بيان صحفي أمريكا تنتهك اليمن وتقتل أهله غير آبهة بصراخهم
- نشر في اليمن
- قيم الموضوع
- قراءة: 1121 مرات
الحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِلنَّاسِ أحكَامَ الرَّشَاد, وَحَذَّرَهُم سُبُلَ الفَسَاد, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ هَاد, المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعِبَاد, الَّذِي جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الجِهَادِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطهَارِ الأمجَاد, الَّذِينَ طبَّقُوا نِظَامَ الِإسلامِ فِي الحُكْمِ وَالاجتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقتِصَاد, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ يَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَومَ التَّنَاد, يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العِبَادِ.
الخبر:
اجتمع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي، في 2 كانون الأول/ديسمبر 2014، في بروكسل حيث اتفقوا على الدور الجديد الذي سيلعبه حلف شمال الأطلسي في السنوات القادمة في أفغانستان. فقد صرح رئيس منظمة حلف شمال الأطلسي بقوله: "لقد قررنا أن يبدأ دعمنا غير العسكري بدءًا من كانون الثاني/يناير. إنها حقًا لحظة مهمة لكل من أفغانستان وحلف شمال الأطلسي. وسيكون هذا دعمًا غير عسكري. ما يقارب اثني عشر ألف جندي من قوات الناتو سيساعدون قوات الأمن الأفغانية وسوف يلعبون دورًا استشاريًا، وسيقومون أيضًا بتدريب قوات الأمن الأفغانية التي من شأنها الحفاظ على إنجازاتنا في أفغانستان''.
التعليق:
إن وعود قوات حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الكاذبة بالإضافة إلى الحكومة الأفغانية الخانعة ليست شيئًا جديدًا. إن ما شهدناه على مدى السنوات الـ 13 الماضية هو قتل المسلمين الأبرياء، والرشوة ومداهمة المنازل، والاعتقالات، والتعذيب ونهب الموارد والفساد. وكل هذه الجرائم البشعة تتم بتعاون تام من الحكومة الأفغانية العميلة التي فُرضت على المسلمين في أفغانستان من خلال قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. في الواقع، فإن نمط الجرائم فقط هو الذي سيتغير شكله بعد عام 2015، لأن القوات الأفغانية المأجورة ستقوم الآن بهذه المهمة نيابة عنهم، بينما قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هي من ستحدد الأهداف والخطط الاستراتيجية. وبذلك فإنهم يضربون عصفورين بحجر واحد، لأن المسلمين حينئذ هم وقود الصراع على الجانبين.
لقد صرح العميل حاكم أفغانستان الجديد محمد أشرف غاني، مع الأسف، بقوله "أنا متفائل بأن ضمانات حلف شمال الأطلسي الأخيرة ستجلب السلام والازدهار إلى أفغانستان". إنه ساذج جدًا إذ إنه حتى لا يعرف ما هو السلام والازدهار ولا يدرك كيف أن شعب أفغانستان المسلم المجاهد سيحقق ذلك. إن أفكاره وتفكيره مختلف تمامًا عن تفكير المسلمين في أفغانستان. إن أشرف غاني هو شخص من صنع العلمانية الغربية ويؤمن بالقيم العلمانية وليس لديه أية مشاعر تجاه الأمة الإسلامية ولا ينظر إلى الإسلام كنظام للحياة. ومن ناحية أخرى، فإن المسلمين في أفغانستان دائمًا ما أثبتوا حبهم للإسلام بانتصارهم على بريطانيا ثلاث مرات، ثم هزيمتهم للاتحاد السوفيتي والآن قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وقيامهم بكل هذا هو بهدف عدم تمكين الكفار من احتلال بلاد المسلمين. إلا أن الهزيمة العسكرية التي منيت بها أمريكا اليوم قد جعلتها تسعى للسيطرة السياسية على البلاد عن طريق استخدام عميلهم أشرف غاني الذي أثبت، خلال 24 ساعة من رئاسته، ولاءه للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من خلال التوقيع على الاتفاقية الأمنية الثنائية واتفاقية وضع القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي التي تضمن وجود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على المدى الطويل وتحمي مصالحهم السياسية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة.
وأضاف أشرف غاني أنه يعتقد أن الاتفاق بين أفغانستان وحلف شمال الأطلسي لن يجلب السلام والازدهار إلى أفغانستان فقط ولكن للمنطقة بأكملها. ونحن نعلم جميعًا أن الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي قد جاؤوا إلى أفغانستان فقط لتحقيق مصالحهم الخاصة الشريرة وليس من أجل توفير الأمن والازدهار لأفغانستان وللمنطقة. إن الأهداف الإقليمية التي تسعى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لتحقيقها هي واضحة جدًا، فمنها احتواء روسيا والصين، والوصول إلى آسيا الوسطى والشرق الأوسط والسيطرة على النفط والهيدروكربون في بحر قزوين. وبذلك فهم سيتحكمون في طرق نقل هذه الخامات والموارد، والأهم من ذلك، العمل على إعاقة التوحيد السياسي والجغرافي والاقتصادي للأمة الإسلامية من خلال نظام الإسلام الخلافة على منهاج النبوة.
إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يستغلون الأهمية الجيوسياسية لأفغانستان لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه؛ وبالتالي، فإن أفغانستان ليست هي الهدف بل وسيلة لتحقيق أهداف أخرى في المنطقة. ولهذا السبب لم يتم إطلاق أو التخطيط لأي مشروع ضخم يمكن أن يستفيد منه مسلمو أفغانستان على المدى البعيد، ولكنهم أطلقوا فقط مشاريع معينة قصيرة المدى ذات فوائد مؤقتة ومحددة. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم تقسيم المسلمين في أفغانستان على أساس الاختلاف العرقي واللغوي والقبلي، وقام المستعمرون أيضًا وبالتعاون مع الحكام العملاء بتغيير القوانين الإسلامية في أفغانستان واستبدلوا بها قوانين غربية ويحاولون تغيير كل ما له صلة بالإسلام كنظام حياة كامل. إن المسلمين في أفغانستان يعرفون الأهداف الخبيثة للكفار وعملائهم ولن يسمحوا لهم أبدا بالنجاح في خططهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
كابول - ولاية أفغانستان
الخبر:
نشرت جريدة الدستور السبت، 2014/12/6على موقعها الإلكتروني خبرا قالت فيه: "لندن - قالت منظمة العفو الدولية في تقرير أمس أن دول الخليج الغنية تقاعست عن استضافة لاجئ واحد من سوريا في تجاهل مخجل بشكل خاص من جانب دول كان واجبا عليها أن تكون في طليعة من يقدمون المأوى للسوريين.
جاء التقرير قبل مؤتمر للمانحين تنظمه الأمم المتحدة من أجل سوريا الأسبوع المقبل في جنيف. وقالت المنظمة إن الدولتين المؤيدتين لسوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهما روسيا والصين تقاعستا أيضا عن قبول لاجئين منذ بداية الأزمة قبل أكثر من ثلاث سنوات. وهناك أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري في خمس دول فقط هي: تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
وقال شريف السيد علي رئيس مدير برنامج حقوق اللاجئين والمهاجرين بمنظمة العفو الدولية في بيان يبعث النقص الحاصل في عدد فرص إعادة التوطين التي يوفرها المجتمع الدولي على الصدمة بكل معنى الكلمة. وأضاف من المخزي أن نرى دول الخليج وقد امتنعت تماما عن توفير أي فرص لإعادة توطين اللاجئين إذ ينبغي للروابط اللغوية والدينية أن تضع دول الخليج في مقدمة الدول التي تعرض مأوى آمنا للاجئين الفارين من الاضطهاد وجرائم الحرب في سوريا. وقال السيد علي إذا كان بمقدور بلد صغير كلبنان أن يتعامل باقتصاده الضعيف ومديونيته الكبيرة مع زيادة قوامها ربع سكان البلاد فلا شك حينها أن بوسع بلدان أخرى بذل المزيد من أجل المساعدة". (رويترز).
التعليق:
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، ويقول عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾، ويقول تبارك وتعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وعَنْ أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ يَشُدُّ بَعْضَهُ بَعْضًا». وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.
وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبَي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيَّيْنِ، قُالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ».
في وقت كان يجب فيه على حكام دويلات الخليج، الذين يتمسحون بالإسلام، وفي الوقت الذي كان يجب عليهم فيه أن يتخذوا هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة منهجا لهم، أي أن يجعلوا من أحكام الإسلام الذي يدعون التزامهم بها، نبراسا يضيء لهم طريقهم في التعامل مع المسلمين في الشام وثورتهم المباركة، فيمدوا يد العون للمسلمين في الشام، الذين يرزحون تحت وطأة نظام البعث الغاشم، والذين يكتوون بنار مذابحه ومجازره منذ قرابة أربع سنوات، فينصروهم عليه، ويخلصوهم من ظلمه وبطشه، في هذا الوقت وجدناهم تقاعسوا عن نصرتهم ورفع الظلم عنهم، وأكثر من ذلك تواطأوا مع السفاح بشار ضدهم، بل وأكثر من هذه وتلك قدموا المال السياسي القذر لبعض الجماعات المسلحة في الشام، ليزرعوا الفتنة فيما بينهم ويحرفوهم عن وجهتهم، وهي قتال بشار وإسقاط نظامه، إلى الاقتتال فيما بينهم، بل وأكثر من ذلك كله يشاركون أمريكا في حلفها الصليبي على ثورة الشام، ثورة الأمة وأملها في التخلص من ربقة الاستعمار، وسيطرته على بلاد المسلمين وثرواتهم ومقدراتهم، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
ثم ها هم فوق تلك الجرائم والموبقات كلها يمتنعون حتى عن إيواء ولو لاجئ واحد من أهل الشام، فلا هم نصروا، ولا هم آووا، بل تواطأوا وتآمروا وقتلوا، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
﴿قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك
الخبر:
قضت محكمة جنايات القاهرة صباح السبت 2014/11/29 ببراءة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك من جميع التهم المنسوبة إليه.
التعليق:
1- لم يفاجئ حكم البراءة لفرعون مصر الأسبق أحداً من أرباب السياسة الواعين على الأوضاع المحلية والدولية، والّتي أظهرت توحد مساراتها أنّ الشيء من معدنه لا يستغرب. كما لم تفاجئ غيرهم من المقربين من الإدارة الأمريكية الّذين هم بعضٌ من أدواتها، ولا حتى الفرعون ذاته الذي أُسقط عن الحكم حتف أنفه؛ وهو سمسار أمريكا الكبير في المنطقة، وخادمها طوال ثلاثين عاماً، وقد أدى مهمته بإخلاصٍ وسلمها كاملةً إلى خلفه...، ولذلك رفض مغادرة البلاد عقب ثورة يناير؛ ثقةً منه بأسياده الأمريكان، وخلفائه العسكريين والسياسيين، وبالقضاء الذي سيسه للخدمة معه.
2- ولكنَّ الذين فوجئوا بالبراءة الآثمة؛ هم قطاعات الشعب العريضة الذين مارس عليهم حكامهم أذناب الغرب الكافر قرابة قرن من الزمان، جميع أصناف التضليل الفكريِّ والتغييب السياسي...، حتى أحالوا حياتهم جحيماً لا يطاق! وبذلك تمكَّن حكامهم بعد الثورة من مخاتلتهم وسرقة ثورتهم، واستطاعوا المحافظة على النظام الغربيِّ بكل مكوناته، بل وازدادوا اليوم عتواً، بتبرئة الفرعون الأسبق وجميع رموزه الفاسدة .. حتى بات بعض سياسييهم، يتخيل منذ لحظة الإعلان الأولى عودة الفرعون للحياة السياسية مرة ثانية!!.
3- ولذلك لم يكن غريباً على القضاء العلمانيِّ، الّذى يعمل في مصر بالقوانين الوضعيّة والدساتير الغربيّة الجائرة منذ الاحتلال الغربيِّ؛ أن يمارس طبيعياً الظلم في أقضيته، فيبرئ الظالم ويجرم البريء. وأن يكون القاضي منهم على المسلمين حكماً وخصماً، ولأعدائهم حكماً وعوناً، يجري أحكامه على هوى حكامه؛ فيستَحدث لهم من القوانين ما يشاؤون، ولو كره المؤمنون!.
4- أتى الأمر بإعلان البراءة لعدو الأمَّة، في اليوم التالي لتداعي شباب الكنانة للنزول إلى الميادين، وهم حاملي المصاحف؛ إعلانا منهم عن تمسكهم بهويتهم الإسلاميَّة، وتعبيراً عن رفضهم التبعيَّة الغربيَّة، وتعوُّذا من بطش الجيش بهم، وجاء الأمر بالبراءة في هذا الوقت من قبل الدولة، استخفافاً بمشاعر الأمَّة، وإزدراءً لشأنها، وإمعاناً في كسر إرادتها، فكان احتشاد قوى الدولة فيه لمواجهة المتظاهرين، احتشاداً مبالغاً فيه، نمَّ عن حالةٍ شديدةٍ من الذعر تملَّكت كيان الدولة، حينما لمست تفرُّد التوجه الإسلاميِّ في حراك الشباب.
5- إنَّ تداعي شباب الكنانة قبيل وبعد إعلان البراءة، لاقتحام الميادين المدججة بالسلاح وهم يهتفون: "الشعب يريد إعدام الرئيس"، "اعتصام اعتصام.. حتى يسقط النظام"، "قالوا ثورة قالوا تغيير.. شالوا مبارك حطوا مشير"، "شلنا الراس فاضل الديل.. يلا يا شعب شد الحيل"، "ثورة كاملة ثورة تشيل.. كل فاسد كل عميل"... إنَّ هتافهم هذا - والحمد لله - ليدل دلالةً واضحةً على عودة الوعي لشباب الأمَّة، وخروجه من شرنقة الغيبوبة السياسيَّة التي فرضت عليهم. وعلى أنَّ الأمر له ما بعده.
فهذه الهتافات تؤكِّد على تنامي الإحساس بالظلم الواقع عليهم، وتعاظم الشعور بالذنب على السكوت على ظلم الحكام لهم، وازدياد الإدراك لديهم بالقدرة على التحرر والتغيير... فقد رأوا أكذوبة الديمقراطيَّة الغربيَّة تتهاوى أمامهم، وزيف الدولة المدنيَّة وشرعتها الموهومة تذوي دونهم، وخديعة الاستقواء بحبال أمريكا تبلى بالأيدي من حولهم... الأمر الّذي يؤكِّد حقيقةً لا محيد عنها؛ وهي أنَّه لا خلاص لأهل مصر إلا بهدم النظام بكل هياكله الغربيَّة، وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوَّة على أنقاضه، وبذلك تصل الثورة إلى غايتها المنشودة، وتحقق التغيير الحقيقيَّ الَّذي يعود بالخير عليها وعلى العالمين!!.
