- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
السعودية تضغط على حكومة عدن لإجبارها على تقاسم السلطة مع الحوثيين
الخبر:
انهيار غير مسبوق للريال اليمني في مناطق حكومة عدن مقابل العملات الأجنبية. (وكالات محلية، 6 شباط/فبراير 2025م).
التعليق:
معلوم أن السعودية تسيطر على حكومة عدن بقيادة رشاد العليمي والأقزام السبعة أعضاء المجلس الرئاسي، ذلك أنها هي من يقود التحالف العربي في اليمن بزعم تحريره من الحوثيين، إلا أن التحالف المزعوم قام بعكس ذلك، إذ قام بتثبيت الحوثيين في مناطق سيطرتهم بل والاعتراف بهم والتفاوض المباشر معهم؛ والذي أسفر عن خارطة طريق أعلن عنها وزير خارجية السعودية بمباركة أمريكية تقضي بتقاسم السلطة مع الحوثيين على أن يعطَوْا ثلثي عائدات النفط في البلاد، وهذا ما لم ترض به حكومة العليمي المسنودة من بريطانيا، وهكذا تم تجميد خارطة الطريق تلك، إلا أن السعودية عمدت إلى خنق حكومة العليمي عسكرياً وسياسياً واقتصادياً:
أما عسكريا فقد أنشأت قوات درع الوطن المحلية وجهزتها بالعتاد وحاصرت بها أهم المدن اليمنية كي تدحر بها ما يسمى قوات النخب التي أنشأتها الإمارات بترتيب بريطاني.
وأما سياسياً فقد أنشأت أحزابا وتكتلات جديدة كي تنافس الوسط السياسي الإنجليزي القديم، فقد أنشأت ما يسمى مجلس حضرموت الوطني، والتكتل الوطني للأحزاب وغير ذلك.
وأما اقتصادياً فقد قامت بأعمال عدة منها منع تصدير المحاصيل الزراعية والأسماك إلى السعودية والخليج، ولكن أهمها هو محاربة العملة المحلية بسحب العملة الأجنبية من الأسواق المحلية عن طريق مضاربين تابعين لها لتنحدر قيمة الريال اليمني تدريجياً إلى أن حدث مؤخراً هذا الانهيار الكبير له، ما أدى إلى رفع أسعار السلع والخدمات الأساسية وازدادت معاناة الناس شدة، وارتفعت وتيرة الإضرابات النقابيّة والمظاهرات وانهارت خدمات الكهرباء والمياه والوقود، وتكدس المتسولون في الشوارع وارتفعت معدلات الجريمة، في وقت لا تملك حكومة رشاد العليمي وأقزامه السبعة أية صلاحية أو إرادة حقيقية لإيجاد حلول لهذا الوضع، في حين تحاول تفعيل قرار ترامب باعتبار الحوثيين جماعة إرهابية، إلا أن أمريكا لا تسمع نداءات استغاثاتها تلك ولا يبدو أنها جادة في التحرك العسكري ضد الحوثيين، لأنها يمكن أن تحقق من خلالهم مصالح اقتصادية واستراتيجية مهمة في البلاد، خصوصاً لتناغمهم مع النفوذ السعودي في البلاد.
يا أهل اليمن: لقد صدقكم حزب التحرير من أول أيام الحرب العبثية في البلاد، إن هذه الحرب هي مظهر من مظاهر التنافس الأوروأمريكي على النفوذ والثروة، مستخدمين القوى الإقليمية (السعودية والإمارات وإيران) عن طريق الدمى المحلية مثل الحوثيين وحكومة عدن والمجلس الانتقالي وغيرها من المكونات التي تأتمر للغرب الكافر وتنفذ له مشاريعه بإخلاص غير عابئة بما وصلت إليه أحوال الناس من ذل وهوان على كافة الأصعدة.
إن أول خطوة نحو تغيير الأوضاع تكمن في الانفضاض عن تلك القيادات المحلية سواء أكانوا الحوثيين أو حكومة عدن أو الأحزاب الملتفة حولها، لأن كل تلك القيادات قد أثبتت لكم بما لا يدع مجالا للشك أنها لا تقف إلى جانبكم بل ولا تعني نفسها بقضاياكم، فهي حتى لا تعيش في أوساطكم بل خارج البلاد في أحضان أسيادهم، فلم يبق لكم عذر اليوم في أن تلتمسوا منهم خيرا. وعليكم نصرة المخلصين لقضاياكم من أجل وقف الحرب فورا وطرد النفوذ الغربي منها وإقامة حكم الإسلام الذي بعدالته سيحافظ على ثروات البلاد وسيوزعها توزيعا عادلا على الناس ما يحفظ لهم عزهم وكرامتهم، فخيرات البلاد كثيرة جدا ولكن تلك العصابات تؤمن خروجها لأعدائكم.
إن الله جل في علاه قد وعد المؤمنين العاملين لنصرة دينه بالتمكين والاستخلاف في الأرض ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾. وإن نبي الأمة ﷺ قد بشرنا بعودة الخلافة على منهاج النبوة قائلا: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد. فلم يتبق علينا إلا أن ننبذ العصابات الحاكمة في البلاد ونناصر العاملين المخلصين لإعادة الخلافة التي تتهيأ الأرض اليوم لاستقبالها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله الحضرمي – ولاية اليمن