- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
رياح ترامب تعصف بالاقتصاد العالمي
الخبر:
تواجه الاقتصادات العالمية خطرا متزايدا بسبب التصعيد الحاد في الحروب التجارية التي تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية DEAD من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع التضخم؛ ما يجبر المصارف المركزية على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول. (الجزيرة نت)
التعليق:
لقد نفذ ترامب وعوده الانتخابية أخيرا بفرض تعريفات جمركية شاملة ما أدى إلى تحول أكثر دول العالم نحو سياسة الحماية الاقتصادية فقد فرضت تعريفات بنسبة 25% من الواردات من كندا والمكسيك و10% على الصين.
وقد أكد تقرير نشره موقع دايلي إيكونومي على أن اندلاع الحرب التجارية طويلة الأمد قد يسبب كارثة على الاقتصاد العالمي مخلفا عواقب وخيمة تؤثر سلبا على الجميع.
وكانت ردود الفعل السريعة حيث ردت كندا بفرض الرسوم نفسها التي فرضتها أمريكا عليها 25% بل وزادت على ذلك سحب الخمور الأمريكية من الأسواق وتهديدات بقطع الكهرباء عن أمريكا، ما دفع ترامب لتهديد الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم الكنديين.
ولا ننسى الحرب التجارية مع أوروبا والتي تقدر علاقتها الاقتصادية بقيمة نحو 9.5 تريليون دولار من حيث التجارة والاستثمار المتبادلين وفقا للشركات الأمريكية المتضررة من النزاع بحسب ما نقلته وول ستريت جورنال.
وقال دان هاميلتون الباحث في جامعة جونز هوبكنز "إن تداعيات تهديدات التعريفات الانتقامية قد تكون أوسع نطاقا، ويمكن للاتحاد الأوروبي أن يرد بفرض ضرائب على قطاع الخدمات حيث تتمتع الولايات المتحدة بفائض تجاري كما أن الرسوم قد تؤثر بشكل غير مباشر على أنشطة الشركات عبر الأطلسي".
وهذه الحرب إذا ما استمرت لفترات طويلة، وأخذت بتجاذبات غير مسبوقة، فإنها ستؤدي إلى: ضعف سلاسل التوريد العالمي، تباطؤ النمو الاقتصاد العالمي، ارتفاع معدلات التضخم وأسعار السلع، ضعف في مؤشرات سوق العمل، تهديدات العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي، تقلبات الأسواق المالية والاستثمارات؛ ما يؤثر سلبا على سوقي الدولار والنفط.
إن كل هذه التقلبات ليست وليدة اللحظة، بل هي من زرع الرأسمالية، فإن أدوات الرأسمالية لا توفر العيش الهنيء، بل تسعى وتعمل على ترسيخ النفعية والأنانية، وتورث المعيشة الضنكى، ولكن سياسة ترامب تسرع في التوجه نحو الركود العالمي ناهيك عن التقلبات الجيوسياسية بشكل عام وثقل الملفات التي بيد أمريكا بشكل خاص وهذا كله سوف يسرع في نهاية المتكبر، أي أمريكا.
إن البديل الوحيد هو المبدأ الرباني الذي يصلح لحكم العالم، وهو يحتوي على أرقى نظام اقتصادي، وقد ثبت ذلك أثناء تطبيقه في الدولة الإسلامية التي حكمت 1300 سنة تقريبا، فهو نظام لا يمكن نزعه عن هذا المبدأ لأنه جزء منه.
لذلك فإن خلاص العالم من جشع الرأسمالية يكون إن شاء الله بهمة العاملين لإعادة دولة الخلافة ومنهجها الرباني إلى الساحة الدولية ليثبت علو كعب الإسلام في صدارة الموقف الدولي إن شاء الله.
وما يقع على عاتقنا اليوم هو أن نغذ السير مع من يصلون الليل بالنهار، ويجهزون لكل ما يلزم لاستئناف الحياة الإسلامية التي ثبت بأن الشعوب الإسلامية بشكل عام متعطشة لها.
قال تعالى: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشقى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نبيل عبد الكريم