﴿إنّا لننصرُ رسلنا والّذينَ آمنوا في الحياةِ الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف سلمان - مصر
الخبر:
قال وزير الخارجية الليبي محمد الدّايري يوم الجمعة 5 ديسمبر 2014 في حوار على إذاعة كاب أف أم أن ليبيا لن تنسى الوقفة التاريخية لتونس شعبا وحكومة إلى جانب الليبيين.
وفي علاقة بالأوضاع الأمنية التي تعيشها ليبيا أكد وزير الخارجية أنها خطيرة وتمثل خطرا على دول الجوار في المنطقة.
وأكد وزير الخارجية الليبي أن الحكومة بصدد معالجة الإخلالات الأمنية التي تعيشها البلاد، داعيا المنتظم الأممي إلى مساعدة الحكومة الليبية على بسط الأمن في البلاد.
وتأتي تصريحات وزير الخارجية الليبي في الوقت الذي يشهد فيه الجزء الليبي من معبر رأس الجدير الحدودي معارك بين قوات اللواء خليفة حفتر ومتمردين.
وأفادت قناة العربية أن شخصا على الأقل قد قتل وجرح ثلاثة آخرون في المعارك الدائرة بالجزء الليبي من معبر رأس الجدير.
من جهته قال مصدر أمني رفيع المستوى لإذاعة شمس أف أم أن المعارك الدائرة في ليبيا لن تؤثر سلبا على حركة المسافرين والعربات من الجانب التونسي.
التعليق:
لقد قامت الثّورة في ليبيا مثلها مثل نظيراتها في تونس ومصر واليمن وسوريا، من أجل رفع الظّلم والاستبداد، وقد تُوّجت بزوال طاغيتهم "القذافي" ولكن بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على هذه الثورة فإنّ الأوضاع ما زالت غير مستقرّة فلم تتمكن الحكومات المتعاقبة من إحكام قبضتها على الأسلحة المنتشرة بأيدي الكتائب في جميع أرجاء البلاد.
ومن المعلوم أنّ تضارب المصالح الغربية هو السبب الرئيسي في عدم الاستقرار الذي تعيشه البلاد، إذ إنّ الصراع الغربي على الثروات البترولية والغازيّة لاستنزافها حتّم عليها الإبقاء على وضعية الفوضى حتى يتمكنوا دون عناء من نهب خيراتها. وقد تجلّى هذا منذ البداية عبر التدخّل العسكري لحلف ال"ناتو"، وبعد التخلّص من القذافي عمدت أمريكا للمراهنة على الجنرال المتقاعد خليفة حفتر بدعمه عسكريّاً وبالسّماح لتدخّل الطائرات المصرية والإماراتية لضرب خصومه، ولم يقف الأمر عند هذا الحد إذ طلبت من تونس والجزائر السماح لها باستعمال أجوائهما لضرب المقاتلين المتشدّدين بتعلّة محاربة الإرهاب وبزعم حماية البلدين من زحف الإرهابيين والتكفيريين.
لقد دفعت هذه الأوضاع المضطربة بالكثير من الليبيّين للفرار إلى تونس بحثا عن الأمن والأمان، وقد وجدوا الترحاب وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من أهلنا في الجنوب فقاموا باحتضانهم، وهو ما يكشف بوضوح عجز حدود سايكس - بيكو على أن تفرّق بين أفراد الأمّة الواحدة وما لم تُدركه الأمّة فكرًا أدركته وجعًا.
إنّه لحريّ بأهلنا في ليبيا أن يدركوا خطورة الاستنجاد بالدول الاستعمارية الطامعة في خيرات الأمّة "فالمؤمن لا يستجير بنار المشركين" وقد بان من هؤلاء مكرٌ وغدرٌ إذ هم لا يرقبون في المسلمين إلّا ولا ذمّة وشغلهم الشّاغل نهب ثروات الأمّة وخيراتها.
إنّه من الضروري على الفرقاء في ليبيا العمل جاهدين على قلع التدخّل السافر للغرب الكافر المستعمر في شؤونهم الداخلية وأن يعملوا من أجل تطبيق شرع ربّهم بإقامة دولة إسلامية تكون النّواة الأولى ثم تنطلق في ضمّ بقية البلاد الإسلامية فتكون لهم مكرمة السبق بإقامة تاج الفروض؛ خلافة على منهاج النبوّة.
قال تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد علي بن سالم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تونس
العناوين:
• السياسي البريطاني اللورد هودجسون يلوم المسلمين على اضمحلال قطاع الحانات في بلاده
• دراسة بحثية: المسلمون البريطانيون هم الشريحة المجتمعية التي تواجه أكبر قدر من التمييز في الحصول على عمل
• خندق باكستاني على امتداد الحدود مع أفغانستان يثير غضباً عارماً لدى كابل
• قائد الجيش الباكستاني يقول: "العدو يعيش بين أظهُرنا ويتكلم بلساننا"
التفاصيل:
السياسي البريطاني اللورد هودجسون يلوم المسلمين على اضمحلال قطاع الحانات في بلاده
وُسِم أحد "النبلاء" المحافظين، وهو واحد من المسؤولين الكبار في قطاع صناعة الخمور سابقاً، "بالسخيف" عندما ألقى باللوم على المسلمين في الانخفاض الشديد لأعداد الحانات. حيث كان اللورد هودجسون، من منطقة آستلي أبوتس، والذي كان قد شغل منصب مدير في سلسلة حانات مارستون في بيرتون أبون ترينت مدة 12 عاماً، قد قال خلال مداولات إحدى جلسات مجلس اللوردات البريطاني أن "عوامل اجتماعية - اقتصادية، ومن ضمنها تزايد أعداد المسلمين الذين يمتنعون امتناعاً كلياً عن تناول المسكرات، أكثر تسبباً من سلاسل شركات الحانات "الجشعة" في اضمحلال أعداد الحانات. وقال عضو البرلمان السابق في معرض دفاعه عن سلاسل شركات الحانات الكبرى "لقد أدت الزيادة في عدد السكان المسلمين الذين لا يشربون المسكرات في مناطق نوتنهام وليسيستر ومانشيستر وليدز وبيرمنغهام إلى إغلاق الكثير من الحانات هناك. وإنه لمن الصعوبة بمكان على صاحب حانة أمضى 10 سنوات من عمره وهو يحاول بناء مؤسسة أعمال أن يقبل ويسلّم لهذا المدّ التاريخي الحتمي." غير أن اللورد هودجسون نفسه قال للإندبندنت مدافعاً أن منتقديه كانوا "أكثر تحسساً مما ينبغي"، وأن خطابه أورد عدة أسباب مختلفة لتقلص الحانات البريطانية، وكان من ضمنها مسائل تتعلق بمعدلات [نمو] قطاع الأعمال، و"تجريد بريطانيا من قطاعات التصنيع فيها"، وتشدد قوانين الترخيص للصناعات، والتدفق المفاجئ للخمور الرخيصة من متاجر السوبرماركت. وأضاف: "هذا ليس انتقاداً للمسلمين. ظننت أن جميع المسلمين تقريباً لا يشربون الخمرة، لكن ربما يكون البعض منهم يتناولونها. وقد أشار خطابي إلى عدة مشاكل جدّية تواجه قطاع الحانات." [المصدر: صحيفة الإندبندنت]
إن عدد المسلمين في بريطانيا لا يتجاوز 3 ملايين، في حين يقارب عدد سكانها الإجمالي 60 مليوناً. وعليه، فإن انخفاض عدد الحانات والخمارات العامة لا علاقة له البتة بالمسلمين، بل هو ناجم في المقام الأول عن قوانين الحكومة البريطانية التي جعلت الخمور في متناول الجميع، حيث بات في مقدور كل الناس، حتى الأطفال منهم، شراء الخمور الرخيصة من متاجر السوبرماركت وما شابهها من المحلات. لكن السياسيين البريطانيين، بدلاً من الانكباب على معالجة صنوف الفسق والانغماس في الملذات الحسّية المتصاعدة جرّاء تناول الخمور، تجدهم لخبثهم وفسادهم، لا يحسنون شيئاً سوى محاولة تعليق جميع العلل التي تفتك ببريطانيا على شماعة المسلمين.
---------------
دراسة بحثية: المسلمون البريطانيون هم الشريحة المجتمعية التي تواجه أكبر قدر من التمييز في الحصول على عمل
وجدت دراسة بحثية أجريت حديثاً أن المسلمين يواجهون أسوأ درجات التمييز، من بين جميع الأقليات في المملكة المتحدة، فيما يتعلق بفرص الحصول على عمل أو وظيفة. فقد أظهر البحث، الذي نشرته صحيفة الإندبندنت، أن أصحاب العمل ينظرون إلى المسلمين على أنهم "لا ولاء لديهم لصاحب العمل، كما أنهم مصدر تهديد للشركة أو المؤسسة"، ما يقلص إمكانية حصول أتباع الدين الإسلامي على عمل إلى درجة أقل بكثير مما هي لدى النصارى. حيث تقل إمكانية حصول الرجال المسلمين على عمل بنسبة تصل إلى 76% عن إمكانيتها لدى الرجال البريطانيين النصارى من نفس السن والمؤهلات. كما تقل إمكانية حصول النساء المسلمات على وظيفة بنسبة تصل إلى 65% عن إمكانيتها لدى نظيراتهن النصرانيات البِيض، حسبما أفاد تقرير الدكتور نبيل خطاب والبروفيسور رون جونستون من جامعة بريستول. كذلك يحظى الرجال والنساء المسلمون بفرصة أقل أيضاً في الحصول على وظيفة على مستوى المدراء. وقد اعتمد هذا التقرير على بيانات حصل عليها من قسم مسح القوة العاملة التابع لمكتب الإحصاءات القومي، حيث شمل هذا المسح ما يزيد على نصف مليون شخص. وخلص التقرير، الذي قام بدراسة 14 جماعة عرقية ودينية، إلى استنتاج مفاده أنه بالرغم من أن لون البشرة لم يكن ذا أثر كبير في إمكانية حصول الناس على وظيفة من عدمها، كان المسلمون هم الشريحة الأكثر حرماناً. أما البريطانيون البِيض النصارى فكانوا الشريحة التي تعاني أقل قدر من التمييز في التوظيف، بحسب التقرير، وذلك باستثناء البريطانيين اليهود، الذين تبين أنهم الأوفر حظاً بين الجميع في سوق العمل. فقد كانت إمكانية حصول النساء اليهوديات على عمل أكبر بنسبة 29% من إمكانيتها لدى نظيراتهن البريطانيات البِيض النصرانيات، كما كانت النسبة لدى الرجال أكبر بنحو 15% منها لدى نظرائهم البِيض النصارى. هذا في حين كانت فرصة الرجال والنساء البريطانيين الملحدين البيض أقل من نظرائهم النصارى بنحو 20 و 25 في المئة على التوالي. [المصدر: صحيفة هافينغتون بوست]
ألم ينبئنا العليم الخبير جلّ شأنه: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾؟!
