- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
لستُ بالخِبِّ ولا الخِبُّ يخدعني
الخبر:
ألقت المروحيات العسكرية وروداً على المحتفلين في الساحة، كما عمدت إلى التحليق على ارتفاع منخفض وألقت منشورات تؤكد على واجب الجيش السوري في حماية السوريين، وحملت تلك المنشورات مباركة للسوريين بهذه المناسبة، وتأكيدا على قيم الحرية والكرامة التي انتفض من أجلها الشعب السوري، وضرورة المشاركة في بناء الدولة بعد رحيل النظام المخلوع.
كما شاهدنا في فيديو مصور صورة لتلك المنشورات الورقية التي أُلقيت على الشعب السوري من تلك المروحية مع الورود. (الجزيرة نت)
التعليق:
ما أروع أن تتساقط علينا الورود من السّماء، ولكن ماذا معها؟! إنّها قصاصات ورقية لطيفة ملونة؛ فماذا كُتب فيها؟! قيم الثورة، ولكن ما هي؟ مدنية (علمانية)، ديمقراطية، تشاركية، مع عبارات فضفاضة: سلام، محاسبة، عدالة…
هذه العبارات التي دست مع الورود كما يدس السم في العسل، والادعاء أنها قيم الثورة؟! كلُّ ذلك لم يكن عبثاً بل هو استغفال لشعب ضحى بالغالي والنفيس ودفع فاتورة باهظة الثمن من دم واعتقال وتشرد ولجوء.
ثُمَّ ما معنى تشاركية؟!
التشاركية هي فلسفة سياسية اشتراكية تحررية تتكون من نظامين اقتصاديين وسياسيين مستقلين: الاقتصاد التشاركي والسياسة التشاركية. تهدف المشاركة إلى أن تكون بديلاً لكل من الرأسمالية واشتراكية الدولة المخططة مركزياً. لقد أطلعت المشاركة المنظمة الدولية من أجل مجتمع تشاركي بشكل كبير.
إذاً فهي مزيج أحمق من مكونين هما: الرأسمالية والاشتراكية، وكلا النظامين قد جرَّ على الشعوب التي طبقتهما البؤس والويلات، أثبت الواقع فشلهما الذريع؛ فكيف إن مزجا معاً؟!
وقبل ذلك كله: من زعم أن هذه هي قيم الثورة؟! أمن أجل هذا خرجنا بالثورة؟ وبماذا تختلف هذه الشعارات عن شعارات النظام البائد، سوى أنها قُدمت مع ورود ترمى من مروحية تحلق في السماء؟!
أيها المسلمون: إن الحل الصحيح هو العمل مع المخلصين لتحكيم شرع الله وتمكين الإسلام بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والتي ستعمل على رفع الظلم عنكم بتخليصكم من حكامكم الظالمين المفسدين.
أيها الشعب الطيب: نحتاج القليل من النباهة، كي لا نسمح لكل ناعق وماكر مخادع أن يركب ظهرنا، مستحمراً عقولنا، ملوحاً لنا بوردة، فلا مكان للسذج في هذا الزمان.
قال ابن القيم، في كتاب "الروح": "وكان عمرُ أعقلَ من أن يُخدَع، وأورعَ من أن يَخْدَع".
قال تعالى: ﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منى سميح (أم مريم)