؟ وإن كان هو تراجع عن هذا الجزء فقط من مقالته بزعمه أنه لا يذكر أنه قاله، وينكر ذلك بقوله إنه لا يمكن أن يقول ذلك ولا يجوز له ذلك! ولما راجع المقابلة وجد نفسه قد قالها فأنكر واستغرب ذلك! عفا الله عنه لكنه بقي على حكمه عليهم بالانحراف دون ذكر موارد الانحراف عليهم، وهذا سببه العقيدة السياسية الباطلة التي توجب على المسلمين طاعة حكام المسلمين الحاليين رغم وضوح عمالتهم للغرب الكافر المستعمر وخيانتهم للأمة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سالم أبو سبيتان

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.