---------------
خندق باكستاني على امتداد الحدود مع أفغانستان يثير غضباً عارماً لدى كابل
تقوم باكستان حالياً بحفر خندق ضخم عبر الأراضي المقفرة الغبراء على امتداد حدودها المتنازع عليها مع أفغانستان، وذلك لصدّ الانفصاليين والمهرّبين والمجاهدين، سعياً منها لإعادة الهدوء والاستقرار إلى تلك المنطقة القبلية التي لا يحكمها قانون. ولكن، مثله في ذلك مثل جدار برلين أو الجدار الفاصل الذي بناه كيان يهود في الضفة الغربية، فإن الخندق المزمع إنشاؤه بطول 485 كيلو متراً من شأنه أن يجسد ويكرس خط حدودٍ طالما عدَّه المواطنون المحليون حداً مصطنعاً يمزق الأسر ويشلّ التجارة في المنطقة. كما أنه يصب الزيت على نار التوترات القائمة بين أفغانستان وباكستان، حليفي الولايات المتحدة اللذين دأبا على اتهام بعضهما بعضاً بغض الطرف عن المجاهدين في البلدين. وسيسير الخندق على امتداد جزء من خط ديوراند للحدود البالغ طوله 2640 كيلو متراً. وقد سُمّي هذا الخط على اسم الدبلوماسي البريطاني مورتيمر ديوراند الذي رسم ما أصبح اليوم حدوداً معترفاً بها دولياً، وذلك بموجب اتفاق مع حاكم أفغانستان عبد الرحمن خان في 1893. غير أن الحكومة الأفغانية المعاصرة لم تقبل يوماً بهذا الخط، كما لم تقبل به المجتمعات القبلية المحلية التي تتجاوزه كلما أرادت وكيفما شاءت. فقد اعتاد السكان المحليون على عبوره جيئة وذهاباً دون قيود، كما يملك البعض منهم أراضيَ على جانبي الخط. على أية حال، يجري حفر الخندق الآن في مقاطعة بلوشستان الباكستانية، حيث يقاتل الثوار البلوش إسلام آباد منذ عقود مطالبين بالمزيد من الحكم الذاتي وبحصة أكبر من ثروات النفط والغاز والنحاس والذهب التي تستخرجها الحكومة الباكستانية من المنطقة. وإنه لمنشأة تزعج العينَ رؤيتُها! فهو خندق هائل يبلغ عرضه ثلاثة أمتار وعمقه 2.4 متراً، ويتلوى كما الأفعى لمسافة 180 كيلو متراً، حتى الآن، عبر الصحراء الشاسعة. وقد قال سلاح حرس الحدود الباكستاني في بيان له مؤخراً أن من شأن الخندق "أن لا يساعد في المكافحة الفعالة لحركة مهربي المخدرات والأسلحة والذخائر فحسب، بل وسيساعد كذلك في منع تسلل الإرهابيين والمهاجرين غير القانونيين." حيث تخشى باكستان من إمكانية وصول أسلحة للعدد الذي لا يحصى من جماعات المجاهدين هناك، ومن ضمنها حركة طالبان. أما كابل، على الطرف الآخر، فتنظر إلى الخندق على أنه أحدث تحرّك يأتي لتجسيد "اللّعبة الكبرى" للحقبة الاستعمارية من جديد، إذ تأمل باكستان أن يتم لها من خلاله زعزعة استقرار جارتها من أجل توسيع نفوذها الإقليمي. فأفغانستان تعتبر باكستان بالفعل منبع تمرد حركة طالبان الذي قاتلته، وما زالت، على امتداد 13 سنة الماضية، بدعم من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وقد قال الجنرال عبد الرازق، رئيس شرطة مقاطعة قندهار الأفغانية المحاذية لبلوشستان: "إن الناس هنا لم يقبلوا أبداً بخط الحدود الباكستانية الأفغانية من أصله." وأضاف عبد الرزاق، الذي اشتهر منذ مدة طويلة في محاربة حركة طالبان بلا شفقة أو رحمة: "إن باكستان لا تفعل شيئاً لوقف الإرهاب. وإذا كانوا يريدون وقفه حقاً، فإنه يتعين عليهم التوقف عن إنتاجه." وتابع قائلاً: "الهدف من الخندق بكل بساطة هو رسم خط حدود مع أفغانستان وادّعاء أن أرضنا هي أرضهم." لكن باكستان تصر على القول إنها مصممة على محاربة الجماعات المتطرفة، مستشهدة على ذلك بحملة هجومية ضخمة كانت قد بدأتها الصيف الماضي في منطقة شمال وزيرستان القبلية على الحدود مع أفغانستان. [المصدر: شبكة ABC الإخبارية]
