المكتب الإعــلامي
ولاية العراق
التاريخ الهجري | 27 من صـفر الخير 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 03 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 21 آب/أغسطس 2025 م |
بيان صحفي
علاج الأزمات التي يفرزها النظام الفاسد لا يمكن أن يكون من خلاله
منذ احتلال أمريكا للعراق عام 2003م، وعلى مدار 22 عاماً وهو يعيش أزمة مالية مع تفشي الفقر والعوز، وبالرغم من عائدات النفط التي تبلغ مئات المليارات سنوياً، يخرج علينا ساسته وخبراؤه كل عام ليدقوا ناقوس أزمة مالية محتملة قد تصل لعجز الدولة عن صرف رواتب الموظفين.
ففي يوم الثلاثاء الموافق 19/8/2025م صرح الخبير الاقتصادي العراقي، نبيل المرسومي، في تدوينة نشرها على صفحته في فيسبوك "إنَّ الحسابات المالية الرسمية الصادرة عن وزارة المالية للنصف الأول من عام 2025 تظهر أنَّ مجموع الرواتب والتعويضات بلغ نحو 44.9 تريليون دينار، في حين بلغت إيرادات تصدير النفط الخام 45.2 تريليون دينار، ما يعني أن نسبة تغطية النفط للرواتب وصلت إلى 99.2%".
إنَّ هذه الأرقام المخيفة، وهذه المعادلة المؤسفة تدل وبشكل واضح على فساد النظام الاقتصادي الذي تطبقه الدولة، علماً أنَّ هذا الرقم الكبير الذي قال إنَّه يذهب للرواتب والتعويضات، يذهب جله إلى جيوب الفاسدين في الرئاسات الثلاث وتفرعاتها، عن طريق الرواتب الضخمة، و"الفضائيين"، ورفحاء، ومشاريع النصب والاحتيال. لذلك نراهم يستقتلون على المناصب ويكيد بعضهم لبعض وبأخس الوسائل، وهذا ما نشاهده عند كل دورة انتخابات.
أيُّها المسلمون، يا أهل العراق: إنَّ مشكلة العراق وغيره من بلاد المسلمين، هي مشكلة نظام، ومشكلة خونة فاسدين سلطهم الكافر على رقابكم بعد أن هدم دولتكم وقوض سلطانكم، ولا علاج لها بالترقيعات التي يحاول طرحها من يسمون أنفسهم خبراء اقتصاديين، فهذا أحمد التميمي، المختص في الشأن الاقتصادي بعد أن يؤكد أنَّ "التوقعات الأولية للموازنة المقبلة تشير إلى استمرار العجز المالي بسبب جملة من العوامل المتداخلة، أبرزها انخفاض أسعار النفط العالمية، وهو ما يمثل أكثر من 90% من إجمالي الإيرادات، فضلاً عن الزيادة المستمرة في الإنفاق التشغيلي، خصوصاً في بند الرواتب، إلى جانب ضعف واضح في تنويع مصادر الدخل غير النفطية"، نجده يبين أنَّ "التعامل مع هذا العجز يتطلب حلولاً عملية تبدأ من إصلاح النظام الضريبي وتوسيع القاعدة الضريبية، والعمل على تحصيل الضرائب من القطاعات غير الرسمية، فضلاً عن تعزيز إيرادات الدولة من خلال رفع كفاية إدارة المنافذ الحدودية لمكافحة التهريب والفساد، وزيادة الجباية من خدمات الدولة مثل الكهرباء والماء والبلديات بشكل عادل ومنظم".
هذه هي الحلول عندما تكون العقلية من جنس النظام، أما العلاج الحقيقي والناجع فهو قلع هذا النظام العفن من جذوره مع رجالاته الفاسدين، وإقامة نظام رباني عادل؛ نظام الإسلام الذي ارتضاه رب العالمين للبشرية، يطبقه رجال عدول يخافون الله عز وجل، ويضعون قول رسول الله ﷺ نصب أعينهم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...».
فإلى هذا العز وهذه الحياة الكريمة يدعوكم حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله، فاستجيبوا لأمر الله تعالى بالعمل الجاد لإقامة وعده: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، وبشرى رسوله ﷺ بإقامتها بعد زوال الحكم الجبري: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ. ثُمَّ سَكَتَ».
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية العراق |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: infohtiraq@gmail.com |