Logo
طباعة
﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ

 

 

الخبر:

 

حذّرت شرطة ولاية نهر النيل سكان محلية عطبرة، من تزايد حالات السرقات الليلية وجرائم الخطف، إضافة إلى ظهور عصابات إجرامية، مثل جماعة "9 طويلة". وأوصت الشرطة بتأمين المنازل بإحكام عبر إغلاق الأبواب، واستخدام أكثر من قفل، مع تأمين النوافذ وزيادة ارتفاع الأسوار المنخفضة بالأسلاك الشائكة. كما نصحت بتجنب ترك الأغراض الثمينة أو مفاتيح السيارات في أماكن يسهل الوصول إليها.

 

أما عند الخروج من المنزل، فقد أكدت الشرطة على ضرورة تجنب السير بمفردهم، خاصة النساء، وعدم المرور في الشوارع الضيقة أو المهجورة، إضافة إلى عدم حمل مبالغ مالية كبيرة أو إظهار الهواتف الفاخرة أثناء التنقل، وعدم الاستجابة للاستدراج من الغرباء.

 

وفيما يخص القيادة، شددت الشرطة على أهمية إغلاق أبواب ونوافذ السيارات جيداً، خاصة عند الوقوف في إشارات المرور أو الأماكن المزدحمة، وتجنب التوقف في الأماكن المعزولة ليلاً. كما حثّت ركاب المركبات العامة، خاصة الجالسين بالقرب من النوافذ، على عدم استخدام الهواتف الفاخرة أثناء التوقف أو السير ببطء. (تسامح نيوز 17/3/2025)

 

التعليق:

 

سأكتفي في تعليقي على هذا الخبر بسرد قصة، تُظهر كيف كان الناس يعيشون في كنف الإسلام.


لقد انعدم الأمن في مدينة حلب لكثرة الحروب، وتدهور الوضع الاقتصادي، فتراجعت واردات البلاد، وفُرضت ضرائب باهظة على الناس، ونتيجة لغلاء الأسعار انتشر اللصوص في المدينة، وانعدم الأمن؛ ومن ثَمَّ تعطلت حياة الناس. في هذا الوقت بالذات، تولى إمارة حلب، آق سنقر، والد عماد الدين زنكي.

 

نظم آق سنقر كل جوانب الحياة على أساس الإسلام، لكن، وفي مقاربة للخبر نتناول الجانب الأمني الخطير الذي كانت تُعاني منه حلب. فأقام الحدود الشرعية، وطارد اللصوص وقُطَّاع الطرق، وقضى عليهم، وتخلَّص من المتطرِّفين في الفساد. واعتمد على وجود شرطة قوية عادلة تُدافع عن الحقوق، وتستخدم سلطتها في حماية الناس بدلاً من التسلُّط عليهم، قال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾.

 

ونتيجة لهذا الأمن المتناهي، نادى آق سنقر في أهل حلب بأمر عجيب جدّاً، وهو أن لا يرفع أحد متاعه من الطريق إذا أراد أن يذهب إلى مكان بعيد ثم يعود، بل يتركه دون حراسة، وهو ضامن له ألا يُسرق! لقد كان أمناً عجيباً تحدَّث عنه الناس هنا وهناك.

 

ومما يُروى في هذا الصدد قصَّة عجيبة، وهي أن آق سنقر كان قد مرَّ بقرية من قرى حلب، فوجد أحد الفلاحين - وكان لا يعرف آق سنقر- قد فرغ من عمله في حقله، ويستعدُّ لحمل أداة من أدوات الزراعة على دابَّته ليحملها إلى القرية، وكانت هذه الآلة مغلَّفة بالجلد. فقال له آق سنقر: ألم تسمع مناداة قسيم الدولة بأن لا يرفع أحدٌ متاعاً ولا شيئاً من موضعه؟ بمعنى أنه يضمن لك حفظه من السرقة. فقال الفلاح: حفظ الله قسيم الدولة، وقد أُمِّنَّا في أيامه، وما نرفع هذه الآلة خوفاً عليها من السرقة، لكن هنا حيوان يقال له ابن آوَى (حيوان مثل الذئب) تأتي إلى هذه الآلة فتأكل الجلد الذي عليه، فنحن نحفظه منها ونرفعه لذلك. فعندما عاد قسيم الدولة إلى حلب، أمر الصيَّادين فتتبعوا هذه الحيوانات فصادوها حتى أفنوها.

 

هكذا كنا فمتى نعود؟!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس حسب الله النور – ولاية السودان

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.