إن الحدود الأفغانية الباكستانية مصدر بؤس وشقاء دائمين للمسلمين في البلدين. وبدلاً من هدر الموارد العزيزة في التناحر بين الأخوين الجارين، فإن الصواب هو خلع عباءة الوطنية البغيضة التي خلّفها الإنجليز وطرحها في هاوية سحيقة، وذلك بإزالة الحدود المصطنعة بين البلدين، ليعيش شعباهما إخوة متحابين جنباً إلى جنب كما أراد الله سبحانه وتعالى، حيث قال جلّ شأنه:
﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾
---------------
قائد الجيش الباكستاني يقول: "العدو يعيش بين أظهُرنا ويتكلم بلساننا"
قال قائد الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف أن الأمن لم يعد يعنى بالتهديدات الخارجية فقط، وإنما صار أمراً ذا صلة وثيقة ومهماً كذلك في مجالات السياسة وحقوق الإنسان والاقتصاد والأمن المائي والإرهاب والتمرد. وقد ورد ذلك في كلمة ألقاها الجنرال رحيل شريف باعتباره كبير الضيوف في مؤتمر "القمة الصناعية" الذي نظمه معهد الاستقرار الاستراتيجي بجنوب آسيا في أحد فنادق مدينة كراتشي يوم الخميس. ومضى رئيس أركان الجيش الباكستاني قائلاً إن عدو باكستان في الوقت الحاضر "يعيش بين أظهرنا ويتكلم بلساننا"، مضيفاً أن تعريف الأمن قد تغير مع مرور الزمن.
وقال الجنرال إنه، نتيجة لازدياد الاستقطاب والتمحور، باتت الحكومات غير قادرة على حماية شعوبها وأمنها القومي. وأضاف موضحاً: "إن المعارك في ظل الأوضاع الجيوسياسية المعاصرة لم تعد تدور بين دول وأطراف من غير الدول، بل صارت تدور رحاها مع أفراد فوق عاديين، وهم أفراد يستغلون الفضاءين الوطني والدولي معاً لخدمة أهدافهم ورغباتهم الذاتية. حيث يملك هؤلاء الأفراد غير العاديين القدرة على التلاعب بالشبكات والمنظمات ومؤسسات الدولة لخلق موجات من القلاقل وعدم الاستقرار، وزرع بذور الخلاف والتنافر في قلب مؤسسات الدولة. ولذلك، فإن الانفجارات (المترجم: المقصود هو الانفجارات العادية، أي تفتُّت القنبلة إلى شظايا وتحطيمها للشيء المراد تفجيره وتبعثُر الشظايا والحطام وانطلاقهما إلى خارج الشيء ذاته) لا زالت وستبقى أداةً صالحة وفعالة للحرب، لكن التفجيرات الداخلية (المترجم: تفجير الشيء من داخله في داخله، وبقاء الشظايا والحطام داخله، كمن يهدم البيت من داخله فوق رؤوس أصحابه!!!) هي الآليات الجديدة لإلحاق الهزيمة." [المصدر: تلفزيون DAWN الإخباري]
إن الجنرال رحيل شريف ينتهز أية فرصة متاحة لزرع وتثبيت فكرة وجوب تركيز باكستان نظرها، واهتمامها، وكل جهدها، على مواجهة التهديدات الأمنية الداخلية، ولا شيء سواها. وهذا الموقف من الجنرال شريف ينسجم مع عقيدة سلفه الجنرال كياني، أو لنكون أكثر دقة ووضوحاً، يتطابق تماماً مع العقيدة الجديدة التي وضعتها أميركا للجيش الباكستاني والدولة الباكستانية، التي تقضي بأنه يجب على باكستان التركيز على القضايا والشؤون الداخلية، وإحلال السلام مع الهند.
فأميركا لا يهمّها سوى أن تجعل الهند عميلها الرئيسي في المنطقة. ما يعني ضرورة قيام باكستان بتقليص قدرات جيشها، وسحب قواتها من الحدود مع الهند، ونشرها لحفظ أمن باكستان الداخلي. وهذا أمر في غاية الخطورة. وما لم يأخذ أبناء باكستان المسلمون الشرفاء الأطهار على يد شريف ويمنعوه من تحقيق أهداف أميركا الخبيثة، فإنه سيسارع إلى إجراء تخفيضات كبرى في عدد القوات المسلحة الباكستانية.
