Logo
طباعة
راعي البقر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

راعي البقر

 

 

 

الخبر:

 

أعلن الملك الأردني عبد الله الثاني خلال لقائه رئيس أمريكا دونالد ترامب، الثلاثاء، أن مصر تعد خطة حول كيفية العمل مع أمريكا بشأن خطة ترامب للسيطرة على قطاع غزة.

 

وتحدث ترامب مجددا، خلال لقائه عبد الله، عن خطته لسيطرة أمريكا على قطاع غزة ونقل سكانه لأماكن أخرى بشكل دائم.

 

وقال عن قطاع غزة "سنأخذه، سنحتفظ به وسنعتز به، سنجعله في نهاية الأمر مكانا يوفر الكثير من الوظائف للناس في الشرق الأوسط"، مضيفا أن خطته "ستجلب السلام" إلى المنطقة.

 

التعليق:

 

بعقلية رعاة البقر (الكاوبوي)، يعيد ترامب ويكرر خطته السحرية التي يريد بها إفراغ قطاع غزة - شطر أرض المسرى - من أهله، وتحويله حسب زعمه من خراب إلى ريفيرا جديدة!

 

وقد أبهرت خطته الحالمة هذه عتاة يهود، فقد سبقهم بمراحل وأطلق العنان لمخيلته الرأسمالية التجارية الصرفة، فرأى أرضا ذات موقع استراتيجي على شاطئ البحر المتوسط، وتخيل ركام حرب إبادة فوق عشرات آلاف الجثث من الشهداء يتحول إلى ناطحات سحاب عصرية، وملاعب غولف وكازينوهات قمار وشواطئ مجون، وتخيل أن أهل غزة يمكن كنسهم من ذلك العقار إلى أي صحراء أو ربما إلى غرينلاند التي يريد شراءها، فهم عنده أيتام لا أب لهم ولا أم. فقال قولَ متبجحٍ كَفّار "سنأخذه، سنحتفظ به وسنعتز به".

 

ثم نظرت في ردود زائره الأول من حكام الضرار، عبد الله الثاني، فرأيته لم ينبس ببنت شفة حول الدولة الفلسطينية ولا عن حق العودة ولا أن الأردن "لن يكون وطنا بديلا للفلسطينيين" وغيرها من شعارات السنين العجاف كلها. ولكنه أشار إلى مصلحة بلده، ولعله يقصد مصلحة بقاء عرشه. ولم يجرؤ على الإعلان صراحة ولا ضمنا عن رفضه للتهجير، بل أحال الأمر إلى قمة العرب المرتقبة، التي لم يرج المسلمون منها خيرا يوما.

 

وبعد، فهذه هي أمريكا تكشف آخر ورقة تغطي سوءتها وسوءة مبدئها الرأسمالي على لسان ترامب، الذي يمارس دور راعي البقر في السياسة الدولية وكل كلامه يشير إلى أن نظرته إلى حكام المسلمين جميعا أنهم بقر يساقون بصرخة هنا، ونبح كلب هناك، وهم قابلون مستكينون طالما أبقاهم الراعي في الحظيرة! ولكني تذكرت قوله تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً﴾.

 

فهل تقبل أمة المليارين أن تسلخ غزة المكلومة منهم ويسلخ أهلها الصابرون منها وهم ينظرون؟!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.