Logo
طباعة
ماذا قالت روسيا عن قادة سوريا الجدد باجتماع مغلق لمجلس الأمن؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ماذا قالت روسيا عن قادة سوريا الجدد باجتماع مغلق لمجلس الأمن؟

 

 

الخبر:

 

كشف مصدران مطلعان لرويترز أن روسيا انتقدت بشدة حكام سوريا الجدد في اجتماع مغلق للأمم المتحدة هذا الأسبوع وحذرت من صعود الجهاديين، وقارنت بين ما جرى في الساحل السوري مع ما جرى من إبادة جماعية في رواندا، وتأتي انتقادات موسكو لحكام سوريا الجدد في الاجتماع المغلق لمجلس الأمن في ظل الجهود التي تبذلها للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين رئيسيتين على الساحل السوري، وهي المنطقة نفسها التي شهدت اشتباكات الأسبوع الماضي بين فلول النظام المخلوع من جهة والأمن والجيش السوريين من جهة أخرى. (الجزيرة نت، 2025/3/13)

 

التعليق:

 

لا غرابة في أقوال المندوب الروسي في جلسة مجلس الأمن الكافر، ولا غرابة في مواقفه ونظرته لسوريا ما بعد سقوط أسد، فقد كانت روسيا بجانبه بل كانت الركن الشديد الذي يأوي إليه فيبطش ويمعن في سفك دماء أهل سوريا خدمة لأمريكا، وما روسيا إلا منفذ لما تريده أمريكا، وها هم اليوم بعد سقوط الطاغية يراقبون بحذر شديد ما يجري في سوريا، وفي الساحل السوري من انقلاب عسكري منظم مولته وخططت له روسيا بالدرجة الأولى، ولعل أمريكا شجعت لأنها تدرك أن مصير الانقلاب الفشل ولكن استخدامها الطائفة العلوية درعاً لفلول النظام المجرم، سيؤدي حتما لسقوط مدنيين سواء أكان ذلك عمدا أم نتيجة المواجهات المحتدمة التي لا يمكن تلافي سقوط المدنيين فيها ما داموا حاضرين في ساحة المعركة، ثم يأتي الحديث عن حقوق الأعراق الصغيرة، فترى روسيا أن الوضع في سوريا خطير للغاية وكأنها ليست من جند الانقلاب الفاشل، وتذرف دموع التماسيح على المدنيين من الطائفة العلوية الذين استخدمتهم درعاً ليكونوا حطبا وسط المواجهات المشتعلة ليس لمصلحتهم وإنما لمصلحة نفوذها ونفوذ الغرب.

 

إن تلك الأعمال من أعداء الإسلام ليست غريبة ولكن الغريب والعجيب هو ترك القواعد العسكرية الروسية تمول وتجند وتحرك وتخطط وتحمي المجرمين، مع أن نصاب طردها ودحرها من بلاد الشام قد اكتمل، ثم إن دخولها لم يكن إلا لوأد ثورة الشام المباركة، وذبح أهلها وإجهاض أهدافها، وما زالوا يتربصون، فهل نشهد في الأيام القادمة من حكام سوريا طرد أعداء الإسلام وقواعدهم العسكرية أم أنهم سيجعلون من أنفسهم طورا آخر للنظام بنسخة معدلة تتماهى مع الأعراف الدولية التي وضعتها دول الكفر؟! ستبقى لهجة الأعداء صارخة وصوتهم مرتفعاً ما داموا يقابلون بطأطأة الرؤوس ومداجاة ومداناة علوج الرأسمالية، سيبقون كذلك ما دام في الساسة من ينتقي الكلمات انتقاء ويصيغ العبارات صياغة لا تغضب العدو ولا تجرح كبرياءه!

 

نعم إنه لمؤسف أن يكون العدو فيها ذا هيبة، ومن يحمل الدعوة لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة خلف القضبان!

 

يا أهل الشام تضحياتكم عظيمة، وجراحكم جسيمة، وقد أنجاكم الله من بشار وجنوده الذين كانوا يذبحون أبناءكم ونساءكم وإن ذلك لبلاء عظيم، وقد رأيتم بأم أعينكم ورأى العالم أجمع كيف نصركم الله بعد الاستضعاف، ومنّ عليكم بسقوط أقذر طاغية على وجه الأرض فقد فاق فرعون في طغيانه، ولكن حذار أن يضلكم السامري كما أضل بني إسرائيل بعد أن رأوا المعجزات، وحذار أن يصنع لكم آلهة أخرى، ولا تنسوا أن فيكم من استشهد وهو يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله أثناء تعذيبه لإجباره أن يقول لا إله إلا بشار، واعلموا بأن الوطنية والعلمانية والديمقراطية والجمهورية ومجلس النواب أصنام العصر تشرع ما لم يأذن به الله وتنازع الله في حكمه، افتحوا عيونكم جيدا واعلموا أن النظام دستور وقوانين، ولوائح ونظم بصرف النظر عن الأشخاص فقد سقط أشخاص الحكام السابقين أما النظم والقوانين فتتم إعادة تدويرها بصيغة يتقبلها العامة مع معزز النكهات، وسترون كيف ستقبل بالقواعد الروسية والقوانين الدولية، ثم تعلمون أن هناك أمراً دُبر بليل وسيبقى العدو بالباطل يعربد حتى يأتي صوت الحق يصعقه ويزهقه؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، وإن حزب التحرير قد نذر نفسه لإقامتها، وأعد العدة، وهو يستنهض هممكم فأعينوه وابذلوا كل ما بوسعكم لإيصال الإسلام إلى سدة الحكم، فلا يكفي وصول المسلم إلى كرسي الحكم دون وصول الإسلام، ويا حكام سوريا الجدد اعلموا بأن الحكم بالإسلام فيه نجاة وحياة لكم وليس فيه الهلاك ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ ولا تخشوا الغرب فإن كيده ضعيف أمام من يحمل مشروع الإسلام ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ اجعلوا الشرع الإسلامي قائدكم ومنهجكم ومن منطلقه مواقفكم واعلموا بأن لا قيمة للشرع إلا بالشرع ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. أحمد كباس – ولاية اليمن

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.