نحييكم جميعا أيها الأحبة ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ورد عند مسلم في صحيحه رحمه الله
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ قَالَ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ"
قَالَ الْعُلَمَاءُ: مَحَبَّةُ اللَّهِ تَعَالَى لِعَبْدِهِ هِيَ إِرَادَتُهُ الْخَيْرَ لَهُ، وَهِدَايَتُهُ، وَإِنْعَامُهُ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ، وَبُغْضُهُ إِرَادَةَ عِقَابِهِ أَوْ شَقَاوَتِهِ وَنَحْوِهِ، وَحُبُّ جِبْرِيلَ وَالْمَلَائِكَةِ يُحْتَمَلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا اسْتِغْفَارُهُمْ لَهُ، وَثَنَاؤُهُمْ عَلَيْهِ، وَدُعَاؤُهُمْ. وَالثَّانِي أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ عَلَى ظَاهِرِهَا الْمَعْرُوفِ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ، وَهُوَ مَيْلُ الْقَلْبِ إِلَيْهِ وَاشْتِيَاقُهُ إِلَى لِقَائِهِ.
وَسَبَبُ حُبِّهِمْ إِيَّاهُ كَوْنُهُ مُطِيعًا لِلَّهِ تَعَالَى، مَحْبُوبًا لَهُ.
وَمَعْنَى (يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ) أَيِ الْحُبُّ فِي قُلُوبِ النَّاسِ، وَرِضَاهُمْ عَنْهُ، فَتَمِيلُ إِلَيْهِ الْقُلُوبِ، وَتَرْضَى عَنْهُ. وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ (فَتُوضَعُ لَهُ الْمَحَبَّةُ)
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا) بِصِيغَةِ الْمُضَارَعَةِ، إِشَارَةٌ إِلَى اسْتِمْرَارِ ذَلِكَ
وقال ابن القيم رحمــه الله: يكون حب الله للعبد بأمورٍ عديدة:
أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد منه
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها توصله إلى درجة المحبوب بعد المحبة.
الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب، والعمل والحال. فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر.
الرابع: إيثار مَحَابِّهِ على مَحَابِّكَ عند غَلَبَات الهوى.
الخامس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة، فإنها داعية إلى محبته.
السادس: وهو من أعجبها؛ انكسار القلب بكليَّته بين يدي الله تعالى.
السابع: الخلوة به وقت نزول رحمة الله لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية ثم ختم ذلك بالاستغفار.
الثامن: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم.
أحبتي في الله :
لقد ورد في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم العديد من الأسباب الموجبة لمحبة الله لعبده، منها:
1.التقوى: قال تعالى: (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) سورة آل عمران
2.التوكل على الله: قال تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) آل عمران
3.الصبر بأنواعه الثلاثة:
الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على الحوادث المؤلمة. قال تعالى: (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) آل عمران
4.العدل: العدل مع كل الناس كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم، مسلمهم وكافرهم. قال تعالى: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) المائدة.
5. التوبة: المداومة على التوبة والرجوع إلى الله: قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة.
6.الاتباع: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهديه وسنته في كل شؤون الحياة.قال تعالى: (قلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آل عمران
7. النوافل: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض. قال تعالى في الحديث القدسي- الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:
(إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ،... الحديث) رواه البخاري.
أحبتي في الله:
إن لمحبة الله لعبده آثاراً وثماراً عظيمة منها:
1- التسديد: تسديد الله للعبد في جوارحه فلا يفعل بها إلا ما يرضي الله، ولا يستعملها فيما يغضب الله.
2- استجابة الله لدعائه:
قال تعالى في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: (...، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) رواه البخاري.
3- وضع القبول له في الأرض:
قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ قَالَ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ) رواه مسلم
يا خير أمة أخرجت للناس:
إن محبة الله دعوى يدعيها كل واحد فما أسهل الدعوى! وما أعز المعنى !فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان وخداع النفس، فالمحبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وثمارها تظهر في القلب واللسان و الجوارح.
فالبحث ليس مقدار حبنا لله - تبارك وتعالى- بل مقدار حب الله لنا. كذلك فإن معنى أن يحبنا الله -عز وجل- أن يغفر لنا، فمن يحب يعفو ويغفر، وقد ورد ذلك في الكثير من الآيات والأحاديث، ومن أمثلة ذلك (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) سورة الأنعام
وإذا أحب الله عبدا جعله شفيقا رحيما على جميع عباده رفيقا بهم شديدا على أعدائه كما قال الله (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الفتح، وقال عنهم (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) المائدة.
فالإنسان عباد الله لا يدري بما يختم له عند الموت فعليه أن يسأل الله دائما حسن الختام، إن الإنسان يموت على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه. ولا يظلم ربك أحداً.
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك ومن يقربنا إلى حبك، اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، وأعزنا بالاسلام، وبدولة الاسلام، ونجنا من الظلمات إلى النور, وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك قابلين لها وأتممها علينا.
احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.