- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
ترامب والحرب الروسية الأوكرانية
الخبر:
آخر تطورات ملف الحرب الروسية الأوكرانية وإدارة ترامب الجديدة.
الاتصالات بين ترامب من جهة وبين بوتين وزيلينسكى من جهة أخرى.
التعليق:
بداية تعتبر قضية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية مطلبا أمريكيا وليس مطلب الإدارة الأمريكية الجديدة فقط، ذلك أن الإدارة الأمريكية السابقة عملت لإنهاء الحرب في خريف عام ٢٠٢٢، لكن رفض الأوكران ذلك فأعطتهم إدارة بايدن فرصة أخرى ليس إلا، لكن الخلاف في كيفية إنهاء هذه الحرب.
يظهر من اتصال ترامب مع بوتين وجود رغبة عارمة لدى ترامب بالتفاهم مع روسيا وإيقاف الحرب، لأن ترامب يرى أن ذلك من شأنه تقليل النفقات العسكرية وما يصحبها من تقليص للجيش الأمريكي، في مسعى من ترامب لتقليص نفقات وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي المقابل تهدد أمريكا روسيا بنشر قوات عسكرية لها في أوكرانيا إن لم تتعاط مع خطة ترامب للحل في أوكرانيا.
أما اتصال ترامب بزيلنيسكي بعد معركته معه في البيت الأبيض فكان أكبر ابتزاز سياسي بمطالبته لأوكرانيا بمنح أمريكا نصف مواردها المعدنية الغالية بدل دعم بايدن لها بمئات المليارات.
وكذلك فإن ترامب يبتز دول أوروبا الأعضاء في الناتو برفع إنفاقهم لـ٥% من إجمالي ناتجها المحلي على أمنها بعد أن كان يكتفي في السابق بـ٢%، مع أن أمريكا نفسها تنفق ما يعادل 3.5% من ناتجها على الناحية العسكرية، فترامب يريد من دول أوروبا أن تدفع ثمن حماية أمريكا لها إن كانت تريد استمرار الحماية. وقد صدم ترامب الأوروبيين بالحل المنفرد للحرب في أوكرانيا، كما صدمهم نائبه في مؤتمر ميونخ للأمن ومناصرة اليمين المتطرف في أوروبا، ما لم يدع مجالا للشك أن أمريكا تتخلى عن حليفها التقليدي الأوروبي، أي أن ترامب جاد في تصريحاته تجاه الحل في أوكرانيا على حساب أوروبا، أي أنه يرى التهديد طريقة لتحقيق أهداف أمريكا في أوكرانيا، فهو يراها ورقة ابتزاز رابحة في يده لتحقيق ما يريد ضاربا عرض الحائط بكل التقاليد والبروتوكولات في التعامل مع الحلفاء أو الأعداء. فترامب يجاهر بأن أوروبا يجب أن تدفع ثمن أمنها وبالقدر الذي يلزم لردع روسيا، ويعمل ترامب على الولوج لروسيا وحده مع شركاته دون الشركات الأوروبية وبلع المكاسب وحده دون منافسة منها وخاصة الألمانية.
إن أمريكا تريد من هذا أن تترك لأوروبا مكافحة روسيا وأن تتفرغ هي للصين، فهذا سيعمل على أضعاف روسيا وأوروبا بينما تنهب أمريكا روسيا دون منافس وتبقي أوروبا تحت مظلتها وفي وضع متوتر ومعادٍ دائم لروسيا.
وفي الختام نرى أن أمريكا تحرق العالم كله شرقه وغربه من أجل مصالحها ونفوذها دون النظر للحليف أو الصديق بشيء من الرحمة، فهذا علامة مبشرة بزوالها وسيكثر أعداؤها حول العالم بل حتى عملاؤها سيتمنون زوالها وسيضطرب نفوذها وسيكون زوالها قريباً جدا.
اللهم عجل بزوال الكفر ورأسه أمريكا ونسألك خلافة راشدة على منهاج النبوة تريح العالم من أمريكا وشرورها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي