Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
ولاية تونس

التاريخ الهجري    20 من ربيع الثاني 1447هـ رقم الإصدار: 1447 / 04
التاريخ الميلادي     الأحد, 12 تشرين الأول/أكتوبر 2025 م

 

بيان صحفي

 

مأساة قابس، ضحية خيارات دولة الحداثة

﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ

 

تتواصل احتجاجات أهل قابس بجنوب تونس بسبب السموم المنبعثة من المجمع الكيميائي، الذي حوّل المدينة إلى منطقة منكوبة بيئياً وصحياً، وأثّر بشكل مباشر على صحة سكان قابس ومواردها الطبيعية، فانتشر السرطان والأمراض التنفسية، بل وصل الأمر إلى حالات اختناق متتالية في صفوف التلاميذ. عقود من الوعود الكاذبة والإهمال المتعمد جعلت من قابس رمزاً للتهميش والتلويث، حيث تحولت ثروات الفوسفات من نعمة إلى نقمة بفعل سياسات دولة الحداثة التي اختارت الربح السريع ومصالح الشركات الكبرى على حساب صحة الناس وحقهم في العيش الكريم.

 

أيها الأهل في مدينة قابس الجميلة: لقد كانت مدينتكم في ظل حكم الإسلام، زمن الخلافة الإسلامية، واحة جميلة يطيب فيها العيش وتنبض فيها الحياة، فتحولت في ظل النظام الرأسمالي العفن إلى مدينة منكوبة وساحة اختناق وموت بطيء. لذلك لا تنتظروا حل مشاكلكم ممن هو سببها وبادروا إلى حلها بأنفسكم، بالعودة إلى منهاج ربكم، والعمل على هدم النظام الرأسمالي الذي فرضه عليكم عدوكم، وإقامة نظام الإسلام، الذي يوحد بلاد المسلمين في دولة واحدة عزيزة، ترعاهم بشرع ربهم، الذي بين بالتفصيل ما للدولة وما عليها، وما للرعية وما عليها، حيث جعل الإفساد في الأرض جريمة منكرة، قال تعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾، وحرّم رسوله الكريم ﷺ إلحاق الضرر بالنفس وبالغير فقال: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»، وقال: «لا يَبولَنَّ أحَدُكُمْ في الْمَاءِ الدَّائِمِ الذي لا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيه»، والقاعدة الشرعية أن "الوسيلة إلى الحرام محرّمة"، وعليه فإن تلويث البيئة على نحو مضرّ أو يفضي إلى ضرر أو موصل إلى حرام أثناء عملية التصنيع والتطور الاقتصادي واستغلال موارد الطبيعة، حرام شرعاً بغض النظر عن التكاليف التي تترتب على تجنب ذلك.

 

أيها الأهل في مدينة قابس الجميلة: إنّ مشكلة البيئة لا يمكن حلّها من خلال الحلول الرأسمالية التي تزن كل الأمور بالمنفعة والربح ولن يكبح جماح الشركات الرأسمالية التي أهلكت الحرث والنسل إلا حكم الإسلام في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لقوله عليه الصلاة والسلام: «فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ»، فيكون علاج هذه المشكلة في الدولة الإسلامية بتخصيص مناطق صناعية بعيدة عن المناطق السكنية للصناعات الملوثة، ومراقبة المنشآت الصناعية والزراعية وأية مصادر أخرى للتلوث، وإلزام تلك المنشآت والمصادر باتباع أساليب ونظم الإنتاج النظيف، كوحدات معالجة الفضلات الصناعية، وبعدم السماح بتسرب الملوثات للبيئة المحيطة.

 

كما تهتم دولة الخلافة بإنشاء مصانع لإعادة تصنيع الفضلات الصناعية المباحة واستغلالها ثانية كأشكال جديدة من المادة والطاقة، وهو ما يسمى بإعادة التدوير، للتقليل من كمية المخلفات الصناعية. وما يتبقى بعد ذلك من هذه المخلفات غير القابلة للاستغلال أو التدوير، فإنه يتم التخلص منه بالدفن في المناطق النائية.

 

إن احتجاجات أهالي قابس الأبطال يجب أن تكون منطلقا لإسقاط النظام الرأسمالي المتوحش وتأسيس حكم راشد على أساس الإسلام في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. قال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تونس

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية تونس
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 71345949
http://www.ht-tunisia.info/ar/
فاكس: 71345950

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.