Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
ولاية سوريا

التاريخ الهجري    7 من ذي القعدة 1446هـ رقم الإصدار: 1446 / 18
التاريخ الميلادي     الإثنين, 05 أيار/مايو 2025 م

 

بيان صحفي

 

الأمر جد وليس بالهزل

يهود لا تكتفي بالتدخل العسكري في سوريا بل تعدته للتدخل السياسي

 

دخل الاتفاق الذي توصلت إليه السلطات السورية مع زعماء ومشايخ الطائفة الدرزية بخصوص محافظة السويداء حيز التنفيذ أمس الأحد، مع دخول عناصر شرطة من أبناء المنطقة إلى قرية الصورة الكبرى وانسحاب عناصر جهاز الأمن العام إلى خارج الحدود الإدارية الفاصلة بين السويداء ودرعا جنوب سوريا، وفق ما أكدته مصادر أمنية مسؤولة لـ"القدس العربي".

 

هذا وقد أصدرت الأوامر إلى القوات الأمنية والعسكرية المنتشرة في محيط محافظة السويداء، في بلدتي الصورة الكبرى والمزرعة، بالعودة إلى مواقعها الأساسية، وذلك بعد دخول الاتفاق مرحلة التنفيذ الأولى.

 

وينص الاتفاق، الذي تم التوصل إليه قبل يومين مع زعماء ووجهاء ومشايخ الطائفة وممثلين عن الفعاليات الدينية والاجتماعية، على تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة، مقابل انسحاب كافة القوى الأمنية والعسكرية من محيط محافظة السويداء.

 

وحسب المصادر، فإن المجموعات التي ستتولى الانتشار داخل وخارج المحافظة هم من أبنائها ممن سوف يجندون ضمن وزراتي الداخلية والدفاع.

 

ووصف الاتفاق بأنه "خطوة على حق الإدارة المحلية الموسعة، كخطوة ملموسة نحو اللامركزية".

 

إن انسحاب عناصر الأمن العام التابعة لسلطة دمشق من المدينة، وحلول عناصر شرطة من أبناء السويداء أنفسهم محلها، بموجب الاتفاق الأخير بين دمشق والسويداء، وبقاء وجود المحافظ مصطفى بكور بشكل شكلي واسمي، يعدّ مؤشرا لمعالم "الخريطة السياسية الجديدة لسوريا، بثلاثة أقاليم واضحة: إقليم دمشق، إقليم شرق الفرات، وإقليم السويداء".

 

وإن ضعف المعالجات السياسية التي تقوم بها حكومة دمشق في التعامل مع ما يسمى (الأقليات)، وغياب المعالجة الشرعية لهذا الملف إنما يؤسس للتقسيم ويزيد من خطر (الأقليات) ويفتح باباً كبيراً للتدخلات الخارجية وتمكينها من اصطناع الأدوات الداخلية.

 

إن أهل الثورة عندما انطلقوا في ثورتهم عام 2011 قد رسموا خطهم وحددوا أهدافهم وثوابتهم، والتي كان منها قطع اليد الخارجية ومنعها من التدخل في شؤون أهل الشام وأراضيهم، والغريب هو كيف يحصل اليوم هذا التدخل بشكل واضح وسافر! فأن يكون ليهود كلمة في الشأن الداخلي لسوريا بعد هروب رأس النظام البائد لهو أمر عظيم ومنعطف خطير، فابتداء من تواصلات كيان يهود مع بعض مشايخ الدروز وصولاً لدفعهم لطلب اللامركزية والذي تقرأه من خلال بنود الاتفاق الذي حصل مع شخصيات في محافظة السويداء، فإنه اتفاق يعطيهم حكماً شبه ذاتي قد يجرّئ الكثيرين للسير على الخط والنهج نفسه، خاصة أن الكثيرين يراقبون ويترصدون ليحققوا مصالحهم وتطلعاتهم الانفصالية.

 

فما معنى أن يبقى السلاح بأيديهم؟!

 

ثم ما معنى أن يديروا أمورهم بأنفسهم، ثم ذكر عبارة أن يبقى منصب المحافظ "منصباً شكلياً"؟!

 

ما معنى أن يبقى السلاح بأيديهم بناء على طلبهم ليحموا به أنفسهم؟! وممن سيحمون أنفسهم؟!

 

وكيف تقبل الدولة أن تكون سلطتها منقوصة على بعض رعاياها؟!

 

إن ما حصل في السويداء من اتفاق هو خرقٌ واضح لمفهوم السيادة الذي يجب أن تعمل الدولة لتحقيقه على كافة أراضيها، تماماً كما حصل هذا الخرق عند الاتفاق مع "قسد" في مناطق شرق الفرات، وهو مطمع فلول النظام البائد في الساحل وذلك ما دفعهم للقيام بحركتهم التي قاموا بها في شهر رمضان الماضي.

 

إن الذي حصل هو أكثر من الرضا بسيادة منقوصة بل إنه يعتبر بداية تأسيس لحكم ذاتي، حكم إن حصل فسيجر في المستقبل أنهاراً من الدماء تسيل حتى ترجع هذه المناطق لسلطة الدولة، فلماذا كل هذا الفعل ولأجل ماذا؟!

 

لقد أصبح التعبير عن رفض هذا الاتفاق الذي له ما بعده واجباً، فالناس لم تخرج في ثورتها لترضى بتقسيم بلادها، بل لتتوحد جميعا تحت حكم الإسلام، الذي يضم حقوق جميع رعايا الدولة دون تمييز وفق أحكام الشرع.

 

 وإن القرارات التي تعطي لطائفة أو مجموعة امتيازات معينة أو حكماً ذاتياً لا شرعية لها ولن يرضى بها أهل الشام بل هي ترضي الدول المتآمرة على أهل الشام وأدواتها فقط.

 

لقد بات واضحا تدخل كيان يهود وأنه هو من يدفع لتحقيق هذا الأمر عبر عملائه، فهو الذي تصدر مشهد الدفاع عنهم وهو الذي تحدث عن حمايتهم، والنتيجة الواضحة هي الاتفاق الذي جاء يؤيد ما يطلبه أذناب كيان يهود.

 

إن الأمر اليوم وبعد كل ما حصل بات يحتاج إلى حسم واضح، فهذه الدعاوى ستبقى حاضرة ما دام هناك غياب للحزم والمحاسبة، وما دامت هناك آذان تستمع للخارج وتدير ظهرها لشرع ربها ومطالب حاضنتها الثورية.

 

إن هذه الثورة قد خرجت لأمر عظيم ووضعت له ثوابت فيجب ألّا نفرط بها ولا بأي شكل من الأشكال. فالمطلوب هو أن نحمي ثورتنا ومكتسباتها بتطبيق شرع ربنا في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، وتحقيق ثوابت ثورتنا، حتى لا نكون عرضة لمشاريع الدول وأطماعها ومصالحها ومخططاتها.

 

﴿إِنَّ فِي ذَ ٰلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدࣱ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية سوريا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية سوريا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: +905350370863 واتس
http://www.tahrir-syria.info
E-Mail: syriatahrir44@gmail.com media@tahrir-syria.info

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.